صحيفة إسرائيلية: صفقة التبادل اعتراف بالفشل العسكري والسياسي في غزة

منذ يومين

12

طباعة

مشاركة

بعد أكثر من 15 شهرا من عدوانها على غزة، يرى إعلام عبري أن إسرائيل لم تحقق نجاحات إستراتيجية، وأن صفقة وقف إطلاق النار هي "اعتراف بالفشل".

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن “إسرائيل لم تتمكن من هزيمة حركة حماس، أو إعادة الأمن لسكان إسرائيل، أو تحرير المختطفين”.

وسلطت الضوء على مخاطر أمنية محتملة ستواجهها إسرائيل، جراء إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين في إطار صفقة التبادل.

صفقة شاليط 

واستذكرت الصحيفة صفقة جلعاد شاليط في ديسمبر/ كانون الأول 2011، حين أُطلق سراح صفوان العويوي شكيب عويوي، وموسى وزوز، وإبراهيم فهد، الأعضاء في حركة حماس، هذا إلى جانب يحيى السنوار.

وبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم آنذاك 1027، مقابل جندي إسرائيلي واحد، شاليط.

وانتقدت الصحيفة الصفقة، وكانت ترى أنها أدت إلى “عودة هؤلاء المفرج عنهم إلى ممارسة الإرهاب”، وفق زعمها.

وتابعت: "فمثلا، نفذ عدد من أعضاء حماس المفرج عنهم، سبع عمليات في منطقة الخليل، أسفرت عن مقتل ستة إسرائيليين وإصابة ثمانية آخرين".

في الوقت ذاته، أقرت أنه "لم يكن بوسع أحد أن يتنبأ بأن أحد المفرج عنهم في صفقة شاليط، سيصبح قائدا لحماس يقود أعنف هجوم على إسرائيل".

مع ذلك، حذرت الصحيفة أنه “حاليا لا يمكن إنكار أن الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم في الصفقة قد يتحولون إلى قتلة جماعيين”، بحسب ادعائها.

ودعت إلى أن "من يوافق على الصفقة، أن يتذكر أن تجارب الماضي تظهر أنه لا يُعاد تأهيلهم في السجن، بل فقط يتم احتجازهم فيه".

وأفادت "يديعوت أحرونوت" بأن تحذيرها يأتي من "منطلقات مختلفة، بغض النظر عن التفاصيل المعقدة حول من سيتم الإفراج عنه، ومتى، ومقابل من أو ماذا، ومن هو على قيد الحياة ومن فارق الحياة".

وأوضحت أنه "رغم تقدير العديد من الإسرائيليين أن معارضة الصفقة أمر غير أخلاقي، وأن ترك المختطفين ليس أمرا يهوديا". 

إلا أنه في الوقت ذاته، "هناك العديد من الأشخاص يتخوفون من الخطوة التالية، ويتساءلون حول أخلاقية تعريض حياة البعض للخطر من أجل إنقاذ البعض الآخر"، بحسب الصحيفة.

وأردفت: "عندما وُقعت صفقة شاليط، لم نتمكن من تصور الأشخاص الذين كانوا على وشك أن يُقتلوا".

واستدركت: "لكن الواقع اللاحق تجاوز كل خيال، فمن كثرة الضحايا، أصبح من الصعب التعرف على كل الأشخاص".

اعتراف بالفشل

ووفق الصحيفة، "فقد سعت حماس منذ البداية إلى وقف الحرب، مع استمرار وجودها في المشهد".

وعقبت: "نتفهم ونقدر معارضة الحكومة الإسرائيلية لذلك، حيث كان لا بد من ضمان عودة سكان (المستوطنات المحاذية لغزة) بأمان إلى بيوتهم".

وأضافت: "إذا انتهت الحرب وحماس لا تزال قائمة، فكيف يمكن لسكان (المستوطنات المحاذية لغزة) العودة إلى منازلهم بأمان، وهم يعلمون أنهم معرضون لأشكال عديدة من التهديدات، بداية من البالونات الحارقة إلى إطلاق النار، مرورا بإطلاق الصواريخ وانتهاء بالتوغلات، حيث يمكن أن تتكرر مرة أخرى كل تلك الأحداث".

واستطردت الصحيفة: "قد يكون من المستحيل أن نقضي على فكرة حماس والمقاومة".

ورأت أن صفقة الأسرى هي "اعتراف بالفشل، حيث اتضح أن الضغط العسكري -للأسف- ليس فعالا بما يكفي".

وعزت ذلك الفشل إلى "عدم وجود نجاحات إستراتيجية في جبهة غزة، حيث لم تنجح إسرائيل في تحرير الرهائن، ولا القضاء على حماس، أو إعادة الأمن لسكان (المستوطنات المحاذية لغزة)".

وحمّلت الصحيفة مسؤولية هذا الفشل لليمين ومعارضي الصفقة، حيث تبيّن خلال الخمسة عشر شهرا الماضية أن البديل الذي اقترحوه "فارغ من المضمون". 

وأضافت: "إن فكرتهم بقطع الأكسجين عن غزة، تقطع الأكسجين أيضا عن المختطفين".

وترى أن "كل شيء تقريبا في الحياة العامة، عاد إلى السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023".

وأكملت: "عادت الحكومة لتتشاجر مع القضاة، والمتدينون يتجادلون مع العلمانيين، والحريديم يرفضون التجنيد أكثر من أي وقت مضى، والوزراء منشغلون بالانتخابات التمهيدية المقبلة أكثر من الوزارات التي يشرفون عليها".

واسترسلت: "إذا مررنا بكل هذا، مع إزالة الخطر الإيراني عن أعناقنا، وعدنا إلى نفس النقطة، فمن الأفضل على الأقل أن يعود بضع عشرات من الأشخاص إلى منازلهم، وأن تتمكن بضع عشرات من العائلات من إغلاق هذه القضية".

واختتمت الصحيفة قائلة: "حتى لو لم يكتمل الإصلاح، يمكننا على الأقل البدء في التعافي، إلى حين تشكيل لجنة التحقيق".