بعد انتخاب جوزيف عون رئيسا.. هل يستعيد السنة نفوذهم في لبنان؟

منذ يوم واحد

12

طباعة

مشاركة

بعد نحو عامين من شغور المنصب، انتخب مجلس النواب اللبناني، في التاسع من يناير/ كانون الثاني 2025، قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للبلاد.

ومع حديث عون عن "تطبيق نظام سياسي جديد"، وتحركات السعودية في الكواليس "لتحدي الهيمنة الإيرانية في لبنان"، يرى موقع "زمان" العبري أن "الطائفة السنية في لبنان باتت اليوم لديها فرصة أكبر للهيمنة على الساحة السياسية".

بداية مثالية 

وأورد الموقع ما نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، بخصوص إبلاغ المبعوث الأميركي الخاص، عاموس هوكشتاين، مسؤولين حكوميين في بيروت أن إسرائيل ستنسحب من لبنان بحلول 26 يناير/ كانون الثاني 2025، أي قبل خمسة أيام من الموعد المتفق عليه بين الطرفين.

وفق الموقع، “لم تنفِ الولايات المتحدة هذه التصريحات، ولم ترد إسرائيل رسميا”، مع ذلك، يرى أنه "من الصعب وصف الوضع الذي كان يمكن فيه قول هذه الأمور، من دون تنسيق إسرائيلي أميركي".

جدير بالذكر أن الجيش اللبناني وسع انتشاره في جنوب البلاد، وينتشر حاليا من بلدة الناقورة غربا إلى منطقة مثلث القرى المسيحية عين أبل-دبل-رميش، أما إلى الشرق، باتجاه قرية يارون وبلدتي مارون الراس وعيتا الشعب، لا يزال الجيش الإسرائيلي يقوم بعملياته هناك.

ويُفسر الموقع هذا الموقف الأميركي المذكور أعلاه بوجود "رغبة من البيت الأبيض، سواء من الرئيس الحالي جو بايدن، أو الرئيس المنتخب دونالد ترامب؛ للسماح بتوفير ظروف بداية مثالية لعون".

وتابع: "لذلك، ليس من المستبعد أن تكون واشنطن ضغطت على إسرائيل للانسحاب وفق الموعد الأصلي في الاتفاق، رغم الرسائل المعاكسة التي صدرت عن المستوى السياسي والمؤسسة الأمنية في الأسابيع الأخيرة".

ويعتقد الموقع أن الصيغة الإسرائيلية للانسحاب من جنوب لبنان "ركزت حتى الآن على العملية وليس على التاريخ".

وهو ما يعني أن "انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان لن يتم إلا عند استيفاء الشروط المنصوص عليها في الاتفاق، وليس وفقا للموعد المحدد في الأول من فبراير/ شباط 2025".

وأشار الموقع إلى أن "هذه الشروط قد حددت مسؤولية الجيش اللبناني عن المنطقة بأكملها، والتنفيذ الفعلي لذلك يعني تفكيك البنية التحتية لحزب الله، وإبعاد عناصر التنظيم إلى الشمال من نهر الليطاني".

ويرى أنه "حتى وقت قريب، بدا أن الأميركيين انحازوا إلى التفسير الإسرائيلي للجوهر وليس الموعد، حتى وصلت رسالة المبعوث هوكشتاين، التي جعلت الموعد ملزما".

وأشار الموقع إلى أن الرئيس الجديد عون "يحرص على عدم تصوير نفسه كشخص اختير برعاية أميركية فرنسية".

وأردف: "خطابه بمناسبة فوزه في البرلمان اللبناني بعد يوم واحد من الانتخابات كان دقيقا وحذرا، لكن تصريحا واحدا ربما أشار إلى الاتجاه المستقبلي: (سنلتزم باحتكار الدولة لامتلاك السلاح)".

واستطرد: "عندما قال ذلك، صفق معظم أعضاء البرلمان لعون، بينما ظل نواب حزب الله صامتين".

وبحسب الموقع العبري، "كان الجميع يدركون الرسالة المبطنة في هذا التصريح: هناك من يتحدى النظام القديم ويستهدف مباشرة تفكيك القوة العسكرية لحزب الله".

وأشار إلى أن "الآن هو وقت الميدان بالنسبة لعون؛ حيث سيظهر إلى أي مدى سيكون الجيش، الذي كان يقوده حتى وقت قريب، مصمما على العمل وفق تعليمات المستوى السياسي، وليس وفق الانتماء الطائفي".

نظام جديد

ورصد الموقع "إشارة جوزيف عون، أثناء خطابه، إلى عدة تلميحات حول المسار الذي يطمح إلى انتهاجه بلبنان".

إذ رأى أنه "من يستمع بدقة، يمكنه أن يلاحظ أنه يهدف إلى تفكيك تقاليد راسخة في بلد كانت الطائفية فيه تسبق المصلحة الوطنية".

وأضاف: "على سبيل المثال، أشار عون إلى (نظام سياسي جديد) لا يسمح بتهريب المخدرات وغسيل الأموال، وهما مصدران رئيسان لإيرادات حزب الله على مر السنوات".

ويعتقد الموقع أنه "سيتعين على عون -لتحقيق هذه الأهداف- مواجهة النظام الطائفي الذي يحدد توزيع الحقائب الوزارية".

وأشار إلى أن "هذا التقليد، الذي تطور على مر السنين بناء على التوافقات السياسية، أدى إلى انهيار لبنان الاقتصادي بسبب الفساد المصاحب له".

وزعم الموقع بأن السعودية "تلعب دورا خلف الكواليس، حيث يعتمد تعافي لبنان إلى حد كبير على الدعم المالي من دول الخليج بقيادة السعودية".

وأضاف "إذ لطالما حافظت الرياض على وجود لها في لبنان، لمواجهة النفوذ الإيراني طويل الأمد".

ومن وجهة نظر الموقع، فإنه "بعد سنوات من الهيمنة الشيعية في لبنان، هناك فرصة أمام السنة لاستعادة قدر كبير من النفوذ والقوة".

واستطرد: "إذا حكمنا من خلال التهاني التي تلقاها عون محليا، فإن برودة الشيعة تجاهه واضحة حتى الآن".

حيث يرى الموقع أن نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قدم "تهنئة باهتة" للمرشح الذي فرض عليه.

في المقابل، كانت الطوائف الأخرى “أكثر حرارة في تهنئتها”. 

إذ التقى عون بالبطريرك الماروني للبنان، الذي تمنى له التوفيق في تحقيق المهام التي حددها في خطاب التنصيب. 

وبعد ذلك تلقى عون تهنئة مماثلة من مفتي السنة في لبنان عبد اللطيف دريان.