على عكس الصيني.. موقع ألماني: الأسطول البحري الأميركي شائخ
كل هذه الابتكارات تشير إلى أن الصين تطور تقنيات جديدة لزيادة قوتها
عبر تكنولوجيا متقدمة في مجال الأسلحة، تسعى الصين إلى تعزيز قوتها العسكرية ضمن خططها التوسعية بالمنطقة، خاصة في سياق التوترات مع دول أخرى.
إذ أطلقت طائرتين مقاتلتين جديدتين في السماء، واحدة منهما تتميز بتصميم مبتكر يتضمن أجنحة طائرة دون وحدة ذيل، ما يجعلها أكثر قدرة على التخفي، كما أعلنت تطوير سفينتها الحربية من نوع "Type 076"، التي تُعد من الجيل الجديد للسفن الهجومية البرمائية.
وبحسب موقع "تيليبوليس" الألماني، كل هذه الابتكارات تشير إلى أن الصين تطور تقنيات جديدة لزيادة قوتها العسكرية، في وقت تتخلف فيه البحرية العسكرية الأميركية.
طائرات تمويه
ونقل عن صحيفة "آسيا تايمز"، أن بكين أطلقت علنا في الأسابيع الأخيرة طائرتين مقاتلتين ثقيلتين من طراز "نيرفليغن"، المميزة بخصائص تمويه.
وبحسب المعلومات، فإن الطائرتين لا تحتويان على ذيل، مما يصعب اكتشافهما بواسطة الرادار، خاصة إذا زُوِدا بطبقة امتصاص إشعاعي.
وبدلا من الذيل، يوضح الموقع الألماني أن الطائرة تحتوي على خمس دعامات في نهاية كل جناح لضمان القدرة على المناورة.
ومن السمات غير المعتادة الأخرى للطائرة، أنها تعمل بثلاثة محركات تُزود عبر ثلاث فتحات سحب للهواء. وإحدى المحركات تقع في الأعلى خلف قمرة القيادة، بينما توجد اثنتان بالقرب من جسم الطائرة تحت الأجنحة.
ومن المحتمل أن الطائرة طولها يزيد قليلا على 23 مترا، مما يشير إلى أن تصميمها المدمج يوفر مساحة كبيرة للوقود وحمولة مفيدة داخلها.
ويُعد من البديهي -وفق ما يتوقعه الموقع- أن تسير هذه الطائرة المقاتلة بسرعة تفوق سرعة الصوت، لكن التفاصيل غير معروفة حتى الآن.
وبالنظر إلى حجمها والديناميكية الهوائية المعروفة للمقاتلات ذات الجناحين فقط، يُعتقد أن الطائرة قد تكون قاذفة قنابل ذات مدى طويل.
ولذلك، يرجح الموقع أن المحركات الثلاثة ضرورية لتحقيق أهداف الأداء، خصوصا خلال الرحلات الطويلة بسرعة عالية وعلى الارتفاعات الكبيرة.
وبين أن هذه الطائرة هي مقاتلة من الجيل السادس، "ولكن مع ذلك، سننتظر المستقبل لنرى ما إذا كانت تلبي المتطلبات المرتبطة بهذا التصنيف".
وفي هذا الصدد، يبرز أن هذه المتطلبات لا تقتصر على تحسين قدرات التمويه والأسلحة والأنظمة الإلكترونية والسرعة فوق الصوتية فقط.
بل تشمل أيضا دمج الذكاء الاصطناعي والحواسيب الكمومية (وسيلة تعتمد على مبادئ ميكانيكا الكم وظواهره) والتعاون مع الطائرات بدون طيار.
سفينة جديدة
علاوة على ذلك، أطلق جيش التحرير الشعبي الصيني أول سفينة من جيل جديد من سفن الهجوم البرمائية.
ووُصفت السفينة، التي أُطلق عليها اسم "Type 076"، بأنها أول "حاملة طائرات بدون طيار" في العالم.
ومن المرجح -بحسب الموقع الألماني- أن تكون السفينة قادرة على أداء مجموعة متنوعة من المهام والوظائف.
ويضيف أن هذه السفينة، التي سُميت بـ "سيشوان"، تشبه إلى حد كبير حاملة الطائرات.
ولكنها تزن حوالي 40 ألف طن إجمالي، وهو ما يعادل 40 بالمئة فقط من إزاحة حاملة طائرات أميركية من فئة "نيميتز".
بالإضافة إلى ذلك، يشير الموقع إلى أن تصميم "Type 076" يتميز بوجود هيكلين يُطلق عليهما اسم "الجزيرة" فوق سطح الطيران.
ويُذكر أن وجود القاذف الكهرومغناطيسي يعني أن سفينة "سيشوان" ليست قادرة فقط على نقل وإطلاق الطائرات المروحية والطائرات بدون طيار -مثل "UR6000"- الضخمة ذات المراوح المائلة، بل يمكنها أيضا إطلاق الطائرات المقاتلة.
مهام برمائية
وبالإضافة إلى ما ذُكر سابقا، يشير موقع "تيليبوليس" إلى أن السفينة مزودة بقوارب هبوط برمائية يمكنها حمل ما يصل إلى ألف جندي من مشاة البحرية.
وهذه الخصائص، التي يُطلق عليها "القدرات" في المصطلحات العسكرية، تزيد بالطبع من سرعة المهام البرمائية والقدرة على تكثيف الهجمات.
وفي هذا السياق، تشير وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إلى أن "فيلق مشاة البحرية في جيش التحرير الشعبي الصيني يضم الآن 11 لواء، أي ما بين 30 ألف إلى 60 ألف جندي".
ومع ذلك، ينوه الموقع إلى أن بكين تفتقر حاليا إلى العديد من السفن متوسطة الحجم لنقل ما يكفي من الجنود والمعدات لتنفيذ عملية إنزال، كما تتطلب عملية الاستيلاء على تايوان.
ومن جهة أخرى، يقارن الموقع عدد أفراد فيلق مشاة البحرية في الجيش الصيني بنظرائهم في فيلق مشاة البحرية الأميركي، الذي سيحتفل خلال 2025، بمرور 250 عاما على تأسيسه، موضحا أن الأخير بلغ عدد جنوده 181 ألفا في عام 2020.
ومع ذلك، تشير "آسيا تايمز" إلى أن أسطول البحرية الأميركية يتقلص في مجال الحروب البرمائية بسبب شيخوخة السفن ونقص الصيانة وضيق الطاقة الاستيعابية.
وينوه الموقع الألماني في النهاية إلى أن "نصف السفن البرمائية في البحرية الأميركية البالغ عددها 32 سفينة في حالة سيئة".