حسن خريشة: غزة غيرت العالم والمقاومة انتصرت وثمة إبادة صامتة بالضفة (خاص)
"الانقسام في الحقيقة لا يخدم إلا الاحتلال فمن يعطل المصالحة يعمل لصالح الاحتلال"
قال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة، إن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة “انتصار كبير للشعب الفلسطيني بأسره، وجاء الاحتلال إليه مرغما بعد أن فشل في تحقيق كل الأهداف التي بدأ من أجلها حرب الإبادة”.
وأكد خريشة وهو أيضا عضو بالمجلس المركزي الفلسطيني، في حوار مع “الاستقلال”، أن غزة غيرت العالم ولن يظهر هذا التغير بقوة إلا مع الوقت، وتوقيع هذا الاتفاق هو تتويج لمعجزة اسمها “معجزة الشعب الفلسطيني”.
وعن الوضع بالضفة، أوضح السياسي الفلسطيني أن “ما يجرى في الضفة الغربية ليس إلا حرب إبادة صامتة، تتصاعد يوما بعد يوم من خلال عمليات التدمير والاقتحامات والقتل".
وشدد على أنه “لا يحق لأحد أن ينتقد أي فئة تقاوم الاحتلال، وتقييم ما جرى منذ السابع من أكتوبر يجب أن يكون أكثر عمقا وبعيدا عن النظرة السطحية لطبيعة الصراع”.
وبدعم أميركي مطلق، ارتكبت إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وخريشة (69 عاما) نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني وشغل سابقا منصب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني لمدة قصيرة، وهو شخصية سياسية مستقلة من مدينة طولكرم بالضفة الغربية.
انتصار للشعب الفلسطيني
- كيف ترون اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الموقع أخيرا؟
هذا الاتفاق هو انتصار كبير للشعب الفلسطيني بأسره، وقد جاء الاحتلال إليه مرغما مكرها بعد أن فشل في تحقيق كل الأهداف التي بدأ من أجلها الحرب.
بدليل أن هذا الاتفاق هو بالأساس كان مشروعا صنعه الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن وإدارته وادعى وقتها نتنياهو أنه قادر على أن يحصل على ما هو أكبر من ذلك ورفض هذا الاتفاق واليوم يأتي إليه رغم أنفه بعد أن أجبرته ضربات المقاومة وضغوط الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل عليه.
والمعيار الحقيقي هو تحقيق الأهداف، إسرائيل لم تنجح إلا في قتل الأبرياء والمدنيين وإضعاف المقاومة بشكل جزئي لكن النهاية تقول إن هذه المقاومة باقية وأن الاتفاق هو فرض لطلبات المقاومة أكثر من كونه فرضا لمطالب الاحتلال.
لذلك بالرغم من كل هؤلاء الضحايا والشهداء الذين قدموا أرواحهم على مذبح الحرية فإن المقاومة هي المنتصر الحقيقي.
وهذه فرصة لتوجيه التحية إلى أرواح القادة والجنود الذين ضحوا في هذه الملحمة منذ طوفان الأقصى وما بعدها.
هذه الأحداث غيرت العالم ولن يظهر هذا التغير بقوة إلا مع الوقت. وتوقيع هذا الاتفاق هو تتويج لـ"معجزة اسمها معجزة الشعب الفلسطيني".
- هناك أصوات داخل السلطة الفلسطينية دائما ما تنتقد إدارة الصراع مع الاحتلال عبر المقاومة.. كيف ترون هذا الأمر؟
لا يحق لأحد أن ينتقد أي فئة تقاوم الاحتلال نيابة عن كل الشعب. وتقييم ما جرى منذ السابع من أكتوبر يجب أن يكون أكثر عمقا وبعيدا عن النظرة السطحية لطبيعة الصراع.
الحقيقة عملية طوفان الأقصى يرضى عنها الجميع، وأقصد الجميع من هو مع حماس ومن هو ضدها، لكن فئة ما تظهر في العلن غير ما تعتقده في الحقيقة والخفاء، وذلك لأسباب تخصهم هم.
أما النهج نفسه فهو عين التصرف السليم، من بديهيات الحياة مقاومة المحتل، والشعب الفلسطيني جرب الأميركان ومسار المفاوضات فتلاعب بنا الجميع ونظروا إلينا على أننا ضعفاء، لكن المقاومة أثبتت غير ذلك والنتائج هي الشاهد الحقيقي والوحيد على صحة هذا المسار.
النضال الوطني الفلسطيني هو الذي يكرس الهوية الفلسطينية ويحافظ عليها وهؤلاء الذين ينتقدون المقاومة لا تهمهم الهوية الفلسطينية بقدر ما تهمهم السلامة وتحقيق الأهداف من خلال وَهْم المفاوضات.
عملية جنين
- ما تقييمكم لما حدث في جنين أخيرا من مواجهة بين قوات الأمن الفلسطيني والمقاومة؟ ولماذا رفضت السلطة الوساطات كافة للحل؟
فيما يتعلق بما يجرى في جنين، فإن الوضع هناك يثير الكثير من الغضب بين أبناء الشعب الفلسطيني.
جنين لها رمزية خاصة في الذاكرة الجماعية الفلسطينية، فقد صمدت في وجه الاحتلال في عامي 2002 و2003 أكثر مما صمدت بغداد في نفس العام.
كما انطلقت منها شوارع الانتفاضة المسلحة، والتي أُطلق عليها في البداية اسم “الفدائيين الجدد”.
هؤلاء المقاومون انتشروا في الأراضي الفلسطينية كافة، وتجذروا في نضالهم، وازدادت قوتهم بعد أحداث السابع من أكتوبر وطوفان الأقصى.
وباتوا جزءا من مقاومة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، جنبًا إلى جنب مع أهلهم في قطاع غزة..
الاحتلال فشل على مدار سنوات طويلة في القضاء على هذه المقاومة، رغم محاولاته المتواصلة.
وقد انعكس هذا الفشل على تمدد المقاومة في مختلف مناطق الضفة الغربية، وتحديدا في مخيمات شمال الضفة الغربية، حيث يسعى الاحتلال إلى جعل هذه المناطق غير آمنة للسكان، بهدف ترحيلهم إلى مناطق أخرى.
كما يسعى الاحتلال إلى تشتيت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ويخطط لمنع أي نشاط لها في المستقبل القريب.
- كيف تفهمون تصريح السلطة بأنها "تحمي الوطن" من خلال عملية مواجهة المقاومين في جنين؟
السلطة لم تستجب لوساطات عديدة لإنهاء هذه الكارثة في جنين وبدأت تروج أنها تريد حماية الوطن..
ممن تحمي الوطن؟ من أهله وشبابه المقاومين؟ هذا أمر لا يتماهى إلا مع ثقافة القضاء على أي صوت أو أي مسعى لمواجهة الاحتلال بادعاء أن هناك اتفاقات وتوقيعات بين السلطة والاحتلال.
لقد طرحنا مبادرات تهدف إلى وقف هذا النزيف الداخلي، ومنها مبادرة “وفاق” التي تمت الموافقة عليها من قبل شباب المخيمات، إلا أن السلطة لم ترد بشكل إيجابي حتى الآن.
هذا الموقف، الذي يواصل تبني إستراتيجية “حماية الوطن” ضد أبناء الشعب الفلسطيني، يتناقض مع حقيقة أن حماية الوطن يجب أن تأتي من مواجهة الاحتلال وليس من حصار المقاومين.
باختصار: السلطة الفلسطينية تتبنى مواقف غريبة تتعارض مع المصلحة الوطنية، حيث يتم تصوير المقاومين على أنهم خارجون عن القانون، رغم أنهم في الواقع يقاومون الاحتلال ويواجهون أفظع انتهاكاته من قتل وهدم للبيوت وحرق للممتلكات. هذه المواقف من السلطة لا تعكس حقيقة الوضع الميداني.
- تنفيذ الاحتلال لعمليات اغتيال داخل جنين سواء بالقصف أو إطلاق النار صار موضع تساؤلات عديدة حول تحوُّل شكل المواجهة مع المقاومة هناك.. كيف ترون هذا الأمر؟
مخيمات شمال الضفة عموما هدف إستراتيجي للاحتلال، مخيم جنين للأسف تحاصره قوات السلطة الفلسطينية ومن جانب آخر يُقصف من جانب الاحتلال!
على السلطة أن تفهم أن عملية الاغتيال داخل المخيم من قبل الاحتلال هي رسالة إليها وإلى قادتها مباشرة بأن الاحتلال لا يلتزم بمعاهدات ولا اتفاقيات فعليهم أن يدركوا ذلك ولا يتذرعوا بهذه الاتفاقيات عندما يهاجمون أبناء شعبهم من المقاومين.
نحن توسطنا لإيصال وثيقة الاتفاق الوطني في جنين ووافق عليها المقاومون وأرسلناها إلى السلطة والرئيس عباس وبعدها فوجئنا بنبأ اغتيال المقاومين بالقصف.
وقد قلتها من قبل بأن الفلسطيني من الممكن أن ينتصر على الاحتلال لكن الفلسطيني لن ينتصر على أخيه الفلسطيني لذلك مازلت أدعو السلطة إلى التصالح مع أبناء الشعب المقاومين وتوجيه كل الجهد لمواجهة الاحتلال..
- على صعيد الإعلام.. كيف ترون قرار السلطة بإغلاق مكاتب الجزيرة وحظر المواقع التابعة لها؟ وهل يعكس ذلك ضعفا في أدوات السلطة الإعلامية؟
وعلى صعيد الإعلام، السلطة الفلسطينية تتخذ خطوات غير مبررة ضد وسائل الإعلام الحرة عموما وقناة الجزيرة مثال على ذلك، "الجزيرة" التي كانت جزءا من معركة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقد أغلقت قوات الاحتلال مكاتب الجزيرة في القدس ورام الله، والسلطة الفلسطينية تلاحق مراسليها.
هذا التصرف يناقض الموقف الوطني ويعزز التعتيم على ما يجرى في الأرض الفلسطينية. أنت تقول إنك سلطة وطنية ثم تفعل نفس أفعال الاحتلال؟! كيف يستقيم الأمر؟!
مستقبل الضفة
- تصاعدت التحذيرات في الآونة الأخيرة من احتمالية انهيار السلطة الفلسطينية وأفول نجمها، هل هذا وارد؟
السلطة يجرى التلاعب بمستقبلها حسب أهداف إسرائيل والولايات المتحدة، إذ يبدو أن إسرائيل لا ترغب في انهيار السلطة، ولكنها تسعى لإضعافها بما يضمن أن تبقى السلطة تؤدي دورها الوظيفي في خدمة أهداف الاحتلال.
هذا الوضع يعكس التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني في ظل التباطؤ في تطبيق قرارات المجلس الوطني الفلسطيني.
وقد تبين أن محاولات السلطة للسيطرة على المقاومة والمجتمع الفلسطيني قد فشلت في تحقيق أهدافها..
والسلطة الفلسطينية تمثل جزءا من “الطبقة السياسية” التي تعيش على أوهام التفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي، لكن هذه المفاوضات لم تؤدِّ إلى نتائج ملموسة منذ توقيع الاتفاقات مع الإسرائيليين في 2003 و2004.
الاحتلال الإسرائيلي لم يلتزم بأي من هذه الاتفاقات، وبدلا من ذلك استمر في توسيع احتلاله وإقامة مستوطنات جديدة، في حين أن السلطة الفلسطينية لم تحقق أي تقدم سياسي حقيقي.
من هذا المنطلق، تبقى السلطة الفلسطينية في موقف ضعيف، وتواجه تحديات كبيرة في توجيه السياسة الفلسطينية الداخلية والخارجية، إذا أرادت السلطة أن تضع القضية الفلسطينية في مكانها الصحيح يجب عليها أن تفعّل الإجماع الوطني الفلسطيني المتمثل في اللجان المركزية والوطنية الذي طالب كثيرا بتجميد العمل بأوسلو وتبعات أوسلو بعد أن داست الدبابات الإسرائيلية معظم مكوناته.
كما عليها ألا تراهن على الولايات المتحدة ولا الاحتلال من أجل تحقيق التحرر. وأكررها دائما أن أميركا باعت الوهم للسلطة الفلسطينية على مدار سنوات طويلة والكل فطن لذلك الأمر إلا السلطة للأسف.
- ما رأيكم في خطوة تعيين الرئيس عباس نائبا له يتولى مهامه حال شغور المنصب؟
هذا القرار جاء في ظل تساؤلات داخلية لدى السلطة حول من يخلف الرئيس وقت غيابه لأي سبب، الطبيعي أن يكون رئيس المجلس التشريعي في هذا المنصب لكن في ظل تغييب المجلس التشريعي أصبح المجلس الوطني يقوم بمهامه علما بأن المجلس الوطني أصلا غير منتخب.
بالتالي أرى أن هذا الخيار هو أفضل الخيارات السيئة حتى لا يكون المنصب شاغرا وقت حدوث أي طارئ، لكن هذا الإجراء من قبل الرئيس عباس جاء تحت ضغط المطالبات ليس أكثر وتجنبا لحدوث هرج ومرج داخل دوائر السلطة، ولكننا نأمل أن يكون هذا الأمر في مصلحة الفلسطينيين وقضيتهم عموما.
- ما تعليقكم على تسليم السلطة منفذة عملية طعن ببلدة دير قديس للاحتلال؟ هل كان الأفضل أن تتجنب السلطة فعل ذلك؟
في أعقاب هذه العملية الفدائية البطولية شعر الإسرائيليون بالاستفزاز. هذه العملية التي كسرت الهيمنة الأمنية الإسرائيلية في المنطقة، دفعت القيادات الإسرائيلية للتوجه إلى المنطقة مهددةً بتمزيق الاستقرار الأمني في الضفة الغربية.
رغم أن الضفة الغربية، وجنين تحديدا، تتمتع بقدرة كبيرة على مقاومة الاحتلال، إلا أن التصريحات الإسرائيلية تشير إلى رغبتهم في تدمير هذه المناطق.
ما يجرى في الضفة الغربية ليس إلا حرب إبادة صامتة، تتصاعد يومًا بعد يوم من خلال عمليات التدمير والاقتحامات والقتل.
وفي هذا السياق أصبحت السلطة الفلسطينية، للأسف، جزءا من المنظومة الرسمية العربية التي تتجاهل القضية الفلسطينية بشكل متزايد.
وتسليم المقاومين إلى الاحتلال هو شكل من أشكال هذا التجاهل وأداء دور وظيفي بشكل مفضوح، وهذا يخالف كل الأعراف الفلسطينية بل والإنسانية.
أنت تتذرع بأن هناك اتفاقات مع الاحتلال، الاحتلال نفسه داس كل هذه الاتفاقيات منذ زمن وخالفها بشكل واضح وصريح لماذا أنت متمسك بها لهذا الحد؟
لدرجة أن تُسلم أبناء شعبك المقاومين، الحقيقة أرى أن هذا لن يعود بالفائدة أصلا على السلطة ولا على الشعب الفلسطيني، إن كانوا يظنون أن هذا السلوك سيؤدي إلى استقرار سلطتهم أو إمساكهم جيدا بالأمور فهذا وهم.
والحديث عن السلطة في هذا السياق يجعلنا نقف أيضا عند موقف الدول العربية من القضية الفلسطينية عموما، الدول العربية في مؤتمراتها المختلفة، تنازلت عن القضية الفلسطينية وابتعدت عن تقديم الدعم الفعلي للشعب الفلسطيني وكذلك السلطة.
هذه المواقف تتجسد في تخلّي المؤسسات الدولية، مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، عن دورها في وقف العنف والاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني.
السلطة الفلسطينية، في هذا السياق، أثبتت أنها لم تكن جزءا من معركة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، بل أصبحت جزءا من المنظومة التي تسهم في إضعاف قضية فلسطين.
وفي هذا السياق أيضا أريد أن أوضح أنه في ظل الحرب المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، يظهر بوضوح تراجع المنظومة الأخلاقية والمواقف الإنسانية في المجتمع الدولي.
للأسف، المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن لم تفعل شيئًا يذكر لوقف إطلاق النار أو اتخاذ إجراءات حقيقية لحماية الشعب الفلسطيني. وهذا يعكس فشلا ذريعا في أداء تلك المؤسسات تجاه القضايا الفلسطينية.
مشاكل قائمة
- كيف تقيمون أداء الحكومة الفلسطينية الجديدة منذ مجيئها؟ هل بالفعل هناك تغيير أم أنها مسألة تغيير وجوه؟
لقد جاءت الحكومة الفلسطينية الجديدة في ظل ظروف وتناقضات كبيرة وغريبة. ففي الوقت الذي كان يُعقد فيه الاجتماع بين المؤثرين الفلسطينيين في موسكو لإنهاء الانقسام الداخلي، تحدث الرئيس محمود عباس عن تشكيل الحكومة الجديدة، حيث جاء رئيس الحكومة من رأس صندوق الاستثمار الفلسطيني.
بناءً على هذه الظروف، من غير المتوقع أن تحقق الحكومة الجديدة تأثيرا كبيرا، أو أن تكون قادرة على إجراء تغييرات جذرية.
ففي ظل الأوضاع الحالية، يجب أن تعبر الحكومة عن إرادة الناس وطموحاتهم، وأن تكون قادرة على تحقيق وحدة وطنية حقيقية. للأسف، ما حدث هو مجرد تغيير في الوجوه دون تغيير في السياسات أو التوجهات. من يريد مصلحة الشعب يجب أن يأتي بحكومة اختارها الشعب، لكن الشعب في مسار والسلطة في مسار آخر للأسف..
- ظهرت شكوى في الضفة أخيرا عن شح في المواد الغذائية ما فتح الباب عن حديث عن حرب تجويع تشنها إسرائيل هناك.. هل ترى حلولا لهذا الأمر يجب أن تقدمها الحكومة؟
بشكل عام السلطة الفلسطينية تشهد تدهورا اقتصاديا خطيرا، بخاصة في ضوء الانخفاض الكبير في الرواتب.
العديد من العمال والموظفين يتقاضون 70% فقط من رواتبهم، وهو مبلغ بالكاد يكفي لتلبية احتياجاتهم الأساسية. إلى جانب ذلك، هناك محاولة من الاحتلال الإسرائيلي لإفقار الشعب الفلسطيني، مع التعرض للبنوك الفلسطينية من قبل القوات الإسرائيلية وذلك على عين السلطة نفسها للأسف، مما يزيد من صعوبة الوضع الاقتصادي.
فضلا عن إلغاء أو عدم إعطاء تصاريح للعمال الفلسطينيين في الداخل، المسألة ليست شح المواد لكن عدم وجود أموال لشراء هذه المواد الغذائية..
- تصريح سموتريتش بأن جنين ونابلس يجب أن يُعاملا نفس معاملة جباليا.. ما الذي يشجعه على إطلاق مثل هذا التصريح وما رأيكم؟
فعلا جنين ونابلس يمثلان عند الاحتلال قوة كبيرة على مستوى قدرات المقاومة لدرجة تجعلهما مع جباليا في مربع واحد.
في جنين ونابلس هناك أبطال يؤرقون الاحتلال بالفعل، أما مسألة أن تتم معاملتهما مثل معاملة جباليا هذا الأمر بدأ بالفعل.
هناك حرب إبادة صامتة تجرى في الضفة الغربية عموما، وتتصاعد بشكل يومي بالتدمير والاقتحامات والقتل والاستهداف بالمسيرات، هم بدأوا ذلك بالفعل.
الذي يشجعه على ذلك أنه محتل والشعب الفلسطيني مستضعف بسبب المواقف الضعيفة من سلطته ومن الدول العربية ومن العالم أجمع للأسف.
- برأيكم ما الذي يعطل المصالحة الفلسطينية على مدار سنوات؟
السلطة الفلسطينية تُظهر أنها مستعدة للتصالح دائما وكثيرا ما اجتمعت مع الفصائل في دول مختلفة، لكن الحقيقة أن الواقع غير ذلك.
فجأة تبدأ المناكفات الإعلامية التي تؤدي إلى الترويج للانقسام أكثر من ترويجها للمصالحة، يبدو أن الانقسام يخدم أطرافا معينة لا تريد للمصالحة أن تتم.
وطبعا الانقسام في الحقيقة لا يخدم إلا الاحتلال فمن يعطل المصالحة يعمل لصالح الاحتلال علم بذلك أو لم يعلم. المصالحة معطلة لأن هدف مقاومة الاحتلال لم يعد هو الهدف الوحيد، أصبحت هناك أهداف أخرى لدى بعض الأطراف وللأسف هذه الأهداف تتعارض مع مصلحة الشعب وتتعارض مع المصالحة بطبيعة الحال.