تغيرات في المشهد الإفريقي تجاه الصحراء الغربية.. ما الجديد؟
غانا عبرت عن تأييدها للمبادرات التي يقودها المغرب بشأن الصحراء
تتواصل التغيرات في المشهد الدبلوماسي الإفريقي تجاه ملف الصحراء الغربية، مع ظل انضمام دول جديدة إلى جهود المغرب من أجل “تحقيق تسوية سلمية”.
وكانت غانا آخر الدول التي أعلنت تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، التي تديرها جبهة البوليساريو، في إشارة إلى دعمها للموقف المغربي.
وتقول صحيفة "جون أفريك" الفرنسية إن غانا عبرت عن تأييدها للمبادرات التي يقودها المغرب لتحقيق تسوية سلمية وأكدت دعمها للجهود الرامية لإيجاد حل مقبول للنزاع حول الصحراء الغربية.
ويرى المغرب أن الصحراء جزء لا يتجزأ من أراضيه ويقترح حكما ذاتيا موسعا في الإقليم تحت سيادته، بينما تدعو جبهة "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.
كما تسعى الأمم المتحدة إلى تفاهمات بمشاركة المغرب والجزائر وموريتانيا وجبهة "البوليساريو" بحثا عن حل نهائي للنزاع بشأن الإقليم.
وبدأت قضية إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الصراع بين المغرب وجبهة "البوليساريو" إلى نزاع مسلح استمر حتى 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
تقدير لجهود المغرب
وتوضح الصحيفة أن القرار الغاني يعكس تغيرا في المشهد الدبلوماسي الإفريقي، حيث يزداد عدد الدول التي تدعم مقترحات المغرب لحل النزاع، بينما يتراجع نفوذ جبهة البوليساريو على الساحة الدولية.
وفي بيان موجه إلى المغرب، أعلنت وزارة الخارجية الغانية في 6 يناير/ كانون الثاني 2025 تعليق العلاقات الدبلوماسية مع جبهة البوليساريو.
وتأتي هذه الخطوة -بحسب الصحيفة الفرنسية- في وقت شهدت فيه غانا تنصيب رئيسها الجديد، جون دراماني ماهاما.
ومن جانبها، أفادت وكالة الأنباء المغربية، في اليوم التالي بأن الإعلان عن هذا القرار جاء من خلال وثيقة رسمية من وزارة الشؤون الخارجية والاندماج الإقليمي لجمهورية غانا، والتي أُرسلت إلى وزارة الخارجية المغربية.
وأوضحت الوثيقة أن غانا قررت إبلاغ حكومة المغرب والاتحاد الإفريقي ومنظمة الأمم المتحدة عبر القنوات الدبلوماسية بهذا الموقف.
كما أعربت عن دعمها لـ "الجهود الصادقة التي تبذلها المملكة المغربية من أجل التوصل إلى حل مقبول من جميع الأطراف".
وفي هذا الصدد، تنقل الصحيفة عن إذاعة فرنسا الدولية "RFI" ما نصت عليه الوثيقة، حيث ورد فيها: "بالإشارة إلى الجهود المبذولة لإيجاد حل مقبول للنزاع في الصحراء الغربية، قررت غانا تعليق العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".
وفي المقابل، أعربت المملكة المغربية عبر وزارة خارجيتها عن رضاها عن موقف غانا.
تغير الموقف الإفريقي
وبعد الإشادة بالموقف الغاني، أضاف بيان الدبلوماسية المغربية: “بفضل الزخم الذي أعطاه الملك محمد السادس لقضية الصحراء، قطعت أو علقت 46 دولة، من بينها 13 إفريقية، علاقاتها مع الكيان الوهمي منذ عام 2000”، في إشارة إلى جبهة البوليساريو.
وقبل هذه الخطوة، كانت غانا تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية منذ عام 1979.
ولكن في السنوات الأخيرة، ازداد عدد الدول التي غيرت موقفها لصالح المغرب، وهو ما غير موقف غانا، بحسب ما ورد عن الصحيفة.
وفي 2 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أعلنت وزيرة الخارجية الإكوادورية، غابرييلا سومرفيلد، تعليق اعتراف بلادها بالجمهورية العربية الصحراوية.
وجاء ذلك بعد بضعة أشهر من اعتراف بنما بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
ووفقا لإحصاءات صحيفة “جون أفريك”، لا تزال 33 دولة فقط تحتفظ بعلاقات مع هذا الكيان السياسي، منها 21 في إفريقيا.
على الجهة المقابلة، تقود الجزائر الموقف الإفريقي المناهض للمغرب فيما يتعلق بالصحراء الغربية.
وأخيرا، سحبت الحكومة الجزائرية سفيرها لدى فرنسا "بأثر فوري" كما دخلت في قطيعة تجارية مع إسبانيا، بعد أن اعترفت الدولتان الأوروبيتان بمخطط المغرب للحكم الذاتي كأساس وحيد لحل النزاع في الصحراء الغربية.
وفي خطابه السنوي أمام البرلمان، أكد الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون في 5 يناير 2025، أن موقف بلاده من هذه القضية ثابت وغير قابل للتغيير، مشدداً على "حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفقاً لقرارات الشرعية الدولية".
ورأى تبون أن خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب هي "فكرة فرنسية الأصل"، موضحاً أنها لم تُصمم في الرباط أو مراكش، بل وُلدت في باريس.