يوم عيد.. غزة تبدأ لملمة جراحها بعد 470 يوما من الإبادة الإسرائيلية

منذ ٣ أيام

12

طباعة

مشاركة

في يوم أشبه بالعيد، طوى أهالي قطاع غزة 470 يوما من العدوان الإسرائيلي مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فعليا صباح 19 يناير/كانون الثاني 2025.

وردد ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي تكبيرات العيد مع بدء تنفيذ الاتفاق الذي يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في اليوم الـ 471 من حرب الإبادة الجماعية.

ورغم دخول التهدئة حيز التنفيذ في الثامنة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي، لم تخلُ الساعة الأولى  من اختراق الاحتلال الإسرائيلي للاتفاق، حيث واصل القصف ما أدى لاستشهاد 13 فلسطينيا وإصابة 30 آخرين بحسب بيان للدفاع المدني في غزة.

وقال مكتب رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إنه أصدر تعليمات للجيش بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار حتى تسليم أسماء الأسيرات الثلاث المقرر الإفراج عنهن اليوم.

وردت الحركة بأن تأخر تسليم الأسماء جاء لأسباب فنية ميدانية، بعد رفض الاحتلال بدء التهدئة قبل التسليم بـ48 ساعة، نظرا للظروف الأمنية والعسكرية المعقدة.

وبعد وقت قصير أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أنهم سيسلمون اليوم 3 أسيرات إسرائيليات أحياء وهن، رومي جونين وإميلي دماري ودورون شطنبر خير.

وبعدها أكد مكتب نتنياهو تلقيه الأسماء وأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيبدأ الساعة 11:15 بالتوقيت المحلي.

ومنذ الثامنة والنصف، انتشر مقاتلون من كتائب القسام وقوات الشرطة في مختلف أنحاء القطاع لفرض الأمن واستعراض القوة في رسالة تحدٍّ للاحتلال تؤكد فشل مخططاته في القضاء على المقاومة.

وبدأ المواطنون في العودة إلى منازلهم والبحث عن مفقوديهم وانتشال الضحايا بعد انسحاب جيش الاحتلال من أماكن سكناهم شمال وجنوب قطاع غزة.

لكن العودة من جنوب القطاع إلى شماله ستبدأ بعد أسبوع من دخول الهدنة حيز التنفيذ، حيث يواصل الاحتلال التمركز في نتساريم فاصلا المنطقة المحاصرة إلى نصفين.

في الأثناء، أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير تقديم استقالته احتجاجا على الاتفاق، فيما أفادت إذاعة جيش الاحتلال بأن عددا من الوزراء وبعض الحضور بكوا أثناء جلسة التصديق على صفقة غزة.

وبينما أعرب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، "فيس بوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #وقف_إطلاق_النار، #طوفان_يصنع_مجدا، #كتايب_القسام، عن سعادتهم ببدء تنفيذ الاتفاق، نددوا بخرق الاحتلال للاتفاق.

واستنكروا حديث نتنياهو عشية تنفيذ الهدنة عن حق استئناف العدوان بدعم أميركي وتعهده بتنفيذ كل أهداف الحرب بما في ذلك إعادة كل المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء تهديد حماس لإسرائيل، ساخرين من خروجه في بيان مصور.

حفاوة وحذر

وفي اللحظات الأولى من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، قال مراسل الجزيرة أنس الشريف: "الثامنة والنصف بتوقيت غزة، الله مولانا هو نعم المولى والنصير".

وأتبع ذلك بنقل خبر عاجل، يفيد بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار باتجاه عدد من المواطنين، ما أسفر عن 3 شهداء وأكثر من 20 إصابة شرق مدينة غزة، وذلك رغم بدء اتفاقية وقف إطلاق النار.

ودعا الإعلامي القطري جابر الحرمي، الأهالي في غزة لأخذ الحيطة والحذر مع بدء تنفيذ الاتفاق.

وعرض الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد، مقطع فيديو يوثق انتشار شرطة حكومة المقاومة في شوارع غزة فورا بعد توقف حرب الإبادة وبدء سريان وقف إطلاق النار.

عودة النازحين

ورصدا لعمليات عودة النازحين إلى أرضهم، بث الناشط بلال نزار ريان، مقطع فيديو يوثق عودة الفلسطينيين على بيت حانون أقصى شمال غزة، قائلا: "الله أكبر ولله الحمد".

ونشر مراسل الجزيرة صُهيب العصا، مقطع فيديو يوثق عودة الفلسطينيين إلى منازلهم في غزة.

وعرض الطبيب عبدالله محمد، مقطع فيديو للحظة عودة النازحين إلى شمال غزة.

ونقل الناشط خالد صافي، مقطع فيديو يرصد حال الشارع في غزة والناس تقول بشكل عفوي: “تحية للكتائب تحية للقسام، عاشت حماس”، مؤكدا أن هذا أكثر ما يغيظ الرزايا والمنبطحين والمطبعين.

تكبيرات وتهليلات

وتداول ناشطون صورا ومقاطع فيديو توثق حالة الفرح والسعادة التي عمّت غزة، وبرزت في تعالي أصوات التكبيرات والتهليلات والسجود على الأرض فرحا وحفاوة بالنصر.

احتفالات شعبية

كما تداول ناشطون مقاطع فيديو ترصد الاحتفالات الشعبية والحفاوة الواسعة بالمقاومة ورجالها واستقبالهم بهتافات تأييد وإعراب عن الامتنان والشكر والعرفان.

المقاومة انتصرت

وعن حقيقة انتصار المقاومة وتعريف النصر، قال الإعلامي زين العابدين توفيق: "إذا انتهت حرب غزة عند هذا الحد فلا شك أن الشعب الفلسطيني انتصر، لا بد أن ندرك أن تعريف النصر عند شعب تحت الاحتلال هو ألا ينكسر".

وأشار إلى أن الظاهر للعيان أن طفلا يخرج من المستشفى ليجلس على أنقاض بيته لا يمكن أن يكون ابن شعب انكسر.

وأضاف أن “الفلسطينيين يقدمون أثمانا فادحة لكل عمل مقاوم، لكن هل لديهم بدائل أخرى سوى المقاومة ودفع الثمن؟ هل سبقهم في العالمين من حقق شيئا بمهادنة المحتل؟”

وأشار المعارض السعودي ناصر بن عوض القرني، إلى تحقيق صحفي للقناة 12 العبرية، قال إن المقاومة انتصرت على إسرائيل، ليس في الحرب فقط، وإنما انتصروا أيضا في توقيت السابع من أكتوبر. 

ولفت إلى أن التقرير أوضح أن رئيس الأمن الداخلي رونين بار، قدم لرئيس الحكومة نتنياهو قبل 6 أيام من هجوم السابع من اكتوبر/تشرين الأول خطة لاغتيال (رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس) يحيى السنوار والقائد العسكري محمد الضيف.

وذكّر بأن القيادي في الحركة الشهيد صالح العاروري، سبق وصّرح أن هجوم السابع من أكتوبر حركة استباقية لهجوم كانت إسرائيل تخطط له.

خطاب انتكاسة

وعن كلمة رئيس وزراء الاحتلال والهيئة التي ظهر عليها والتصريحات التي أدلى بها قبل ساعات من بدء سريان اتفاق وقف الحرب على غزة، قال أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي، إن نتنياهو ألقى خطاب كذب وتدليس وتبرير مفضوح ليبيّض وجهه المنكسر بفشله.

ووصف الشايجي، تصريحات نتنياهو بأنها "خطاب انتكاسة.. ليغطي على فشله العسكري والسياسي والاستخباراتي، والأخطر والأكثر إيلاما الفشل الكلي بتحقيق أهداف حرب الإبادة.

وعرض الباحث حسام شاكر، صورا عدة لرئيس وزراء الاحتلال يبدو على ملامحه الحسرة والحزن من الصفقة المعلنة.

وقال: “هكذا خرج نتنياهو قبل قليل بعد غياب.. تحاشى الحديث عبر بثّ مباشر ولم يجعله مؤتمرا صحفيا خوفا من الأسئلة”.

وأشار إلى أن الكلمة التي قالها نتنياهو مسجّلة لأجل التصنّع، ومع ذلك بدا منهكا، واضطرّ لإسناد ذراعيه على المنضدة مرارا (علامة تعب)، ولم يلجأ إلى أساليبه الاستعراضية المعهودة مثل اللوحات والخرائط.

وعلقت نورة أشرف، على تصريحات نتنياهو، قائلة: "المراوغة طبع وخيانة العهود مبدأ".

بكاء الهزيمة

وتعقيبا على إفادة إذاعة جيش الاحتلال بأن عددا من الوزراء وبعض الحضور بكوا أثناء جلسة التصديق على صفقة غزة، استشهد الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي، بقول الله تعالى في الآية 104 من سورة النساء: "فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون".

وقال: "إن شاء الله دموع لا تجف إلى غاية تحرير الأقصى.. شتان بين دموع النصر والفرح بالشهادة والجنة، وبين دموع الألم والهزيمة وجهنم وبئس المصير"، مذكرا بأن الملثم أبو عبيدة قال من قبل: "سوف يجثون على الركب صاغرين".

وقال عاطف الروسان: "وزراء يذرفون دموع الهزيمة واليأس في حكومة النتن عند التوقيع على وقف إطلاق النار.. فطوبى للمقاومة في مواجهة العدوان بعمليات نوعية على مدى 15 شهرا.. والتفاوض بكل ثقة واقتدار لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني في غزة".

وتمنى الخزي والعار لمن خذلوا غزة، ودعموا بني صهيون، ووصفهم بأنهم أبشع من عاشوا على وجه الأرض عبر تاريخهم والخارجين من رحم الحضارة الإنسانية.

وأضاف الروسان: "عاشت المقاومة.. وثورة طوفان الأقصى التي غيرت الشرق الأوسط وليس كما يدعي الهمجي النتن ياهو بأنه غير الشرق الاوسط".

وعد جمال فهمي جبريل، بكاء وزراء الاحتلال عند التصديق على الصفقة ووعد نتنياهو لهم بالعودة للقتال، مظهر من مظاهر "الهزيمة في أبشع صورها".

وقال المحكم الدولي علوي الشاذلي: “لا أجد كلمات تقال فقد قالت المقاومة كلمتها وسمعها العالم إلا المنافقين".

فشل الاحتلال

وتأكيدا على أن الاحتلال الإسرائيلي تلقى هزيمة ساحقة وفشل في تحقيق كل أهدافه، أكد أنس تيسير أبو شبيكة، أن أهداف نتنياهو فشلت.

وأردف أن مخطط التهجير والترانسفير فشل، وخطة الجنرالات فشلت، ولم تعلُ سوى كلمة الله وكلمة المجاهدين في غزة.

وقال: “وعدنا الله بالنصر، ووعدنا النتن بالهزيمة، فصدق وعد الله، وخاب نتنياهو وخابت دولته السرطانية.”

وعرض المحلل السياسي ياسين عز الدين، صورا تظهر بقايا آليات ودبابات جيش الاحتلال بعد اندحاره من شمال غزة، مؤكدا أنها تشهد على ضراوة المقاومة والمعارك الطاحنة.

وأشار إلى أن جنود الاحتلال خرجوا أذلاء من قطاع غزة بعد أن أذاقتهم المقاومة الويلات.