موقع إسرائيلي يشكك في جدية ترامب بشأن مخطط غزة.. ما هدفه الحقيقي؟

منذ ٧ أيام

12

طباعة

مشاركة

على الرغم من الاحتفاء بالمقترح، يثير إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته "شراء" قطاع غزة وتحويله لمنتجع سياحي فاخر، ردود فعل متباينة داخل إسرائيل.

وشكك موقع القناة الـ12 الإسرائيلية في مدى جدية فكرة ترامب، مستشهدا بمسار مفاوضات "اتفاقيات أبراهام"، في إشارة إلى "نهج متكرر" يستخدمه الرئيس الأميركي يجني من خلاله أقصى قدر ممكن من المكاسب مع أقل قدر من التنازلات.

في السياق، تحدث الموقع عن عقبات تنفيذ خطة ترامب بـ"امتلاكه" قطاع غزة، خاصة مع غياب "الثمن الفوري" الذي سيدفعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقابل هذه الخطوة.

وأعلن ترامب مساء 4 فبراير/شباط خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو عن اقتراحه بنقل ما يقرب من مليوني فلسطيني من غزة التي دمرها العدوان الإسرائيلي إلى منازل جديدة في دول أخرى من بينها مصر والأردن.

وذلك "حتى تتمكن الولايات المتحدة من إرسال قوات إلى القطاع، وتولي المسؤولية وبناء ريفييرا الشرق الأوسط"، وفق وصفه.

مفاجأة ثلاثية الأبعاد 

ويشير الموقع إلى أن أعضاء الوفد المرافق لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى البيت الأبيض، “لم يكونوا يعرفون حتى اللحظة الأخيرة ما الذي ينوي ترامب قوله لنتنياهو”.

مع ذلك، يعتقد الموقع أنهم "كانوا يشعرون أن الأميركيين استوعبوا مبدأ أن هناك حاجة إلى تحرك كبير وضخم لإزالة العقبات من الطريق، ولا يقصد هنا شركاء نتنياهو فحسب، بل أيضا رئيس الوزراء شخصيا".

ويكمل: "في الواقع، احتفظ ترامب بالمفاجأة للحظة الحاسمة؛ حيث أعلن خطته بشكل مشترك مع نتنياهو أمام الكاميرات".

وأضاف: "كانت المفاجأة ثلاثية الأبعاد؛ حيث تحدث ترامب عن جميع سكان غزة، وعن نقلهم بشكل دائم وليس فقط لفترة إعادة الإعمار، كما أعلن أن واشنطن تعتزم السيطرة بنفسها على المنطقة".

ويرى الموقع أن "الإعلان بحد ذاته يشكل حدثا سياسيا مهما؛ إذ يتبنى ترامب فعليا فكرة مفادها أن الفلسطينيين ليسوا شعبا له الحق في تقرير المصير والمطالبة بدولة، بل هم أفراد لا بد من إيجاد حل عقاري لهم".

وتابع: "وهو لا يقترح حتى نقلهم إلى مكان واحد، بل يفكر في توزيعهم على عدد من الأماكن المختلفة".

في الوقت ذاته، لفت إلى أن "التقديرات في إسرائيل لا تزال تشير إلى أن ترامب يسعى في اتجاه آخر؛ نحو التطبيع واتفاقيات السلام".

وأردف: "لا ينبغي الانخداع بتصريحه بأنه رفع يديه بشأن جائزة نوبل، فهو يدرك أن إسرائيل لا يمكنها تقديم أي شيء للفلسطينيين بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023؛ ولذلك يطرح تهديدا دراماتيكيا يمكنه هو نفسه استغلاله في المفاوضات".

نمط متكرر

"في الواقع، نحن أمام نمط متكرر؛ فخطوة ترامب تشبه ما حدث مع "اتفاقيات أبراهام"، يقول الموقع.

ويكمل: "أدخلت آنذاك قضية الضم (الضفة الغربية) كورقة مساومة أُزيلت لاحقا من المعادلة لإرضاء دول الخليج، دون أن تضطر إسرائيل إلى دفع ثمن إضافي على صعيد القضية الفلسطينية".

واستطرد: "وكذلك الآن، قد يكون طرح فكرة تفريغ غزة من سكانها ورقة مساومة جديدة، يمكن لترامب استخدامها، خاصة إذا تبين أن تنفيذها يواجه صعوبات".

ويعتقد الموقع، أن "مشاهد مغادرة الفلسطينيين من قطاع غزة، قد تُعد لحظة انتصار في نظر الكثيرين".

واستدرك: "لكن هناك من يخشى أنها مجرد وسيلة للتمويه، فحتى بعد لقاء نتنياهو وترامب، لا تزال هناك ضبابية بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، ووفقا للرئيس الأميركي، فإن الفرق تعمل على ذلك".

وقدّر أن “إسرائيل لا تزال تصرّ على القضاء الفوري على (حركة المقاومة الإسلامية) حماس، لكن ترامب من جانبه لا يبدو متحمسا لمواصلة الحرب بنفس الوتيرة”، حيث سبق أن صرح قائلا: "حتى الجنود لا يريدون الوجود في هذا المكان المدمر".

ويأتي هذا على الرغم من تهديد ترامب ونتنياهو بعودة الحرب، وذلك بعد تأجيل حماس إطلاق الدفعة القادمة من الأسرى الإسرائيليين؛ احتجاجا على عدم التزام تل أبيب بالبروتوكول الإنساني من الاتفاق.

“كما أن مسألة إطلاق سراح الأسرى تبقى شديدة الحساسية؛ إذ قد تشمل الصفقة الإفراج عن آلاف المعتقلين الفلسطينيين، وهو ما يُعد خطا أحمر وتحديا صارخا بالنسبة لبعض الوزراء الإسرائيليين”.

ثمن فوري

ووفقا لتلك الحقائق، رأى الموقع أنه لكي يُتم ترامب صفقة الأسرى التي يصرح بأنه يسعى لإنهائها، سيضطر نتنياهو إلى تقديم "ثمن فوري" مقابل خطة طموحة ومثالية، لم يتضح بعد مدى إمكانية تطبيقها.

وتابع: "حتى داخل الوفد الإسرائيلي، لا يعتقد الجميع أن الخطة قابلة للتنفيذ بالكامل، فهم أنفسهم يعملون على خطط تتيح خروجا معينا لسكان غزة، لكنهم يقدّرون أن الأعداد ستكون أقل بكثير".

في السياق، ذكر الموقع أن إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الذي استقال احتجاجا على اتفاق وقف إطلاق النار "لاحظ أن نتنياهو أصبح أكثر إيجابية تجاه الفكرة"؛ أي التهجير.

وتطرق الموقع لتأثيرات هذه التصريحات في الساحة السياسية، مشيرا إلى أن بن غفير "سارع إلى الظهور في بث مباشر، وأعلن أنه سيفكر في العودة إلى الحكومة إذا نُفذت خطة ترامب".

وقال: "لم أقم بتفصيل البدلات بعد، لكن إذا نفذ نتنياهو ذلك، فسأكون هناك، بكل قوة"، مضيفا: "هناك بالفعل خطط للتنفيذ".

ويتصور الموقع أن "لهذا الأمر دلالتين: أولا، بن غفير لا يزال غير مقتنع بأن الكلمات ستتحول إلى أفعال".

ثانيا، "يدرك أن لهذه الحكومة أفقا يمتد لعامين إضافيين، وليس لديه أي نية لقضائها في صفوف المعارضة".

وأضاف: "كذلك، (وزير المالية المتطرف بتسلئيل) سموتريتش وأعضاء كتلته لن يسارعوا إلى تفكيك حكومة يمينية بوجود رئيس كهذا في البيت الأبيض، حتى لو اضطروا لدفع أثمان باهظة على طول الطريق".