خطة مصرية تستثنى حماس من حكم غزة.. وناشطون: محكوم عليها بالفشل
![“لن تنجح أنظمة العرب فيما عجزت عنه الصهيونية العالمية مجتمعة بإخراج حماس عن المشهد”](https://s3.eu-west-3.amazonaws.com/alestiklal/gallery/2025/2/15/1415610407.jpg)
“لن تنجح أنظمة العرب فيما عجزت عنه الصهيونية العالمية مجتمعة بإخراج حماس عن المشهد”
"السعودية تقود جهودا عربية عاجلة للتوصل إلى خطة بخصوص مستقبل قطاع غزة.. وخطة مصرية تبدو الأقرب للتوافق عليها قبل اجتماع للقمة العربية".. معلومات أفصحت عنها وكالة "رويترز" أثارت موجة غضب واسعة.
ودفعت ناشطين على منصات التواصل الاجتماعي للتأكيد على أن الخطة العربية المتداولة تهدف لتصفية المقاومة والقضية الفلسطينية، واتهام نظام مصر بأنه يحاصر غزة لتحقيق أهداف إسرائيلية أميركية، وتحشد العرب لإبعاد المقاومة عن غزة ونزع سلاحها.
وكالة رويترز قالت: إن "الخطة المرتقبة ستكون بديلا لمواجهة مقترح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الساعي لتهجير سكان القطاع واستغلاله في مشاريع عقارية تحوّل المنطقة إلى ما أطلق عليه اسم ريفييرا الشرق الأوسط".
وأضافت أن العاصمة الرياض ستستقبل خلال وقت لاحق من فبراير/ شباط 2025، اجتماعا "من أجل مناقشة الأفكار المبدئية"، وذلك بمشاركة كل من السعودية ومصر والأردن والإمارات.
وأشارت الوكالة إلى كونها قد تحدّثت إلى 15 مصدرا في السعودية ومصر والأردن وغيرها، بغية تكوين صورة للجهود التي تبذلها الدول العربية، لوضع المقترحات القائمة في خطة جديدة يمكن تسويقها للرئيس الأميركي، مع عدم استبعاد تسميتها "خطة ترامب" للفوز بموافقته.
ونقلت الوكالة عن 3 مصادر أمنية مصرية، قولهم إن "أحدث مقترح قدمته القاهرة يتضمن تشكيل لجنة فلسطينية لحكم قطاع غزة دون مشاركة حركة "حماس"، وتعاونا دوليا في إعادة الإعمار دون تهجير الفلسطينيين، إضافة إلى المضي نحو حل الدولتين".
وأفادت المصادر بأن المقترح يتضمن إنشاء منطقة عازلة وحاجزا لعرقلة حفر الأنفاق عبر حدود غزة مع مصر، وبمجرد إزالة الأنقاض، سيتم إنشاء 20 منطقة إسكان مؤقت، وستعمل نحو 50 شركة مصرية وأجنبية أخرى من أجل إنجاز ذلك.
وأوضحت أن "المقترح سيشمل أموالا دولية وخليجية"، فيما لم يستبعد المسؤولون إنشاء صندوق قد يطلق عليه اسم "صندوق ترامب لإعادة الإعمار".
ونقلت "رويترز" عن مسؤول عربي والمصادر المصرية الثلاثة قولهم: إن "إجبار حماس على التخلي عن أي دور في غزة سيكون ضروريا".
واستهجن ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ما ساقته المصادر بشأن الخطة العربية المقدمة كبديل عن خطة الرئيس الأميركي، صابين جام غضبهم على الأنظمة العربية الحاكمة وعلى رأسها النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي.
وأعادوا تفعيل وسوم سابقة تذكّر بخيانات السيسي للفلسطينيين وتركهم يجابهون الاحتلال وحدهم والتضيق عليهم، وأخرى تشيد بالمقاومة وتتمسك بها، أبرزها #السيسي_خاين_وعميل، #لا_للتهجير، #حماس_تمثل_أمة_الإسلام، معربين عن رفضهم للمقترحات المعلنة.
وأكد ناشطون أن ما يعلن مخططات تستهدف إبعاد حماس عن السلطة في غزة بمخطط أميركي إسرائيلي عربي، "تم تنسيقه بين ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزعماء الأنظمة العربية المتواطئة، بهدف إقصاء المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية والتفرغ للتطبيع".
وألمحوا إلى أن التهديدات التي صعدها ترامب خلال الفترة الماضية سيناريو ومسرحية تمهيدية للخطة العربية التي سيتم تسويقها كأنها طوق نجاة، مستنكرين تضمن الخطة مقترحا يقضي بتحميل الأنظمة العربية تكلفة إعادة إعمار غزة التي دمرها الاحتلال وحليفه الأميركي خلال الحرب.
تصفية عربية
وحول الخطة العربية المنتظرة، عدّها الأكاديمي العماني حمود النوفلي الأخطر على تصفية القضية الفلسطينية, مشيرا إلى أنهم بعد أن تعاونوا على محاولة إنهاء المقاومة في لبنان عسكريا وسياسيا، يحاولون تطبيق ذات الأمر على غزة عن طريق ابتزازها بملف إعادة الإعمار.
وأشار إلى أن القادة العرب يشترطون في هذا الملف نزع سلاح المقاومة وإنهاء إدارة حماس لغزة حتى تصبح غزة كالضفة يدخلها الجيش الصهيوني بدعم من الإدارة الأمنية الفلسطينية "والتي رأينا كيف هاجمت وقتلت من يقاوم العدو الصهيوني بمخيم جنين، واليوم نراها صامتة عندما تم تهجير 40 ألف فلسطيني في الضفة ولم تحرك ساكنا ولم تصرح ضد ذلك!".
وأضاف النوفلي: "لذلك تصفية القضية الفلسطينية هو بتصفية المقاومة على يد العرب بعد أن عجز الصهاينة على تصفيتها بقوة السلاح".
وذكر أن "الذي يقول بأنه ضد التهجير -في إشارة إلى النظام المصري- لن تجده يسمح بأخذ 40 ألفا على كل شاحنة تدخل قطاع غزة، فالذي نعرفه أن الضرائب تؤخذ عند دخول أي دولة لا عند خروج بضاعة منها!".
وتابع: "كما أن الذي يمنع التهجير هو قيام الوسيط بالضغط على الكيان بالالتزام بدخول الخيام والبيوت الجاهزة لقطاع غزة وليس الضغط على المقاومة بإطلاق الأسرى فقط، فلو تم الضغط بما فرضته المقاومة من شروط في الصفقة لما حصل التهجير، فالغزاوي مستعد للعيش في خيمة حتى ينتهي بناء غزة".
ورأى مصطفى شعبان، أن "الخوف الأكبر من شياطين الأنظمة العربية وليس ترامب، الخوف من خطة النظام المصري التي سيتم تبنيها عربيا في القمة القادمة"، قائلا: "أنا أعدها تهديدا أكبر من خطة ترامب".
وأضاف أن "هذا الخطر يأتي من إدارة مصرية عسكرية وأمنية لغزة، بتمويل خليجي، وسلطة مدنية فلسطينية تابعة إداريا لنظام مصر"، محذرا من أن "هذا الحل يمكن أن يفكك المقاومة في غزة، ويعفي إسرائيل من مواجهة المقاومة لعقود، ويفكك السلطة الفلسطينية وينتهي معها مشروع الدولة".
وذكر شعبان أن “هذا الحل يمكن أن يحظى بقبول عربي وإسلامي رسمي واسع، وشعبي أيضا؛ حيث يمكن أن يُعدّ شجاعة عربية وموقفا عربيا موحدا في مواجهة التهديدات الأميركية”.
ونبه إلى أن “هذا الحل يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على الشعب الفلسطيني، حيث يمكن أن يؤدي إلى تفكيك المقاومة وضرب مشروع الدولة الفلسطينية”.
وقال الباحث بمؤسسة "الكرامة لحقوق الإنسان"، أحمد شلبي: "قلقي الأكبر ليس من غوغائية ترامب، ولكن القلق الحقيقي هو من شكل الخطة العربية التي يفترض أن تتبلور كحل بديل.
وحذر من أن "أي خطة ستتبلور ستجعل العرب في مواجهة مع الشعب الفلسطيني وهو ما يتمناه الصهاينة والأميركان، خاصة إذا حاولت الأنظمة إرضاء بعض من طموحات ترامب أو تقديم تعهدات أمنية تحافظ على الكيان الصهيوني وتضغط على المقاومة".
وأضاف شلبي، أن "الخطة العربية القادمة وكيف سيتم بلورتها هو ما يجب أن يكون شاغلنا الأساسي، لأنه من المستبعد أن تطرح الأنظمة بوضعها الحالي خطة على مستوى طموحات وتطلعات شعوبنا، إلا في حال قناعتها أن الوقت قد حان للانفكاك عن المشروع الغربي برمته".
خطة العار
وتمنى خبير الإدارة الإستراتيجية وإدارة الأزمات مراد علي، أن "يكون تسريب رويترز عن الخطة المصرية لإعمار غزة غير حقيقي"، مؤكدا أن "هذه الخطة عار على كل من يقدمها، هي تقنين حصار غزة عن طريق المنطقة العازلة، ووضع مستقبل غزة ليكون أسوأ مما تعاني منه الضفة الآن".
وتساءل: "لماذا لا تكون الخطة المصرية متكاملة قائمة على إقامة الدولة الفلسطينية؟ لماذا تقتصر على منع التهجير مع استكمال الحصار؟"، مضيفا أن "ما يزيد الطين بلة ما تهدف إليه من القضاء على المقاومة".
وحث الأكاديمي عبدالله سالم سيد، الأنظمة العربية التي ينتظر منها ترامب خطة عربية على أن تستعين بعلماء السياسة، وفقهاء القانون الدولي، وعلماء النفس، وقادة المقاومة لبلورة خطة عربية؛ تقول صراحة إن المقاومة حق شرعي للشعب الفلسطيني، وأن الإرهاب ما تقوم به العصابات الصهيونية.
وقال: "عليهم أن يخيبوا توقعات ترامب ونتنياهو بقولهم: حماس حركة مقاومة، والشعب الفلسطيني من يقرر من يحكمه، وأميركا إذا قررت خرق العدالة وحقوق الإنسان بدعم جرائم إسرائيل فستخسر صداقة الأنظمة العربية".
وتساءل أحد المدونين: “أليس من حق الشعوب العربية أن تعرف فحوى الخطة المصرية العربية؟”
وأعرب مدون آخر، عن خوفه "من الخطة العربية البديلة عن خطة التهجير".
مسرحية شيطانية
وتحت عنوان "هل شاهدتم العرض" نقل محمد زويل، عن محسن زهران، قوله: إن الخطر الحقيقي ليس خطة ترامب الخزعبلية وإنما خطة النظام المصري، التي سيتم تبنيها عربيا في القمة القادمة، وطرحها كحل إجباري لإنقاذ القضية الفلسطينية والأمن القومي العربي من مخاطر "خيال المآتة الترامبي" الذي بالغ في جرعة التهديد والرعب، كما هو مخطط.
وأضاف أن ترامب والعالم كله يعرف أن عشرات التصريحات التي أطلقها، ليست للتنفيذ، مؤكدا أن التهديد هو لفرش الأرض أمام الخطة الحقيقية، والمبالغة في تهديد كل شيء، ووضع القضية الفلسطينية على الحافة، وإظهار التهديد الأمن القومي للدول المعنية بشكل مستفز ومهين للشعوب.
وأوضح زهران، أن كل ذلك لرفع معدلات الرعب والصدمة لدى الشعوب العربية والفلسطينيين، لكي يكونوا مستعدين لقبول الحل الرسمي العربي البديل، بصفته الإنقاذ أو التحرك البطولي اللازم لإنقاذ كل شئ، وتحدي الإرادة الأميركية المتعجرفة.
وقال غسان حسين، إن خطة ترامب الجنونية هي لتمرير السيسي في القمة العربية القادمة المقاومة مقابل إعادة إعمار قطاع غزة بإدارة مصرية ودعم أوروبي، مذكرا بأن إسرائيل طرحتها عام 1988 على الرئيس المصري الأسبق المخلوع حسني مبارك ورفضها.
وأشار أستاذ العلوم السياسية خليل العناني، إلى قول وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو: لا يكفي أن يدفع العرب كلفة تنفيذ الخطة التي سيقدمونها لغزة، بل سيضطرون للنزول على الأرض ويتعين على شخص ما أن يواجه عناصر حماس.
وعلق قائلا: "يعني الكيان وأميركا يدمرون القطاع والعرب يمولون ويصلحون دمارهم وخرابهم حتى لو اضطروا للدخول في مواجهة مع أهل القطاع والمقاومة!!"، مضيفا: "اضرب كمان يا روبيو يمكن يفوقوا…".
فيما علق ربيع الوردي، على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، قائلا: "هذه هي خلاصة المسرحية التي بدأها ترامب الهدف هو ضرب العرب بالعرب وإنكم تعملوا قوة تحاربوا حماس بدل الصهاينة يا عرب".
خيانة الأنظمة
وتذكيرا بموقف الأنظمة العربية الحاكمة طوال فترة الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، قالت الإعلامية حياة اليماني: إن الدول العربية المنخرطة في القضية الفلسطينية والمعنية بالتطبيع مع الاحتلال سواء سابقا أو حاليا قادرة على اتخاذ موقف موحد فعلا وقد فعلت في أول الحرب.
وأضافت: "أي نعم لم تمنع الإبادة ولم تفتح المعبر ولم تحرك ساكنا، لكنها كانت موحدة حول دعم الاحتلال والأميركان في سحق حماس تماما ونهائيا.. خاب أملهم كما خاب عمل الاحتلال وراعيه".
وتابعت اليماني: "الآن هم بصدد التوحد مرة أخرى لمنع خطة التهجير المعلنة من ترامب لا لأجل سواد عيون الفلسطينيين ولكن خوفا على أمنهم الداخل واستقرارهم على كراسيهم".
وقال رئيس مجموعة أكاديميا باسم خفاجي: "ليس من العقل ولا المنطق تصور أن مصر الانقلاب التي تخنق المقاومة طوال الوقت وتنحاز للمشروع الصهيوني طوال 10 سنوات مضت ستتحول فجأة إلى كيان شجاع وطني يدافع عن أهل غزة ويريد الخير لهم".
وأكد أنها تمثيلية تلعب فيها أميركا دور المجرم الوقح ويلعب حكامنا دور المجرم الوديع وكلاهما مجرم.
واستنكر الأكاديمي داتوك أحمد عامر، ادعاء السيسي وعصابته ممن وصفهم بـ"سحرة الفرعون" أن الخطة المصرية لمستقبل قطاع غزة رفض يقابل ترامب، مشيرا إلى أن البسطاء السذج يصدقون.
وقال عن السيسي: "عميل وحرامي جشع.. هذا عميل ليس له إلا أن يسمع ويطيع خادم عندهم"، مؤكدا أن "مكتب النتن ياهو رتب له المشروع وهو أضاف عليه السبوبة الخاصة به".
إقصاء حماس
وعن إقصاء الخطة العربية لحماس، قال الكاتب رفيق عبدالسلام، إن العرب سيتقدمون خلال القمة العربية بخطة لإعادة إعمار غزة مع اشتراط أن تشرف عليها أطراف فلسطينية دون حماس.
وأضاف أن ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه خلال سنة ونصف السنة من القصف والقتل والتدمير يريد أن ينتزعه حكام العرب بقوة المال والحيل السياسية.
وتابع عبدالسلام: "كان من المفترض أن يعدوا حماس الحزام الواقي لهم من خطر دولة الاحتلال التي تهددهم في وجودهم وتسخر منهم، ولكن يبدو أن معركتهم مع الإسلاميين مازالت متقدمة على معركتهم مع إسرائيل، وإذا استمروا على هذا النهج فلن ينصلح حالهم ولن يفلحوا سلما أو حربا، فرادى أو مجتمعين".
وأكد أن "الإسلاميين قوة قائمة على الأرض ولن يقدر أحد على دحرها وإخراجها من المعادلة أحب من أحب وكره من كره".
وشدد الناشط الإعلامي مسعود العولقي، على أن أي خطة تقوم بها مصر والسعودية والأردن تستثني حماس كسلطة في غزة ومقاومة في فلسطين "سيتم رفضها".
وقال: "لن تنجح أنظمة العرب فيما عجزت عنه الصهيونية العالمية مجتمعة بإخراج حماس عن المشهد السياسي، وحماس تدرك أن أنظمة الصهاينة العرب متفقة على إزالتها من الحكم".
وأكد محمد عباس، أن "أي حل يمس حماس أو سلاحها هو حل أميركي إسرائيلي فاتيكاني صهيوصليبي ضد الإسلام وضد العرب يجلل من يحمله بالعار".
وقال إن "أي حل لا يعد فلسطين فصيلا نضاليا يجب أن يعوض ويكافأ على جهاده الشرعي في سبيل الله هو حل كافر ولو حمله شيوخ الحرم والأزهر".
وقال الناشط خالد صافي، إن أي خطة تستثني المقاومة محكوم عليها بالفشل، لأن المقاومة ليست مجرد فصيل سياسي، بل قوة عسكرية وشعبية تمتلك أكثر من 60 ألف مقاتل مسلح ومدرب، ما يجعل أي محاولة لفرض واقع جديد دون التفاوض مع المقاومة أمرا غير واقعي.
وأضاف: "إذا كان العرب حقا ضد تهجير سكان غزة، فالأولى دعم صمودهم عبر إدخال المساعدات والمعدات الطبية واللوجستية بلا انتظار الإذن من الاحتلال، الضغط نحو انتخابات فلسطينية حقيقية تفرز قيادة تمثل إرادة الشعب الفلسطيني".