إقالة قدورة فارس لدفاعه عن حقوق الأسرى.. وناشطون: عباس ينفذ أوامر نتنياهو

منذ يومين

12

طباعة

مشاركة

ندّد ناشطون بقرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إقالة رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين قدورة فارس، وإحالته إلى التقاعد، بعد أيام من مطالبة الأخير بالتراجع عن قرار يلغي دفع مخصصات لذوي الشهداء والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" نشرت في 18 فبراير/شباط 2025، مرسوم عباس، بتعيين رائد عرفات أبو الحمص، رئيسا جديدا للهيئة، بدرجة وزير، بدءا من يوم الإعلان، وإحالة عبد القادر حامد، المعروف باسم "قدورة فارس"، إلى التقاعد في التاريخ ذاته.

وكان عباس قد أصدر مرسوما يقضي بإلغاء القانون المتعلق بنظام دفع المخصصات المالية لعائلات الأسرى والشهداء والجرحى، على رأسها هيئة شؤون الأسرى والمحررين.

ونص المرسوم على إلغاء المواد الواردة في القوانين والنظم المتعلقة بنظام دفع المخصصات المالية لهذه العائلات، ونقل برنامج المساعدات النقدية المحوسب وقاعدة بياناته ومخصصاته المالية من وزارة التنمية الاجتماعية إلى المؤسسة الوطنية الفلسطينية للتمكين الاقتصادي.

بدوره، هاجم رئيس هيئة الأسرى والمحررين القرار، وعده تنكرا لتضحيات الفلسطينيين، الذين تطالبهم القيادة السياسية ممثلة في السلطة الفلسطينية بالتصدي للاحتلال، ودعا لسحب المرسوم فورا. 

وناشد فارس في مؤتمر صحفي عقده في هيئة شؤون الأسرى في رام الله، رئيس السلطة الفلسطينية بأن يتدارك الأمر ويسحب المرسوم، قائلا: "موضوع بهذا الحجم كان يجب أن يناقش من خلال الأطر الحزبية كافة".

كما ناشد اللجنة المركزية لحركة فتح والمجلس الثوري والأقاليم أن يقفوا عند مسؤولياتهم"، مؤكدا أن مخصصات الأسرى كانت محل إجماع، وأن نحو 35 إلى 40 ألف أسرة فلسطينية، داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، ستتأثر بهذا المرسوم.

واتهم فارس، بشكل غير مباشر، من وصفهم بـ"المستشارين" بأنهم "مضللون وضالون ومضلون". مشيرًا إلى أنهم ابتكروا ما أسماه "مبررات واستدارات".

من جانبها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس قرار عباس بـ"إحالة المناضل قدورة فارس للتقاعد لانتقاده القرار بشأن مخصصات الأسرى والشهداء". مضيفة أن "إسكات الأصوات الوطنية ومعاقبة كل من يقف إلى جانب الأسرى يعكس نهج القمع والإقصاء الذي تمارسه السلطة".

واستنكر ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس" و"فيس بوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #قدورة_فارس، #محمود_عباس، #السلطة_الفلسطينية، وغيرها إحالة رئيس هيئة شؤون الأسرى الذي يحظى بقبول شعبي واسع للتقاعد.

وصبوا جام غضبهم على رئيس السلطة الفلسطينية واتهموه بالتماهي مع الاحتلال الإسرائيلي ومحاولة كسب رضا الكيان المحتل وحلفائه والامتثال لقراراته، على حساب الأسرى والمحررين وذويهم، ونعتوه بأوصاف عدة أبرزها "الديكتاتور" الرافض لانتقاده.

أثنى ناشطون على رئيس هيئة شؤون الأسرى المقال؛ لدوره في خدمة الأسرى المحررين وذويهم واستحضروا مواقفه وذكّروا بنضاله وصموده وخدمته للأسرى وأشادوا به، مؤكدين أنه دفع ثمن كلمة الحق والوقوف بجانب الأسرى والجرحى وعائلات الشهداء.

ورأوا أن إقالة فارس جاءت بسبب مواقفه المناهضة لسياسات عباس، ورفضه المساس بالمخصصات المالية للأسرى والجرحى والشهداء، ولأنه وقف وقفة عز أمام المتواطئين مع الاحتلال، وعدوا ذلك دليلا على أن السلطة تؤصل لمعاداة الشعب الفلسطيني وتنتقم من الأسرى. 

وفارس سياسي فلسطيني وُلد في 13 يونيو/ حزيران 1962 في بلدة سلواد بمحافظة رام الله، وهو وزير سابق وأحد أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني الأول وأحد أعضاء حركة فتح، وشغل منصب رئيس جمعية نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومية).

وعين رئيسا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية بدرجة وزير، خلفا للوزير الراحل قدري أبوبكر في أغسطس/آب 2023، الذي توفي في مطلع يوليو/تموز 2023، إثر حادث سير وقع في قضاء نابلس شمالي الضفة الغربية.

وتأسَّست هيئة شؤون الأسرى والمحررين عام 1998، تحت مسمى "وزارة شؤون الأسرى"، قبل أن يتم تحويلها إلى المسمى الحالي عام 2014، وهي تتبع مباشرة إلى منظمة التحرير الفلسطينية.

تنديد واستنكار

واستنكارا لقرار إقالة فارس، قال المحلل السياسي ياسر الزعاترة: إنه نتيجة طبيعية لزمن "أوسلو" بطبعته الثانية!، مذكرا بأن بعد ياسر عرفات قامت قيادة السلطة بإحالة 3 آلاف ضابط إلى التقاعد ليحل مكانهم آخرون من لونها.

وأضاف: "حين تتحوّل حركة تحرير إلى حزب سلطة تتبع الاحتلال، فطبيعي أن يُطرَد من لا يؤجّر عقله لزعيمها، ليس قدورة فارس وحده؛ إذ سبقه كثيرون! وإنها لثورة بلا ثوار!".

 

وأوضح أحد المغردين، أن هيئة الأسرى والمحررين كانت وزارة وبأمر من نتنياهو تحوَّلت إلى هيئة، واليوم وبأمر من نتنياهو تُحارَب. 

وأوضحت وفاء عروري، أن الموضوع مش موضوع قدورة فارس وبس، ولا موضوع الأسرى "على ضخامته" وبس.

وأكدت أن "الموضوع إنه احنا بطلنا نقدر نقول لأ على أي شيء بصير في البلد، ممنوع ننتقد ممنوع نعترض ممنوع حتى نطالب بأي تغيير، ممنوع ما نوافق، لازم نكون موافقين ورضيانين ومبسوطين عن كل قرار بصدر، والأحسن إذا بنصفقله كمان".

وأكد الصحفي معاذ حامد، أن حملة تحريض كبيرة سبقت قرار أبو مازن ضد قدورة فارس، حملات منظمة على حسابات التواصل الاجتماعي بسبب وجود الرجل في الدوحة والقاهرة لمتابعة إطلاق سراح الأسرى، ولاحقا رفضه قرار الرئاسة إلغاء الرواتب وتصادمه مع "هيئة التمكين" التابعة لصهر الرئيس، أحمد المجدلاني "شقيق زوجة الرئيس".

عباس ينحاز

وهجوما على رئيس السلطة الفلسطينية واستنكارا لفعلته، عدّد السياسي فايز أبو شمالة، أسباب إقالته لفارس ومنها مشاركة الأخير في اجتماعات الدوحة، التي أسهمت في الإفراج عن عدد كبير من أسرى المؤبدات سكان الضفة الغربية.

وأوضح أن عباس أقال فارس؛ لالتزامه بالخط الوطني، والدفاع عن الأسرى والمعتقلين، وانتقاده محمود عباس الذي أصدر مرسوما بعدم صرف مخصصات الأسرى والمعتقلين.

وقال أبو شمالة: "لو كان قدورة فارس منسقا ومتعاونا أمنيا مع العدو الإسرائيلي، لحصل على الترقية، وأرفع الأوسمة، وأعلى المناصب الفخرية والفعلية".

وعطفا على ذلك، رأى السياسي أبو شمالة، أن محمود عباس يقول للشعب الفلسطيني: سأفعل ما أريد، وأقرر ما أشتهي، سأقيل من يخرج عن طوعي، وأرقّي من ينفذ أوامري، وعلى الشعب الفلسطيني أن يشرب من البحر الميت، إن لم تعجبه قراراتي، فأنا رب فلسطين.

وقال: إن عباس يقول للشعب الفلسطيني: “أنا الرئيس بفضل التنسيق والتعاون الأمني مع المخابرات الإسرائيلية، وأنا الرئيس بتوافق الأنظمة العربية، وأنا الرئيس برضا الدول الأوروبية، ولا فضل لكم عليّ أيها الفلسطينيون، وما أنتم ـ بالنسبة لي ـ إلا قطيع أغنام تهش عليكم كلابي في كل المراعي.”

ورأى المحلل السياسي ياسين عزالدين، أن إقالة عباس لفارس كانت متوقعة؛ بسبب رفضه إلغاء رواتب الأسرى، مما يؤكد على أن عباس ماضٍ حتى النهاية في الامتثال لأوامر الاحتلال وتعليماته ومستعد لمحاربة أي شخص لا ينفذها.

وعدّ إقالة فارس تأكيدا إضافيا على أنه لا مجال للتفاهم مع عباس وسلطته ولا الالتقاء على قواعد مشتركة، قائلا: “إن كان الأسرى وهم أكثر قضية عليها إجماع فلسطيني يريد عباس محاربتهم كما جاءته التعليمات من تل أبيب، فعلى ماذا سنتفاهم معه؟”

واتساقا مع ما قاله عزالدين، كتب الداعية يحيى أبو حمزة: لم يستوعبوا القيادي الفتحاوي "فارس قدورة" وهو واحد منهم.. بسبب موقف شرف.. فهل تعتقد أن هؤلاء المسوخ سيستوعبون أسامة حمدان.. مشكلتهم مش مع الأشخاص والأسماء.. مشكلتهم مع نهج الشرف والكرامة والمقاومة.

وأشار المغرد معتز، إلى أن عباس أقال وزير شؤون الأسرى قدورة فارس بسبب موقفه الواضح بعدم الخضوع بقطع رواتب الأسرى والجرحى والشهداء، قائلا: "هيك نهاية الظالم صارت أقرب وأقرب".

وسخر إياد هاجر من قرار عباس، قائلا: "السلطة الفلسطينية ديمقراطية بطريقة لافتة جدا. قدورة فارس اعترض على تغيير نظام المدفوعات للأسرى والشهداء، فتمت إحالته إلى التقاعد اليوم."

وأكد أن "‏السلطة لا تفهم لا شراكة، ولا ديمقراطية، ولا بطيخ! هذا نتاج طبيعي لوجود الرئيس في منصبه لأكثر من 17 عاما، فكل من يختلف أو يعترض على أبو مازن يتم إبعاده".

وأكد رئيس تحرير صحيفة وموقع وطن نظام المهداوي، أن عباس يُذلّ أهل الأسرى، ويجوعهم، وينتقم من أبنائهم، وهم بمرتبة الشهداء، الذين ضحّوا بأرواحهم وأعمارهم، كي يحكم عباس في المقاطعة، وتزدهر تجارة أولاده. 

فارس بلا جواد

وإشادة برئيس هيئة الأسرى والمحررين المُقال، وصفه المذيع بقناة الجزيرة مصطفى عاشور، بأنه "صوت أسرى فلسطين".

كما وصفته المغردة رنيم، بأنه "فارسٌ بلا جواد"، مؤكدة أن التاريخ الوطني الفلسطيني سيسجل اسم قدورة فارس كقائد وطني وحارس لقضية الأسرى وإرث الشهداء.

وأشار أحد المغردين إلى أن قدورة فارس علم بقرار عزله وإحالته إلى التقاعد أثناء وجوده في الاعتصام الأسبوعي بمدينة البيرة، وهو موجود بين أهالي الأسرى والشهداء، كما كان دوما، مؤكدا أن الانحياز للبطولة والدم أبقى وأثبت.

وقال رائد الغزاوي: إن قدورة فارس له من اسمه الكثير، فهو فارس لأنه نطق بالحق في وجه سلطة العملاء وله شأن عند الأسرى وأهلهم، مشيرا إلى أن النتيجة كانت إقالته من سلطة العملاء؛ لأنهم لا يريدون أي شخص شريف معهم.

وأكد الرحالة معتصم عليوي، أن قدورة فارس، هو الجزء الوحيد النظيف بالسلطة الفلسطينية، قائلا: إن هذا الوزير الي بزبط يزوره أي مواطن فلسطيني عنده أسير في أي وقت، ودائما مع الأسرى وأهل الأسرى يعرفهم واحد واحد بالاسم". 

وأشار إلى أن عزله جاء بناء على اعتراضه على قرار التخلي عن قضية الأسرى من السلطة الفلسطينية.

وقال أدهم فارس، عن قدورة، إنه القائد الحر الشريف الوحدوي المخلص لفلسطين وقضيتها، لك من اسمك النصيب الأكبر، فارسا في وجه من ظلموا وأساؤوا لهويتنا ونضالنا وتضحياتنا.

وأضاف أن 1000 قرار باهت أجوف لن يغير أمرا كان مفعولا، حتما ويقينا ستنتصر عذابات شعبنا وتضحيات أسرانا ودماء شهدائنا، وستبقى كما كنت ومازلت، الخادم الأمين لأبناء الشعب الفلسطيني الصامد البطل ممن ضحوا بزهرات شبابهم وأرواحهم.