صحيفة عبرية تعترف: حماس تزداد قوة وإسرائيل تفقد السيطرة
“حكومة نتنياهو لا تملك القدرة على مواجهة التحديات الراهنة أو المستقبلية”
صورة قاتمة للوضع الأمني والسياسي في إسرائيل عرضها موقع "معاريف" العبري من وجهة نظر الجنرال إسحاق بريك.
وسلط الموقع الضوء على الفشل المتكرر في القضاء على حركة "حماس" الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني، مع الإشارة إلى التحديات المتزايدة التي يواجهها الكيان في ظل القيادة الحالية.
وأكد أن "الجيش الإسرائيلي لا يملك الموارد الكافية ولا البنية اللازمة للقضاء على حماس أو تدمير أنفاقها بشكل كامل".
ومن ناحية أخرى، سلط الموقع الضوء على أوجه الشبه بين حماس وحزب الله، موضحا أن “إسرائيل لم تهزم حزب الله أيضا، وليس لديها القدرة على ذلك، بل اضطرت لقبول وقف إطلاق النار معه بعد حرب استنزاف طويلة”.
وعرض رؤيته المتشائمة بالتأكيد على أن "القيادة الإسرائيلية الحالية لا تملك القدرة على مواجهة التحديات الراهنة أو المستقبلية".
وشدد الموقع على أن "استبدال هذه القيادة بجيل جديد من القادة هو الحل الوحيد لإنقاذ إسرائيل من الانهيار وإعادة بناء إستراتيجيات فعالة".
أوهام وأكاذيب
وفي مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، نُشرت في صحيفة "وول ستريت جورنال"، قال إنه "لن يوافق على وقف الحرب قبل القضاء على حماس".
وبحسب موقع “معاريف”، وعلى خلفية الصفقة المرتقبة لإطلاق سراح الأسرى، أضاف نتنياهو: "لن نترك لهم الحكم في غزة، التي تبعد 50 كيلومترا من تل أبيب. هذا لن يحدث أبدا".
وعلى حد وصف الكاتب، الجنرال بريك، “لا يوجد خداع أو كليشيه أكبر من تصريحات” رئيس الوزراء، إذ إن إسرائيل، من وجهة نظره، تبتعد مع مرور الوقت عن قدرتها على القضاء على حماس.
وعلى العكس من ذلك، أكد "معاريف" أن "حماس تسيطر حاليا على قطاع غزة بقبضة قوية، حيث يتمتع الآلاف من مقاتليها بالحماية داخل الأنفاق تحت الأرض، التي تمتد إلى مئات الكيلومترات".
علاوة على ذلك، أضاف الكاتب أن "الحركة تلقت تعزيزات إضافية بانضمام 3 آلاف مقاتل شاب، تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاما".
وبالحديث عن أنفاق حماس، أشار إلى أنها "مليئة بالإمدادات من المساعدات الإنسانية التي يسيطرون عليها".
وزعم أن “الحركة تستمر في تلقي الذخائر ووسائل القتال من سيناء عبر الأنفاق الممتدة تحت ممر فيلادلفيا، وأيضا باستخدام الطائرات المسيرة القادمة من مصر”.
وشدد بريك على أن "جميع الادعاءات التي يقدمها المستوى السياسي والعسكري بشأن سيطرتنا على ممر فيلادلفيا وممر نتساريم هي محض أوهام".
وقال: "صحيح أننا نوجد على الأرض، لكن كل شيء يستمر تحت الأرض في الأنفاق، دون أي سيطرة فعلية من قبل الجيش الإسرائيلي".
وفي هذا السياق، سلط الموقع -نقلا عن الكاتب- الضوء على أن "الجيش الإسرائيلي لا يستطيع القضاء على حماس بسبب نقص القوات والقدرة الاحتياطية".
وأوضح الكاتب أكثر قائلا إن "قوات الجيش لا تبقى في المناطق التي يسيطر عليها لفترة طويلة، وهذا هو السبب في عدم نجاحه في القضاء على حكم حماس وتدمير أنفاقها بشكل جدي".
وأضاف: "إذ يقوم الجيش بعمليات توغل متكررة بلا هدف حقيقي، وهذه العمليات غير كافية لإسقاط حماس".
وتابع: “في المقابل، وعبر عدد من الكليشيهات، يتنازل نتنياهو عن إنقاذ الأسرى الذين يعانون داخل أنفاق حماس”.
وفي رأيه، كل هذا" يخدم مصلحة رئيس الوزراء العليا في استمرار الحرب للبقاء في السلطة".
ثقة مفرطة
وفي هذا الصدد، أكد "معاريف" أن "ترك الأسرى لمصيرهم في أنفاق حماس يشكل ضربة قاسية للغاية".
وشدد على أن "نتائج هذه الأعمال المخزية التي يرتكبها نتنياهو وأعوانه ستكون كارثية، حيث سيشعر المواطنون والجنود الذين خانتهم الحكومة في أصعب أوقاتهم بعدم الرغبة في تقديم أي تضحيات من أجلها، وبالتأكيد ستتراجع رغبتهم في الانضمام إلى الجيش".
ويرى الكاتب أن "الحال كما هو في إسرائيل، نفس اللامبالاة والغرور والثقة المفرطة تماما كما كان الحال خلال العشرين عاما الماضية، قبل أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".
واعتبر الكاتب أن "إسرائيل ليس لديها بحبوحة زمنية للانتظار حتى يتحقق هذا التهديد الوجودي بكل قوته".
لذلك، ذكر أن "هناك حاجة فورية لتوسيع الجيش البري وشراء وسائل قتالية تتناسب مع حروب المستقبل وليس حروب الماضي".
بالإضافة إلى ذلك، قال بريك إن "هناك ضرورة إلى إصلاح العلاقات مع دول العالم وإنقاذ اقتصاد إسرائيل وشفاء المجتمع المريض الذي يقف على حافة حرب أهلية".
وأكد أنه "من الضروري كذلك الاستيقاظ من أوهام (الجلوس دون فعل شيء)، مما قد ينتج عنه طوفان أقصى جديد، أو ما هو أسوأ".
واختتم الموقع تقريره بتوضيح رأي بريك، الذي يرى أنه "مع القيادة السياسية والقيادة العسكرية العليا الحالية، لا أمل لدولة إسرائيل".
ومن وجهة نظره، “فقط التغيير الفوري لهذه القيادات واستبدالها بجيل جديد من القادة يمكن أن ينقذ الدولة من الانهيار ويفتح لها آفاقا جديدة”.