"بؤر استيطانية".. تفاصيل خطة جيش الاحتلال المستقبلية داخل الأراضي اللبنانية

منذ ٢١ ساعة

12

طباعة

مشاركة

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي نشاطه العدواني في مسح القرى القريبة من السياج الحدودي مع لبنان، وإقامة أكثر من عشرة مواقع استيطانية داخل الأراضي اللبنانية.

وقالت صحيفة "زمان إسرائيل" العبرية: إن “هذه المواقع تهدف إلى قطع الروابط بين المستوطنات القريبة من السياج، وتُعد جزءا من خطة مستقبلية لبناء (مواقع دفاعية) دائمة على خط الحدود الدولية”.

وأوضحت أن “الخطة المستقبلية تتضمن نقل بعض أجزاء السياج الحدودي شمالا، مما قد يتطلب تغيير مساره في بعض الأماكن”. 

لكن ادعت الصحيفة أن “هذا التغيير لا يعني نقل الحدود نفسها، حيث يبقى السياج الجنوبي لخط الحدود الدولية، ويمنح الجيش الإسرائيلي سيادة للعمل شماله”.

علاوة على ذلك، نوهت إلى أن "التنسيق مع الولايات المتحدة يتم بشأن خطوات الانسحاب الإسرائيلي المقرر في 1 فبراير/ شباط 2025، رغم عدم التحدث في إسرائيل عن الانسحاب في هذا التاريخ".

خطط ممنهجة

وأشارت الصحيفة العبرية إلى "مرور شهر في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2024 على وقف إطلاق النار في لبنان، وسيُخرق الهدوء فقط عندما تقرر إسرائيل ذلك".

وأفادت بأنه “يحدث هذا غالبا عندما تُرصد خلايا تابعة لحزب الله تحاول الوصول إلى مستودعات أسلحة، أو عندما تُكتشف مواقع إطلاق لم تكن معروفة سابقا”.

ومن وجهة نظر الجيش الإسرائيلي، تتمثل المهمة الرئيسة حاليا في سباق ضد الزمن للقيام بعمليات تفتيش في القرى القريبة من السياج الحدودي. 

وفي هذا الصدد، قال قائد سرية في "كتيبة 605" التابعة لسلاح الهندسة القتالي (لم تذكر اسمه)، خلال جولة أجرتها معه "زمان إسرائيل" في إحدى تلك القرى القريبة من الحدود: "في كل دورية نُجريها، نواصل العثور على وسائل قتالية تُركت وراءهم أو كانت مخبأة".

ولفتت الصحيفة إلى أن "كمية الأسلحة التي عُثر عليها في جنوب لبنان فاجأت حتى كبار قادة الجيش الإسرائيلي".

وبشأن "خطط المداهمات ومئات الأنفاق في القرى"، قال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، خلال حديث مع "زمان إسرائيل"، إن "الأمر في الواقع يبدو مختلفا تماما عندما تصل إلى الميدان".

ومن ناحية أخرى، نقلت الصحيفة عن النقيب قائد السرية في “كتيبة 605” بأنهم "اكتشفوا داخل قلب القرية مجمعات تحت الأرض بُنيت بذكاء شديد".

وأضاف: "لقد بُني في الأماكن التي كان فيها خط رؤية نحو البلدات الإسرائيلية مواقع مضادة للدروع، ومنها تفرعت خنادق وأنفاق سمحت للمسلحين بالهروب فورا بعد تنفيذ الهجوم دون أن يُكشفوا، ثم الخروج من جهة أخرى في الشارع".

وفي إطار هذه المعلومات، خلصت الصحيفة إلى أن "حزب الله لم يَبْنِ منظومة قتالية عشوائية هناك، بل رسم خرائط ووضع الخطط بشكل ممنهج ومنظم".

عمليتان متوازيتان

وفي الوقت الحالي، وحتى موعد الانسحاب المخطط له في الأول من فبراير 2025، أقام الجيش الإسرائيلي أكثر من عشرة مواقع داخل الأراضي اللبنانية؛ لفصلها عن البلدات القريبة من السياج الحدودي. 

وتُسمى هذه المواقع -بحسب ما ذكرته الصحيفة- "مواقع الحماية"؛ مثل "موقع حماية المطلة" و"موقع حماية يفتاح"، مقابل كل بلدة يتمركزون فيها.

وأوضحت أن الخطة المستقبلية تتمثل في "بناء مواقع دائمة كهذه على طول الخط الحدودي الدولي". 

ويُجرى حاليا عمل موسع لدراسة هذه المواقع الدائمة، وهو الأمر الذي سيتطلب، وفقا لضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، تعديل مسار السياج الحدودي في بعض الأماكن وتحريكه باتجاه الشمال.

وقالت الصحيفة: "لا يجري الحديث عن تحريك الحدود نفسها، حيث إن السياج الحدودي الحالي يقع جنوب الخط الحدودي الدولي، مما يترك للجيش الإسرائيلي مساحة سيادية للعمل شمال السياج ذاته".

ومن ناحية أخرى، لفتت إلى أن "إسرائيل تدير في الوقت الحالي عمليتين متوازيتين؛ فمن جهة، توجيه الجهد العسكري لتفكيك البنية التحتية، ومن جهة أخرى، محاولة ترسيخ واقع أمني جديد يشمل التعاون مع الجيش اللبناني كجهة سيادية في المنطقة".

وفي هذا الصدد، صرح ضابط كبير في جيش الاحتلال بأن "هناك تغييرا ملحوظا أخيرا في نمط عمل الجيش اللبناني، ولكنه ليس بالكفاءة والسرعة التي تتوقعها إسرائيل". 

وتابع المصدر العسكري: "ننقل انتهاكا معينا إلى الآلية، وتُرسل القوة اللبنانية للتحقق منه، فإذا كانت البنية التحتية تابعة لحزب الله، تُحلق طائرة مسيرة أميركية فوق المنطقة لتصويرها، مما يتيح متابعة مستمرة من قبل اللجنة".

وفيما يخص السؤال عما "إذا كانت إسرائيل تنوي الانسحاب من جنوب لبنان في الموعد المحدد"، فإن "الإجابات ليست قاطعة"، كما ورد عن الصحيفة. 

وفي هذا الصدد، قال مصدر إسرائيلي: "لقد حُددت مراحل وشروط لذلك، وهو منسق مع الولايات المتحدة". 

وعلقت الصحيفة قائلة إنه "لا يبدو أن الصياغة الغامضة كانت عن طريق الصدفة؛ ففي إسرائيل لا يتحدثون عن الأول من فبراير 2025 كموعد ثابت للانسحاب".