الشبح "جيه 35 آي".. مقاتلة الصين الجديدة التي تهدد الهيمنة الأميركية

منذ ٧ أيام

12

طباعة

مشاركة

بمناسبة معرض الصين الدولي للطيران والفضاء بمدينة تشوهاي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، كشفت بكين عن مقاتلتها الشبح الجديدة من الجيل الخامس "جيه 35 آي".

وقد استغرق تصنيع هذه المقاتلة أكثر من 10 سنوات، وقدمت أول عرض جوي في الذكرى الـ75 لتأسيس القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي، قبل أن تظهر في معرض تشوهاي.

وصممت شركة "شنيانغ" المملوكة للدولة المقاتلة الجديدة، التي تعد أصغر حجما وأقل وزنا وأكثر مرونة وسرعة من نظيرتها "جيه-20" الشبحية الثقيلة التي تم تطويرها بالكامل في الصين.

وبحسب الجيش الصيني، فإن المقاتلة الشبحية الجديدة "مُصممة بشكل أساسي لعمليات القتال الجوي ويمكنها أيضًا إجراء هجوم جو-أرض".

وفي تقرير عن خصائص هذه المقاتلة ودورها المستقبلي في تحدي الهيمنة الأميركية على سماء العالم، أشار معهد بحثي إيطالي إلى أنها تشترك في العديد من الخصائص مع المقاتلة الأميركية الشبحية "إف 35" ذات المحرك والمقعد الواحد.

وادعى معهد “تحليل العلاقات الدولية” احتمالية أن تكون المخابرات الصينية قد اخترقت نظيرتها الأميركية وسرقت معلومات مهمة وإستراتيجية للغاية بخصوص هذه المقاتلة.

تقليص الفجوة

أكد المعهد أن الصين باتت تمتلك سلاحا جديدا قويا قادرا على تقليص الفجوة مع الولايات المتحدة في هذا المجال.

وذكر أن المقاتلة الصينية الجديد تنتمي إلى مقاتلات الجيل الخامس الأحدث في مجال سلاح الجو أي أنها واحدة من الطائرات الحربية المجهزة بتقنيات التخفي المتطورة للغاية التي تسمح بتجنب اكتشافها من الرادار.

 وأضاف أن إنتاجها يعكس تقدما كبيرا للصين في مجال الطيران الحربي المتطور، وهو ما يعني تحقيق قفزة كبيرة نحو تعزيز القدرات العسكرية الصينية.

وينقل عن أندرو هانتر، مساعد وزير القوات الجوية الأميركي لشؤون المشتريات والتكنولوجيا واللوجيستيات، تأكيده في تصريحات صحفية أن النسق التكنولوجي الذي تفرضه الصين، بات الآن "سريعا بشكل لا يصدق".

 خصوصا أن القوات الجوية الصينية نجحت منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، في وضع مقاتلة جديدة في الخدمة كل خمس إلى سبع سنوات.

 وكل مقاتلة جديدة يتم إنتاجها بقدرات محددة وتقنيات جديدة يُستفاد منها بشكل كبير في تطوير المقاتلة من الجيل القادم.

وبالكشف عن الطائرة المقاتلة "جيه 35 آي"، تصبح الصين الدولة الثانية، بعد الولايات المتحدة، التي تنتج مقاتلة من الجيل الخامس مجهزة بأنظمة متطورة.

احتمالية الحرب

في افتراضه لاندلاع حرب مفتوحة، أوضح المعهد الإيطالي أن سلاح الجو والمقاتلات ستلعب دورا مهما للغاية نحو تحقيق التفوق الجوي بشكل سريع.

 لكنه لفت إلى أن المقاتلات تكون أقل فعالية بكثير إذا اضطرت إلى التحليق لمسافات طويلة للوصول إلى أهدافها.

وبالتالي، أكد على أهمية دور حاملات الطائرات في نقل المقاتلات على مسافات كبيرة دون الحاجة إلى الاعتماد على القواعد البرية المحلية.

وأوضح أن هذا الأمر ينطبق على جبهات بحر الصين الشرقي والصراع في التايوان مشيرا إلى أن المقاتلة الشبح "جيه 35 آي" تم تصميمها خصيصا ليتم نقلها بواسطة حاملات الطائرات الصينية. 

من جانبها، تمتلك البحرية الأميركية 11 حاملة طائرات حاليا في الخدمة، جميعها تعمل بالطاقة النووية ما يمكنها من الإبحار لمسافات أطول من تلك التي تقطعها الحاملات التي تعمل بالطاقة التقليدية.

في المقابل، أطلقت الصين في يونيو/ حزيران 2024، ثالث حاملة طائرات صممتها وبنتها بشكل كامل أطلقت عليها اسم "فوجيان" خلال مراسم أقيمت في مدينة شنغهاي.

 لذلك، يستنتج المعهد الإيطالي أن الولايات المتحدة لا تزال تحتفظ بتفوق مهم في مجال حاملات الطائرات.

ملف تايوان

وتسعى بكين إلى إعادة ضم جزيرة تايوان التي تعدها مقاطعة انفصالية ستخضع في النهاية إلى سيطرتها بحلول منتصف القرن بالطرق السلمية، إلا أن استخدام القوة ليس مستبعدا، على حد قول المعهد.

ولفت إلى أن بكين بإمكانها، كما قامت قواتها البحرية بمحاكاة ذلك في عدة مرات، السيطرة على الجزيرة دون أن تخوض صراعا مباشرا.

ويشرح بأن ذلك من خلال حصارها وإنهاكها ومن ثَم ضمها من دون إطلاق النار أو عن طريق إجبار الولايات المتحدة على إطلاق النار أولاً.

سواء في هذا السيناريو أم في سيناريو الصراع المفتوح، يستبعد المعهد أن تحدث "المعارك الأولى على الأقل في البر الرئيس للصين، وإنما ستقع في جميع الاحتمالات في البحر المفتوح لمحاولة تحقيق التفوق السريع بحريا وجويا ومن ثم دعم العمليات العسكرية على الأرض".

 وفي هذا الإطار، أكد أن المقاتلات الشبح وحاملات الطائرات ستلعب دورا أساسيا ولهذا السبب شدد على أن السباق نحو تحديث سلاح الجو بات ذا أهمية أساسية.

الجيل السادس

وامتلكت الصين في التسعينيات مقاتلات من الجيل الرابع ولكنها كانت تعتمد بشكل كبير على المساعدة الروسية، في حين تفوقت الولايات المتحدة بشكل كبير خاصة على الروس في تطوير تكنولوجيا التخفي. 

وفي غضون عقدين من الزمن، بلغت التكنولوجيا الصينية المعايير الأميركية في وقت قياسي لكن القدرة الإنتاجية الأميركية لا تزال تتفوق بكثير من حيث عدد الطائرات.

وبينما تستعرض الصين تقدمها التكنولوجي بمقاتلة الجيل الخامس الجديدة، تعمل الولايات المتحدة على تطوير مقاتلات الجيل السادس بهدف الحفاظ على الريادة التكنولوجية في كل قطاع.

ولدى الولايات المتحدة عنصر آخر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، يضيف المعهد في إشارة إلى أنها لا تقوم بتصميم وتجميع أحدث التقنيات بمفردها وإنما تقوم بذلك بالتعاون مع الحلفاء الأوروبيين.

وهذا الأمر، يرى أن له فوائد من بعض النواحي على غرار تحسين المعرفة وسلبياته من ناحية أخرى ومن أبرزها الاعتماد على الخارج، بينما يعتمد الصينيون على أنفسهم في إنتاج مقاتلاتهم بالكامل.

وفي الفترة الأخيرة، أظهرت مقاطع مصورة جديدة  يعتقد أنها لطائرة شبح صينية حديثة من الجيل السادس، وفقا لصحيفة "نيويورك بوست" الأميركية.

الفيديو والصور التي لم يتم التحقق منها بعد تُظهر طائرة دون ذيل تحلق، وخلفها مقاتلة ذات مقعدين من طراز شينغدو "جيه-20".

 كما لم يتضح بعد مكان تحليقها أو من التقط الفيديو، لكن الصور تتطابق مع بعض المعلومات الاستخباراتية التي تشير إلى أن الصين تعمل على تطوير طائرة مقاتلة شبحية.

في الختام، يستنتج المعهد الإيطالي أن التفوق الأميركي يتقلص أكثر فأكثر لكنه لا يزال قائما من ناحية التقدم التكنولوجي وكذلك التفوق الإنتاجي.


المصادر