السيسي يمنع السوريين من دخول مصر.. وناشطون: مرعوب من رياح التغيير

منذ ٣ أيام

12

طباعة

مشاركة

انتقادات واسعة وجهها ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي للنظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي، على خلفية تداول خطاب منسوب لسلطة الطيران المدني بمنع دخول السوريين القادمين من مختلف دول العالم عدا حاملي الإقامة المؤقتة لغير السياحة.

الخطاب المتداول والموجه لشركات الطيران ووكلاء السفر، نص على أنه "تقرر عدم السماح بقبول الركاب السوريين القادمين للبلاد من مختلف دول العالم، عدا حاملي الإقامة المؤقتة لغير السياحة بالبلاد"، وتضمن تحذيرا من توقيع الغرامات في حالة مخالفة التعليمات.

بدوره، علق رئيس سلطة الطيران المدني الطيار عمرو الشرقاوي، في تصريحات صحفية أدلى بها في 3 يناير/كانون الثاني 2025، قائلا إن "هذا القرار يشبه القرارات الصادرة من قبلُ بشأن جميع الدول التي توجد بها نزاعات".

وأضاف أن "دخول الأشقاء السوريين إلى مصر بموجب القرار سيكون مماثلا لإجراءات دخول الأشقاء الليبيين واليمنيين والمواطنين من دول أخرى مثل أوكرانيا أيضا"، موضحا أن تصريح الإقامة المؤقتة يتطلب إنهاء الأوراق من الجهات المختصة.

وجاء القرار الأخير، بعد أيام من قرار آخر يقضي بوقف دخول السوريين من حاملي الإقامة الأوروبية والأميركية والكندية إلى البلاد دون الحصول على الموافقة الأمنية.

ونقلت قناتا "العربية" و"الحرة"، عن مصادر تأكيدها أن السلطات المصرية قررت وقف دخول السوريين من حاملي الإقامات الأوروبية والأميركية والكندية إلى البلاد دون الحصول على الموافقة الأمنية، موضحين أن القرار تضمن أيضا وقف السماح للسوريين حاملي تأشيرات شنغن بدخول مصر.

ويشمل القرار منع دخول سوريين أو سوريات متزوجين من مصريين أو مصريات دون موافقة أمنية.

وتأتي القرارات المصرية، في ظل تواصل تداعيات إسقاط قوى الثورة السورية رئيس النظام السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، وتولي الإدارة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، مسؤولية إدارة البلاد، واستنفار إعلام النظام المصري ضده وشن حملة تشويه ممنهجة.

وسبق أن أوضحت مفوضية شؤون اللاجئين بالقاهرة أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها يبلغ 148 ألفا، بينما تشير تقارير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن العدد الإجمالي للسوريين المقيمين في مصر يصل إلى 1.5 مليون شخص.

وبحسب بيان للمفوضية، صدر في 2 يناير، فإن أكثر من 115 ألف سوري عادوا من تركيا والأردن ولبنان إلى بلادهم بعد الإطاحة بنظام الأسد.

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #سوريا_الجديدة #السيسي، #سوريا، عن غضبهم واستيائهم من القرارات المصرية بحق السوريين، مستنكرين إصرار نظام السيسي على التغريد خارج السرب والانغماس في العزلة الدولية.

وتبرأ مصريون من القرارات وذكروا السوريين بأنهم يتعرضون لنفس أشكال التعسف والإجراءات غير القانونية والمنع من دخول بلادهم، مؤكدين أن النظام الحالي لا يتعامل بالسياسة وإنما تتخذ قرارات انفعالية مبنية على هواجس أمنية ووساوس قهرية من كل ما يتعلق بالحرية والتحرر.

وأرجع ناشطون قرار النظام المصري وخنوعه لسياسات تعادي الشعب السوري إلى الخشية من تصدير الثورة السورية إلى مصر، مذكرين بأن السيسي كان يحذر الشعب المصري مهددا بأن يصبحوا مثل سوريا، بينما سوريا اليوم تحررت من حكم الديكتاتور ونالت حريتها.

غضب واستياء

وإعرابا عن الغضب من القرار المصري، وصفه الإعلامي أحمد عطوان، بأنه "قرار غبي ومنعدم الوعي باللحظة الحالية، ويكشف حماقة نظام كيد النساء، ويفضح الخوف والرعب والضعف والهوان"، مؤكدا أن "ما تخفيه صدور النظام المصري أعظم". 

وأضاف: "إنهم يعاندون الواقع والتاريخ والمزاج الشعبي العام الذي يحتفل بنجاح الثورة السورية ويفتخر بقياداتها الذين خلصوا البشرية من حكم مستبد فاجر وطاغوت العصر".

فيما وصف الإعلامي أسامة جاويش، القرار بأنه "غريب وغير مفهوم وغير مقبول وغير مبرر ينُمّ عن غباء شديد وغشومية في التعامل مع الأشقاء في سوريا المفترض أنهم يحتفلون بسقوط نظام قمعي ونجاح ثورتهم"، مشيرا إلى أنه “تسبب في مأساة للسوريين”.

وتعجب أستاذ علوم القرآن محمود الشامي، من أن قرار منع السوريين من دخول مصر تضمن حتى المتزوجين من مصريات، قائلا إن “قرارا مثل هذا يطعن في المصريين أنفسهم.. هل إلى هذا الحد وصلت الاستهانة بالمرأة المصرية ؟!”

واستنكر أحد المغردين منع السيسي السوريين المسلمين من دخول مصر وقبلها منع الفلسطينيين، بينما يفتح الباب للإسرائيليين وللسفن والبوارج الصهيونية ويرحب بها في مصر وأيضا يوفر لها حماية من الجيش المصري.

عزلة مصر

وفي قراءة وتحليل للقرار المصري، أوضحت الصحفية صبا مدور، أن "منع السوريين من زيارة مصر إلى جانب السياسات غير المتعاونة تجاه سوريا يعني عزلة مصر عن التفاعل الإقليمي تجاه سوريا، وليس عزلة سوريا ذاتها". 

وقالت: "لو كانت هذه القرارات مبنية على أسباب سياسية منطقية لكان بالإمكان تفهمها وتبريرها بل ومعالجتها، ولكن الحقيقة سياسة مصر تجاه سوريا تفتقر لمبرر مقنع، سوى ما يبدو وكأنه عناد سياسي ولا داعي له على المستوى الأمني ولا السياسي". 

وأكدت مدور، أن "هذا النهج يثير القلق حول غياب العقلانية السياسية المصرية التي طالما كانت ركيزة لدور مصر الإقليمي. عموما، كان يمكن لمصر أن تستفيد كثيرا من عودة سوريا، لكنها للأسف أضاعت فرصة أخرى كما هو الحال في العديد من مواقفها خلال الفترات الأخيرة".

وأرجعت كنانة الشريف، أحد أسباب قرار مصر بمنع دخول السوريين كافة الى أراضيها، "لموقف شخصي من أحمد الشرع بسبب تصريحات قديمة له تحدث فيها عن انقلاب السيسي على محمد مرسي"، مشيرة إلى أن “من شروط تطبيع العلاقات مع سوريا اعتذار الشرع عن هذه التصريحات”.

ولفتت إلى أن "ما يحدث منعطف حاد جدا في السياسة الخارجية المصرية"، متسائلة: "لماذا تعزل نفسها عن محطيها العربي!".

وقال السياسي والحقوقي أسامة رشدي، إن "قرار نظام السيسي اليوم بمنع المواطنين السوريين من دخول مصر من أي مكان في العالم؛ هو قرار خطير يعكس حالة الهستيريا التي يعاني منها نظامه والتي جعلتهم يتخبطون في ردود أفعالهم بعد سقوط جزار سوريا بشار الأسد".

واستنكر أن “السلطات المصرية لم تعبأ بنتائج هذه القرارات العبثية” على العائلات أو الطلاب السوريين ممن يعيشون في مصر ولهم استثمارات كبيرة في البلاد، مؤكدا أن القرار مضر بشكل كبير وسيترك آثاره السلبية على مستقبل العلاقة مع سوريا الجديدة.

وأضاف رشدي: "كما قلنا من قبل مشكلة نظام الفرد الواحد الذي لا يحترم أي مؤسسات أو سياسات أو خبراء، يخرب في كل الاتجاهات كما يفعل الفيل في متحف الخزف".

وأكّد أن الشعب السوري "لن ينسى بالتأكيد هذه الطريقة غير الودية في التعامل، رغم العلاقات الودية التي تربطهم بالشعب المصري، خاصة أن النظام المصري لا يملك أوراقا تذكر للتأثير على مسار الأمور سوى هذا التخريب والردح المتواصل والتلاعب بمصالح الناس".

وحذر من أن “هذه تصرفات كلها تضر بالنظام في مصر أكثر مما تضر بالسوريين”، مضيفا: "انظر حولك سترى الأمور تتحرك ولا أحد يلتفت إليك!!!".

دلالات وانعكاسات

وتسليطا للضوء على دلالات القرار المصري، قال الكاتب التونسي رفيق عبدالسلام، إن “السيسي تلبس به مس من الجن خشية امتداد الثورة السورية إليه، وقد وصل به الأمر حد إصدار تعليمات بمنع السوريين من دخول التراب المصري”.

وأضاف أن “السيسي مصرّ بسبب فائض خوفه وغبائه أن يضع نفسه في مواجهة السوريين، بل في مواجهة قوانين التاريخ التي تقول بأن الوضع الراهن في مصر وغيرها من بلاد عربية كثيرة لا يمتلك مقومات الاستمرار طويلا”، مبشرا بأن “التغيير قادم ولا مهرب منه وهذه الدكتاتوريات البليدة لا مستقبل لها”. 

ورأى أحد المغردين، أن خوف السيسي من نجاح الثورة السورية وصل به إلى مرحلة الانتظار والترقب، وجعله يعلن منع السوريين من دخول مصر، مؤكدا أن هذا القرار يشير أيضا إلى أن المحيطين بالسيسي والجيش تحديدا يتربصون به عندما تركوه يعلن هذا القرار، وأن السيسي سقوطه سيكون خاطفا كما حدث لبشار.

وأوضح أحد المغردين، أن "عداء النظام المصري للثورة السورية ناتج عن وعي النظام ومعرفته بما ستترتب عليه الأمور". 

ورأى أن قرار منع دخول السوريين إلى مصر هو رد فعل طبيعي للنظام الديكتاتوري بقيادة السيسي، مذكرا بأنه كان قد سمح لهم بالدخول حتى يُخوّف المصريين بهم، (شايفين؟ دول السوريين الّي ضيعوا بلدهم)".

وأشار إلى أن “للسيسي خطابات كثيرة تكلم فيها عن انهيار سوريا وتشريد أهلها، من باب (حافظوا عليا يا مصريين وإلا حالكم هيبقى شبه حالهم)”.

وقال: “أما الآن فقد انقلبت الطاولة، ولم يعُد هناك ما يخوّف به السيسي شعبه، سيدخل السوري الذي حرر أرضه إلى مصر سائحا هذه المرة، سينقل عدوى الثورة إلى شعب مصر، وهذا معلوم من علوم الاجتماع بالضرورة، الديمقراطية والثورة أشياء مُعدية، تتلقفها الشعوب واحدة تلو الأخرى.”

وقال حاتم سعيد قشوع، إن قرار منع السوريين من دخول مصر لا يعكس سوى خوف نظام مرتبك من كل ما يرمز إلى الحرية والكرامة وإسقاط الطغاة، فالشعب السوري الذي كافح للخلاص من طاغيته لم يطلب سوى أن يعيش بسلام دون أن يتدخل في شؤون وإرادة الآخرين. 

وحذر من أن مثل هذا القرار الجائر لا يصنع أمانا ولا يحقق استقرارا، بل يكشف هشاشة من أقرّه، ويؤجج في النفوس رغبة التغيير في الداخل.

وبشر كاتب الرأي حسن بلفاكيه، بأن "نظام السيسي لن يسقطه السلاح نظام السيسي سيسقطه الرعب الذي يعيش فيه لأن المجرم يظن خلف كل شجرة شرطي".

وسخر الفنان التشكيلي عمر آغا القلعة، من القرار المصري، قائلا: "الأنظمة تسقط بانقلاب، بثورة، باغتيال، بحرب.. أما أن يسقط النظام لإصابته بنوبات هلع.. وخوف.. فهذه عجيبة!"، متسائلا: “وخوفا ممن؟”

وأجاب: "من السوريين المنضبطين الحبابين الكيوت.. الذين يمدون أيديهم لكل الأهل والأصدقاء ليساعدوهم على الخروج من حفرة صيدنايا.. وتمنعهم من دخول مصر؟!!!!"، متهكما بالقول: "إيه مالك يا عبدو .. شد حيلك امال".

وتحت عنوان "السيسي رح ينجن!"، كتبت نادية البوني: "منع دخول السوريين من كل أنحاء العالم إلى مصر! هكذا قرر السيسي مش عارف كيف بده يعاقب السوريين بعد إطاحتهم بديكتاتور متله! ساعة بقولك عند السوريين شخص اخواني وبدنا اياه! ونازل يحرك كل الدبيكة والسحيجة بكل الفضائيات للتحريض على السوريين! بدي اقولك إياها بالشامي (وحمى تسلق بدنك انشالله)".

وقالت زينة الرحيم: "يبدو أن الحكومة المصرية قررت منع كل السوريين/ات من الدخول للأراضي المصرية ومن أي مكان في العالم"، متسائلة: “أهو رُهاب التغيير؟”

وقال الصحفي تركي الشلهوب: "السيسي الجبان منع دخول السوريين إلى مصر من دول العالم كافة.. والله لولا أنه يعرف أن مصيره محتوم وأنه سيكون أسوأ من مصير بشار لما دخل في نوبة الهلع والتخبط هذه!".

مواساة وتعاطف

وفي مواساة وتعاطف ومؤازرة لمن نالهم القرار المصري، خاطب أحمد ناصف، السوريين الممنوعين من دخول مصر، قائلا: "‏والله العظيم إحنا مصريين وممنوعين من دخول مصر، ‏والصهاينه بيدخلوا عادي".

وأضاف: "‏لذا وجب التنويه أن مصر بلادكم وتشرفونا في أي وقت بعد إسقاط الصهيوني اللي مانعنا كلنا قريبا إن شاء الله".

وأثنى عز سيف، على تغريدة ناصف، قائلا: "تعليقا على موضوع منع السوريين من دخول مصر.. نبيل احمد ناصف الله يكرمه فكرني إننا كمصريين ممنوعين من دخول مصر أيضا".

وقال محمود مصطفى: "منع السوريين المحترمين من دخول مصر!! ولا يهمكم فالمصريون المحترمون أيضا ممنوعون من دخول مصر.. بنحبكم أوى يا سوريين".