مع تصدع إيران وأذرعها بالمنطقة.. لماذا تتخوف إسرائيل من أدوار تركيا وقطر؟

منذ ٤ أيام

12

طباعة

مشاركة

تتوقع صحيفة عبرية أن تكتسب قطر وتركيا مزيدا من النفوذ في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، على إثر سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وضعف إيران.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست": "بينما تنظر إسرائيل بارتياح إلى تراجع نفوذ محور المقاومة، المدعوم من إيران، يجدر التوقف والتذكير بأن الاحتفال يجب أن يكون محكوما بواقعية المشهد".

وأضافت: "يتعرض المحور المدعوم من إيران لضربات متتالية؛ فقد خسر حزب الله اللبناني آلاف المقاتلين خلال حملة إسرائيلية استمرت شهرين وانتهت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وتبع ذلك سقوط نظام الأسد في سوريا (8 ديسمبر/كانون الأول 2024)".

وهذا من شأنه أن يعرقل قدرة إيران على تهريب الأسلحة إلى "حزب الله"، ويترك طهران في الزاوية، وفي حين تتكبد إيران هذه الخسائر، يبدو أن قطر على استعداد للاستفادة من هذا الواقع.

علاقات قطر وحماس

وقالت الصحيفة العبرية إن "علينا أن نتذكر أن قطر كانت تستضيف قادة (حركة المقاومة الإسلامية) حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (عندما حدثت عملية طوفان الأقصى)".

وتابعت: "بينما لا تشعر إسرائيل بأي أسف حيال الضعف الذي أصاب المحور المدعوم من إيران، فإن واقع الحال يفرض التروي في الاحتفال".

"فحماس لا تزال تسيطر على غزة وترفض الإفراج عن 100 محتجز إسرائيلي، كما تواصل تلقي الدعم من قطر وتركيا".

وأشارت إلى أنه "في منتدى الدوحة الأخير (من 7 إلى 8 ديسمبر 2024)، استعرضت قطر نفوذها وقوتها عبر استضافة عدد كبير من ممثلي الدول الإقليمية".

وشمل ذلك وزراء خارجية العراق وتركيا ومصر والأردن، كما شهد المنتدى حضور كبار الدبلوماسيين من طهران وموسكو.

وذكرت صحيفة "عرب نيوز" الصادرة باللغة الإنجليزية ومقرها الرياض، في 7 ديسمبر 2024، أن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، شارك في اجتماع رفيع المستوى بشأن سوريا ضم المعنيين الإقليميين والدوليين في قطر".

وشددت "جيروزاليم بوست" على أن الدوحة وأنقرة تستغلان ضعف طهران. ففي الوقت الذي كان يتفكك فيه النظام السوري، اجتمع ممثلو دول إقليمية رئيسة في قطر لبحث مستقبل سوريا.

وفي السياق نفسه، أبدت إيران وروسيا ودول أخرى كانت تدعم الأسد تحولا في مواقفها، حيث أصبحت أكثر مرونة ومستعدة للتعاون مع قطر.

استغلال ضعف إيران

وتابعت الصحيفة: "بينما قد تبدو طهران محاصَرة، يظل هناك العديد من التحولات الجارية في المنطقة".

وأشارت إلى أن "الدوحة ستستفيد من ضعف طهران إذ يوفر لها هذا نفوذا متزايدا ومساحة أكبر للعمل، كانت تتوفر لدى إيران لكنها فقدتها".

هذا بدوره يتيح للدوحة تعزيز علاقاتها مع حركة مثل حماس أو مع القوى الحاكمة الجديدة في دمشق، وفق تقديرها.

وقالت إن "النظام الإيراني عمل على إنشاء شبكة معقدة من المجموعات في مناطق متعددة، متخذا دورا يستهدف تقويض البلدان التي تستقر فيها، لتضعفها وتملأ فراغاتها بالمليشيات".

وأردفت: "في العراق ولبنان، تنتمي المليشيات إلى الطائفة الشيعية، تماما مثل النظام الإيراني، بينما في اليمن، تتخذ هوية طائفية محلية، وفي سوريا، نجد أن عائلة الأسد تنتمي للطائفة العلوية، وهي أقلية دينية".

وهذا يعني أن إيران استفادت من التعامل مع الجماعات غير السنية بالمنطقة، والاستثناء الوحيد لهذا النمط كان حركتي حماس والجهاد الإسلامي، الفلسطينيتين.

ومن خلال دعم هاتين الحركتين، تمكنت إيران من تعزيز نفوذها في الساحة الفلسطينية، مما سمح لها بالهروب من صورة الغيتو الطائفي التي اتسمت بها، وفق الصحيفة.

واستدركت: "أما قطر، فقصتها مختلفة؛ إذ دعمت الإخوان المسلمين على مدى سنوات في جميع أنحاء المنطقة، وهي جماعة متجذرة في الساحة السياسة الإسلامية السنية".

"هذا يعني أن الدوحة تمكنت في كثير من الأحيان من الحصول على نفوذ في الصراعات المدنية، وبالتالي كانت على مسار مختلف عن إيران، في كل من ليبيا وسوريا ومع حماس"، وفق جيروزاليم بوست.

ونوّهت إلى أن "قطر خسرت في بعض الأحيان، مثلما حدث عندما أطيح بجماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 2013، كما مرت بفترة عزلة نسبيّة عندما قادت السعودية مجموعة من الدول العربية لقطع العلاقات معها في 2017".

قطر وتركيا

وأشارت إلى أن "قطر وتركيا نسجتا علاقة قوية فيما بينهما، كما عملتا بشكل مشترك على تعزيز التواصل مع إيران".

وكانت تركيا وإيران وروسيا من الأطراف الرئيسة في عملية أستانا التي استهدفت إنهاء الحرب في سوريا، وكل من هذه الدول، بالإضافة إلى قطر، تدعم حركة حماس، وفق قولها.

وتعتقد الصحيفة أنه "على الرغم من أن إسرائيل ستستفيد من ضعف إيران، فإن هذا لا يمثل انتصارا كاملا، لأن حماس لا تزال تسيطر على غزة، وتسعى للتأثير في الضفة الغربية".

وأكدت أن "التهديد الإيراني كان جزءا واحدا فقط من رقعة الشطرنج القاتلة في هذه المنطقة، ومن المتوقع أن يظهر تهديد جديد قريبا".

وشددت على أن "إسرائيل دائما ما تواجه تهديدات جديدة، ففي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كانت هذه التهديدات تقودها الأنظمة القومية العربية، ثم حلت مكانها جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس".

وأيضا تركيا، التي يحكمها حزب العدالة والتنمية وترجع جذوره إلى الإخوان المسلمين، التي تعد من أشد أعداء إسرائيل شراسة، وفق وصفها.

وقالت الصحيفة: "لا شك أن نهاية نظام الأسد لن تحل على الأرجح كل التحديات التي تواجه إسرائيل، فقطر تسعى إلى تعزيز مكانتها، واستضافتها التاريخية لقادة حماس تشكل تحديا لأمن" تل أبيب.

والقضية الرئيسة الآن هي منع حماس وداعميها في أنقرة والدوحة من استغلال الوضع في سوريا لتحقيق غاياتهم الخاصة، وفق قولها.