الحلف الأقرب لترامب بولايته الثانية.. قطر تركيا أم السعودية الإمارات؟

منذ ٣ أيام

12

طباعة

مشاركة

عقب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، والتسريبات عن قرب الوصول لوقف إطلاق النار في غزة، يسلط موقع "زمان" الإسرائيلي الضوء على تأثير هذه التحولات الدراماتيكية على احتمالات إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية والدولية.

من هذا المنطلق، يتساءل الموقع الإسرائيلي عن الحلف الذي يفضل ترامب التعامل معه، هل هو الحلف القطري التركي، أم سيفضل التعاون مع الحلف السعودي الإماراتي؟

ويوضح التباينات بين كل من الحلفين في تعامله مع المشهد السوري، وتحديدا الموقف من هيئة تحرير الشام، مبينا النهج المتوقع للحلف السعودي الإماراتي في تعاطيه مع المشهد الجديد في سوريا.

وتحدث كذلك عن الخطر المتوقع على إسرائيل، جراء سيطرة المعارضة السورية على الحكم، مع تسليط الضوء على علاقة هيئة تحرير الشام بقطر وتركيا، وعلاقتها كذلك بالإخوان المسلمين، وحركة حماس، وتحديدا بالقيادي البارز خالد مشعل.

أيضا كشف الموقع عن العديد من التفاصيل التي تتعلق بالمفاوضات الجارية للوصول لصفقة تبادل أسرى في غزة، مشيرا إلى الدور القطري وتأثيره في تلك العملية.

تطورات دراماتيكية

يستهل الموقع تقريره متحدثا عن "تطورين دراماتيكيين؛ وهما الانهيار السريع لنظام الأسد في سوريا، والتقارير حول صفقة أسرى قد تكون قيد الإعداد للتنفيذ هذه المرة".

ثم يعقب على هذه الأحداث قائلا: "وعلى الرغم من عدم وجود صلة مباشرة بين هذين الحدثين، فإن كليهما مرتبط بما سيحدث بعد تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة في البيت الأبيض".

ويوضح قائلا: "إذا أردنا توضيح الأمر، فإنهما يتعلقان بالسؤال حول إذا ما كانت سياسة الولايات المتحدة ستعتمد على قطر أم السعودية".

ويتابع: "باختصار، تقف كل من قطر وتركيا خلف المجموعة التي سيطرت على سوريا، بينما تحاول السعودية والإمارات التواصل مع مجموعات أخرى مناهضة لتلك المجموعة".

رفض للدور المصري

وشرع الموقع العبري في بيان بعض التفاصيل حول المفاوضات المتعلقة بغزة في الآونة الأخيرة، فبداية "كانت هناك إشارة علنية أولى عندما حذر الرئيس المنتخب ترامب حركة حماس من عواقب إفشال صفقة الأسرى قبل دخوله البيت الأبيض".

لتبدأ بعدها "التحركات التي ترافقت مع أخبار أفادت بأن قطر طردت قيادات حماس، التي تستضيفها على أراضيها"، وفق الموقع.

ويرى الموقع أن "هذا الأمر لم يحدث بالفعل، إذ لم نشهد أي دليل على ذلك، لكن مجرد انتشار هذه الأخبار يدل على وجود ضغوط تُمارس على قطر".

وأكمل: "عندما غابت قطر عن مشهد الوساطة، دخلت مصر بقوة في هذا الملف؛ وما هو مطروح على الطاولة الآن هو العرض المصري".

وأردف: "الذي يتحدث عن وقف إطلاق نار لمدة محددة، وإطلاق سراح أسرى، وزيادة هائلة في المساعدات لسكان غزة وفتح معبر رفح، حيث يكون ممثلو السلطة الفلسطينية في مواجهة الضباط المصريين عند الحدود".

ويضيف: "وهذا يعني أن على إسرائيل إخلاء ممر فيلادلفيا، الذي يُعد رمزا للانتصار المطلق".

وفي مقابل هذا العرض المصري، سعى نتنياهو إلى دخول قطر مجددا للمفاوضات، كما يشير الموقع، فيقول: "يمكن أن يفسر ذلك إرسال بنيامين نتنياهو رئيس الشاباك، رونين بار، إلى تركيا. فلم يكن ذلك كخطوة للتنسيق مع تركيا في ضوء التطورات في سوريا، بل على الأرجح لإعادة قطر إلى المشهد".

ووفقا للموقع، فإن "تولي مصر زمام المبادرة يعني إعطاء الأولوية لمحور السعودية، في حين يفضل نتنياهو محور قطر".

ويتابع: "حيث إن المبادرة القطرية ستبقي معبر رفح مغلقا، لأنه يمنع عودة مصر والإمارات إلى غزة، ويوفر على نتنياهو التبرير لإيتمار بن غفير وأنصاره الحاجة إلى السماح لممثلي السلطة الفلسطينية بالدخول إلى غزة".

ويعقب: "مع الإشارة إلى أن حضورهم ليس مؤكدا، خاصة بعد أن قُتل ممثلون سابقون للسلطة على يد حماس".

وتابع: "ولذلك، بدلا من إخلاء ممر فيلادلفيا، ستوافق إسرائيل على إخلاء ممر نتساريم. وبالطبع، ممر نتساريم أكثر أهمية لإسرائيل، لكن ممر فيلادلفيا أكثر أهمية لنتنياهو".

وأضاف: "إذا كان رئيس الشاباك قد سافر إلى تركيا لإعادة قطر إلى طاولة الوساطة، فقد يشير ذلك إلى أن اجتماعات الدبلوماسية الأميركية مع نتنياهو ورئيس وزراء قطر جاءت بمبادرة من نتنياهو، بهدف عدم ترك مصر كوسيط رئيس".

الجولاني ومشعل

ويربط الموقع العبري بين تطورات الوضع في سوريا ومفاوضات غزة قائلا: "مبادرة نتنياهو لربط قطر بتركيا في هذا التوقيت تثير تساؤلات في ظل التطورات في سوريا، لفهم السياق الإسرائيلي للتطورات هناك، يجب فهم ماهية هيئة تحرير الشام".

ويتابع: "تأسس هذا التنظيم في الأصل تحت اسم (جبهة النصرة)، وتم التعرف عليه كتنظيم مشابه لداعش، لكن هذا خطأ".

حيث يزعم أن "جبهة النصرة تأسست كذراع عسكرية للإخوان المسلمين، وهي مرتبطة بقطر وتركيا؛ قطر تمول، وتركيا تدرب وتسلح".

كما ادعى أن "زعيم التنظيم، أبو محمد الجولاني، كان صديقا شخصيا لخالد مشعل عندما كان مشعل يرأس المكتب السياسي لحركة حماس في دمشق".

وأكمل مزاعمه قائلا: "وقد أنشأ مشعل، تحت أنظار مضيفه بشار الأسد، الخلايا الأولى لما سيصبح لاحقا تنظيم جبهة النصرة".

وتابع: "كان الجزء الفلسطيني يسمى (أجنحة بيت المقدس)، بينما كان الجزء غير الفلسطيني يسمى النصرة، ولاحقا، بعد الانتقال إلى إدلب الخاضعة لسيطرة تركيا، تغير اسمه إلى هيئة تحرير الشام".

ويضيف: "الخطأ في تصنيف التنظيم على أنه جزء من داعش يعود إلى بداية مسيرة قائده، أبو محمد الجولاني، تحت جناح زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، ولكن كان هناك خلافات بينهما بشأن مفهوم الجهاد العالمي".

وبحسب الموقع، فقد "عاد الجولاني إلى سوريا لتحرير سوريا فقط، وارتبط بقطر وتركيا، ومن خلالهما أبلغ الغرب أنه ليس جزءا من الجهاد العالمي، وأن اهتمامه ينصب على تحرير سوريا فقط".

"ومع ذلك، كان يشير إلى (سوريا الكبرى) التي تشمل أيضا فلسطين (إسرائيل)، والأردن، ولبنان"، يقول الموقع.

وتابع مزاعمه قائلا: "خطوات الجولاني في سوريا كانت بالتنسيق مع خالد مشعل عندما كان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، حيث خان الأخير الأسد، وقاما معا بتأسيس الخلايا الأولى للتمرد".

إذ "أسس الجولاني جبهة النصرة، بينما أسس مشعل (أجنحة بيت المقدس)، وهو الاسم الفلسطيني لجبهة النصرة"، كما يدعى الموقع.

وبناء عليه، يحذر الموقع إسرائيل من الخطر الذي ستواجهه قائلا: "بعبارة أخرى، بعد أن قضينا على حماس غزة، سنواجه توأم حماس على حدود الجولان، بالتعاون مع تركيا".

وأردف: "قد يبدو هذا الكلام عاما أو مبالغا فيه، لكن من المهم متابعة التطورات عن كثب".

واختتم الموقع تقريره قائلا: "أكبر مكسب بالنسبة لنا هو الدعم الكبير الذي حصلنا عليه نتيجة الضربات التي وجهناها لحزب الله وإيران، المكروهين شعبيا وإقليميا، علينا استثمار هذا الدعم، فليس لدينا الكثير من الوقت لنضيعه".

الكلمات المفتاحية