حوار الأطلسي في الرباط.. ما الذي يمثله للمغرب في مستقبل الجنوب العالمي؟

منذ ١٧ ساعة

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة "جون أفريك" الفرنسية الضوء على أهمية فعاليات حوار الأطلسي في العاصمة المغربية الرباط، مؤكدة أنه يهدف إلى معالجة التحديات الجيوسياسية واستكشاف سبل تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي.

وهذه الفعالية السنوية استضافتها الرباط، من 12 - 14 ديسمبر/كانون الأول 2024، وركزت على التعاون بين دول الجنوب عبر نموذج متوازن قائم على الشراكة المتساوية بعيدا عن الاستغلال أو النزعة الأبوية. 

ودعت الفعاليات التي شاركت فيها شخصيات مغربية ودولية إلى إشراك دول الشمال في شراكات تنموية عادلة ومستدامة. 

 وتؤكد الصحيفة أن حوار الأطلسي يمثل فرصة للمغرب لتأكيد ريادته في صياغة مستقبل الجنوب العالمي.

وتقول إن "مشروع أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، ومشروع ميناء الداخلة كانا من بين أهم المشاريع التي نوقشت".

وإلى جانب ذلك، تبرز أن "الجنوب العالمي يواجه تحديات كبيرة، تشمل التفاوت الاقتصادي وعدم التجانس بين دوله واستمرار الصراعات والأزمات".

شراكة متوازنة

وهذا الحدث ينظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد وهو مركز أبحاث يشرف عليه منذ ما يقرب من عشر سنوات الاقتصادي كريم العيناوي.

وتعد الفعاليات تجسيدا لرغبة المغرب في ترسيخ مكانته كوجهة رئيسة للتفكير في التحديات العالمية الكبرى وبناء منطقة أطلسية موسعة.

وفي افتتاح المؤتمر، أشار العيناوي إلى أن "حوارات الأطلسي ليست مجرد مساحة للتفكير، بل دعوة إلى العمل".

وصرح السياسي قائلا: "في عالم يتسم بتزايد حالة عدم اليقين، فإن النقاشات المستندة إلى الأدلة تُعد أمرا أساسيا للتأثير على السياسات العامة وتحفيز تغيير حقيقي".

وفي هذا السياق، تبرز "جون أفريك" أن المؤتمر يجسد فكرة التعاون الجنوبي-الجنوبي، التي يدافع عنها المغرب وملكها محمد السادس، كعلاقة تقوم على المساواة. 

وبقول آخر، علاقة تتسم بالتضامن والحزم والسعي نحو الازدهار والصمود والتنمية المشتركة، مع إدراك واضح لقدراتها وحدودها واحتياجاتها. 

وتضيف الصحيفة أن المؤتمر يدعو الشمال إلى شراكة متوازنة تركز أكثر على المصالح المتبادلة والمساواة بعيدا عن ديناميكيات الاستغلال أو الوصاية.

وفي هذا الصدد، أكد سفير المغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال، أن "الجنوب يمثل رؤية أمل، فبفضل موارده الهائلة وأسواقه الواعدة، يمكنه أن يصبح فاعلا رئيسا في الاقتصاد العالمي، بشرط أن تكون القواعد الدولية عادلة".

 وأضاف: "علينا أن نتجه نحو مزيد من الشمولية، لأن العالم الحالي لا يزال يعاني من استمرار الفجوات بين الشمال والجنوب، وأيضا داخل الجنوب نفسه. ولكن للأسف، تُصاحب هذه الفجوات استمرار الحروب والنزاعات".

وخلال مناقشة مخصصة لـ"المبادرة الأطلسية"، دعا السفير المغربي السابق لدى الأمم المتحدة محمد لوليشكي، إلى "تعزيز التعاون، ليصبح الأطلسي فضاء للحلول الجماعية لمواجهة التحديات المشتركة، سواء ما يتعلق بالأمن الغذائي أو الصمود بمواجهة التغير المناخي أو تدفقات الهجرة".

مشاريع مشتركة

وخلال فعاليات "حوار الأطلسي"، أكدت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن  أمينة بنخضرة، على أهمية مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب بصفته محفزا للتكامل الإقليمي، يتجاوز كونه مجرد مشروع للطاقة.

وأوضحت بنخضرة أن "المشروع يشمل 13 دولة مطلة على المحيط الأطلسي و3 دول غير ساحلية في منطقة الساحل". 

وأضافت أنه "محرك للنمو والازدهار لكامل القارة الإفريقية، وسيسهم في خلق فرص عمل وتلبية احتياجات الطاقة، وفي الوقت نفسه تعزيز ربط إفريقيا بأوروبا".

وخلال جلسة نقاش أخرى، أكدت وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة آنا بالاسيو، على نقطة مهمة يجب أخذها في الحسبان، وهي التنوع في الجنوب العالمي.

وبهذا الشأن، قالت إن "الجنوب ليس كيانا متجانسا، هناك تعددية في الواقع داخله".

وأشارت إلى أن التحدي الحقيقي والأولوية تكمن بـ"التفكير في تعليم مبتكر، خاصة في إفريقيا، حيث تمثل التركيبة السكانية تحديا وفرصة في الوقت ذاته".

وبالتوازي مع هذه النقاشات، تنقل "جون أفريك" عن مركز السياسات نشرها تقريرا سنويا بعنوان "Atlantic Currents"، يقدم حلولا عملية للتصدي للتحديات الهيكلية في المنطقة. 

وهنا، تذهب إلى أن مشاريع كبرى مثل ميناء الداخلة والمبادرة الملكية الأطلسية تجسد هذه الرغبة في التحرك، مع تعزيز الروابط الاقتصادية والإستراتيجية بين ضفتي الأطلسي الشمالية والجنوبية. 

وهذا النهج -على حد قول الصحيفة- يساعد على فهم أفضل لدور هذا المركز الفكري، الذي يسعى، إلى لعب دور محوري من خلال تقديم منصة يمكن أن تتحول فيها الأفكار الإستراتيجية إلى أفعال ملموسة.