"إس-400" في سوريا.. ورقة تركيا الرابحة لإرضاء روسيا والتخلص من ضغوط أميركا

" إذا مضت تركيا في خطتها قد تندلع شرارة لصراع تركي-إسرائيلي في غضون أسابيع"
تستعد تركيا لنشر أنظمة دفاع جوي وطائرات مسيّرة هجومية في قاعدة "تي فور" الجوية وسط سوريا، ما يثير قلقا كبيرا في إسرائيل، بحسب تقارير دولية.
وفي هذا الإطار، تقول صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية: إن تركيا تدرس حاليا خيار نشر منظومات الدفاع الجوي الروسية "إس-400" في سوريا.
وذلك في خطوة قد تشكل تحولا إستراتيجيا في مسار العلاقات العسكرية بين أنقرة ودمشق، ضمن إطار اتفاقية دفاع قيد الإعداد بين الجانبين.
وبحسب الموقع، يأتي هذا التحرك المحتمل في ظل ضغوط أميركية على تركيا للتخلي عن هذه الأنظمة، وفي محاولة للحد من التفوق الجوي الإسرائيلي داخل الأراضي السورية.
وتشير التقارير إلى أن "نشر المنظومة خارج تركيا قد يسهم في الحفاظ على التوازن الدبلوماسي مع روسيا".

نقل المنظومة لحمص
تستهل الصحيفة الروسية تقريرها بنقل ما ذكره مسؤولون أتراك من أن نقل منظومات الدفاع الجوي "إس-400" إلى سوريا قد يكون جزءا من اتفاقية دفاعية قيد التطوير بين أنقرة ودمشق.
إلى جانب ذلك، يرون أن هذا الإجراء قد يلبي متطلبات الولايات المتحدة، التي طالبت حليفتها في الناتو، تركيا، بالتخلي عن أنظمة الدفاع الجوي الروسية.
وتشير الصحيفة الروسية إلى أن "هذه الخطوة ستقيّد من حرية تحركات سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا".
ونقل التقرير عن صحف ووسائل إعلامية مقربة من الحكومة التركية، والتي أفادت بأن خيار نشر الـ "إس-400" في سوريا من المحتمل أن يكون جزءا من اتفاقية دفاعية مشتركة تعد بين أنقرة والحكومة الانتقالية في دمشق.
مشيرة إلى أن "احتمالية تنفيذ هذا السيناريو تزداد؛ لأن إسرائيل تواصل شن هجمات على الأراضي السورية".
وأفادت وسائل إعلام تركية بأن نشر المنظومة خارج الأراضي التركية سيساعد أنقرة في الحفاظ على علاقات مستقرة مع روسيا، وفي الوقت نفسه يُرضي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي تفاوضت مع أنقرة حول مصير هذه المنظومات.

فيما أشارت الصحيفة الروسية إلى أن شراء أنقرة منظومة "إس-400” أدى إلى سلسلة من العقوبات الأميركية خلال 2019-2020 بموجب قانون "كاتسا"، ما حرم تركيا من المشاركة في برنامج المقاتلات متعددة المهام من الجيل الخامس "إف-35".
وأكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، جيم ريش، أن تركيا لن تحصل على الطائرات ما لم تُزِل المنظومة الروسية. وقال: إنه أخبر الرئيس أردوغان بذلك بشكل مباشر.
وفي هذا الصدد، نقل التقرير تأكيد مصادر في أنقرة على أن المنظومة الدفاعية الروسية محور نقاش داخلي في تركيا ضمن السياسات المتعلقة بسوريا.
وأشارت المصادر إلى أن هذه المنظومات "قد تُنقل مؤقتا إلى هناك حتى تُجهز قاعدة جوية تركية مناسبة. لكن القرار النهائي لم يُتخذ بعد، ويعتمد على موافقة روسيا بصفتها المورد".
مرجحة أن "توافق موسكو دعما للتعاون التركي السوري في ظل الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع".
وذكرت الصحيفة -نقلا عن تقارير- أن تركيا حصلت على الضوء الأخضر من الحكومة السورية الانتقالية للسيطرة على قاعدة التياس الجوية العسكرية (T-4) في محافظة حمص.
وتابعت: "ومن المتوقع أن تُجهّز القاعدة بأسلحة هجومية وأنظمة دفاع جوي تركية، مثل منظومة "HISAR". كما تخطط أنقرة لنشر طائرات مسيّرة استطلاعية وقتالية في نطاق القاعدة".
ووفق هذه المعلومات، سيشكَّل نظام دفاعي متعدد الطبقات حول قاعدة التياس، يشمل دفاعا جويا قصير ومتوسط وطويل المدى.
وحسب الصحيفة، تؤكد تركيا أن هذه "المظلة الجوية" ستردع إسرائيل عن شن غارات على سوريا، خاصة بعد أن واصلت تل أبيب عملياتها منذ انتقال السلطة في دمشق في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، مستهدفة جماعات موالية للحكومة الانتقالية.

صدام مباشر
على الجهة الأخرى، أعرب مصدر أمني إسرائيلي عن قلقه من التحركات التركية في هذا الإطار.
ونقلت الصحيفة الروسية تحذيره من أن "أي قاعدة جوية تركية في سوريا قد تقوّض حرية العمليات الجوية الإسرائيلية ستعدها إسرائيل تهديدا مباشرا".
ولفتت إلى أن "الطيران الإسرائيلي نفذ عدة غارات على قواعد سورية، بينها التياس خلال الأشهر الماضية"، عادة ذلك بمثابة "تحذير".
وأفادت الصحيفة بأن "احتمال اندلاع صدام مباشر بين تركيا وإسرائيل بسبب سوريا بات موضوعا قيد النقاش في الأوساط الأمنية الإسرائيلية".
وأشارت إلى أن “قاعدة التياس قد تصبح بؤرة لمواجهة إقليمية جديدة، إذا مضت تركيا في خطتها”، محذرة من أنها "قد تُصبح شرارة لصراع تركي-إسرائيلي في غضون أسابيع".
وفيما يتعلق بالعلاقة بين الولايات المتحدة والحكومة السورية الجديدة، ذكرت الصحيفة أن "ملامح العلاقة بين الحكومة الانتقالية السورية والولايات المتحدة ستتضح قريبا".
وختمت بالإشارة إلى ما أوردته قناة i24 الإسرائيلية؛ حيث ادعت القناة أن "الرئيس ترامب قد يلتقي بأحمد الشرع خلال زيارته المقبلة للسعودية، بوساطة من ولي العهد محمد بن سلمان".