بوتين يماطل في إنهاء حرب أوكرانيا وترامب بدأ يفقد صبره.. كيف ترد أميركا؟

منذ ١٠ ساعات

12

طباعة

مشاركة

بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يفقد صبره تجاه روسيا في ظل تعثر جهود وقف إطلاق النار في أوكرانيا، والإدراك أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يريد إنهاء الحرب.

وقال موقع "فيرموغنز تسنتروم" الألماني: إن الولايات المتحدة تزيد الضغوط على روسيا لإظهار جدية في مفاوضات السلام، لكنها بدأت تفقد صبرها، وفقا لمصادر في حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وفي هذا السياق، أوضح وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن الولايات المتحدة تدرس خياراتها، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة وتقديم دعم عسكري إضافي لأوكرانيا.

وفي الوقت الذي تتبادل فيه موسكو وكييف الاتهامات بخرق اتفاق محدود لوقف استهداف مرافق الطاقة اعتبارا من 18 مارس/آذار، ينوه الموقع أن عددا من الحلفاء الأوروبيين دعا روسيا إلى الرد على المبادرات الأميركية. 

ورفضت روسيا أخيرا مقترحات أميركية لوقف إطلاق النار المؤقت، واستمرت في قصف المدن الأوكرانية والبنى التحتية للطاقة، رغم اتفاق سابق على عدم استهداف هذه المنشآت.

ولكن تتواصل محادثات واجتماعات وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وروسيا، مع استمرار وعود ترامب بالتوصل إلى حل، دون تحقيق تقدم يذكر.

الكرة مع بوتين

ومن ناحية أخرى، أوضح روبيو خلال اجتماع للتحالف في بروكسل أن "ترامب على الأرجح لن يقبل بعد الآن بسياسة المماطلة الحالية التي يتبعها بوتين". 

وأضاف، بحسب معلومات وكالة الأنباء الألمانية نقلا عن مشاركين في الاجتماع، أن الأمر يتعلق بـ "أسابيع وليس أشهرا".

وبحسب الموقع الألماني، المتخصص في الشؤون الاقتصادية وإدارة الثروات، قال روبيو قبل مغادرته بروكسل: إن "الولايات المتحدة ستحصل خلال أسابيع على وضوح بشأن ما إذا كان بوتين جادا في مفاوضات أوكرانيا". 

وفي هذا الصدد، قال: "سنعرف قريبا، خلال أسابيع قليلة وليس أشهرا، ما إذا كانت روسيا جادة بشأن السلام أم لا. آمل أن يكونوا كذلك، فذلك سيكون جيدا للعالم"، مؤكدا خلال حديثه أن "ترامب لن يقع في فخ مفاوضات لا نهاية لها".

وتابع: "إذا كانت موسكو تريد السلام، فذلك سيكون أمرا رائعا، وإذا لم ترد، فستضطر الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم موقفها وكيفية المضي قدما".

ومع ذلك، يتحدث الموقع عن أنه "من غير الواضح كيف سترد الولايات المتحدة في حال لم يغير بوتين مساره". 

ويشير إلى أن الخيارات المحتملة تشمل "فرض عقوبات جديدة على الاقتصاد الروسي، بالإضافة إلى تقديم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا". 

أما فيما يخص مسألة توجيه إنذار نهائي محتمل لروسيا، فقد صرح الأمين العام لحلف الناتو مارك روته بأنه "لا يرغب في التدخل في المحادثات الجارية بين واشنطن وموسكو".

ومن وجهة نظره، فإن ترامب وإدارته تصرفوا حتى الآن بحزم كبير، ولكن في الوقت نفسه بطريقة مدروسة للغاية. 

وبحسب الموقع، أكد الأمين العام للناتو أن "الكرة الآن في ملعب روسيا، ويجب الانتظار لرؤية ما سيحدث بعد ذلك".

مماطلة روسية

وبالإشارة إلى أن ترامب يحاول منذ أسابيع التوسط لإيجاد حل في حرب روسيا ضد أوكرانيا، يبرز الموقع أنه عبر مرارا عن أن هذا الحل يصب في مصلحة الولايات المتحدة وأنه سيكون مفيدا اقتصاديا لبلاده. 

إلا أن بوتين رفض اقتراحا قدّمه ترامب بوقف إطلاق نار لمدة 30 يوما دون شروط مسبقة. 

وكنوع من الحد الأدنى من التفاهم، اتفق على استثناء منشآت الطاقة من الهجمات، لكن هذا لم يتحقق فعليا؛ حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الاتفاق.

ومن جهة أخرى، يضيف الموقع أن عددا من الحلفاء الأوروبيين أعربوا خلال اجتماع وزراء الخارجية، في 4 أبريل/نيسان 2025، عن "تفهمهم لفقدان ترامب صبره في الوقت الراهن".

فمن ناحية، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إن "روسيا مدينة للولايات المتحدة برد واضح". 

ومن ناحية أخرى، صرح وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، قائلا: "بإمكانه -أي بوتين- الموافقة الآن على وقف إطلاق النار، لكنه بدلا من ذلك، يواصل قصف أوكرانيا وسكانها المدنيين وبناها التحتية في مجال الطاقة". 

وكان وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، قد أطلع الشركاء مسبقا خلال جلسة لمجلس الناتو-أوكرانيا على آخر المستجدات الميدانية.

وفي هذا الصدد، قال روته بعد المشاورات: إن "الحلفاء تعهدوا بتقديم دعم إضافي لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، وكذلك في جهودها لبناء قوات مسلحة أكثر فاعلية". لكنه لم يقدم تفاصيل محددة بهذا الشأن، وفق ما ورد عن التقرير الألماني.

إضافة إلى ذلك، صرح روته، في 2 أبريل 2025، بأن "الحلفاء وعدوا بالفعل، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2025، بتقديم دعم أمني تزيد قيمته عن 20 مليار يورو".

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعده كييف "تدخلا" في شؤونها.