"القسام" تجمد تبادل الأسرى.. وناشطون: رد عملي على خروقات الاحتلال لبنود الاتفاق

منذ ٨ أيام

12

طباعة

مشاركة

أشاد ناشطون بإعلان الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تأجيل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة إلى حين التزام الاحتلال الإسرائيلي ببنود الاتفاق وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي.

أبو عبيدة قال في 10 فبراير/شباط 2025، إن قيادة المقاومة راقبت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، وتأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار.

وأضاف أن "العدو قام بتأخير عودة النازحين لشمال قطاع غزة واستهدفهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع"، كما منع إدخال المواد الإغاثية بأشكالها كافة بحسب ما اتفق عليه، في حين نفذت المقاومة كل ما عليها.

وقال إنه سيتم "تأجيل تسليم الأسرى الصهاينة المقرر الإفراج عنهم يوم السبت المقبل الموافق 15 فبراير حتى إشعار آخر وإلى حين التزام الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي، ونؤكد التزامنا ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال".

وفي وقت لاحق، أوضحت "حماس" أن قرارها رسالة تحذيرية للاحتلال وللضغط باتجاه الالتزام الدقيق ببنود الاتفاق.

وأشارت إلى أنها تعمدت تأجيل الإفراج عن الأسرى قبل 5 أيام من التسليم لإعطاء الوسطاء فرصة الضغط على الاحتلال، وإبقاء الباب مفتوحا لتنفيذ التبادل بموعده إذا التزم الاحتلال.

وأضافت حماس: “نفذنا كل ما علينا من التزامات بدقة وفي المواعيد المحددة والاحتلال لم يلتزم ببنود الاتفاق”.

وأوضحت أن خروقات الاحتلال شملت تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة "واستهداف أبناء شعبنا بالقصف"، وإعاقة دخول متطلبات الإيواء من خيام وبيوت جاهزة والوقود وآليات رفع الأنقاض.

وردا على المقاومة الفلسطينية، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"فتح أبواب الجحيم" إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين من القطاع، قائلا إنه سيدعو لإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار "إذا لم تتم إعادة جميع الرهائن من غزة بحلول الساعة 12 ظهرا يوم السبت".

وأضاف: "لا يمكننا الانتظار كل سبت لخروج 2 أو 3 من الرهائن من غزة"، مشيرا إلى أنه شاهد "حالة الرهائن الذين خرجوا السبت الماضي وكانوا في وضع صحي صعب، ولا يمكن الانتظار أكثر".

وكرر ترامب الحديث عن مقترحه لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، ملوّحا هذه المرة بقطع المساعدات عن البلدين بقوله: "ربما أوقف المساعدات للأردن ومصر إذا لم يستقبلا اللاجئين"، مبينا أنه يعتقد أن "الأردن سيستقبل لاجئين".

واستنكر ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس" و"فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #أبو_عبيدة، #كتائب_القسام، #ترامب، وغيرها، تهديد ترامب ووعيده بالجحيم ووقف المساعدات لمصر والأردن.

وطالبوا الدول العربية بالاتحاد ودعم المقاومة الفلسطينية، داعين مصر والأردن للرد على هراءات وإهانات ترامب بقوة ردا مختلفا عن بيانات الشجب والإدانة وتذكيره بأن ما تقدمه واشنطن ليس مساعدات وإنما أحد بنود اتفاقية كامب ديفيد وأن وقفها يعني خرق الاتفاقية.

تحليلات وتفسيرات

وتفسيرا وتحليلا لموقف المقاومة الفلسطينية وتسليطا للضوء على خروقات الاحتلال، أكد المحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن قرار حماس بوقف تسليم الأسرى "صائب"، إذ يجب أن يدرك الغُزاة أن يدهم ليست العليا، وأن استمرار الخروقات للاتفاق، لن تمرر من دون رد، لا سيما تعطيلهم لعودة النازحين وإدخال المساعدات.

وقال: "إذا اعتقدوا أن هرطقة ترامب ستخيف المقاومة، فهم واهمون، وعلى الوسطاء أن يقولوا كلمتهم أيضا".

فيما قال الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد: "يجب تفسير بيان المقاومة في مسألة تجميد عمليات التبادل بدقة، فهو لا يعني انهيارا للاتفاق وعودة للحرب".

وأضاف أن "بيان المقاومة لا يعني -على الضفة المقابلة- مجرد ضغط نفسي لن ينعكس على عملية التبادل السادسة السبت القادم"؟

وأكد أنه "ضغط حقيقي، بدرجة مناسبة بغية تسليح الوسطاء بأدوات ملائمة لتشكيل ضغط كاف على العدو، وفي توقيت مناسب، لا متأخر كثيرا لدرجة فقدان المقاومة أوراق الضغط، ولا مبكر كثيرا لدرجة تهدد الاتفاق".

وأكد زياد، أن "حالة الضغط ستزداد تدريجيا مع اقتراب السبت"، مرجحا أنه "إذا لم يستجب العدو ويلتزم، فلن تحدث عملية التبادل".

وأوضح الصحفي فايد أبو شمالة، أن إعلان أبو عبيدة يفتح عدة احتمالات، مشيرا إلى أن بعض ردود الفعل السريعة في الساحة الفلسطينية ومعظمها من غير معسكر المقاومة سارعت إلى التحذير والتخويف من ردة الفعل الصهيونية واحتمالات انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل. 

ولفت إلى أن بعض الأصوات في الساحة الصهيونية انطلقت سريعا للتهديد وتحميل المقاومة المسؤولية وإنكار وجود مخالفات صهيونية بل واتهام المقاومة بارتكاب مخالفات. 

وأضاف أبو شمالة، أن مكتب نتنياهو أصدر بيانا يعلن فيه الالتزام بالاتفاق كما هو مكتوب وفي ثنايا ذلك يمكن فهم أنه سينفذ مطالب أبو عبيدة مقابل التزام المقاومة بالإفراجات في موعدها، وقرر كذلك عقد جلسة مبكرة للمجلس الوزاري المصغر لتدارس الأمر. 

وأكد أن توقيت إعلان أبو عبيدة تم اختياره بعناية فهو يتزامن مع ضغط شعبي صهيوني على نتنياهو واتهامه بأنه غير حريص على إكمال مراحل الصفقة وإنقاذ حياة أبنائهم وكذلك جاءت بعد أن أبلغت الدوحة الوفد الصهيوني بأن هناك خروقات إسرائيلية للاتفاق. 

ولفت أبو شمالة، إلى أن "الإعلان جاء قبل خمسة أيام من موعد الإفراج القادم لكي يتيح المجال للوسطاء لإلزام الاحتلال بتنفيذ الالتزامات المتأخرة".

وقال: "ربما أراد أبو عبيدة أن يصدر هذا الإعلان منذ الأسبوع الأول أو الثاني ولكن غالبا أجل ذلك إلى ما بعد الانسحاب من محور نتساريم، لأن خطوة الانسحاب ضرورية جدا لتسهيل التنقل بين الشمال والجنوب وفيها اختبار لجدية الاحتلال في موضوع الخروج الكامل من غزة".

وأوضح أبو شمالة، أن "خطوة أبو عبيدة فيها أيضا رسالة لترامب الذي انتفخ كالبالون خلال الأيام الأخيرة بأن غزة ليست لقمة سائغة ولن تسمح بالبيع أو الشراء". 

وعرض الناشط خالد صافي، إنفوجرافيك يلخص خروقات الاحتلال للبروتوكول الإنساني في غزة منذ إعلان وقف إطلاق النار، وانتهاكه للاتفاق.

وأوضح أن الاحتلال يواصل استهداف الفلسطينيين في القطاع ويمنع عودة سلسلة للنازحين من الجنوب إلى الشمال، ولم يلتزم بالبرتوكول الإنساني الإغاثي وبنوده كافة، حيث لم يلتزم بما نسبته 10 بالمئة من هذه البنود. 

وأشار صافي إلى أن الاحتلال منع إدخال الخيام والمنازل المؤقتة لإيواء الناس المهدمة بيوتهم، ومنع إدخال المعدات اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية في القطاع وإزالة الركام، كما منع إدخال المعدات اللازمة لإعادة تأهيل القطاع الصحي والمستشفيات.

وأكد أن الاحتلال يتدخل في اختيار المساعدات اللازم دخولها ويركز على المساعدات غير العاجلة تاركا المواد الضرورية، ويعطل إخراج الجرحى والمرضى عبر معبر رفح.

تنديد واستنكار

وتنديدا بتهديدات الرئيس الأميركي، قال أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي، إن "ترامب يقرع طبول الحرب على غزة ويخرق بنود اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع".

وأشار إلى أن "ترامب في تصعيد خطير وبلطجة جاءت بعد يوم من عودة نتنياهو من أميركا، وقبل يوم من لقائه مع العاهل الأردني عبدالله، وقبل أيام من لقاء السيسي- الذي يهددهما بوقف المساعدات إذا لم يستقبلوا المهجرين من غزة".

ولفت إلى أن "ترامب الذي انتخب ليكون رجل سلام ولينهي الحروب وعدم خوضها، يرى بعين واحدة ويتبنى سردية وموقف إسرائيل بعد التهديد بامتلاك غزة وتهجير سكانها". 

وانتقد الشايجي، إمعان  ترامب بالانحياز بـ"تهديده بتجديد الحرب إذا لم يتم إعادة جميع الرهائن من غزة بحلول الساعة 12 ظهر يوم السبت وسيدعو لإنهاء وقف إطلاق النار، وستُفتح أبواب جهنم"، مضيفا: "قلت سيترحمون على أيام بايدن الصهيوني!!".

واستنكر الطبيب المصري يحيى غنيم، خروج ترامب بنفسه بعد سويعات قليلة من  إعلان عدم تسليم الأسرى حتى تلتزم إسرائيل بالاتفاق ليرد على الفارس الملثم بدلا من نتنياهو، داعيا العرب إلى أن "يعضدوا إخوانهم في غزة لأنهم خط الدفاع الأول عن الأمن القومي العربي".

ووصف خبير إدارة الأزمات مراد علي، ترامب بـ"المجرم"، موضحا أن هدفه الحقيقي هو استعادة الأسرى أولا، ثم المضي قدما في مخططه لتهجير أهل غزة من أرضهم.

وقال: إن قرار المقاومة الحكيم بتعليق تسليم الأسرى حتى تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق المتفق عليه، وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية بالكميات المتفق عليها، وتتيح لكل أهالي شمال غزة العودة إلى ديارهم، خطوة إستراتيجية حكيمة، على جميع الحكومات العربية دعمها والوقوف خلفها.

وأضاف علي: "إذا كان القتال هو المصير الذي يفرضه علينا أعداؤنا، فلنواجهه ببسالة وشجاعة، ولنمت واقفين مرفوعي الرؤوس"، مستطردا: "لسنا خرافا يُساقون حسب أهواء ترامب أو عبده نتنياهو".

وتابع: "إننا أمة ترفض الذل والاستسلام، وتصر على الكرامة والحرية، والشعوب التي ترضخ للظلم مصيرها الزوال، أما التي تدافع عن حقها، فهي التي تكتب التاريخ بدماء الشرفاء وتضحيات الأبطال".

وقال شريف سالم: "هذا هو ترامب الإنجيلي الصهيوني المجرم الذي يحلم بأن يحقق نبوءات توراتية على حساب شعوب مستضعفة، يمهل حماس حتى يوم السبت اليهودي المقدس للإفراج عن جميع الرهائن، بل وصل به الأمر بأن يهدد مصر والأردن بقطع المساعدات".

وأضاف: "ها هو ترامب الإرهابي السفاح المخبول الذي كان يعول عليه البعض لإرساء السلام في المنطقة والعالم، هؤلاء هم الجمهوريون الدمويون الذين احتلوا العراق وقسموه، واحتلوا أفغانستان وجعلوه بلدا غير صالح للحياة الآمنة، وقتلوا الملايين من الڤيتناميين".

وأعرب المغرد تامر، عن استيائه من تلويح ترامب يوقف المساعدات الأميركية إذا لم تقبل مصر والأردن بالتهجير، مستنكرا إذلال الدول بسبب اعتمادها على المساعدات الأميركية.

رد رادع

وفي مطالبة برد رادع على الرئيس الأميركي، أكد الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، أن مثل هذه الغوغائية الصهيوأميركية تحتاج لعمل عربي مشترك وواضح، ينتقل من الخطابات إلى الأفعال التي تُفشل خطط ترامب.

وقال: "أدعو لتفعيل الأوراق التي بين أيدينا من قبيل إنهاء مسخرة التطبيع، وإغلاق المجالات الجوية، وإغلاق السفارات، وعدم منح الاحتلال خطوط حركة برية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني وفرض كسر حقيقي وفعلي لحصار غزة".

ودعا أبو سلمية، إلى "استضافة المقاومة والحديث معها وتعزيزها، ورفع القيود على حركة قيادتها في دولنا العربية، وإنهاء الخلافات البينية وتوحيد الجهد العربي والإسلامي لتعظيم مواطن القوة لدينا".

ورأى الباحث في شؤون الشرق الأوسط فراس أبو هلال، الرد الوحيد على عربدة ترامب متعددة الاتجاهات (تهديد غزة بالجحيم وتهديد الأردن ومصر بقطع المساعدات) هو موقف عربي موحد ليس فقط خطابيا، ولكن عبر تثبيت المواطن الغزي في بلده.

وأوضح أن ذلك يتم من خلال توفير البيوت المتنقلة والخيم ومتطلبات الحياة كافة رغما عن نتنياهو، محذرا من أن "ترامب بلطجي، إذا وجد تجاوبا لتهديداته فسيستمر بطلب المزيد".

فيما رأى محمد علاء العناسوة، أن الرد عليه يكون بإعلان "الموت ولا المذلة ولا استقبال للاجئين الفلسطينيين الذين لا يرغبون بترك وطنهم الأصلي والهجرة القسرية وغصبا عنهم".

وقال: "طز في المساعدات الأميركية، والأردن يمتلئ بالرجولة والنخوة والشهامة ويأبى الواحد من أبناء وطني الحبيب أن يداس على طرفه ناهيك عن طرف وطنه، وكذلك الفلسطيني والعربي الحر والشريف".

وحث أحد المغردين، على اتخاذ موقف حاسم ضد ترامب الذي وصفه بـ"المتعجرف"، يتضمن اتخاذ العرب في قطع العلاقات وطرد السفراء وإغلاق حنفية البترول من قبل دول الخليج، والتلويح بمعاهدة السلام وإلغاء التطبيع مع الكيان المحتل، وتكوين جيش عربي قوي.

وتساءل أحد المغردين: "ماذا لو أعلنت قيادة المقاومة أن الرد على ترامب سيكون في قلب أميركا إذا تجرأ -ترامب- على إعادة المجازر مرة أخرى!!"، قائلا: "أعتقد أن هذه هي الخطوة المنتظرة وأعتقد أن رجال المقاومة أهل لها".

ورأى سمير الأحمد، أن "الرد على ترامب هذه المرة يجب أن يكون رد على المستوى الإنساني ويحب ألا يكون فقط رد المقاومة"، قائلا إن "هذه حقيقة أميركا وترامب التي يرانا بها كعرب أمة أقل من مستوى الأمم، وإلا لما تعامل معنا بهذه الغطرسة والدونية".