توسيع نطاق الحرب في لبنان.. كيف يصب في مصلحة تل أبيب وطهران؟

4 months ago

12

طباعة

مشاركة

الاشتباكات المستمرة بين إسرائيل و"حزب الله" المدعوم من إيران منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وضعت الحكومة اللبنانية في موقف صعب، وسط حديث عن آثار الحرب دون تحقيق أي تقدم سياسي أو اقتصادي في "بلاد الأرز". 

وعلى جانب آخر، تحدث موقع “إندبندنت” الناطق باللغة الفارسية، عن "قوة حزب الله في التحكم بمصير لبنان وتجاهل الحكومة، مما يعكس حجم التأثير الإيراني في المنطقة".

استغلال الفرصة

وقال الموقع المعارض إن “إسرائيل وإيران لا يريدان” إنهاء العدوان المتواصل على قطاع غزة.

وأفاد بأن "حزب الله يضغط على لبنان لمواصلة الحرب دعما لحركة حماس، مهما كانت الكارثة التي يعاني منها سكان الجنوب".

ورأى الموقع أن "نتيجة هذه الحرب ستكون في نهاية المطاف لصالح تل أبيب وطهران".

وذهب إلى أن "الصراعات في المنطقة تتراجع وتتزايد بسبب تقلبات التوتر بين إيران والولايات المتحدة". 

وأضاف: "كلما حدث تقدم في مفاوضات طهران مع واشنطن تهدأ الحرب في المنطقة، وعندما يشتد التوتر بين نظام طهران وواشنطن تشتعل الحرب مرة أخرى".

وعلى جانب آخر، لفت الموقع إلى أن "حزب الله تجاهل مبادرة فرنسا لحل الأزمة السياسية في لبنان".

بالإضافة إلى أنه "رفض الاستجابة لجهود البيت الأبيض، حيث عاد كبير المستشارين والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون لبنان، آموس هوكستين، إلى واشنطن بتصريحات سلبية واضحة".

ولكن رغم ذلك، خلص الموقع إلى أن "إيران مثل الولايات المتحدة، لا تريد توسيع نطاق الحرب في المنطقة". 

ورأى أن "هدف نظام طهران من مواصلة الحرب هو تعزيز موقفه في المفاوضات الدولية وإبعاد الحرب عن الأراضي الإيرانية"، حسب ادعاءاته.

وبالحديث عن الهدف الرئيس لإيران من استمرار المعركة في المنطقة، أفاد الموقع بأن "إشغال إسرائيل بالحرب لضمان بقاء المنشآت النووية والصاروخية للنظام الإيراني في مأمن من هجمات إسرائيل هو الشاغل الأكبر لطهران".

ونوه إلى أن "طهران ستتمكن من استغلال فرصة انشغال إسرائيل بالحرب لتطوير برامجها النووية والصاروخية والوصول إلى عتبة إنتاج الأسلحة النووية".

تحديات متعددة

ومن ناحية أخرى، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، أشار "إندبندنت" إلى أن "النظام الإيراني يسعى إلى تعميق الفجوة بين تل أبيب وواشنطن". 

واستطرد: "يؤمن النظام الإيراني، بأن استمرار الحرب في غزة وجنوب لبنان سيدفع واشنطن لتقديم تنازلات، بما في ذلك الاعتراف بمصالح إيران في المنطقة، وإجبار أميركا على الاعتراف بواقع نفوذ طهران في المنطقة، بدلا من انتهاجها سياسة (الاحتواء)".

وكدليل على محاولة إيران ووكلائها لتنفيذ هذه السياسة، استشهد الموقع بتهديد زعيم حزب الله، حسن نصر الله لقبرص بـ"التعامل معها كجزء من الحرب إذا أتاحت بنيتها التحتية للجيش الإسرائيلي في ضرب لبنان". 

وبتوجيه الحديث إلى ما تستفيده إسرائيل من هذه الحرب، قال الموقع إن "حكومة بنيامين نتنياهو، التي تواجه تحديات متعددة، ترى أن استمرار الحرب يعود بالفائدة عليها في مختلف المجالات". 

وفي هذا الصدد، أوضح أن “هدف تل أبيب من استمرار الحرب ليس تحقيق (الردع طويل الأمد)، مثل الهدوء الذي شهدته جنوب لبنان بين عامي 2006 و2023”.

بل إنها تسعى -بحسب الموقع- إلى تحقيق "ردع دائم" يمنع تكرار العمليات العسكرية مثل تلك التي وقعت بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على الحدود الجنوبية لإسرائيل.

وبالإضافة إلى سعيها لسياسة الردع الدائم، لفت الموقع إلى أن "إسرائيل لا تريد أن يميل توازن القوى في المنطقة لصالح وكلاء إيران، مثل حزب الله والحشد الشعبي والمليشيات الحوثية".

في المقابل، “تعتزم إسرائيل إبعاد حزب الله عن المناطق القريبة من الحدود لتأمين عودة المواطنين المقيمين في الشمال إلى منازلهم”.

وبشكل عام، أوضح الموقع الإيراني المعارض أنه "رغم الخلافات بين نتنياهو ومعارضي حكومته في مجالات مختلفة، إلا أن جميع الفئات والأحزاب الإسرائيلية تتفق على ضرورة إنهاء خطر حزب الله".

وزعم "إندبندنت" أنه "بينما تستمر الحرب في المنطقة، وبينما يعود ذلك بالنفع على حكومتي إسرائيل وإيران، فإن لبنان لا يستفيد شيئا من هذا الصراع العقيم الذي لا يجلب للشعب اللبناني سوى الدمار والقتل". 

وأردف: "من جانبها، لا تزال حكومة لبنان، التي فقدت مصداقيتها بالرضوخ لمطالب حزب الله غير المشروعة، تراقب مشهد انهيار البلاد دون أن تكون قادرة على اتخاذ أي قرار لإنقاذها".

واختتم الموقع تقريره بقوله إن “صمت القادة السياسيين في لبنان إزاء تهديد حزب الله لقبرص يظهر أن القوة الحقيقية في لبنان بيد حزب الله، وليس بيد الحكومة”.