"سأشتريها وأمتلكها".. ترامب يواصل المتاجرة بغزة على مرأى ومسمع العرب والمسلمين

"لم يحدث ما هو أقل من ذلك حين كانت أميركا في أقوى حالاتها في التسعينات"
استنكر ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي، إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التزامه بشراء غزة وامتلاكها وحديثه عن منح أجزاء منها لدول أخرى في الشرق الأوسط لإعادة بنائها، وسط خنوع عربي مؤسف.
ترامب قال في تصريحات للصحفيين في 9 فبراير/شباط 2025، إن "غزة موقع عقاري مميز لا يمكن أن نتركه.. سنقوم بإعادة بناء غزة عبر دول ثرية في الشرق الأوسط، وسأبحث في حالات فردية للسماح للاجئين فلسطينيين بدخول أميركا".
وزعم ترامب أن "الفلسطينيين لن يرغبوا في العودة إلى غزة إذا وفرنا لهم بديلا أفضل"، واتهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأنها كانت "كارثية" على القطاع، وقال: إن الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم أخيرا من غزة "ظهروا وكأنهم قد خرجوا من محرقة".
من جهتها، وصفت حركة حماس تصريحات ترامب بأنها "عبثية وتعكس جهلا عميقا بفلسطين والمنطقة".
وأدان عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق، تصريحات ترامب، وقال في بيان إن "الفلسطينيين سيفسدون كل الخطط الرامية لتهجيرهم، مؤكدا أن "غزة ليست عقارا يُباع ويُشترى، وهي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة".
وأضاف "التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية تاجر العقارات، وصفة فشل. شعبنا الفلسطيني سيفشل كل مخططات التهجير والترحيل، غزة لأهلها، وهم لن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948".
وصب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، و"فيس بوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزة_ليست_للبيع، #ترامب، #غزة_تنتصر، وغيرها، جام غضبهم على الرئيس الأميركي ورؤساء الأنظمة العربية الحاكمة المتخاذلين مع غزة.
"أميركا شركة عقارات"
وتفاعلا مع التصريحات، كتب الصحفي فايد أبو شمالة، إن “ترامب حول أميركا إلى شركة عقارات والعرب إلى بنوك تمويل”.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية عبدالله الشايجي: "رغم التنديد بخطته ورفضها من الجميع إلا الصهاينة، يتجاوز ترامب المعقول إلى البلطجة وشريعة الغاب ويعود ليصعد ويهدد ويعلن التزامه بشراء وامتلاك غزة"، متسائلا: "ماذا عن الفلسطينيين وتهجيرهم ؟!!!".
وأشار إلى أن ترامب لم يوضح كيف سيشتري غزة ويمتلكها؟ وممن؟!، مضيفا: "لا شك سيثير وعيده ردود أفعال غاضبة ومنددة مستحقة، خاصة من الفلسطينيين والحلفاء العرب ".
بدوره، كتب المحلل السياسي ياسر الزعاترة، أن ترامب في وصلة هذيان جديدة، يرى غزة كـ"موقع عقاري مميز" لكنه أضاف إضافة جديدة هذه المرة.
وأوضح أن الإضافة هنا هي الحديث عن منح أجزاء من القطاع لدول أخرى لإعادة بنائها، مشيرا إلى أن ذلك يطرح سؤالا عن هوية تلك الدول في ظل الرفض العارم (عربيا) للمشروع؟
وقال الزعاترة: "نسأل من باب الجدل النظري مع السفاهة والسفهاء، وإلا فأي عاقل يمكن أن يصدّق أن بوسع ترامب أن يقرّر (في ساعة هذيان) مصير شعب يقاوم منذ مئة عام، وأفشل كل مشاريع تصفية قضيته، ومن ورائه أمّة بمليارين ترى تلك القضية شأنا مقدّسا لا يمكن التلاعب به؟!".
وأضاف: "لم يحدث ما هو أقل من ذلك حين كانت أميركا في أقوى حالاتها في التسعينيات حتى مطلع الألفية الجديدة، فهل سيحدث بالجعجعة والعالم في حالة من التعددية القطبية؟!".
وتابع: "يبقى القول إن لهذا الكائن ميّزة جميلة ومعه صاحبه المهووس بالبقاء في السلطة (نتنياهو)، تتمثّل في أنهما يمنحان قضية فلسطين حالة من الحضور العربي والدولي لم يسبق لها مثيل منذ زمن".
فيما وصف الصحفي قطب العربي، ترامب بأنه "مجنون أميركا"، مستنكرا إعلانه الاستعداد لشراء غزة وامتلاكها ومنح أجزاء منها لدول أخرى في الشرق الأوسط لإعادة بنائها، وقوله إن أهلها سيجدون مكانا في مصر والأردن وربما دول أخرى.
سخرية واستهزاء
وسخرية من تصريحات ترامب، كتب وائل الريفي: "حد يشوفله حفاضة مبتسربش يا جماعة ويلبسهاله فى راسه بقى بدل القرف ده.. غزة مش للبيع".
وعلق الصحفي سليم عزوز، على تصريحات ترامب، قائلا: "عندما يسوق الزلنطحي الهبل على الشيطنة يحمل شهادة معاملة أطفال".
وأشار الصحفي نظام المهداوي، إلى أن تاجر العقارات ترامب يريد شراء غزة، متسائلا: "من هو البائع؟ ومن يملك صك ملكيتها؟".
وأوضح أن في العقلية البلطجية والإجرامية، يعد المالك هو القوة، وهو يتربع على عرشها كرئيس منتخب للعالم بأسره، وليس لأميركا وحدها، تمامًا كما أراد أن يضم كندا وغرينلاند وقناة بنما.
ولفت إلى أن عقلية ترامب استعمارية تتماشى مع عقلية نتنياهو واليمين الإسرائيلي الإرهابي، القائم على استخدام القوة، وحرب الإرادة، والتطهير العرقي.
وأضاف: "لا تستغرب كثيرًا إن حطّمت غزة جبروت وغرور ترامب وأميركا نفسها، التي يقودها إلى الدمار"، مؤكدا أن ترامب عقلية إجرامية استعمارية جشعة، بلا أي حس أخلاقي وإنساني.
ليست للبيع
فيما أكد ناشطون على أن غزة ليست للبيع، وذكروا بأن أبناءها دفعوا من دمائهم وأرواحهم لردع عدوان الاحتلال الإسرائيلي ويسعون لتحرير أرضهم وتطهيرها.
ضعف عربي
واستنكارا لضعف المواقف العربية والإسلامية المناهضة لأحلام ترامب، أشار رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، إلى أن ترامب قال تصريحاته قبل ساعات فقط من استقباله ملك الأردن.
وقال: "طالما لم يرد عليه أحد من أصحاب التيجان في بلادنا، لماذا لا نقابل استعباطه باستعباط مقابل، ونسأله: حلو، على كام المتر يا معلم؟ والسعر كاش وألا قسط يا معلم؟ وعقد البيع يكون بتوقيع خالد مشعل أم نتنياهو يا معلم؟ تشرب سحلب يا معلم؟".
ورأى الناشط أدهم أبو سلمية، أن الرد العملي والحقيقي على ترامب وأطروحاته المقززة هو بدعم صمود غزة وأهلها، وعدم تركهم للابتزاز الصهيوني.
وأكد أن الدول العربية والإسلامية ما لم تطبق قرارها بكسر فعلي للحصار عن غزة ستبقى كل تصريحاتهم وشجبهم واستنكارهم حبر على ورق بلا أي قيمة.
وأضاف أبو سلمية، أن وحدها غزة الصامدة من تستطيع تحويل أحلام ترامب لسراب إذا ما نصرها أشقاؤها بشكل عملي صريح.
وحذر أحد المغردين قائلا: “إذا نجحت خطة ترامب في تهجير أهلنا في غزة لا سمح الله فتصبح كل الشعوب العربية مشاريع تهجير مؤجلة لم يحن وقتها فقط، وعليه إذا لم تستيقظ الشعوب العربية من سباتها وغفلتها الآن وليس بعد قليل اليوم وليس غدا فستكون نهاية هذه الأمة مأساوية.”
وكتبت غادة علي: "سبحان الله وكأن الله أرسل ترامب على حكام العرب المتخاذلين في نصرة أهل غزة ليذلهم ويحرجهم أمام شعوبهم والعالم".
وتابعت: "كان يفترض من حكام الدول العربية (مصر والأردن) أن يساندوا أهل غزة ويفتحوا الحدود للمجاهدين العرب ويقدموا المساعدات لأهل غزة ولكن جاء لهم ترامب ليذلهم ويهينهم".
فيما طرح عبدالله راجي المجالي، فكرة إنشاء مجموعات لمتابعة كل الشؤون المتعلقة بهذا الملف بدقة وعلى أساس الاختصاص وإغراق اسرائيل وأميركا برسائل الاحتجاج والتنسيق مع القوى المضادة لهما على الساحة الدولية.
واقترح المجالي، متابعة وتسجيل وإشهار خرق القانون الدولي ومخاطبة الهيئات الدولية بكثافة حول ذلك، مشيرا إلى وهذا نشاط نوعي ممكن أن تقوم به نقابة المحامين
وعلى المستوى الشعبي، حث المجالي على المظاهرات اليومية.