موقع إسرائيلي يطرح خطة لدفع سكان غزة إلى سيناء.. ما تفاصيلها؟

منذ ١٨ ساعة

12

طباعة

مشاركة

في إطار خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير أهالي غزة، وضع موقع عبري تصورا خاصا يتيح لإسرائيل إجبار سكان القطاع على الاتجاه نحو الحدود مع مصر والعبور إلى سيناء، وإخلاء المناطق الشمالية تماما.

وهذه الخطة تعني نهاية مسؤولية تل أبيب عن قطاع غزة، وتحميل هذا العبء لمصر "التي كانت تلقيه على إسرائيل سابقا"، وفق موقع "القناة 12" العبرية.

وحاولت إسرائيل تنفيذ الطرح نفسه خلال 15 شهرا من العدوان بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن صمود السكان خاصة في شمال قطاع غزة أفشل كل المخططات.

التصرف بلا حدود 

ودعا الموقع إلى "وضع قواعد جديدة ليتردد صداها في الشرق الأوسط لفترة طويلة"، وهي أن "أي شخص يجرؤ على اختطاف إسرائيليين، يجب أن يعرف أنه يعرض مكان سكنه للخطر".

وأضاف: "يتعين علينا تحييد استخدام عمليات الاختطاف كسلاح إستراتيجي"، مشددا على أن "الثمن الذي سيدفعه سكان غزة يجب أن يردعهم عن تنفيذ عمليات اختطاف مستقبلية".

ويعتقد أنه "على الرغم من أن إسرائيل ربطت نفسها بالفعل بصفقة سيئة (لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى)، لكنها كانت من جهة أخرى ضرورية".

ويرى أنه "بالنسبة لـ(حركة المقاومة الإسلامية) حماس، لم يكن الأسرى مجرد وسيلة لإطلاق سراح المعتقلين، بل كانت لديهم طموحات سياسية وعسكرية أكبر بكثير".

ومن وجهة نظره، فإن "مطالبة ترامب بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى، أتاح لإسرائيل، بعد 15 شهرا من الحرب أن تتصرف كما ينبغي لأي دولة أن تفعل في مثل هذه الظروف، دفع العدو بعيدا عن حدودها وإحباط نواياه الإستراتيجية".

وأكمل: "يجب الآن دمج تهديد ترامب بشأن الأسرى مع بداية خطته الكبرى بشأن غزة، والتي تلزم لأول مرة الدول العربية، وعلى رأسها مصر، بتحمُّل مسؤولية القطاع".

وهدد ترامب بأنه إذا لم يفرج عن جميع الأسرى الإسرائيليين بحلول 15 فبراير/شباط 2025 فإن الجحيم سيُفْتَح على غزة، في خطوة تبنتها حكومة بنيامين نتنياهو.

لكن التهديد لم ينجح في إخافة حماس التي أعلنت قبلها عن تأجيل الدفعة السادسة من أسرى الاحتلال لعدم التزام إسرائيل بالبروتوكول الإنساني من اتفاق وقف إطلاق النار.

ووجدت الأزمة طريقها للحل بعد رضوخ الاحتلال لمطالب المقاومة بإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية والخيام للنازحين وآليات لإزالة الركام.

وبحسب الموقع العبري، فإنه "ولأول مرة منذ 50 عاما، جعل تصريح ترامب سكان غزة عبئا على مصر بدلا من أن يكونوا ورقة تستخدمها في حرب غير مباشرة ضد إسرائيل"، وفق تقديره.

تهجير قسري

ورأى أنه "مع إدراك أهمية ومركزية مصر، الجارة المتاخمة لقطاع غزة، فإنه يتحتم الآن ممارسة الضغط على الدولة التي تنصّلت لسنوات من مسؤوليتها التاريخية تجاه القطاع".

وأردف: "إذا خرقت حماس، حتى بشكل طفيف، اتفاق الأسرى، فعلى إسرائيل استغلال الأزمة لتحقيق التغيير الإستراتيجي الذي مُنع عنها حتى الآن". واستطرد: “يجب أن ندرك الرؤية الإستراتيجية ونتحرّر من أنماط التفكير العسكري الضيقة”.

والتي “ترى أن الحرب ضد حماس مجرد معركة عسكرية للسيطرة على محور فيلادلفيا (على الحدود مع مصر) وتقطيع أوصال القطاع عبر محور نتساريم (يفصل شمال القطاع عن جنوبه)، وتفكيك الكتائب والبنية التحتية في المخيمات المركزية”.

وأضاف: "لقد جرّبنا هذه الأساليب ولم تحقق حسما إستراتيجيا، والطريقة لتنفيذ التغيير الإستراتيجي هي دفع سكان غزة جنوبا نحو الحدود المصرية، تماما كما كان ينبغي أن يجرى في 7 أكتوبر 2023، بما يتماشى مع القانون الدولي".

وفصّل الموقع العبري خطته قائلا: "يجب أولا إغلاق جميع المعابر الحدودية مع غزة فورا، وعلى رأسها معبر كرم أبو سالم"، ثم "مطالبة مصر بقبول النساء والأطفال من القطاع داخل أراضيها".

كما "يمكن للجيش إخلاء أجزاء غربية من محور فيلادلفيا -حيث توجد جدران مصرية أقل- للسماح للسكان الغزيين بحرية الحركة نحو مصر"، وفق قوله.

وزعم أنه "وفقا لاتفاقية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والتي وقعت عليها مصر، يجب توفير مأوى مؤقت لهم؛ لحمايتهم من الخطر بمناطق القتال".

وبالتالي يدعو "لإتاحة الدعم الإنساني بسخاء داخل سيناء، وليس فقط في غزة، مما يخرج إسرائيل من هذه الدائرة ويجعلها غير مضطرة لفحص المساعدات بنفسها؛ حيث تنتقل المسؤولية إلى مصر".

وثالثا: "يجب حشد قوات كبيرة من الجيش حول شمال القطاع، وإصدار أوامر للسكان العائدين حديثا إلى المنطقة بالانتقال جميعا جنوبا وإخلائها تماما".

إخلاء المسؤولية

وحذر الموقع إسرائيل من "الاندفاع نحو السيطرة على الأرض فورا"، حيث يعتقد أنه "يجب أولا خلق الضغط بكل الوسائل القانونية وفقا للقانون الدولي، وأولها إبلاغ السكان: تحركوا جنوبا".

ووفق قوله، "تكمن أهمية إغلاق المعابر الإسرائيلية أمام الإمدادات إلى غزة، مع الإبقاء على إمكانية تلقيها عبر معبر رفح ومن مصر نفسها؛ في أن إسرائيل كان ينبغي عليها، منذ 7 أكتوبر 2023، أن توضح للعالم: نحن انفصلنا عن غزة منذ عام 2005".

وأشار أنه "كان من الخطأ، آنذاك، أن نبقى مرتبطين بها اقتصاديا ونستمر في تزويدها بالموارد، والتي استغلتها حماس على مدى 17 عاما لبناء قوتها الاقتصادية والعسكرية".

وأضاف: "طالما أن إسرائيل تواصل إرسال الإمدادات، فإن العالم يظن خطأ أننا نقر بمسؤوليتنا عن الغزيين".

ويقول: "إن الالتزام الوحيد الذي يقع على إسرائيل، وفق القانون الدولي، هو عدم منع طرف ثالث من تقديم المساعدات الإنسانية للنساء والأطفال حتى سن 15 عاما".

وبحسب قوله، فإنه "يمكن أن تدخل هذه المساعدات عبر معبر رفح، أو أن تنتظر النازحين على الجانب المصري".

وأكد أن إسرائيل “ليست ملزمة بأي شكل من الأشكال بتقديم هذه المساعدات من أراضيها السيادية”، وهو ما يتناقض مع القانون الدولي الذي يلزم تل أبيب كقوة احتلال بتوفير كل ما يحتاجه الفلسطينيون.

واستطرد: "يجب أن نوضح ذلك مرة واحدة وإلى الأبد: إسرائيل ليست مسؤولة مدنيا عن غزة، بل هي أرض معادية".

وأضاف أنه "لا ينبغي أن يكون لنا أي صلة تجارية أو غيرها معها، تماما كما لا نرسل البضائع إلى لبنان أو نقدم الخدمات المصرفية للحوثيين، يجب أن يُعامل العدو كعدو، لا كشريك تجاري".

الاتجاه المعاكس

وعن أهمية شمال غزة للمقاومة الفلسطينية قال الموقع: "لم يكن من قبيل الصدفة أن تطالب حماس، في بداية المرحلة الأولى من الصفقة، بإعادة النازحين إلى مدينة غزة".

فغزة هي العاصمة والمركز الرمزي والحقيقي للقطاع، كما أنها قريبة من مراكز التجمعات السكانية في إسرائيل.

وزعم أنه "بعد تدفق النازحين شمالا، بدأت حماس في إقامة مخيمات للنازحين في بيت حانون وبيت لاهيا، في أقرب مسافة ممكنة من إسرائيل، كطريقة منها لتحديد حدود الأرض".

وادعى أنهم "بدأوا في الاقتراب من السياج الحدودي قرب ناحل عوز (موقع عسكري إسرائيلي شرق مدينة غزة)، لتحدي الجيش الإسرائيلي عند مدخل المنطقة"، وهو موقع اقتحمه مقاتلو حماس في 7 أكتوبر.

ودعا الموقع إسرائيل إلى "قلب الطاولة ودفع الغزيين للهجرة في الاتجاه المعاكس، أي العودة إلى الجنوب".

وأردف: "يجب أن يكون التهديد لشمال القطاع واضحا وحاسما: هذا هو أول مكان سيدخل فيه الجيش الإسرائيلي إذا لم يُطلق سراح جميع المختطفين".

ويرى أنه "بعد إطلاق سراح جميع المختطفات اللواتي كن محتجزات في مدينة غزة، فقد أصبح من حق الجيش حرية التحرك في المناطق الغربية والوسطى من المدينة، التي لم نعمل فيها بريا حتى الآن".

وأوصى بـ"إصدار إخطارات إخلاء لهذه المناطق ولكامل شمال القطاع، وحشد قوات كبيرة على الحدود، بما في ذلك المدرعات والمدفعية الثقيلة، لإيجاد تهديد واضح: اهربوا إلى الجنوب".

وأشار إلى أن "مشاهد عودة عشرات الآلاف من سكان غزة إلى الجنوب في حالة من الذعر، هي أكثر ما تخشاه حماس، ولهذا السبب بالذات يجب على إسرائيل الآن أن تحقق ذلك".

واختتم قائلا: "إذا نجحنا في خلق هذا التهديد، فقد تدرك حماس هذه المرة أنه من الأفضل لها إطلاق سراح المختطفين، وأن أي محاولة للابتزاز ستكلفها خسارة المزيد من الأراضي".