يهاجمون الجيش.. هل بات المستوطنون اليهود "أخطر تهديد وجودي لإسرائيل"؟

اعتدى عشرات المستوطنين الإسرائيليين على جنود من الجيش في الضفة الغربية
تساءل موقع عبري عن إمكانية تحول المستوطنين الإسرائيليين إلى "أخطر تهديد وجودي" أمام تل أبيب، وذلك بعد حادثة نادرة اعتدوا فيها على جيش الاحتلال.
واستعرض موقع "واللا" العبري ردود فعل الأحزاب السياسية على هذه الواقعة التي جرت نهاية يونيو/حزيران 2025، وعدها بعضهم "إرهابا يهوديا".
واعتدى عشرات المستوطنين الإسرائيليين على جنود من الجيش في الضفة الغربية، بحسب ما أفاد به الأخير خلال بيان له في 28 يونيو.
وقال الجيش: إن قواته "رصدت مجموعة من المدنيين الإسرائيليين كانوا يقودون سياراتهم نحو منطقة عسكرية مغلقة قرب قرية المغير شرقي رام الله".
وأوضح أن قوات من الجيش توجهت إلى الموقع لتفريق التجمع، لكن عند وصولهم، رشقهم المستوطنون بالحجارة واعتدوا عليهم جسديا ولفظيا، بما في ذلك الاعتداء على قائد الكتيبة، وفق بالبيان.
كما أشار إلى أن المعتدين حاولوا دهس الجنود باستخدام سياراتهم، كما ألحقوا أضرارا بعدد من المركبات العسكرية.
وأفاد بأن القوات تمكنت من تفريق التجمع واعتقلت ستة مستوطنين وحولتهم إلى الشرطة الإسرائيلية لاستكمال التحقيقات والإجراءات القانونية.

إدانات رسمية
ووردت إدانات من مختلف الأطياف السياسية بعد هجوم المستوطنين على قوات الجيش الإسرائيلي.
فقد عبر رئيس هيئة الأركان في جيش الاحتلال، إيال زامير، خلال حديثه مع قائد الكتيبة المُعتدى عليه عن دعمه الكامل لتصرفه.
كما أشاد بأداء الكتيبة واللواء العسكري فيما أسماها "منطقة بنيامين" (مربعات استيطانية وسط الضفة) خلال الفترة الماضية، وأدان بشدة أي اعتداء على جنود الجيش.
إضافة إلى ذلك، أفاد الموقع العبري بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "أدان بشدة عنف المستوطنين في بنيامين".
وقال: "يجب التحقيق في الأحداث حتى النهاية، وتقديم كل من خالف القانون واعتدى على جنودنا إلى العدالة".
وأضاف: "هؤلاء يشكلون أقلية صغيرة لا تمثل الغالبية الساحقة من المستوطنين، الذين يلتزمون بالقانون ويخدمون في الجيش وقوات الأمن".
أما الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، فقد وصف الأحداث بأنها "عمل خطير ومرفوض يجب شجبه".
وأكد أنه "لا يوجد أي مبرر للعنف ضد من يكرسون حياتهم لحماية أمن الدولة، وأتوقع إجراء تحقيق شامل يؤدي لمحاسبة كل من خرق القانون".
وأدان وزير الجيش يسرائيل كاتس “أعمال العنف ضد الجنود”، داعيا قيادة المستوطنين في الضفة الغربية إلى اتخاذ نفس الموقف.
ودعا "سلطات إنفاذ القانون إلى التحرك فورا لتحديد هوية كل من مارس العنف وتقديمه للعدالة، كما يجب أن يحدث في أي مكان آخر".
في المقابل، أوضح الموقع العبري أنه "خلال اليوم التالي للحادث، صدر بيان غير معتاد وبموافقة حاخام، حيث قالت مجموعة شبيبة التلال: إن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي يكذب بوقاحة ويشهّر بالمستوطنين"، على حد تعبيرهم.
وشدد بيان المجموعة الاستيطانية اليمينية المتطرفة على "أنهم سيكشفون عن الأكاذيب المتعلقة بالحادثة".
وقد ادعوا أن "قائد الكتيبة فقد السيطرة، وأطلق النار خلال إخلاء بؤرة استيطانية ليلة السبت من دون أي مبرر".

إرهاب يهودي
وانتقدت المعارضة من جانبها هذا الهجوم، فقال زعيمها يائير لابيد: "الأحداث في منطقة بنيامين خطيرة للغاية".
وتابع: "المتطرفون الذين يهاجمون جنود الجيش الإسرائيلي الذين يحمون أمن دولة إسرائيل في هذه الأيام العصيبة، هم مجرمون خطرون يخدمون أعداءنا". وشدد على أنه "يجب على قوات الأمن تقديم الجناة للعدالة بسرعة".
كما عبر رئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس، عن دعمه للجنود الذين تعرضوا للاعتداء، وهاجم المعتدين الذين قال إنهم "لا يمثلون الشعب الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال".
وأضاف: "لا يمكن تجاهل حقيقة أنه على مدار عامين ونصف العام، بدلا من مواجهة هذه الظاهرة التي يعارضها 99 بالمئة من مواطني إسرائيل وأبناء المستوطنات؛ حظيت هذه العناصر الهامشية والمتطرفة بدعم (وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار) بن غفير وعناصر متطرفة أخرى".
ووفق الموقع، اتهم غانتس "هذه العناصر بوضع العراقيل أمام الشرطة والشاباك (جهاز الأمن العام)، والإضرار بالأمن القومي، بدلا من السعي لاجتثاث هذه الظاهرة".
أما عضو الكنيست غلعاد كاريف، من حزب العمل، فقال: إن ما يحدث هو "إرهاب يهودي".
إذ يرى أن "من لا يشعر بالصدمة من هجمات عنيفة يشنها مستوطنون متطرفون ضد فلسطينيين، سينتهي به الأمر إلى أن يُصدم من عنفهم ضد الجنود".
وأضاف: "من لا يطالب الشرطة والجيش بمكافحة الإرهاب اليهودي باستمرار وبحزم، فلا يندهش إذا انتهى الأمر بإراقة الدماء".
وأكد أن "المستوطنين المتطرفين ليسوا حالات فردية، بل هم الطليعة في خطة الحسم (ضم الضفة) التي يقودها بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزيرة الاستيطان أوريت ستروك".
وحذر من أنه "إذا لم تُكبح جماح الإرهاب اليهودي، فسيهيمن علينا ويحسم مصيرنا".
من جانبه، قال رئيس حزب “الديمقراطيين” الجنرال المتقاعد يائير غولان: "عشرات المستوطنين هاجموا جنود الجيش الإسرائيلي وخربوا ممتلكات ورشقوا الحجارة وحاولوا دهس الجنود واستخدموا العنف الشديد ضدهم".
وأردف: "قد لا تكون هذه الأمور في العناوين، لكن التهديد الوجودي الأخطر على دولة إسرائيل لا يأتي من إيران ولا من اليمن، بل من الداخل".
وحذر من مخاطر "الكاهانية" وهي أيديولوجية قومية يهودية متطرفة سميت على اسم الحاخام مائير كاهانا، مبينا أن "القوميين والمتطرفين يعملون عمدا على تفكيك إسرائيل اليهودية والديمقراطية".