رحبت بالتغيير.. صحيفة عبرية: مصر السيسي لم تعد تخفي علاقاتها مع إسرائيل
رأت صحيفة عبرية أن العلاقات الأمنية والعسكرية مع رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي "التي لم نشهدها من قبل نشأت بسبب المصالح بين البلدين، والتغيرات التاريخية التي تحدث في الشرق الأوسط".
وقالت صحيفة "يسرائيل اليوم" إنه "فوق كل شيء، هناك استعداد مصري لعدم إخفاء العلاقات مع إسرائيل كما في الماضي، إنه تغيير يجب الترحيب به واستخدامه أيضا لتوجيه العلاقة إلى الأطر الصحيحة".
مفاجآت المستقبل
وأشارت إلى أن لجنة الارتباط العسكرية الإسرائيلية المصرية التي تم تشكيلها بموجب اتفاق السلام اجتمعت في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 في إطار الاجتماعات التي تعقد مرتين بالعام.
إذ تجتمع اللجنة بالتناوب كل ستة أشهر، مرة بإسرائيل والأخرى في مصر، فهذا المنتدى الذي يعقد بين كلا الطرفين تثار فيه القضايا العسكرية والأمنية المشتركة، وفق الصحيفة.
وتتابع: "في العشاء التقليدي الذي يقام في منازل السفراء يتم أيضا تبادل الآراء حول القضايا السياسية".
وتعقد الاجتماعات دائما في جو جيد، مع تعاون واضح ووفقا لقواعد سرية، "وعلمنا هذه المرة أن المستوى السياسي في إسرائيل وافق خلال الاجتماع في القاهرة على الطلب المصري بزيادة القوة العسكرية المصرية في سيناء لمحاربة الإرهاب"، بحسب الصحيفة.
وتابعت: "بعد سنوات عديدة من محاربة الإرهاب، ما زالت مصر بعيدة عن السيطرة عليه في أراضيها، ومنذ أكثر من عام أعلن (رئيس النظام المصري عبد الفتاح) السيسي علنا أن هناك الآن حوالي 20 ألف جندي مصري في سيناء".
وترى الصحيفة العبرية أن الإضافة التي يبحث عنها المصريون الآن ستزيد على الأرجح من أعدادهم بالقرب من الحدود.
"فدخول جنود مصريين قرب الحدود، آنذاك والآن، يتعارض مع الملحق العسكري لاتفاقية السلام التي تحد من عدد الجنود وأنواع الأسلحة المصرية بين قناة السويس والحدود مع إسرائيل".
وتضيف الصحيفة: "تمت زيادة عدد الجنود بناء على طلب مصر وبموافقة إسرائيل الكاملة، فالعلاقات الجيدة بين البلدين جعلت ذلك ممكنا".
وأوضحت: "قبل سنوات قليلة، تولى رئيس من جماعة الإخوان المسلمين (محمد مرسي) السلطة في مصر، وفكر بجدية في إلغاء اتفاق السلام، ولو نجح في ذلك لبقينا مع الجنود المصريين على حدودنا، ومن دواعي سرور الجميع أن هذا لم يحدث".
زمن الرغبة
وأردفت: "لسنوات عديدة كانت هناك فجوة مع مصر بين العلاقات الأمنية الجيدة، والضعيفة في المجال الثنائي، والتجارة والسياحة والثقافة والأعمال وغيرها والتي كانت شبه معدومة".
وفي مجال العلاقات الثنائية العلنية، يواجه السيسي عقبات يصعب التغلب عليها، ويتطلب هذا الأمر وقتا وصبرا لتغيير ذلك، بحسب تقديرها.
وأشارت إلى أن "النقابات العمالية والعداء العام والإعلام عديم الضمير، كل ذلك يمنع من تطوير علاقات ثنائية مفتوحة مع إسرائيل بشكل علني"، وفق تعبيرها.
وترى أن الوقت الحالي "مناسب لتطوير العلاقات، ويجب البحث عن منطقة تكون فيها يد السيسي أكثر حرية".
وتقول الصحيفة أن مصر لم تسمح منذ زمن رئيس النظام الأسبق أنور السادات للممثلين الدبلوماسيين الإسرائيليين بتطوير اتصال مباشر مع القيادة المصرية.
وفي المقابل، فإن الأبواب في إسرائيل مفتوحة على مصراعيها للدبلوماسيين المصريين، بحسب "يسرائيل اليوم".
وأشار المحلل السياسي في الصحيفة "إسحاق ليفانون" إلى أنه الآن أصبحت هناك رغبة في تطوير العلاقات بين الجانبين، "بما أن إسرائيل وافقت للمرة الثانية على زيادة القوة العسكرية المصرية في سيناء بناء على طلب السيسي".
وبين أن إسرائيل "تخاطر ولكن بشكل محسوب، لكن عليها أن تشعر بالراحة وتطلب بإزالة قيود الاتصال الخاصة بسفيرنا في القاهرة، ويجب أن تطلب من القاهرة السماح للموظفين الدبلوماسيين بإجراء اتصالات مباشرة مع كبار المسؤولين المصريين".
ورأت أن "مثل هذا التوجيه يخضع لسلطة السيسي، وهو أمر إداري أكثر من أن يكون طلبا سياسيا، ويمكن في هذه المرحلة توجيه تعليمات للوزراء المصريين بعدم وجود حد لمقابلة السفيرة الإسرائيلية أميرة أورون لأغراض العمل".
انتظار الرد
وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة إلى أن مصادر مصرية رفيعة أكدت أن رئيس الشاباك الجديد "رونين بار" ورئيس مجلس الأمن القومي "يال حولتا" وصلا إلى مصر والتقيا بنظرائهما.
إذ التقى الاثنان برئيس المخابرات المصرية عباس كامل وناقشا معه قضية الاستيطان في الضفة الغربية وصفقة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وبحسب مسؤول مصري كبير، فإن القضايا التي أثارها المسؤولون المصريون والإسرائيليون تناولت بشكل أساسي استمرار تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين إسرائيل ومصر.
وكذلك موضوع إعادة تأهيل قطاع غزة وترتيب الأمور فيها، بغض النظر عن الاتصالات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس التي يجريها الوسطاء المصريون.
وبين المصدر المصري الرفيع أنه على الرغم من الاتصالات المكثفة في الآونة الأخيرة والتقارير التي تفيد بإحراز تقدم كبير، فإن إمكانية التوصل إلى صفقة بين إسرائيل وحماس ليست في الأفق.
وأضاف "لا يمكن القول في الوقت الحاضر إن هناك تغييرا جذريا في موقف الأطراف فيما يتعلق بالتقدم نحو صفقة أسرى في المستقبل القريب".
ولفتت "يسرائيل اليوم" إلى أن صحيفة العربي الجديد (قطرية) أفادت أن عباس كامل "سيصل إلى إسرائيل في غضون أسبوعين تقريبا ليقدم لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت المخطط الأساسي لعملية تبادل الأسرى".