صحيفة عبرية: "الجهاد الإسلامي" تتبع تكتيكا جديدا لمهاجمة إسرائيل معنويا
على عكس جولات القتال السابقة، فاجأت حركة الجهاد الإسلامي إسرائيل هذه المرة واعتمدت تكتيكا جديدا للحرب النفسية ضد إسرائيل، في محاولة لجرها إلى معركة استنزاف.
فبعد اغتيال 3 من كبار قادة ذراعها العسكري "سرايا القدس"، لم ترد الحركة بإطلاق صواريخ على إسرائيل -كما كانت تفعل سابقا- إلا بعد 30 ساعة من الحادثة.
وخلال مواصلة عملية "درع وسهم"، تلفت صحيفة "زمان إسرائيل" العبرية إلى الاتصال الدائم بين الحركة وبين الحرس الثوري الإيراني.
وقف إطلاق النار
وتقول الصحيفة: "رغم تمكن إسرائيل من محاصرة حركة الجهاد الإسلامي وشنها هجوما عسكريا اغتالت فيه القيادة العسكرية فإن ردعها سيُختبر مرة أخرى في الأيام المقبلة".
وتشير إلى انتهاء عملية "درع وسهم" بعد خمسة أيام بوساطة مصرية، حيث جرى التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعد إطلاق أكثر من 1200 صاروخ على إسرائيل خلال جولة القتال هذه.
وتذكر الصحيفة أنه خلال هذه العملية، قُتل 33 فلسطينيا ومستوطن إسرائيلي واحد.
ثم شنت إسرائيل هجوما أماميا مضادا وقتلت 6 أعضاء بارزين في الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي.
ونتيجة لاغتيالهم، انتقلت إدارة القتال إلى قيادة حركة الجهاد الإسلامي في الخارج، وفق الصحيفة العبرية.
وردا على ما وصفته الحركة بـ"جريمة اغتيال القادة واستهداف المدنيين"، تذكر الصحيفة أنها أطلقت وابلا من الصواريخ على المدن المحتلة.
ولإنهاء هذا التصعيد، تقول الصحيفة إن "اتفاق وقف إطلاق النار جرى بوساطة مصرية، حيث أثبتت مصر مرة أخرى قدراتها التوسطية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة".
وحالت مصر دون حدوث تدهور أمني كبير من شأنه زعزعة استقرار المنطقة، وفق الصحيفة.
وجدير بالذكر أن الصياغة المصرية للاتفاق تنص على أن يُلتزم بوقف إطلاق النار، والذي يشمل وقف استهداف المدنيين وهدم البيوت ووقف استهداف الأفراد.
تكتيك جديد
بعد اغتيال النخبة العسكرية من قبل الجيش الإسرائيلي والشاباك (جهاز الأمن العام)، يزعم مسؤولون في الجهاد الإسلامي أن التنظيم قرر التحول إلى تكتيك جديد للقتال ضد إسرائيل.
وتقول الصحيفة إن حركة الجهاد الإسلامي فاجأت إسرائيل بـ"التزامها الصمت" فور اغتيال 3 من كبار أذرعها العسكرية، ولم ترد على الفور بإطلاق الصواريخ كما كانت تفعل سابقا.
وتوضح أن الحركة انتظرت إلى ما بعد تشييع جثامين الشهداء الثلاثة، ولم ترد بإطلاق وابل الصواريخ إلا بعد 30 ساعة، في محاولة لزعزعة الروح المعنوية الإسرائيلية.
ثم حاولت حركة الجهاد الإسلامي -كما تذكر الصحيفة- جر إسرائيل إلى جولة طويلة من قتال استنزاف مرهق، وامتدت جولة القتال واستمرت 5 أيام.
وتلفت الصحيفة العبرية إلى أن "رد الجهاد الإسلامي على الضربة الاستباقية الإسرائيلية بإطلاق الصواريخ كان موجها أيضا إلى إسرائيل في عمق منطقة غوش دان وجبال القدس"، وهي خطوة فاجأت تل أبيب.
وبحسب تقدير وإحصائيات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تشير الصحيفة إلى أن حركة الجهاد الإسلامي لا تملك سوى 4000 صاروخ، وبالتالي فإنها تمتنع عن إطلاقها بشكل مستمر باتجاه إسرائيل، وفق زعمها.
ولهذا السبب ترى أن "الحركة في النهاية اضطرت إلى الموافقة على وقف إطلاق النار، رغم إعلان الجناح العسكري لها أنه أعد نفسه لصراع يستمر عدة أشهر، في 13 مايو/أيار 2023".
ونتيجة لهذا الإعلان، توضح الصحيفة أن "إسرائيل كانت قد استعدت لما لا يقل عن أسبوع لإطلاق صواريخ باتجاهها".
وتشير إلى أن إسرائيل قدرت أن حركة الجهاد الإسلامي تهدف إلى تعطيل مسيرة الأعلام في القدس في 18 مايو 2023، عبر الاستمرار بإطلاق الصواريخ.
وبشأن هدف عملية "درع وسهم"، تقول "زمان إسرائيل" إن "مسؤولين كبارا في حركة الجهاد الإسلامي زعموا أن هذه العملية الإسرائيلية كان لها هدف سياسي، وهو السماح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتحقيق إنجازات في الساحة السياسية من أجل تحسين وضعه في استطلاعات الرأي العام".
وأمر نتنياهو الجيش الإسرائيلي بشن عملية عسكرية على قطاع غزة، بعد إطلاق 100 صاروخ على إسرائيل إبان استشهاد الأسير القائد في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان في سجن إسرائيلي، إثر إضرابه عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري.
دعم إيراني
وحول سياستها الجديدة، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن تكتيكاتها جاءت نتيجة تعلم الدروس من جولات القتال السابقة ضد إسرائيل.
وبينت الصحيفة أنه "رغم جلوس (حركة المقاومة الإسلامية) حماس رسميا على الحياد، فهي عضو في الغرفة العسكرية المشتركة للفصائل الفلسطينية".
والغرفة المشتركة هي التي تدير حملة الرد، كما تعد حماس شريكا في صنع القرار وتقدم مساعدة لوجستية للجهاد الإسلامي، وفق زعم الصحيفة.
ومن ناحية أخرى، تدعي أن "الجهاد الإسلامي شددت مواقفها في مفاوضات وقف إطلاق النار بالتنسيق مع إيران التي وعدت بالكثير من التمويل لاستعادة الحركة قدراتها العسكرية".
كما تدعي الصحيفة أن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، على اتصال منتظم بقائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، حيث أبلغه بالتطورات الميدانية وتلقى منه تعليمات بمواصلة الحملة.
وتزعم أن "النجاح الإسرائيلي في تدمير الجبهة العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي ليس ضمانة لما سيحدث في المستقبل".
وأشارت أن "محور المقاومة الذي تقوده إيران لم يتخل عن خططه لتضييق الخناق على إسرائيل من عدة جبهات، عبر إطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ والطائرات المسيرة".