صفعة تاريخية لإسرائيل والصهيونية العالمية.. نتنياهو مجرم حرب مطارد دوليا

3 hours ago

12

طباعة

مشاركة

ضجة كبيرة خيمت على مواقع التواصل الاجتماعي مع إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لتتحقق نبوءة الشهيد يحيى السنوار “سنجعل نتنياهو يلعن اليوم الذي ولدته فيه أمه”.

المحكمة أكدت في بيانها الصادر في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أن هناك "أسبابا منطقية" للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، مثل استخدام التجويع كسلاح حرب.

كما أصدرت الجنائية الدولية أيضا أمر اعتقال بحق قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) محمد الضيف الذي تزعم إسرائيل أنها اغتالته في غزة فيما تنفي حماس قتله.

وعقب قرار المحكمة التي لا يوجد لديها شرطة لتنفيذ أوامرها، أصبحت الدول الأعضاء (124) ملزمة قانونا باعتقال نتنياهو وغالانت إذا دخلا أراضيها وتسليمهما إلى المحكمة.

وعقب إصدار المحكمة الدولية لمذكرتها، أعلن نتنياهو في مؤتمر صحفي، أنه لن يعترف بقرارها، وقال إن "اليوم هو يوم أسود في تاريخ الشعوب وإن المحكمة تأسست للدفاع عن الإنسانية وقد تحولت إلى عدو لها".

ويدرس الادعاء العام في "إسرائيل" خطوات قانونية للرد على قرارات الجنائية الدولية، فيما عد ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي القرار “معاديا للسامية”.

وأكدت دول غربية بينها بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا الالتزام بأوامر الاعتقال، في حين رفض البيت الأبيض أوامر الاعتقال وشكك في مصداقية المحكمة، وقال الرئيس الأميركي إن واشنطن ستقف إلى جانب إسرائيل.

وعد ناشطون على منصتي “إكس” و"فيسبوك" عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الجنائية_الدولية، #نتنياهو، #غالانت، وغيرها، قرار المحكمة الدولية هزيمة ساحقة للاحتلال الإسرائيلي وحلفائه، وانتصارا للمقاومة والقضية الفلسطينية.

وتحدثوا عن الدلالات التي يحملها قرار الجنائية الدولية وانعكاساته ومآلاته وما يحمل من رسائل للاحتلال الإسرائيلي وحلفائه والدول العربية المطبعة مع الكيان، ووصفوا القرار بأنه "تاريخي" يمثل صفعة لقادة الاحتلال ويفضح جرائمهم في غزة ضد الإنسانية.

قرار تاريخي

وتحت عنوان "يوم استثنائي في تاريخ الصراع"، قال المحلل السياسي ياسر الزعاترة، إنه ليس حدثا عاديا أن يغدو نتنياهو وغالانت مطلوبان للمحكمة الجنائية الدولية، مؤكدا أن الأمر لا يتعلّق بإدانة شخصية، بل بإدانة منظومة احتلال كاملة.

وذكر بأن قادة الإسرائيليين يصرخون يوميا بأن "كيانهم" أصبح "منبوذا" و"مجذوما" في وعْي جماهير العالم، لكن المشهد اليوم غدا مختلفا، مضيفا: "المحزن أن يتمّ ذلك بجهد أحرار لا صلة لهم بمنظومة عربية رسمية مازالت تشاهد الإبادة دون ردّ فعل أو خطوات عملية توقفها، رغم إمكانية ذلك."

وتابع الزعاترة: “هنا والآن، تاريخ يُكتب، ولكلٍّ مكانه فيه: أمكنة للأبطال والأحرار والنبلاء، وأخرى للعجزة والجبناء والمنافقين والمتواطئين والخونة، كلٌ بحسب منزلته.”

ووصف المحلل والباحث بلال نزار ريان، قرار الجنائية الدولية بأنه "قرار تاريخي" سيشكل نقطة تحول كبرى، مؤكدا أنه جزء من بركات دماء الشهداء والنساء والأطفال المظلومين، التي ستظل لعنة تطارد كل متواطئ ومتخاذل.

وقدم كل الشكر والتقدير للأشقاء في جنوب إفريقيا، فقد كانت جهودهم الكبيرة في نصرة غزة ركيزة أساسية لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي العظيم.

وأكد المحلل السياسي ياسين عز الدين، أن قرار الجنائية الدولية خطوة مهمة وانتصار لدماء الأبرياء المظلومين، واستبعد تسليم نتنياهو للمحكمة.

وقال: "ليس هذا المهم، إنما المهم هو أن القرار هو إدانة للاحتلال الإسرائيلي ولهذا السبب رأينا كل الصهاينة يهاجمون القرار بطريقة مسعورة وعلى رأسهم معارضو نتنياهو لأن جميعهم مدانون".

ودعا أنصار القضية الفلسطينية بكل مكان لأن يضغطوا على حكوماتهم لاتخاذ خطوات وأن يقولوا لهم اتخذوا خطوات تنسجم مع قرار المحكمة مثل فرض عقوبات على إسرائيل أو قطع العلاقات معها.

مؤكدا وجوب أن يكون الضغط قويا على هذه الحكومات بالأخص العربية مثل الأردن ومصر والمغرب.

وقال عز الدين: “لا يكفي الإعلان عن التضامن والدعم المعنوي يجب أن تكون هنالك قرارات عملية والضغط على الحكومات بكل الطرق”.

مضيفا أن نصرة تكون من خلال انتصارات صغيرة متراكمة في كل مكان، مقاطعة هنا وإلقاء حجارة هناك وهكذا يتراكم الفعل ويحدث أثرًا.

تداعيات القرار

وعما يعنيه القرار، أوضح الباحث أحمد رمضان، أنه قرار غير مسبوق، يضعُ إسرائيل لأول مرَّة في دائرة اتهام دولية، يُحرجُ من يدعمها، ويشكلُ سابقة يمكن البناء عليها في ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب ومنع الإفلات من العقاب.

وأضاف أنه إقرار دولي بنزعِ أيِّ شرعية حاولت تل أبيب وواشنطن الاحتماء بها في الحرب على غزة، مشيرا إلى أن الاتهام وُجِّه للمستويين، السياسي ممثلا في نتنياهو، والعسكري ممثلا في غالانت، وهذا يفسر غضب مسؤولي الحكومة والمعارضة معا، لأنه يمكن أنْ ينالَهم مستقبلا!.

وأكد رمضان، أن القرار وضعَ نهاية جديِّة للحياة السياسية لنتنياهو، لأنَّ أيَّ محاولة للإصرار على بقائه في السلطة يعني تحدياً للمجتمع الدولي، وعُزلة إضافية لإسرائيل، كما فتحَ المجال أمام القضاء في دول عديدة لملاحقة نتنياهو وغالانت وآخرين من المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، وهو ما سيُربك تل أبيب ويضعُ عبئا على نشاطها الدبلوماسي.

وعد قرار الجنائية الدولية إحراجا للإدارة الأميركية المقبلة (إدارة ترامب)، إذا قررت أنْ تتحدى القرار وتعاقب المحكمة، فإن ذلك سيضعها في مأزق قانوني وأخلاقي.

وأوضح أن القرار فتح المجال لملاحقة شخصيات أخرى في الحكومة والجيش الإسرائيلي، وفقا لتوافر أدلة اتهامات لهم بارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، وكثير من هؤلاء قاموا بنشر صورٍ وأفلامٍ وتصريحات يتفاخرون فيها بما قاموا به من أعمال تناقض القانون الدولي.

وقال الإعلامي قطب العربي، إن "قرار المحكمة الجنائية الدولية جاء بردا وسلاما علينا وعلى أهلنا في فلسطين، القرار غالبا لن يطبق لسببين أولا لحرص المجرمين على عدم السفر للدول المشكوك فيها، وثانيهما عدم احترام الدول الصديقة لهما مثل أميركا وألمانيا لقرار المحكمة".

وأكد أن إثبات المحكمة للجرائم بحق نتنياهو وغالانت مهم لكن الأكثر أهمية هو نجاح المحكمة ذاتها في تحدي التهديدات الأميركية والتي صدرت من الديمقراطيين، وذكر بأن الحكم صدر عقب فوز ترامب الجمهوري، مضيفا أن التحية هنا واجبة ومضاعفة لقضاة المحكمة الذين أثبتوا أن بصيص الأمل لم ولن ينقطع.

وأشار الصحفي محمد جمال عرفة، إلى أن قرار الجنائية الدولية "غير عادي وهو الأول من نوعه في تاريخ المحكمة التي لم تكن تصدر قرارات سوى ضد إفريقيا وبعدما هددها الصهاينة".

وأوضح أن أهميته القرار أنه صدر بإجماع قضاة المحكمة الـ 18، وأن كل دول العالم وأوروبا ملزمة باعتقال نتنياهو وغالانت فور زيارتهم لها وحتى هولندا وفرنسا أعلنوا التزامهم به، وأن نتنياهو ووزير حربه ممنوعان الآن من السفر لأكثر من 120 دولة كبرى في العالم من إجمالي 192 دولة.

وأكد أن الأكثر أهمية أن هذا يُعد اعترافا صريحا وعالميا بأنهم مجرمون، وأن ما ينفذه الجيش الإسرائيلي في غزة هو جريمة حرب بكل المقاييس، مما يزيد الضغوط الدولية لإيقاف التطهير العرقي، قائلا: "نعم القرار لن يطبق في الغالب لكن يكفي أن يظل سيفا على رقاب الصهاينة يفضح جرائمهم".

وعدد الباحث والمحلل السياسي صريح صالح القاز، تداعيات مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق، ومنها المزيد من الفضح والكشف العالمي عن المجرمين وجرائمهم بحق شعب فلسطين، وتعزيز موقف الدول العالمية التي سبق أن أعلنت اعترافها بقيام دولة فلسطين، مما قد يدفع دولا أخرى إلى الحذو حذوها.

وأوضح أن مذكرتي الاعتقال يعدان جرعة عاطفية جديدة للعالم رسميا وشعبيا لمصلحة القضية الفلسطينية، ويزيدان الضغوط والعزلة الدولية على سلطة الاحتلال من قبل معظم دول العالم لدفعها للوفاء بالتزاماتها الدولية ذات الصلة بحقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد القاز أن قرار الجنائية الدولية رسالة للجيش الإسرائيلي وللمجتمع الإسرائيلي بأن قيادتهما العسكرية والسياسية تقحمهما في حرب إبادة عبثية، مما يؤدي إلى حد ما إلى التباطؤ أو التلكؤ في تنفيذ الأوامر العسكرية في فلسطين وجنوب لبنان.

وعد القرار رسالة إلى المقاومة والشعب الفلسطيني بأن نضالهما وكفاحهما السلمي والمسلح من أجل نيل الاستقلال مشروع، معظم العالم يقف معهما ويستشعر عدالة قضيتهما، مما يؤدي إلى تعزيز لُحْمتهما الوطنية وتصاعد النشاطات الفلسطينية المعادية لإسرائيل.

وعرضت الإعلامية منى حوا، خريطة للعالم مظللا عليها الدول المحرمة على قادة الاحتلال عقب القرار، قائلة: "لن يستطيع بنيامين نتنياهو أو غالانت السفر أو مرور أو الهبوط حتى ولو اضطرارا إلى أي دولة من الدول الملونة باللون الأحمر. 

وأكدت أن أي توقف ولو كان ترانزيت أي من الدول الـ125 الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية يعني الاعتقال فورا.

وكتبت مهجا علي: "بعد حكم الجنائية الدولية نتنياهو وغالانت ممنوعين من دخول 124 دولة ولكن تخيل يا مؤمن مفيهومش ولا دولة عربية غير الجزائر يعنى النتن وغالانت يقدروا يروحوا السعودية والمغرب وطبعا مصر والبحرين والأردن بكل أريحية ومحدش يقدر يعتقلهم وبصراحة هو مش عاوز غير الدول دى لأنها الحلم الصهيوني".

عزلة إسرائيل

من جانبه، قال الناشط أدهم أبو سلمية، إنه يأتي كإعلان واضح بأن العالم بدأ يضيق ذرعا بهذا الكيان الغاصب، الذي لم يعد يمثل سوى عبء أخلاقي وسياسي على حلفائه. 

وأكد أن "إسرائيل" التي تأسست على رواية مغلفة بالكذب والتزييف، تبدو اليوم منبوذة، مكروهة، مجردة من الإنسانية، إلى جانب راعيتها الكبرى، أميركا، التي باتت سياساتها تفتقر إلى أي مظاهر القيم التي تدّعي الدفاع عنها.

وأضاف أبو سلمية، أن المقاومة الفلسطينية، بصمودها الأسطوري، لا تحرر فلسطين فقط، بل تعيد تعريف العدل في عالم سقط فيه الكثير من الأقنعة. وما يحدث اليوم هو بداية طويلة ومعقدة، لكن نتيجتها الحتمية هي انكشاف زيف هذا الكيان وزواله.

ونصح الباحث في الشؤون الإسرائيلية سلطان العجلوني، بعدم الاستخفاف بمذكرة الاعتقال التي أصدرتها الجنائية الدولية ضد النتنياهو وغالانت، قائلا إنها حتى لو لم تنفذ فهي هزيمة سياسية وقانونية مدوية ضد الاحتلال.

وبشر بأن هذه المذكرة ستحد من تحركاتهم وتنزع عنهم الشرعية وكل من يتعامل معهم سيتلطخ بوصمة عار قانونية، وهي امتحان للغرب قبل الكيان ومكسب للقضية.

وعد الناشط مراد علي، قرار الجنائية الدولية انتصارا جديدا يؤكد عزلة إسرائيل ويضع حلفاءها سواء في الولايات المتحدة أو في الدول العربية في مأزق كبير، متسائلا: "كيف ستملك دول عربية الجرأة لاستقبال المسؤولين الصهاينة أو التطبيع معهم بعد هذا الحكم؟".

مجرمو حرب

واستنكر ناشطون الهجوم الذي شنه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ومسؤولون إسرائيليون على المحكمة الجنائية عقب قرارها، منددين بوصف الرئيس الأميركي القرار بأنه "أمر شائن".

وقال الخبير العسكري فايز الدويري: "المفلس أخلاقيا وإنسانيا والمتهم بجرائم الحرب/ النتنياهو يتهم المحكمة الجنائية بالإفلاس الأخلاقي، والصهيوني الخرف ينتقد قرار المحكمة الجنائية ويتعهد بالدفاع عن إسرائيل والعصابات المجرمة بها".

وأشار إلى أن الكثير من الدول تعهدت باحترام قرار المحكمة الجنائية، مضيفا: "مازلنا ننتظر توضيح موقف الكثير من الدول العربية".

وتهكم قاسم طاهر على وصف بايدن للقرار بأنه "أمر شائن"، قائلا: "يعني لما يرتكبوا جرائم إبادة جماعية بحق إخواننا في فلسطين ولبنان، يكون عندهم الموضوع (مشرف)؟! خلاص، بأحكام الله ثم المحكمة الجنائية، تظل أي عمليات عسكرية ضد إسرائيل وأميركا عندنا (مشرفة) وقانونية دوليا".

واستهجن الصحفي علاء البحار، مواصلة أميركا دعمها لمجرم الحرب نتنياهو حتى بعد صدور حكم الجنائية الدولية، واصفا أميركا بأنها "أقذر حضارة في التاريخ".

ورأى السياسي فايز أبو شمالة، أن المحكمة لم تصدر مذكرة الاعتقال ضد نتنياهو وغالانت فقط، وإنما يشمل معنويا الإرهابي بايدن، والصهيوني أنتوني بلينكن، ويشمل القرار مستشار ألمانيا الذي زود الصهاينة بالسلاح، والقرار يشمل كل رئيس وملك عربي وأجنبي يواصل التواصل مع مجرمي الحرب، أعداء الإنسانية".

وندد الكاتب رفيق عبدالسلام، بقول وزير الدفاع الإسرائيلي إن أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت وصمة عار أخلاقية معادية للسامية وتحط من العدالة.

وعلق قائلا: "العالم يقول لهم بلسان واحد أنتم مجرمو حرب وارتكبتم إبادة جماعية منظمة بحق الرجال والنساء والولدان، وهم كعادتهم يعزفون معزوفتهم القديمة/ الجديدة معاداة السامية".