قارب مارلين سيدا.. مسيرات تركيا تخترق البحار بعد سيطرتها على الجو

استعرض موقع "أوراسيا تايمز" الإخباري، (مقره كندا)، تقدم تركيا في مجال الصناعات الدفاعية، وخصوصا تقديم أنقرة لأول مركبة بحرية حربية غير مأهولة (مسيرة) في العالم.
تحدث الموقع عن السمعة العالمية التي اكتسبتها أنقرة بكونها منتجا واعدا للسلاح على المسرح الدولي خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي ألحقتها الطائرات بدون طيار التركية من طراز "بيرقدار TB2" بالقوات الروسية في أوكرانيا، ونظيرتها الأرمينية في حربها مع أذربيجان.
الآن، وبعد نجاح "طائراتها المسيرة أطلقت تركيا مركبتها البحرية المحلية ذاتية القيادة في حدث غير مسبوق عالميا.
في هذا السياق، أفادت وسائل إعلام تركية أن أنقرة فتحت آفاقا جديدة من خلال إطلاقها للمركبة المسيرة "مارلين سيدا" (MARLIN SİDA).
إذ إنها ستكون أول منصة ذاتية القيادة تمثل تركيا في التدريبات القادمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بكونها أول مركبة بحرية مسيرة قادرة على الحرب الإلكترونية في العالم.
تغيير قواعد اللعبة
وفي منتصف سبتمبر/أيلول 2022، نشر رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية التابعة لرئاسة الجمهورية، إسماعيل دمير، مقطع فيديو لمناورة خاضتها المركبة البحرية الفريدة.
وقال دمير: "بعد المسيرات الجوية التي أظهرت قدرتها على تغيير قواعد اللعبة في الميدان، تقدم تركيا أيضا مركباتها البحرية المسلحة غير المأهولة".
وأضاف أن "مارلين سيدا" أصبحت أول مركبة بحرية مسلحة غير مأهولة قادرة على خوض الحروب الإلكترونية في العالم"، مؤكدا أن "تركيا رائدة وليست تابعة".
واستوحت المركبة اسمها من سمكة مارلين (أبو سيف) التي تمتلك قدرة على الحركة بسرعة كبيرة في البحار المفتوحة، والتي بإمكانها إلحاق أضرار جسيمة بالسفن التي تصدمها بأنفها المدبب.
بدورها، كشفت صحيفة "ديلي صباح" التركية أن الجيش التركي سيستخدم هذا المنتج في عملياته الخاصة، بما في ذلك دعم العمليات البرمائية أثناء مناورات الناتو، وجمع المعلومات الاستخبارية، والحرب الإلكترونية، وكشف الهدف وتحديد هويته، والاستطلاع والمراقبة فوق وتحت سطح الماء.
ويرى التقرير أن هذا الإنجاز العسكري يصبح أكثر أهمية، في ضوء النجاحات القتالية التي حققتها المسيرات التركية "بيرقدار TB2" في التصدي للغزو الروسي لأوكرانيا.
إذ أصدرت شركة "بايكار" المصنعة للدرون التركية بيانا قالت فيه إن تدمير الأسطول الأوكراني من طائرات "بيرقدار" لأنظمة المدفعية والمدرعات الروسية جعل "العالم بأسره" يغدو زبونا لنا.
ليس هذا فحسب، بل التقى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في 9 سبتمبر 2022، المدير العام لشركة "بايكار"، خلوق بيرقدار، ومنحه وسام استحقاق الدولة من الدرجة الأولى، لإسهاماته المتميزة خلال الحرب.
وعلى هذا، يؤكد التقرير أن المركبة البحرية المسيرة الجديدة المزودة بأحدث التقنيات من شأنها أن تكون إضافة هائلة لسوق السلاح التركي.
ويضيف التقرير أنه على الرغم من أن الجيوش المتقدمة في جميع أنحاء العالم قد أطلقت مركباتها البحرية المسيرة، فإن "مارلين سيدا" فريدة من نوعها؛ فهي مجهزة بنظام حرب إلكتروني، ما سيمكن المركبة التركية من تتبع السفن المعادية، واحتمالية تشويش رادارات العدو.
ولم يكشف "دمير" عن تفاصيل أنظمة الحرب الإلكترونية على متن المركبة، لكن وسائل إعلام تركية ذكرت أن هذه الأنظمة هي الأولى من نوعها عالميا، وأنها المركبة البحرية المسيرة الأكثر كفاءة على الإطلاق.
ووفق التقرير، فإن المركبة التركية الجديدة ستكون قادرة على إدارة الحروب الإلكترونية والتحكم فيها عن بعد، بشكل لا يمكن للمركبات المأهولة فعله.
كما أن "مارلين سيدا"، التي يبلغ طولها 15 مترا، مزودة بقدرات تمكنها من خوض حروب غير متكافئة، وإدارة الحرب الإلكترونية، وإجراء عمليات عسكرية فوق وتحت سطح البحر.
وحسب تقارير الإعلام التركي فإن أسلحة الحرب الإلكترونية التي أنتجتها شركة "أسيلسان" التركية، دمجت داخل المركبة البحرية المسيرة "مارلين سيدا".
ويضيف التقرير أنه بالرغم من أن تركيا لم تتمكن بعد من إنتاج الطائرات المقاتلة المأهولة أو قاذفات القنابل، فقد أثبتت نفسها بالفعل كمنتج ومستخدم رئيس للمنظومات الجوية التكتيكية المسيرة.
ويؤكد التقرير أنه ومع إنتاج مركبتها البحرية المسلحة غير المأهولة "مارلين سيدا"، تأمل أنقرة في السيطرة على سوق الأنظمة البحرية المسيرة أيضا.
ليست المحاولة الأولى
ويشير الموقع إلى أن سعي تركيا لامتلاك المركبات البحرية غير المأهولة ليس بالأمر الجديد. ففي مايو/أيار 2022 أجرت شركة "ديرسان" بالاشتراك مع "أسيلسان" التركيتين، في بحر مرمرة، اختبارات على قوارب "سالفو" (SALVO) المسلحة والمسيرة.
وخلال الاختبارات، تمكن الزورق من إطلاق صاروخ موجه بالليزر من نوع (CIRIT) المحلي وإصابة هدف متحرك بنجاح.
وفي يوليو/تموز 2021، عرضت شركة الدفاع "أسيلسان"، بالتعاون مع شركة "سفينة" التركية لصناعة السفن، تصميمين لزورق حربي بدون ربان مضاد للغواصات، ومركبة بحرية مسيرة.
كلتا المركبتين قادرتان على الوصول إلى سرعات تصل إلى 40 عقدة ولهما مدى يصل إلى 600 ميل بحري، هذا بجانب تمتعهما بقدرة تحمل تصل إلى قرابة الأربعة أيام دون الحاجة إلى إعادة الإمداد.
ويقول التقرير إن "مارلين سيدا" صممت لتستخدم في العمليات الحربية البحرية لأغراض دفاعية وهجومية، وأن أهميتها تتعاظم في ظل تصاعد التوترات بين تركيا واليونان.
إذ تصرح أنقرة أن أثينا تنتهك الاتفاقيات الدولية من خلال عسكرة الجزر القريبة من ساحلها، حتى أن خفر السواحل التركي اتهم نظيره اليوناني بإطلاق النار على سفينة شحن تبحر في المياه الدولية في بحر إيجة.
ويعقب التقرير على هذه الحادثة قائلا إن "في مثل هذه السيناريوهات يصبح تطوير المركبات البحرية المسيرة ونشرها أمرا شديد الأهمية".
وفي 3 سبتمبر 2022، أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديدا مبطنا لليونان بالغزو، ردت عليه أثينا بإعلان استعدادها لحماية سيادتها. ولا تزال النزاعات الإقليمية في بحر إيجة والخلافات حول مدى المجال الجوي قائمة بين البلدين.
ويضيف التقرير أنه قبل ثورة الصناعات العسكرية التركية، كانت اليونان مسلحة بطائرات مقاتلة متطورة مثل رافال الفرنسية وطائرة إف 16 الأميركية المطورة، في الوقت الذي كانت فيه تركيا تعاني من أسطول قديم من المقاتلات.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن المركبة البحرية "مارلين سيدا" حاضرة في مناورة الناتو بالبرتغال، الجارية الآن وتنتهي في 22 سبتمبر 2022.
وفي هذا أكدت تقارير إعلامية أن المسيرة البحرية التركية ستثبت من خلال مشاركتها على المسرح العالمي أنها تستطيع التعاون مع القطع البحرية المأهولة.