مع استمرار الإبادة.. وجع وقهر في غزة ورام الله تحتفل بمول تجاري والعرب يتفرجون

منذ يوم واحد

12

طباعة

مشاركة

لليوم الثاني على التوالي، يواصل ناشطون على منصات التواصل التنديد بقصف جيش الكيان الإسرائيلي مستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، في غزة، صابين جام غضبهم على الأنظمة العربية الخانعة والمجتمع الدولي المتواطئ.

وأقدم جيش الاحتلال في 13 أبريل/نيسان 2025، على قصف مستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، في مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير مبنى الإسعاف وتضرر مباني الاستقبال والصيدلية والمختبر ومحطة توليد الأكسجين الطبي المخصصة لمرضى العناية المكثفة.

ومستشفى الأهلي العربي "المعمداني" ترعاه وتديره الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية، التي تتخذ مقرا رئيسا لها في مدينة القدس المحتلة، وأسسته جمعية الكنيسة الإرسالية التابعة لكنيسة إنجلترا في 1882، ويعدّ من أقدم المستشفيات في فلسطين.

وأكدت وزارة الصحة بغزة، وكذلك إدارة المستشفى «المعمداني»، أنه خرج عن الخدمة بالكامل مؤقتا بعد قصفه، وخشية تجدد قصف أي مبان أخرى بداخله. 

وسبق أن قصف الاحتلال المستشفى ذاته، بعنف في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكان يأوي نازحين هجرهم الاحتلال قسرا من بيوتهم، ما أسفر عنه استشهاد 500 شخص من المرضى والجرحى والمدنيين الذين لجؤوا إلى المستشفى طلبًا للحماية.

وتبرأ الاحتلال الإسرائيلي حينها، من قصف المستشفى، وخرجت حسابات رسمية إسرائيلية عدة تؤكد أن من قصف المستشفى هي حركة الجهاد الإسلامي، بينما خرج مبررا القصف الأخير بالزعم أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" كانت تستخدم مبنى المستشفى لأغراض عسكرية.

بدورها، عدت حماس قصف المستشفى بزعم استخدامه لأغراض عسكرية، تكرارا مفضوحا لأكاذيب الاحتلال لتبرير جرائمه الوحشية، قائلة: إن حكومة الاحتلال تواصل استهتارها بكل القوانين والأعراف الإنسانية، وانتهاك حرمة المستشفيات وإيغالها في دماء المدنيين.

وأكدت حماس، أن السلوك الإسرائيلي يمثل استخفافا وقحا بالرأي العام العالمي، وبمنظومة القيم والقوانين وأدوات العدالة الدولية، منبهة إلى أنه يستدعي موقفا جادا من المجتمع الدولي ومؤسساته لردعه.

إدانات ومطالبات

وأدانت دول عربية وجهات دولية القصف الإسرائيلي لمستشفى المعمداني، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية واتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ووصفته مصر بأنه "انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني والأعراف الدولية كافة". 

وعد الأردن القصف الإسرائيلي لمستشفى المعمداني "خرقا فاضحا" للقانون الدولي، ووصفته السعودية بأنه انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية بما فيها القانون الدولي الإنساني، مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤوليته تجاه وقف الانتهاكات المتكررة.

وندد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بالهجمات الإسرائيلية على مرافق طبية في غزة، فيما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن قصف المستشفى يمثل تصعيدا خطيرا ضمن إستراتيجية ممنهجة لتفكيك وسائل الحياة في قطاع غزة.

أما منظمة الصحة العالمية، فأدان مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس الغارة الجوية الإسرائيلية على المستشفى.

وبالتوازي مع القصف الإسرائيلي لمستشفى المعمداني، افتتحت السلطة الفلسطينية بمشاركة رسمية من قبل بعض قيادات السلطة ومحافظة مدينة رام الله ليلى غنام، مولا تجاريا في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، على وقع الموسيقى والأغاني.

الأمر الذي أثار موجة غضب واستياء واسع بين الناشطين على منصتي "إكس"، و"فيس بوك"، مستنكرين افتتاح مول في رام الله في أجواء احتفالية راقصة في الوقت الذي يقصف فيه الاحتلال مستشفى المعمداني ويواصل حرب الإبادة والتهجير والتدمير.

وتداولوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #مستشفى_المعمداني، #مجزرة_المعمداني، #الضفة_الغربية، وغيرها مشاهد مؤلمة للمرضى والجرحى وهم يخلون مستشفى المعمداني، وذويهم يحملوهم ويجرون الأسرة، وغيرها.

استهدافات سابقة

وتضاف الغارة الإسرائيلية على مستشفى المعمداني إلى قصف آخر استهدف في 23 مارس/آذار 2025، غرفة طبية داخل مجمع ناصر الطبي، أسفر عن اغتيال عضو المكتب السياسي لحماس إسماعيل برهوم، الذي كان يتلقى العلاج نتيجة إصابته بجروح بالغة إثر قصف ناله قبل أيام من تلك الغارة.

وخلال حرب الإبادة على القطاع المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، استهدف الاحتلال الإسرائيلي 36 مستشفى آخرها مستشفى "المعمداني"، طوال شهور الحرب، إما بالقصف أو الحرق أو التدمير، أو العمل على إخراجها عن الخدمة.

وجاء في مقدمة هذه المستشفيات مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، ومجمع ناصر الطبي في خانيونس، ومستشفى أبو يوسف النجار في رفح، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى كمال عدوان، ومستشفى بيت حانون ومستشفى العودة شمال غزة.

وضمت القائمة أيضا مستشفى القدس التابع للهلال الأحمر، ومستشفى عبسان "الجزائري"، ومستشفى الحياة، ومستشفى الحلو، ومستشفى الطب النفسي، ومستشفى الرنتيسي، ومستشفى النصر للأطفال، ومستشفى الدرة، المخصصة ثلاثتها للأطفال.

كما دمر الاحتلال أيضا مستشفى الصداقة التركي، ومستشفى العيون، ومستشفى الكرامة، ومستشفى أصدقاء المريض، ومستشفى الخدمة العامة، ومستشفى دار السلام، ومستشفى يافا، ومستشفى سان جون، ومستشفى الصحابة، ومستشفى العيون التخصصي.

واستهدف الاحتلال مستشفى حمد، ومستشفى حيفا ومستشفى الوفاء، ومستشفى مهدي للولادة، والمستشفى الميداني الأردني، ومستشفى اليمن السعيد، ومستشفى مسلم التخصصي، ومستشفى الأمل، والمستشفى الكويتي، والمستشفى الإماراتي.

وخلفت حرب الإبادة على غزة، أكثر من 166 ألف شهيد ومصاب، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلا عن وجود 11 مفقودا سواء ممن بقوا تحت الركام، أو المعتقلين في سجون الاحتلال الذي لم يفصح عن أسمائهم، إضافة لمن أعدمهم الاحتلال ميدانيا وأخفى جثامينهم.

تنديد واستنكار

وتفاعلا مع هذه الجرائم، عرضت الناشطة بنت صفد مقطع فيديو يوثق الدمار الكبير الذي خلفته طائرات الاحتلال النازي الإرهابي الدموي بعد القصف، مؤكدة أن غزة تحت القصف كل لحظة.

واستنكر الباحث سعيد الحاج، أن أوامر إخلاء المستشفيات في غزة ثم قصفها واستشهاد المرضى والطواقم الطبية باتت أخبارا عادية، بل ربما أقل من عادية ولا ترد في التغطيات الإخبارية بما يوازي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من هذا النوع.

من جانبه، أكد الناشط جميل رشيد الأحمد، أن جريمة قصف المستشفى المعمداني، لم تضرّ فقط بمن كانوا يرقدون على أسرّته فقط، ولكن بمن حُرموا من خدمته بعد قصفه، وهكذا بقية المستشفيات.

وقال: إن "المجرم الصهيوني يقصف ليقتلك، فإنْ لم تُقتل من أول ضربة فقد خطط لتموت حين لا تجد طبيبا ولا علاجا ولا مستشفى".

وروى الأحمد، أن عربة عليها شهداء وعدد من المصابين وصلت إلى بوابة المستشفى الأهلي العربي المعمداني، فوَجَدوها مغلقة، قال لهم الناس: المستشفى مقصوف!!، وبقي الجرحى ينزفون بلا طبيب أو حبة دواء أو مضمد للجراح.

وأضاف أن المرضى رغم جراحهم بدأوا يبكون من شدة الوجع والقهر!، داعيا لتخيل أن جريحا ينزف بلا مستشفى بلا طبيب بلا مسعف.

قصف سابق

وتذكيرا بالقصف السابق لمستشفى المعمداني، لفت المحلل السياسي ياسين عزالدين، إلى أن الاحتلال عندما قصف مستشفى المعمداني أول مرة حاول التملص وزعم أنه صاروخ فلسطيني سقط بالخطأ، وللأسف وجدنا من يبرر له ويتناقل كذبه.

وقال: "الليلة قصف المستشفى علنا وبكل وقاحة وهذه المرة زعم كاذبًا أن المستشفى كان مقرا للأخضر، تخيلوا مبنى الاستقبال والطوارئ الذي يعج بكل الناس تستخدمه حركة الأخضر مقرا لها".

وأضاف عز الدين، أن الطابور الخامس يعمل منذ فترة على اختراع المبررات للاحتلال قبل أن يرتكب الجريمة، ولو تتبعتم أبواق السلطة خلال الفترة الأخيرة كم مرة قالوا: إن حركة الأخضر تستخدم المستشفيات مقرات لها.

وأكد أن هؤلاء هم جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال وشركاء في القتل، مثلهم مثل "أشقائهم في الخيانة" من أجهزة السلطة في الضفة ممن يلاحقون المقاومين ويعتقلونهم. 

وذكر رسام الكاريكاتير محمود عباس، بأن الاحتلال سارع حين قُصف مستشفى المعمداني أول مرة، لنفي مسؤوليته، وخاف من الغضب، ومن صورة الأطفال المحترقين في أحضان أمهاتهم، مشيرا إلى أن الاحتلال عاد بعد سنة ونصف السنة، وقصف مجددا.

ورأى أن الاحتلال عاد هذه المرة، بلا خجل، بلا نفي، بلا تردد، يقولها صراحة: “أنا اللي قصفت… وحأقصف تاني.. مين معترض؟”

وأشار المغرد حسن إلى أن "إسرائيل" قصفت المستشفى المعمداني بـ ٢٠٢٣ وقالت للعالم: إن هذه اتهامات وأنهم مستحيل يقصفون مستشفى وقالوا إنه هذا صاروخ من القسام. مستنكرا أن "إسرائيل" قصفتها أمس بينما العالم أغلبه صامت.

الصمت مشاركة

وتحت عنوان "أمة تُستباح حرماتها وتدنس مقدساتها وتخرس نخبها"، حذر منذر عبدالله، من أن التخاذلَ سيجلبُ المزيدَ من الذُّلِّ والهوان، وسيورثُنا خزيًا لا يُمحى!، مؤكدا أن هذا الصمت المُطبَق هو أشدُّ فتكًا من قنابل المغضوب عليهم.

وتساءل: “متى تَدِبُّ الحياةُ فيكم، أيُّها النُّخبُ المُهترئة! متى تتحركُ فيكم الحميةُ!.. أيُّها العلماءُ والمفكرونَ والدعاةُ والساسةُ وأهلُ القوة... أين أنتم مما تتعرضُ له أمتُكم ومقدساتُكم؟!!!”

ووبخ عبدالله، النخب قائلا: "النساءُ والأطفالُ يتعافون من الوَهَن، إلا أنتم، مُلتَصِقون بالأرض، سُلِبَت إرادتُكم، فلا تَقوَون على النهوض! كاد الحجرُ والشجرُ أن ينطقَ في الأرضِ المباركة، من شِدَّةِ إفسادِ المغضوبِ عليهم، بينما أنتم خارجُ التاريخ".

وأضاف: "سُحِقَت شعوبُكم في ظلِّ أنظمةٍ ملعونة، فلم تتحركوا، فخرجتِ الشعوب بشكلٍ عفويٍّ، دونَ قيادةٍ ولا مشروع، بعد أن ضجَّت من الظلم، وواجهت أعتى الطغاةِ في تونس ومصر وليبيا وسوريا!".

وتابع: "حين تحرك بعضُكم، كانت حركتُهم مُلتويةً، سَعَوا لركوبِ الثورات، وتوظيفِها لمصالحِهم الحزبيةِ والشخصية، فكنتم ضِغْثًا على إبالة، وراكَمتم الأعباءَ على الأمة وضيعتم تضحياتها".

واستنكرت إحدى المغردات صمت دعاة التطبيع المسلمين طوال اليومين بينما المستشفى المعمداني تم إخلاؤه من المرضى والمصابين، متوقعة أنهم يحتفلون مع أحبائهم من الصهاينة بعيد الفصح.

وأكد الباحث هاني الدالي أن قصف المستشفيات ليس "أضرارا جانبية"، بل جريمة مكتملة الأركان، قائلا: "عندما تُستهدف المستشفيات، ويُمنع الدواء عن الجرحى.. فأنت أمام جريمة حرب بشعة، لا يمكن تبريرها".  

وأضاف أن “كل صمت عن هذه الجريمة هو مشاركة فيها”.

وعد إبراهيم اليماني، قصف مستشفى المعمداني جريمة حرب تسجل من ضمن الجرائم السابقة، متسائلا: "أين أصحاب الحلول السياسية الساقطة وغير الشريفة من استمرار وحشية آلة الإجرام الصهيوني".

وأكد أن "تخاذل شعوبنا العربية والإسلامية أدت إلى استمرار الكيان المجرم في طغيانه بالجرائم".

وهاجم المغرد حكيم الأنظمة العربية والعالمية الحاكمة التي اكتفت بإصدار بيانات شجب وإدانة للقصف الإسرائيلي لمستشفى المعمداني، ساخرا بالقول: "إدانات دولية وعربية لقصف الاحتلال لمستشفى المعمداني في غزة.. طيب أوك، إيش استفدنا؟ ولا شيء".

وأكد أن الإدانات الدولية والعربية مجرد بيانات معتادة، تُلقى للاستهلاك الإعلامي، بينما يستمر القصف والقتل بلا محاسبة ولا ردع، قائلا: "دمنا صار عنوانا للبيانات، لا للعدالة".

مول بالضفة

واستنكارا للافتتاح الصاخب لمول بالضفة في ظل ارتكاب الاحتلال لمجازر بالقطاع، أوضح الباحث فراس أبو هلال، أن ما يريده رجال الأعمال في الضفة الغربية، برعاية السلطة، من ذلك هو "تعليم" الشعب الفلسطيني بالصورة والفعل أن هذا هو الفرق بين الضفة وغزة، والفرق بين الخضوع التام للمحتل والتنسيق الأمني معه وبين محاولة مقارعته بالإمكانات المتاحة.

وقال: "قد ينجحون في ذلك مؤقتا، ولكن الاحتلال نفسه لن يتيح لهم نجاحا طويل؛ لأنه يذكرهم يوميا أنه موجود، يحتل جميع تفاصيل حياتهم، ليس بالقتل فقط، بل بالتنكيل على الحواجز والجسور وفي المخيمات والأقصى وأحياء القدس واحتلال الأراضي وتحرش المستوطنين، وإهانة السلطة نفسها".

وأضاف أبو هلال: "لا يمكن لاحتلال أن يسمح للمحتلين أن يحبوه، هو يريدهم فقط أن يخافوه".

من جهته، قال الباحث علي أبو رزق، إن المشكلة ليست في السلطة الحاكمة فقط، ولا في الاحتلال فقط، ولا في النخب فقط، هناك مشكلة في عموم شعبنا التائه هناك، المشكلة في الآلاف الذين تجمعوا على مدرجات ونوافذ المول في فيديو اليوم.

وأضاف أن المشكلة في مئات الآلاف الذين التزموا بيوتهم ولم يخرجوا في مظاهرات رام الله ونابلس والخليل في الأسبوع الأخير، رغم ألف نداء ودعوة للخروج. مؤكدا أن الحقيقة موجعة، لكن الاحتيال على الواقع وتجميله وتخديره أكثر وجعا وإيلاما.

وعرض أحد المدونين مقطع فيديو من افتتاح المول، موضحا أن السلطة في رام الله تريد أن ترسم في الأذهان صورتين الأولى صورة الحضارة والجمال في دولة الضفة الغربية التي اتخذ حاكِموها مسار التطبيع والتنسيق والخيانة مع العدو .

وأشار إلى أن الصورة الثاني هي صورة غزة المدمرة المهجرة المنكوبة؛ لأنها قررت العداوة مع هذا الكيان.

وعرض المدون بعض الحقائق، ومنها أن مدن الضفة عبارة عن سجون مُصغرة تحكمها حسب آخر إحصائية ٩٠٠ بوابة حديدية ومعظم هذه البوابات لم تكن وليدة السابع من أكتوبر وإن زادت بعده.

وأضاف أن مدن الضفة مستباحة من المستوطنين ليل نهار يحرقون وينهبون ويغتصبون ودولة السلطة مُحايدة ليس لها علاقة بما يتعرض له الناس فهي تعد جزءا أصيلا من هذا الاحتلال وعندما يدخل الاحتلال إلى مدنها يطلق إشارة تسمى (صفر صفر) وتعني ممنوع تجول أفراد السلطة وعليهم البقاء في ثكناتهم لغاية خروج الاحتلال بجنوده ومستوطنيه.

وأكد المدون أن مدن الضفة يبتلعها الاستيطان والبؤر الاستيطانية ففي كل يوم هناك مُصادرة وهدم بيوت والمهم عند السلطة هي السيطرة على وسط المدن الرئيسة لحفظ الأمن والأمان المزعوم وهو أمر لا يتحقق إلا إذا كنت إسرائيليا.

وعلقت إيناس وردة، على مقطع فيديو لافتتاح المول، قائلة: إن هذا المشهد في رام الله حيث تُفتتح أكبر مولات الضفة وسط أضواء الكاميرات، وسط الرقص والموسيقى والاستعراضات، بينما غزة تحترق، بينما الأطفال يُنتشلون من تحت الركام.

وأشارت إلى أن مشاهد الحفاوة بافتتاح المول وقعت بينما العائلات تُباد بلا رحمة منذ عامين، مستنكرة أن على رأس هذا المشهد المؤلم، تتقدم ليلى غنام، محافظ رام الله والبيرة، بوجه بارد لا يعكس حجم الفاجعة، وبجوارها مسؤولو سلطة فقدوا البوصلة،

واستبدلوا القضية بالاستعراض، والوجع بالتصفيق.

وقالت وردة: "لا ضمير، لا إنسانية، لا أخلاق.. فقط قسوة، وخذلان، ونذالة تتجسد في كل حركة وابتسامة أمام عدسات الإعلام، وكأن فلسطين ليست جرحا، وكأن غزة ليست روحا تُزهق كل يوم".

وندد المحامي زيد الأخرس، بتنظيم احتفالات وأغانٍ ورقصٍ في رام الله لافتتاح مول، مذكرا بأن مستشفى المعمداني يبعد 82 كم والمرضى على أسِرّتهم في الشوارع 

وسلامتكم.

وعرض المحلل السياسي ياسر الزعاترة، صورا من افتتاح المول، قائلا: "صدق أو لا تصدق زفّة بحضور رسمي في افتتاح "مول ضخم" في رام الله، كأن قطاع غزة موجود في بوركينا فاسو!"

وأضاف: هذه هي حركة التحرير "الفتحاوية" التي طبّقت تعاليم توني بلير والجنرال "دايتون"، ولم تنسَ المزايدة على المقاومين بـ"أول الرصاص وأول الحجارة"!.. لقد أدمنوا العار، ولا أمل فيهم!