مصر تتبنى مقترحا إسرائيليا لنزع سلاح غزة.. وناشطون: السيسي وكيل لإسرائيل لا وسيط

حماس تسلمت من الوسطاء مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار في غزة
"#سلاحنا_كرامتنا.. #السلاح_يكسر_التهجير.. #سلاح_المقاومة_خط_أحمر.. #لا_لتسليم_سلاح_المقاومة".. وسوم أطلقها ناشطون على منصات التواصل عقب الكشف عن تقديم الوسيط المصري مقترحا إسرائيليا لوقف دائم لإطلاق النار بغزة يتضمن نزع سلاح المقاومة.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في 14 أبريل/نيسان 2025، إنها تسلمت من الوسطاء مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى. مؤكدة على موقفها من أن أي مقترح يجب أن ينص على إنهاء الحرب في القطاع وانسحاب الاحتلال منه.
وأوضح قيادي بحماس لم يكشف عن اسمه لقناة الجزيرة القطرية أن مصر نقلت مقترحا جديدا للحركة، تضمن نصا صريحا بنزع سلاح المقاومة، وإطلاق سراح نصف أسرى الاحتلال في الأسبوع الأول من الاتفاق، وجميع الأسرى الأحياء والأموات في نهاية 45 يوما منه، وتهدئة مؤقتة لـ45 يوما مقابل إدخال المساعدات.
وقال: “مصر أبلغتنا أنه لا اتفاق لوقف الحرب دون التفاوض على نزع سلاح المقاومة”. مضيفا أن "الحركة أبلغت القاهرة أن المدخل لأي اتفاق هو وقف الحرب والانسحاب وليس السلاح، وأن نقاش هذه المسألة مرفوض جملة وتفصيلا".
وفي بيان رسمي على صفحاتها الرسمية، قالت حماس: إنها تدرس بمسؤولية وطنية عالية المقترح الذي تسلّمته من الوسطاء، وستقدّم ردّها عليه في أقرب وقت، فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه.
وجدد البيان تأكيد الحركة على "موقفها الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم: وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن شعبنا في قطاع غزة".
وصب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في الوسوم السابق الإشارة لها، جام غضبهم على رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، مستنكرين مجرد حمله مقترح الاحتلال الإسرائيلي للمقاومة الفلسطينية.
وعدوا تقديم النظام المصري المقترح الإسرائيلي خيانة وخنوعا وتبنيا للرؤية الإسرائيلية ومحاولة ضغط على حركة حماس للقبول بنزع سلاحها، مقدمين تفسيرات وتحليلات لما يعنيه ذلك وما قد يتبعه من تصفية للمقاومة وتهجير للفلسطينيين وإبادة كاملة لغزة ومن ثم التمدد.
وأعرب ناشطون عن تضامنهم الكامل مع المقاومة وتأييد موقفها الرافض لمقترح نزع سلاحها، مؤكدين أن السلاح هو أول خطوط الدفاع عن الأرض والقضية الفلسطينية وأنه هو الذي أجبر الاحتلال الإسرائيلي على التفاوض، مؤكدين أن المطالبة بنزعه خيانة مكتملة الأركان.
تنديد واستنكار
واستنكارا لتقديم مصر المقترح الإسرائيلي لحماس، قال الطبيب المصري يحيى غنيم: إن ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط لم يجرؤ على تقديم "نزع سلاح المقاومة" فى مقترحه.
واستنكر أن رئيس النظام المصري الذي وصفه بـ"عبدالفتاح ويتكوف" استطاع أن يقدم ذلك بكل فجور.
وتعجب نائل بن غازي، من أن مصر التي يفترض أن تمثل عمق فلسطين الإستراتيجي، تقدم عرضا خلاصته: تسليم السلاح ورفع الراية البيضاء!!!.
وقال: “الحقيقة أن الأمر لا علاقة له بالسلاح؛ فغزة لا تمتلك سلاحا نوويا أو ذريّا حتى تُطالب مصر العروبة بتسليمه".
ولكنّ الأمر يتعدى ذلك إلى ما هو أخطر من السلاح النووي، وهو العقيدة الإيمانية القتالية، بحسب تعبيره.
وأوضح غازي، أن تلك العقيدة قادت الجيل المؤمن لتحطيم صورة هُبل العصر المتمثل في الكيان النازي المسيطر على إرادة حكّام المنطقة؛ وقد آن الأوان لنزع هذا السلاح ليعود الجميع إلى حظيرة التطبيع والتدجين، ورحاب العبودية المعاصرة.
وأكد أن غزة لن تسلم سلاحها يقينا؛ ولن تناور في هذه المساحات كثيرا، والذي قلب الطاولة ومعها العالم رأسا على عقب، لن يعدم وسيلة تحيل أوهام الحالمين سرابا.
وسخر الباحث في الشؤون الإسرائيلية سلطان العجلوني من العرض المقدم للمقاومة، متسائلا: “المقترح المصري يشمل استبدال خطوط إنتاج صواريخ القسام وعبوات العمل الفدائي بخطوط إنتاج الكحك والمكرونة أم لا يشمل؟”
وتساءل الباحث بمركز حوار للدراسات بغزة عبدالعزيز الرنتيسي: "ماذا يعني نزع سلاح المقاومة؟.. وماذا يعني أن يكون ضمن مقترح وسيط عربي؟"، داعيا لتخيل "مستوى الانحطاط الإقليمي".
تفسيرات وتحليلات
وتفسيرا لما يعنيه المطالبة باتخاذ هذه الخطوة، قالت الأكاديمية العمانية السهاد البوسعيدي: إن المطالبة بتسليم سلاح المقاومة قبل إنهاء الاحتلال ووقف الإبادة ليست إلا دعوة لتمكين المحتل من استكمال مشروعه دون أي كلفة.
وأضافت أن سلاح المقاومة ليس عبثا، بل هو وسيلة شعب محاصر لردع الإبادة وحماية ما تبقى من كرامته ووجوده، مؤكدة أن من يطالب بتجريد الضحية من سلاحها قبل أن يوقف الجلاد سكينه لا يبحث عن سلام بل عن استسلام.
وتساءلت البوسعيدي: "بأي منطق هذا الذي يطالب بتسليم السلاح بينما الاحتلال قائم والمجازر مستمرة؟!"، مؤكدة أنه ليس المشكلة بل نتيجة لمشكلة أكبر اسمها الاحتلال.
وتابعت: "إذا أردتم الحديث عن نزع السلاح فابدأوا أولا بنزع الاحتلال ورفع الحصار ومحاسبة مجرمي الحرب، أما غير ذلك فهو فقط محاولة لتجريد المظلوم من آخر وسائل الدفاع عن نفسه".
وقالت ليلى الشوافي: إن فكرة تسليم السلاح التي يتم الترويج لها في لبنان والعراق وفلسطين تشبه فكرة نزع الملابس، نزع الستر، نزع السقف الآمن.
وأكدت أن في كل الحالات المقصود فيما يتم الترويج له؛ يعني أن تتعروا أمام العدو وأن تتركوه يفعل ما يشاء. مضيفة: "نحن نحمل نهج المقاومة القائم على السلاح؛ افعلوا ما شئتم لن تعبثوا معنا بفكرة كهذه".
وأوضح معتز أيمن، أن معنى نزع السلاح لا يقتصر على تسليم ما تبقى منه، بل يشمل حل كل الأجهزة العسكرية، فرض سلطة تراقب عدم إمكانية تسلح أي طرف وعدم شرعنة أي سلاح غير سلاح الإدارة الحاكمة.
وقال عمر جمال، إن نزع سلاح المقاومة يعني تصفية القضية الفلسطينية للأبد.
وأكد علاء عمر، أن نزع سلاح المقاومة الفلسطينية يعني نهاية فلسطين وتهجير قطاع غزة.
وبين السياسي فايز أبو شمالة، أن مقترح نزع سلاح المقاومة يعني حربا أهلية في غزة، وذبح نصف مليون من رجالها وعائلاتهم وأنصارهم وأصدقائهم، بسلاح الغدر والحقد والكراهية.
وأكد أن الموت بصواريخ العدو الإسرائيلي أشرف ألف مرة من الموت بسلاح الغدر والخيانة.
وأوضح الباحث لقاء مكي، أن حقيقة ما تريده إسرائيل لا يتعلق بنزع سلاح المقاومة كشرط لإنهاء الحرب، بل بافتعال الأسباب لاستمرار الحرب بغرض التهجير.
وقال: إن مشكلة إسرائيل ليست في المقاومة، بل في غزة ذاتها، ولأن البحر لن يغرقها كما تمنى رابين ذات يوم، فلماذا لا يجرى إفراغها، فإن خلت من الناس، لن يعود للمقاومة أثر أو وجود.
وأضاف مكي، أن إسرائيل طرحت فكرة نزع السلاح وهي تعرف أنها غير قابلة للتطبيق، وأنها ستُرفض، بل وتعلم أن من بعد حماس، ستظهر من بين أنقاض غزة مقاومة أكثر تشددا.
لذلك فهي لا تريد إنهاء المقاومة، بل تشتيت الشعب الذي صنعها، وأمدّها بالرجال، وذاد عنها، واحتضنها، وسيصنع غيرها إن لزم الأمر.
ورأى أن هذه المعركة صفرية، ومن سيوقف إسرائيل هو إسرائيل ذاتها، وتفسير ذلك، أن استمرار القتل والبطش والعدوان، سيرهق القاتل حتى يتحول إلى مسخ يأكل بعضه بعضا.
تعرية مصر
وتحت عنوان "وما تزال التّعرية شغّالة"، قال يونس أبو زيد: إن مجرّد طلب نزع السّلاح يعرّي الالب والعارض والمفاوض.
وعد نزع سلاح المقاومة اعترافا ضمنيّا بالخوف من حملته، وبأن ما تحمله الأخيرة من إرادة ووعي قبل السّلاح هو ما يقضّ مضاجعهم، ويرعب قلوبهم، ويفزع مستقبلهم الموشك على الانخلاع من أرضنا، والانزراع في جهنّم!
وأضاف أبو زيد: "حين يصرخون لنزع السلاح، فهم يعترفون أن المقاومة لم تُهزم، رغم جراحها، وأشلاء أطفالها ونسائها وكثير من قادتها ودمار ديارها ومساكنها؛ بل هي التي مازالت تثبت معادلة الرّدع، وتفضح زيف ادّعاءات القوة الغاشمة، والدّاعمين الأنذال لها".
وأكد أن السّلاح "البدائيّ" كما يصفه الجبناء العملاء، هو رمز للعزّة والكرامة، وسيف الإرادة، وهو ما أرعبهم أكثر من طائراتهم الذكية؛ لأنه يُحمل بيد من يؤمن بأن الموت في سبيل الله حياة، وبأنّ الشهادة وعدٌ لا يُخلف.
وقال علي محمد عزب: "شويه العملاء معرفوش يدخلوا ازاره ماية ولا كيس دقيق لإخوتنا ولا حتى يوقفوا قصف الاحتلال للأطفال والمستشفيات جاين يتفاوضوا على نزع سلاح مقاومة بتدافع عن أرضها".
وتساءل: "هي سيناء رجعت مصر إزاى بالمفاوضات ولا بعد حرب ٧٣ وقوة سلاح، وليبيا والجزائر تتحرروا إزاى فيتنام يا متعلمين كانت بالمفاوضات ولا إيه".
وقالت نسرين رازينة: إن مجرد قبول مصر نقل مقترحات أميركية أو إسرائيلية تتضمن بند نزع سلاح المقاومة هي إهانة لتاريخ مصر وشعبها العظيم، مؤكدة أن وفد حماس في القاهرة يتعرض لأكبر عملية ابتزاز في تاريخ القضية الفلسطينية.
وقال الباحث السياسي سيف الإسلام عيد: إن سلاح المقاومة حماية للأمن القومي المصري بشكل فاعل وحقيقي.
ورأى أن الإذعان المصري لمطلب نزع سلاح المقاومة هو إضرار لا يفهمه ضباط البيزنس، ويشبه تماما بيع جزيرتي تيران وصنافير وساحل رأس الحكمة دون انتباه إلى تحكّم دول أخرى في حدودك!
خنوع السيسي
ومقارنة تواطؤ السيسي ضد القطاع بموقف الرئيس الشرعي الراحل محمد مرسي، قالت نيفين كامل: “لم يكتف سيئ الذكر بتعاونه في حصار أهل غزة وابتزاز المصابين منهم عند المعبر وأخذ الرّشا الضخمة من أجل السماح لهم بالسفر والعلاج في الخارج”.
بل إنه يقدم خدمة للصهاينة لم يحلموا بها منذ 45 سنة وهي نزع سلاح المقاومة، وفق ما قالت، مضيفة: "معدوم الشرف يريد سلب شرف الأمة.. خسئت وخابت مساعيك".
وأكد أحد المغردين، أن السيسي يريد دولة فلسطينية منزوعة السلاح تحت إشراف أممي، مذكرا بأنّ الكيان الصهيوني انتهك معاهدة كامب ديفيد ولم يقلق من اقتراب السلاح الصهيوني من حدوده.
واستنكر مطالبة السيسي نزع سلاح المقاومة، بينما الأشدّ كرها لحماس لم يطلب هذا الأمر، عارضا صورة لمرسي بها تصريح سابق للأول يتعهد فيه بأنه لن يكون للاحتلال أبدا سلطان على أهل غزة، ويَعِد بأنه لن يترك غزة وحدها ويتوعد الاحتلال بالغضب.
وبثّ الكاتب الفلسطيني رضوان الأخرس، مقطع فيديو لكلمة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي إبان العدوان الإسرائيلي على غزة في عهده، معلقا عليها بالقول: "عندما حكم مصر رجل حر عزيز شريف.. يتحدث هنا بلسان شعب أصيل ويعبر عن روح أمة ترفض الخيانة والذل والظلم والمهانة".
وكتب الكاتب رفيق عبدالسلام: "لما نقول لهم: إن السيسي مخادع ومناور وكل همه هو نزع سلاح المقاومة تحت وابل من الشعارات المضللة، يتزاحم أزلامه على منحه وسام الوطنية والعروبة والزعامة وما هو أهل لشيء من ذلك".
وتابع: "الآن حصحص الحق وتبين أن السيسي يقف في الخندق المقابل، وكل ما في الأمر أنه لا يتحمل أعباء التهجير؛ لأن ذلك يهدد نظامه ويمس كرسيه في الصميم لا غير".
رفض قاطع
وفي تضامن مع المقاومة الفلسطينية، خاطب رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي محمد الصغير، "وسطاء" نزع السلاح قائلا: "بيننا وبينكم وصية الصحابي المجاهد عبدالله بن الزّبير رضي الله عنهما: صُونوا سُيوفكم كما تصونون وجوهكم؛ فإنّ الرّجل إذا ذهب سلاحه فهو كالمرأة أعزل!".
واستشهد بقول الله تعالى في الآية 102 من سورة النساء: “وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً واحدة...”
وتوعدت أسيل أحمد، قائلة: "من أراد نزع سلاحنا نزعنا فؤاده، داعية للتدبر والتفكر في قول عبدالله بن الزبير رضي الله عنه: "صونوا سيوفكم كما تصونوا وجوهكم، لا أعلم رجلا كُسر سيفه واستبقى نفسه؛ فإن الرجل إذا ذهب سلاحه فهو كالمرأة أعزل".
وحذر الناشط بلا نزار ريان، من أن مطلب نزع سلاح المقاومة إن تحقق –لا قدّر الله– فلن يكون سوى بداية لحرب أشد من الحرب الحالية يليها طرح "صيغة جديدة" عبر الوسيط "النزيه" تتضمن تسليم المقاتلين تمهيدا لمحاكمتهم، ثم ارتكاب مجازر في حاضنتهم الشعبية.
وأضاف: "لتبدأ بعدها مرحلة التصفية الشاملة، من تدمير البنية الاجتماعية وتهجير الأهالي، إلى إعادة تشكيل المجتمع الفلسطيني بما يضمن لإسرائيل تدمير غزة وتفريغها وتحويل ما تبقى منها إلى كيان هش، مُدجَّن، فقير، بلا هوية ولا دور، لا وظيفة له سوى أن يكون شاهد زور على ما تبقّى من قضية قُضي عليها تحت مسمى "الهدنة".