التحالف الأزرق والأبيض.. كيف ترد تركيا على تسليح إسرائيل لليونان؟

منذ يوم واحد

12

طباعة

مشاركة

 

 

تهديد مباشر

التحالف الأزرق والأبيض.. كيف ترد تركيا على تسليح إسرائيل لليونان؟

https://cdn.i24news.tv/uploads/1a/a4/91/66/cf/93/cd/02/ca/4d/0f/3d/00/d2/6f/1c/1aa49166cf93cd02ca4d0f3d00d26f1c.jpeg?width=1000&type=webp

 

 

 

في ظل التوترات المتصاعدة في الإقليم خاصة بين إسرائيل وتركيا بشأن سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، تتشكل منافسة جديدة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط؛ إذ تخطط اليونان لدمج أنظمة إسرائيلية، مثل القبة الحديدية وسبايدر (دفاعية تمتلكها تل أبيب)، في منظومتها العسكرية، الأمر الذي من شأنه أن يغضب تركيا، وفق تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية.

 تحول جذري

واستعرضت الصحيفة تفاصيل خطة منظومة الدفاع الجوي الشاملة التي تطورها إسرائيل، كما تناولت وجهة النظر التركية بشأنها، مبينة أن التعاون الإسرائيلي اليوناني يستهدف تركيا في المقام الأول.

وتخطط اليونان لزيادة كبيرة في إنفاقها الدفاعي، وفق ما أعلن رئيس وزرائها كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال كلمة له في البرلمان، مطلع أبريل/ نيسان 2025.

وأوضح ميتسوتاكيس أن بلاده ستنفق 25 مليار يورو على مدى السنوات الـ 12 المقبلة في "التحول الأكثر جذرية في تاريخ القوات العسكرية للبلاد".

وقال: "إن العالم يتغير بوتيرة غير متوقعة، ونحن نواجه الآن نوعا مختلفا من الحروب عما اعتدنا عليه، ويبدو أن الصراعات في المستقبل ليست النوع الذي كانت قواتنا العسكرية مستعدة له".

في هذا السياق، تشير الصحيفة العبرية إلى أن العلاقات بين تركيا واليونان “شهدت تقلبات لا تحصى منذ انتهاء الحرب الأخيرة بينهما عام 1922”.

ومنذ ذلك الحين حافظتا على علاقة حذرة وحساسة، بهدف الإبقاء على الوضع الراهن، بما في ذلك الوضع المتعلق بتقسيم قبرص".

وأردف: "والآن، ستضطر الدولتان إلى مواجهة اختبار آخر، فقد طلب مسؤولون كبار في النظام التركي من اليونانيين توضيحات عاجلة بشأن عدد من الهتافات التي سمعت في عرض عسكري أقيم قبل نحو أسبوعين (نهاية مارس/آذار 2025) في أثينا".

وأبدت أنقرة اعتراضها على هتافات تعلقت بالسيطرة على قبرص، وهي إحدى النقاط الحساسة في العلاقة بين البلدين.

توازن في وجه تركيا

بالتزامن مع ذلك، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا مع رئيس الوزراء اليوناني في تل أبيب، في 30 مارس/ آذار 2025. وبدأ اللقاء بمحادثة خاصة، أعقبها لقاء موسع بمشاركة الوفود.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد نتنياهو على العلاقات التاريخية والإنسانية بين البلدين، وقال: "تلتقي هنا رايتان باللونين الأزرق والأبيض، شعبان عريقان تعود جذور حضارتهما الحرة إلى أثينا والقدس"، وفق تعبيره.

وأكد نتنياهو على المصالح المشتركة والتحديات التي تواجه الطرفين، فيما وصف ميتسوتاكيس العلاقة بأنها "شراكة إستراتيجية ذات عمق كبير"، وأعرب عن رغبته في "التركيز على التعاون الاقتصادي والأمني". 

ولفتت الصحيفة إلى أن اللقاء يأتي "على خلفية خطاب (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان الذي دعا فيه إلى إبادة الصهيونية، وعلى إثر المخاوف في تركيا بشأن تعميق الشراكة الإستراتيجية بين إسرائيل واليونان". 

ورأت أن "زيارة رئيس الوزراء اليوناني إلى إسرائيل ودعمه الشخصي لنتنياهو وسياسة تل أبيب في الشرق الأوسط تعد رسالة سياسية قوية، خاصة في الوقت الذي لا تزال فيه بعض الدول الأوروبية غير حاسمة بشأن هذه القضايا".

"وتشكل الدولتان تحالفا إقليميا يتحدى المصالح التركية في شرق البحر الأبيض المتوسط، خاصة في سياق قضايا الطاقة والحدود البحرية وتوازن القوى الإقليمي"، تقول الصحيفة.

وأردفت: "تمثل العلاقات الوثيقة بين إسرائيل واليونان، والتي تشمل التعاون الأمني والاقتصادي، نوعا من التوازن في مواجهة طموحات تركيا الإقليمية".

ومن وجهة النظر التركية، تزعم الصحيفة أن "التقارب بين إسرائيل واليونان يُنظر إليه بصفته تهديدا إستراتيجيا محتملا، مما قد يقلل من نفوذ أنقرة الإقليمي".

وبالحديث عن الرؤية الأميركية فيما يتعلق بالتوترات الأخيرة بين تل أبيب وأنقرة انطلاقا من سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، قال ترامب خلال لقائه نتنياهو بالبيت الأبيض في 7 أبريل، إنه يتمتع بعلاقات جيدة جدا مع أردوغان. 

وأضاف موجها حديثه إلى نتنياهو: “أردوغان رجل قوي وذكي للغاية، وإذا كانت لديك مشاكل معه فعليك حلها"، مؤكدا أن “على الإسرائيليين التصرف بعقلانية تجاه تركيا”.

وعلى المستوى الاقتصادي، ذكرت الصحيفة العبرية أن لقاء ميتسوتاكيس ونتنياهو "تناول التفاهم المشترك بشأن ربط الكهرباء مع قبرص الجنوبية".

تعاون عسكري

إلى جانب ذلك، أشارت إلى أن "برامج التسليح في قطاع الدفاع تعزز الروابط بين اليونان وإسرائيل، وتوثّق هذه العلاقات أكثر فأكثر في هذا المجال".

ولفتت إلى أن "أنظمة الأسلحة التي تُزود بها إسرائيل اليونان لا توجد في ترسانة الجيش التركي، نظرا لعدم وجود تعاون عسكري بين أنقرة وتل أبيب".

وأوضحت أن "إسرائيل استجابت بشكل عام بشكل إيجابي لجميع طلبات اليونان المتعلقة بأنظمة الأسلحة المتطورة ذات التفوق النوعي خلال السنوات الأخيرة، مع الإشارة بشكل خاص إلى بروز مجالين على وجه التحديد، وهما إنتاج الطائرات بدون طيار والصواريخ والذخائر".

وحسب رؤية الصحيفة، تستفيد إسرائيل أيضا من التعاون بين الجانبين؛ حيث تحصل على فرصة لتنفيذ الإنتاج التسلسلي لأنظمة الأسلحة والذخائر في منطقة قريبة نسبيا من أراضيها.

ففي نهاية عام 2024، قدّم وزير الدفاع اليوناني، نيكوس ديندياس، أمام البرلمان خطة لإنشاء منظومة دفاع جوي شاملة تُعرف باسم "القبة الحديدية اليونانية".

وهذه المنظومة، التي ستُطور بالتعاون مع إسرائيل، ستغطي كامل الأراضي اليونانية من بحر إيجة إلى اليابسة، وبتكلفة تقديرية تبلغ نحو ملياري يورو.

وتتضمن الخطة إصلاحا شاملا في القوات المسلحة، يشمل إغلاق 33 قاعدة عسكرية لا تمتلك قيمة عملياتية (ومن المتوقع أن يُغلق 132 قاعدة بحلول عام 2030)، وإنشاء منظومة متكاملة مضادة للطائرات المسيّرة وأخرى للدفاع الجوي تغطي جميع الأماكن.

وبحسب الصحيفة العبرية فإن "الهدف المُعلن من الخطة هو تقليص الاعتماد على سلاح الجو اليوناني".

ورأت أن الخطوة اليونانية "تأتي في وقت حساس بشكل خاص؛ حيث تعمل تركيا على تطوير صناعة طائرات بدون طيار متقدمة أثبتت نفسها في ساحة المعركة".

ولفتت الصحيفة إلى أن "التدخل الأميركي المتزايد في المنطقة، إلى جانب تعزيز العلاقات بين اليونان وإسرائيل، يخلق صورة إستراتيجية مثيرة للقلق بالنسبة لتركيا من التطويق التدريجي".

إذ "ترى أنقرة أن الخطة اليونانية الجديدة، تشكل تهديدا مباشرا للميزة الجوية التي بنتها تركيا في السنوات الأخيرة".