هرب بأمواله إلى روسيا.. كم تقدر ثروة بشار الأسد وأفراد عائلته؟

منذ ١٤ ساعة

12

طباعة

مشاركة

بعد أن ظل آل الأسد حوالي 50 سنة يستنزفون سوريا، التي يعيش 90 بالمئة من سكانها تحت خط الفقر؛ سافروا إلى روسيا بثروة هائلة تقدر بأكثر من 60 مليار يورو. 

وقالت صحيفة الإندبندينتي الإسبانية إن إحدى السيارات التي اشتراها رئيس النظام السوري بشار الأسد أخيرا، تحكي حجم استغلاله لهذا البلد الذي يغرق في الفقر. 

60 مليار يورو

وقد اشترى الأسد خلال الأشهر الأخيرة سيارة فيراري إف 50، وهي واحدة من بين 349 سيارة من هذا الطراز في العالم أجمع، وتقدر تكلفتها بحوالي 5.2 ملايين يورو. 

وتعد سيارة فيراري إف 50 أحد جواهر أسطول السيارات التي يمتلكها ديكتاتور سوريا السابق التي أطاحت به قوى الثورة السورية ليفر هاربا إلى موسكو في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.

 وقد حصل على هذه السيارة من الطراز الفاخر على الرغم من أن البلاد فقدت 87 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي خلال 13 عاما من الحرب وحيث يعيش معظم السكان على سبعة يورو فقط في اليوم. 

قبل أسبوع واحد فقط، اضطر الأسد إلى ترك سيارته من طراز لامبورغيني وأستون مارتن في مرآب قصره الضخم في دمشق للفرار إلى موسكو. وهناك حصل على اللجوء "لأسباب إنسانية".

وتعد السيارات الرياضية مجرد لمحة من ثروته التي لا تقدر بثمن، والتي تشمل الكثير من العقارات في عدة دول، وأعمال فنية، وامتيازات نفطية واحتياطيات من الذهب والنقود.

 وبهذه الممتلكات، تكوّن لدى عائلة الأسد أكثر من 60 مليار يورو، إلى جانب الأصول الشخصية التي يملكها بشار والتي تتجاوز ملياري يورو، وفق الصحيفة.

مكان الإقامة الجديد

وأشارت إلى أن روسيا المنشغلة بالحرب في أوكرانيا، رفضت التدخل عسكريا للإبقاء على الأسد في الحكم (كما فعلت عام 2015)، لكنها قبلت إقامته على أراضيها. 

وفي العاصمة موسكو، تملك عائلة الأسد عشرات الشقق الفاخرة، تقدر قيمتها بأكثر من 40 مليون يورو. وقد اشترى خاله محمد مخلوف 18 عقارا سكنيا في روسيا قبل أربعة سنوات.

 ونظرا لصعوبة تحديد مكانه، يبدو أنه استقر في بارفيكا، غرب موسكو، وهي بلدة أصبحت ملجأ للديكتاتوريين السابقين وموطن الأثرياء الجدد

وفقا للباحث مارك غاليوتي، سيكون هذا الجيب المتكوّن من الفيلات والبيوت الريفية، حيث عاشت الطبقة السوفيتية الراقية ونخبها الثقافية، مأوى لبشار الأسد وعائلته.

ونقلت الصحيفة إلى أن بارفيكا أصبحت أيضا ملجأ عائلة مجرم الحرب، سلوبودان ميلوسيفيتش، ومأوى الرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، الذي فرّ سنة 2014 إلى موسكو. 

وتبلغ تكلفة العقارات في مدينة الأثرياء الروسية أكثر من 40 مليون يورو. وفي هذه البيئة، سيتمكن آل الأسد من الاستمرار في التنقل بسيارات فيراري وارتداء الملابس الفاخرة دون التناقض مع محيطهم.

في هذه المدينة، لن تضطر العائلة إلى دفع تكاليف الأمن، الذي سيكون في أيدي عملاء المخابرات أو مهمة عناصر الكيه جي بي، وفق الصحيفة. وفي المقابل، كما يشير غاليوتي، "يجب على آل الأسد أن يفعلوا ما يناسب الكرملين. 

في الوقت الحالي، ربما تقتصر مهمتهم على التزام الصمت وعدم تذكير العالم بأن موسكو دعمت زعيما ارتكب خطيئة كبرى متمثلة في كونه ديكتاتورا قاسيا وفاشلا بنفس الحجم.

نفقات هائلة 

ونقلت الصحيفة أن الأسد وصل إلى السلطة عن طريق مفارقات القدر. وكان شقيقه الأكبر باسل هو الذي كان سيخلف والدهما حافظ، لكنه توفي أثناء قيادته سيارته المرسيدس الفاخرة بسرعة عالية إلى المطار. 

من جهته، تلقى بشار تعليمه في دراسة طب العيون، لكن غيّر هذا الحادث حياته. كان والده في السلطة منذ عام 1971 وقد جمع ثروة هائلة. 

وبعد وفاته سنة 2000، اعتلى الأسد سدة الحكم، وفي نفس السنة، تزوج من أسماء الأخرس، المولودة في لندن لعائلة تنحدر أصولها من مدينة حمص السورية.

في ذلك الوقت، كان الأسد يفتقر إلى الكاريزماتية، مقارنة بأخيه. وجاءت أسماء لتضفي بريقا على صورته، وتنقل صورة أكثر حداثة للبلاد.

 لكن، جاءت سنة 2012 التي اندلعت فيها الثورات وتلتها كشوفات وثائق ويكيليكس، لتزيح الستار عن حب أسماء الأسد للبذخ. 

وبينما مات السوريون وعانوا من الويلات بسبب الحرب، أنفقت أسماء 250 ألف يورو في أقل من سنة لشراء أثاث أو أرسلت مصفف شعرها إلى دبي لشراء موديلات حصرية، أو أحذية لوبوتان.

وفي الوقت الذي انغمس فيه آل الأسد في تجميع الثروات، تسببت الحرب في نزوح أكثر من ستة ملايين سوري من البلاد، ولجأ حوالي ثلاثة ملايين منهم إلى تركيا. 

وبالإضافة إلى معاناة الاضطهاد والتعذيب، كانت الحياة اليومية عبارة عن جحيم، إذ يعيش 90 بالمئة من السكان تحت خط الفقر.

شركات وهمية

وبينت الصحيفة أن عائلة الأسد خاطت بمهارة نظاما معقدا من الشركات الوهمية والوسطاء الموثوقين والحسابات الخارجية للحفاظ على سيطرة مشددة على الأجزاء الرئيسة من الاقتصاد السوري، مثل الاتصالات والعقارات والنفط والمصارف. 

وقد عملت على بناء هذه الشبكة المالية الواسعة بعناية خلال العقود الثلاثة من ديكتاتورية حافظ الأسد، واستمرت في تطويرها في عهد بشار.

وتبلغ ثروة بشار الأسد الشخصية حوالي ملياري يورو، لكنها ليست سوى جزء صغير من كل ما جمعته العائلة وحاشيته، التي كانت تحتكر ثلاثة أرباع الاقتصاد السوري. 

من جانب آخر، يعدّ رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد أغنى شخص في سوريا، حيث تصل أصوله إلى 10 مليارات يورو.

ويملك آل الأسد مصالح في قطاعات مختلفة مثل العقارات والمصانع ومحطات الطاقة وتراخيص المنتجات الأجنبية. 

وتشير التقديرات إلى أن إجمالي ثروة عائلة الأسد تتجاوز 60 مليار يورو، وتعتقد بعض المصادر أنها تصل إلى 120 مليار يورو.

ويجرى إخفاء هذه الثروة بذكاء في العديد من الشركات والصناديق الائتمانية، وكلها مصممة لإخفاء الحجم الحقيقي للأصول والثروات المرتبطة بالنظام السوري السابق، وفق الصحيفة.

 وقد عملت عدة دول، من المملكة المتحدة إلى سويسرا وبلجيكا، على تجميد أصول الديكتاتور أو أقاربه، لكن في بعض الأحيان يتمكن محاموه من إلغاء الحجر المفروض عليها.

وأشارت الصحيفة إلى أن رفعت، عم بشار الآخر، استقر هو وثروته في إسبانيا. وبعد محاولة انقلاب فاشلة على حافظ، سامحه الديكتاتور، لكن أمره بمغادرة سوريا. 

وخلال رحلته، حمل رفعت الثروة التي جمعها كرئيس لهيئة المعلومات، حيث إنه جمع الملايين بفضل سيطرته على التهريب. 

وبالمثل، أعطاه النظام أكثر من 200 مليون يورو حتى لا يشن حربا أخرى ضده، وبهذا الشكل، تقدر ثروته بحوالي أربعة مليار يورو.