انخفاض قياسي في دعم الجمهور الأميركي لإسرائيل.. لماذا تراجع إلى 54 بالمئة؟

“تعكس أرقام الاستطلاع تغيرا تاريخيا في التوجهات”
أظهرت نتائج استطلاع رأي تراجعا حادا في الدعم الذي تحظى به دولة الاحتلال الإسرائيلي لدى الجمهور الأميركي، في حين حظي قطاع غزة بتأييد أكبر.
واستعرضت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أبعاد نتائج هذا الاستطلاع الذي أجراه معهد "غالوب" في النصف الأول من فبراير/ شباط 2025.
انخفاض حاد
وأفادت “يديعوت أحرونوت” بأن "الدعم الذي تحظى به إسرائيل بين الجمهور الأميركي تراجع هذا العام إلى 54 بالمئة".
وأشارت إلى أن هذه النسبة تعد أدنى مستوى منذ عام 2000، حين سُجل رقم مشابه.
واستندت الصحيفة فيما أوردته إلى استطلاع جديد أجراه معهد "غالوب"، الذي يقيس سنويا مواقف الجمهور الأميركي تجاه مختلف الدول حول العالم.
جدير بالذكر أن الاستطلاع الجديد أُجري بين 3 و16 فبراير 2025.
وتحدثت "يديعوت أحرونوت" عن أن نتائج هذا الاستطلاع تعكس الفجوة المتزايدة بين إسرائيل والحزب الديمقراطي وأنصاره.
ولفتت إلى أن الاستطلاع أظهر لأول مرة في التاريخ أن غالبية أحد الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة تتبنى موقفا سلبيا تجاه إسرائيل، حيث عبر 60 بالمئة من الديمقراطيين عن موقف "غير ودي" تجاه دولة الاحتلال.
في المقابل، لدى الديمقراطيين موقف أكثر إيجابية تجاه غزة والسلطة الفلسطينية؛ حيث عبر 45 بالمئة منهم عن موقف إيجابي تجاه الجهتين.
ووفقا للاستطلاع، فقد وصل الفارق بين الجمهوريين والديمقراطيين في الموقف من إسرائيل إلى مستوى غير مسبوق؛ حيث إن 83 بالمئة من الجمهوريين لديهم رأي إيجابي عن إسرائيل، مقابل 33 بالمئة فقط من الديمقراطيين، وهو انخفاض بنسبة 14 بالمئة مقارنة بالعام 2024.
وتابعت الصحيفة استعراض النتائج: "وحتى بين الناخبين المستقلين، أي أولئك الذين لا ينتمون رسميا إلى أي من الحزبين، سُجّل تراجع كبير؛ حيث إن 48 بالمئة فقط منهم لديهم رأي إيجابي عن إسرائيل".
وعقبت: "تعكس هذه الأرقام تغيرا تاريخيا في التوجهات. فمنذ عام 2001، كان متوسط الفجوة بين الحزبين فيما يتعلق بدعم إسرائيل 18 بالمئة فقط، بينما وصلت هذا العام إلى 50 بالمئة –أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف المتوسط السنوي".
دعم للفلسطينيين
وحول أسباب هذه التغيرات "الجذرية" في الرأي العام الديمقراطي، عزاها محللون سياسيون في الولايات المتحدة إلى "الانتقادات المتزايدة لأفعال إسرائيل في الحرب على قطاع غزة، إلى جانب تأثير مواقف بارزة داخل الحزب، خاصة من قبل المشرعين المرتبطين بالجناح التقدمي اليساري".
ولفت الموقع إلى أن "آخر مرة كانت فيها مواقف الأميركيين أكثر سلبية تجاه إسرائيل في فبراير/ شباط 1992".
وذلك عندما عبّر 48 بالمئة فقط عن رأي إيجابي تجاهها، أما أدنى مستوى سُجّل على الإطلاق فكان عام 1989، حيث كان لدى 45 بالمئة فقط موقف إيجابي تجاه إسرائيل.
وقالت الصحيفة: “وإلى جانب التغير الدراماتيكي في الموقف تجاه إسرائيل، يكشف الاستطلاع عن اختلافات أخرى بين مؤيدي الحزبين في نظرتهم إلى دول أخرى”.
وأضافت "فبينما يميل الديمقراطيون إلى تبني مواقف إيجابية تجاه أوكرانيا والمكسيك وغزة والسلطة الفلسطينية، فإن الجمهوريين يميلون إلى رؤية السعودية وروسيا بشكل أكثر إيجابية".
وأردفت: "حيث سجلت السلطة الفلسطينية ارتفاعا ملحوظا في التأييد بين الجمهور الأميركي؛ حيث أعرب 32 بالمئة من الأميركيين عن رأي إيجابي بشأن (الأراضي الفلسطينية)، وهو ارتفاع كبير مقارنة باستطلاع 2024، عندما كان 18 بالمئة فقط يحملون رأيا إيجابيا تجاهها".
وعقبت يديعوت أحرونوت: "في الواقع، يُعد هذا الرقم الأعلى الذي حصل عليه الفلسطينيون من الجمهور الأميركي على الإطلاق".
وأكملت: "يعكس هذا التغير موقفا أكثر تعاطفا مع الشعب الفلسطيني نتيجة الحرب والخسائر الفادحة في قطاع غزة".
وحذرت الصحيفة من أن "بيانات الاستطلاع تُظهر التحدي الدبلوماسي الذي قد تواجهه إسرائيل على المدى الطويل، خاصة إذا استمرت هذه الاتجاهات وازدادت الفجوة بين الحزبين الأميركيين".
واختتمت: "بالنسبة لتل أبيب، التي اعتادت لعقود على دعم ثنائي قوي من كلا الحزبين في الولايات المتحدة، قد يكون لهذا التغيير تداعيات على العلاقات مع القوة العظمى الأكثر أهمية لإسرائيل، مما قد يستلزم إعادة تقييم النهج الدبلوماسي الإسرائيلي تجاه الديمقراطيين".
وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.