الصين تتفوق على بريطانيا في مؤشر القوة الناعمة.. ماذا يعني ذلك؟
"هذا التقدم يرسخ دور الصين كقوة عالمية رائدة"
في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2025، تجاوزت الصين بريطانيا وصعدت إلى المركز الثاني عالميا، متقدمة بمركز واحد عن عام 2024.
وبحسب موقع "سوهو" الصيني، فإن هذا "أعلى ترتيب تحققه الصين في هذا التصنيف"، حيث حصلت على إجمالي 72.8 نقطة من أصل 100.
ويعتقد الموقع الصيني أن التقرير الجديد الذي أصدرته شركة "براند فاينانس" البريطانية المتخصصة في تقييم العلامات التجارية، "يعكس التقدم الملحوظ في قوة الصين الناعمة في مجالات رئيسة، من بينها الثقافة والتراث، والإعلام والاتصال، والتعليم والعلوم، والتنمية المستدامة".
كما “حافظت الصين على تصنيف مستقر في المؤشرات ذات الطابع التجاري، مما يعكس اتساع نفوذها العالمي ويؤكد إستراتيجيتها في تشكيل مستقبل هذه المجالات المهمة”.
أداء متميز
وبحسب الموقع، فقد "حققت الصين أداء متميزا في مجال الأعمال والتجارة، حيث حصلت على 8.8 نقاط في هذا المجال واحتلت المرتبة الرابعة عالميا، كما برزت في عدة مؤشرات رئيسة".
وتابع: "وللعام الرابع على التوالي، حافظت الصين على الصدارة في مؤشري (بيئة الأعمال المتميزة) و(إمكانات التطور المستقبلي)".
إضافة إلى ذلك، "تقدمت الصين إلى المركز الخامس عالميا في مؤشر "المنتجات والعلامات التجارية ذات الشهرة العالمية"، محققة قفزة بمركز واحد، بينما احتفظت بالمركز الثامن منذ عام 2024 في مؤشر (الاقتصاد القوي والمستقر)".
ورأى الموقع أن "هذا الأداء الاستثنائي، يعكس النفوذ المتزايد للصين وتعزيزها المستمر لمكانتها في المجالات الاقتصادية والتجارية العالمية".
وأوضح الموقع أنه "في مجال الثقافة والتراث حصلت بكين على تقييم عال؛ حيث ارتقت إلى المرتبة السابعة عالميا متقدمة بمركز واحد، عن عام 2024".
وللعام الثاني على التوالي، احتلت الصين المرتبة التاسعة في مؤشر "الفنون والترفيه المؤثرة" والمرتبة الثامنة في مؤشر "المأكولات المحبوبة عالميا".
كما جاءت في المركز الثالث عالميا في مؤشر "الإرث الثقافي العريق"، الأمر الذي يرى الموقع الصيني أنه "يعكس غنى بكين الثقافي ومكانتها المتزايدة في تشكيل السردية الثقافية العالمية".
وأضاف: "تؤكد هذه الإنجازات المستمرة الإرث الدائم للصين وقوتها في مجال التراث الثقافي العالمي".
واستطرد: "وفي مجال الإعلام والاتصال، واصلت الصين تقدمها، حيث صعدت هذا العام من المركز الثامن إلى السابع".
وأكمل: "وجاء هذا التحسن بفضل تقدمها إلى المركز الثالث في مؤشر (التوافق مع الرأي العام العالمي)، متقدمة بثلاثة مراكز عن التقييم السابق، كما احتفظت بالمرتبة الخامسة منذ عام 2024 في مؤشر (وسائل الإعلام المؤثرة)".
ومن وجهة نظر الموقع، فإن "هذا التقدم يعزز المكانة العالمية للصين في مجالات الثقافة والإعلام، ويدعم دورها البارز في صياغة المشهد الفني والترفيهي والإعلامي الدولي".
التعليم والتنمية المستدامة
وفيما يتعلق بمجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا، أشار الموقع إلى أنه "للعام الرابع على التوالي، احتفظت الصين بالمركز الثالث في مجال التعليم والعلوم، وهو ما يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها في تطوير هذه القطاعات الحيوية".
وأردف: "وقد جاءت في المركز الثالث عالميا في مؤشر "التكنولوجيا المتقدمة"، بينما تقدمت إلى المركز الثاني في مؤشر "الابتكار التكنولوجي الرائد"، كما احتلت المركز الثاني في مؤشر (الاستثمار في استكشاف الفضاء)".
ووفقا له، فإن "هذه الإنجازات تبرز التزام الصين طويل الأمد بتطوير التعليم والعلوم والابتكار التكنولوجي، مما يعزز دورها كقائد عالمي في تشكيل مستقبل هذه المجالات".
وفي مجال دعم التنمية المستدامة، أوضح الموقع أن بكين "حققت تقدما ملحوظا، حيث ارتقت إلى المركز الرابع عشر عالميا متقدمة بأربعة مراكز عن عام 2024".
ورأى أن هذا التقدم "يعود جزئيا إلى مبادرات مثل (الحزام والطريق)؛ حيث سجلت أداء متميزا في مؤشر (المدن والنقل المستدام)، محققة المركز الخامس عالميا بتقدم سبعة مراكز عن المؤشر السابق".
وعزا هذا التحسن إلى "الاهتمام المتزايد بالتنمية المستدامة، وتعزيز العلامات التجارية المحلية، وإعادة فتح الاقتصاد بعد جائحة كورونا".
كما جاءت الصين في المركز التاسع عالميا في مؤشر "الاستثمار في الطاقة والتكنولوجيا الخضراء"، وهو ما عده الموقع "انعكاسا بالتزام الصين ببناء مستقبل أكثر استدامة".
وأضاف: "هذا التقدم يرسخ دور الصين كقوة عالمية رائدة في التنمية المستدامة، حيث تسهم بشكل متزايد في الابتكار الأخضر والنمو الصديق للبيئة".
في السياق، أوضح الموقع الصيني أن شركة "براند فاينانس" أصدرت تقرير "مؤشر القوة الناعمة العالمي 2025" بناء على استطلاع شمل أكثر من 170 ألف مشارك من أكثر من 100 دولة ومنطقة، حيث تم تقييم 193 دولة عضوا في الأمم المتحدة عبر 55 مؤشرا مختلفا.
ووفقا للتقرير البريطاني، فقد "احتلت الولايات المتحدة المركز الأول عالميا برصيد 79.5 نقطة، بينما تراجعت بريطانيا إلى المركز الثالث".
وهو ما فسره الموقع الصيني بـ"تراجع صورة لندن كعلامة تجارية وطنية على المستوى الدولي".
بدوره، علق رئيس "براند فاينانس" في الصين، تشين ييدنغ، على نتائج المؤشر قائلا: "الأداء القوي للصين في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2025 يساعد على فهم النمو الإستراتيجي الذي تحققه الصين في مختلف المجالات، مما يعزز مكانتها كقوة رائدة عالميا".
