هل يمكن لإسبانيا أن تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق السلام الفلسطيني؟

منذ ٣ ساعات

12

طباعة

مشاركة

سيرا على نفس مبدأ الحكومة في وقوفها بجانب القضية الفلسطينية العادلة، هاجم وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إسرائيل، وقارنها بروسيا “في اتخاذها من الحرب سياسة خارجية لها”. 

وأدان وزير الخارجية الإسباني، استمرار إسرائيل في سياساتها ضد الشعب الفلسطيني، “الشعب الوحيد في العالم الذي حُكم عليه باللجوء في أرضه”. على حد تعبيره. 

وشدد على أنه "حان الوقت لإقامة دولة فلسطينية حقيقية، تضم غزة والضفة الغربية تحت حكومة واحدة".

"مكافأة العدوان"

وفي افتتاح “منتدى الدوحة 2025”، قال ألباريس: “عندما تكون أوروبيا، هناك أسئلة تتكرر باستمرار، من قبيل: ما الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي أو ما هي تكهناتك لمستقبل الولايات المتحدة”.

وأضاف “أعتقد أن ما ينبغي أن يشغل بالنا حاليا في أوروبا هو ما يمكن فعله في هذه اللحظة العصيبة من تاريخ العالم؛ حيث أصبحت الحرب أداة شائعة في السياسة الخارجية لبعض الدول - ومن بينها روسيا”. 

واستطرد: "إنها ليست الوحيدة، ففي الشرق الأوسط، تفكر إسرائيل بالطريقة نفسها تماما.. أما نحن، فنفكر عكس ذلك". 

وفي تصعيد آخر في خطابه ضد إسرائيل، قال وزير الخارجية: "نلتزم بميثاق الأمم المتحدة، ونؤمن بأن الحرب ليست وسيلة لتعزيز الروح المدنية بين الشعوب أو الدول، والأكثر أهمية من ذلك كله، لا يمكن تقديم مكافآت لحرب العدوان". 

وأضاف: "في أوكرانيا، أصبحت سيادة الشعب على المحك، وبطبيعة الحال أيضا، سلامة أراضيه، وهي مسألة بالغة الأهمية بالفعل”.

وتابع: "نحن نتحدث عن دولة ديمقراطية وحكومة منتخبة وفق الأسس الديمقراطية، سنفعل ما بوسعنا لنضمن مستقبلا سلميا للشعب الأوكراني، علينا أن نصمم الإطار الأمني ​​المستقبلي لأوروبا والعالم أيضا". 

من جانبها، رفضت مصادر إسرائيلية تواصلت معها صحيفة “الإندبندينتي” التعليق على تصريحات ألباريس. 

وفي السياق ذاته، صرّح ألباريس: "في حال كافأنا حرب العدوان، فلن يكون أحد بمنأى عن خطر الاستيقاظ يوما ما على مطالب جاره القوي بجزء من سيادته". 

وأضاف: “نرحب بجهود السلام التي يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترامب،  نعتقد أنها أمر جيد، لقد كنا ندعو إلى السلام منذ البداية”.

وواصل: "لو كان الأمر بيدنا، نحن الأوروبيين والأوكرانيين، لما اندلعت الحرب، نريد فقط ضمان سلام دائم.. السلام الدائم يعني عدم وجود مكافأة على العدوان". 

زيارة عباس 

ويؤدي رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، زيارة إلى مدريد في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2025، وستكون هذه زيارته الثانية منذ الاعتراف بفلسطين، بعد زيارته في أيلول/ سبتمبر 2014. 

ووفقا لمكتب رئيس الوزراء، يتمثل الهدف الرئيس من هذه الزيارة في "الحفاظ على التركيز على الوضع الخطير في فلسطين، وتعزيز الدعم السياسي والمالي الإسباني للسلطة الفلسطينية، في ظل التحديات التي تهدد عملها وتقوّض عملية السلام".

ودعا رئيس الوزراء الإسباني، ألباريس، إلى ضرورة العمل من أجل إقامة "دولة فلسطينية حقيقية". 

وأكد أن "هذا يعني أن تكون الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سلطة فلسطينية واحدة".

وفي إطار مشاركته في منتدى الدوحة في 6 و7 ديسمبر/ كانون الأول 2025، اغتنم الوزير الفرصة لعقد لقاء ثنائي مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني؛ حيث بحث معه العلاقة "الممتازة" بين البلدين وتوافقهما بشأن الأزمة الفلسطينية.

وفي هذا الصدد، أبلغ ألباريس نظيره القطري أنه "من الضروري تحديد خارطة طريق واضحة تتضمن تدابير ملموسة لا رجعة فيها يتم تنفيذها في إطار زمني يمكن التحقق منه، من أجل الحفاظ على الزخم السياسي الحالي". 

وأوضح “أي الاستفادة من وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة، وهو سيناريو حساس للغاية؛ نظرا لأن حركة حماس تتهم إسرائيل منذ أسابيع بعدم امتثالها المستمر للقصف" الذي ارتقى على إثره مئات الشهداء منذ بدايته في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025.

وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة في غزة أفادت بأن العمليات العسكرية الإسرائيلية قتلت 367 فلسطينيا في قطاع غزة خلال الاتفاق.

وفي السياق ذاته، أراد ألباريس التأكيد للوزير القطري على أن "وجود السلطة الفلسطينية في كل الآليات الانتقالية في هذه العملية يجب أن يكون أولوية غير قابلة للتفاوض".

واختتم الاجتماع بالتأكيد على التزام إسبانيا وقطر “بمواصلة العمل معا لتعزيز العلاقات الثنائية وبناء السلام والاستقرار الإقليمي”، وبتأكيد آخر على إرادة الطرفين "للتقدم في جميع مجالات التعاون والحفاظ على حوار سياسي دائم يسمح بتعزيز التقدم المحرز".

من ناحية أخرى، انتهز الوزير الفرصة للإشادة بجهود قطر "المذهلة" في الوساطة في المنطقة، وبشكل أعم، "ضمن النظام الدبلوماسي العالمي". 

خلال المؤتمر، وعند سؤاله عن رفض إسبانيا زيادة إنفاقها الدفاعي إلى خمسة بالمئة، كما يطالب حلف الناتو وإدارة ترامب، أصرّ ألباريس على أن "إسبانيا حليف موثوق وحيوي في الناتو". 

وأضاف: "الأمن الجوي لدول البلطيق مضمون أيضا بفضل طائراتنا، لقد كنا في أيسلندا، وحاليا في لاتفيا، ولدينا جنود في سلوفاكيا ورومانيا، وسنفي كما عهدنا دائما بجميع الالتزامات التي طلبها الناتو منا فيما يتعلق بالقدرات". 

واستدرك: "الفرق الوحيد هو أننا نستطيع تحقيق ذلك بنسبة 2.1 بالمئة من ميزانيتنا، ولسنا بحاجة إلى الوصول إلى نسبة الخمسة بالمئة، لذلك، ليس المهم هو حجم الإنفاق، بل مدى توفير القدرات التي يطلبها الناتو".