إشادات بقطع السودان علاقاته مع الإمارات.. ناشطون: دويلة شر وعدوان

منذ ١٦ ساعة

12

طباعة

مشاركة

بعد عامين من ضبط النفس قرر السودان أخيرا قطع علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات وسحب سفارته والقنصلية العامة من الدولة الخليجية، بسبب دعمها لمليشيات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

وفي القرار الذي أصدره في 6 مايو/أيار 2025، اتهم السودان الإمارات بشن "عدوان" على البلاد عبر دعمها المليشيات، وهو ما نفته أبو ظبي في أكثر من مناسبة رغم إثبات الوقائع تورطها.

وجاء قرار السودان غداة رفض محكمة العدل الدولية، دعواه ضد الإمارات بشأن الإبادة الجماعية في دارفور غربي السودان.

وأتي ذلك بذريعة افتقار المحكمة للاختصاص، رغم اتهام الخرطوم لأبوظبي بتمويل وتسليح قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب فظائع ضد قبيلة المساليت في دارفور.

واتخذت المحكمة هذا القرار نتيجة تحفظ الإمارات على المادة 9 من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، والتي تنص على اختصاص المحكمة بالنظر في "الخلافات المتعلقة بتفسير أو تطبيق أو تنفيذ الاتفاقية".

وقال مجلس الأمن والدفاع السوداني: "ظل العالم بأسره يتابع ولأكثر من عامين جريمة العدوان على سيادة السودان ووحدة أراضيه وأمن مواطنيه من دولة الإمارات عبر وكيلها المحلي مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة وظهيرها السياسي".

وأضاف: "وعندما تيقنت الإمارات من هزيمة وكيلها المحلي الذي دحرته قواتنا المسلحة، صعدت دعمها وسخرت المزيد من إمكانياتها لإمداد التمرد بأسلحة إستراتيجية متطورة، وظلت تستهدف بها المنشآت الحيوية والخدمية بالبلاد".

وأوضح المجلس أن آخر المنشآت التي استهدفتها الإمارات عبر وكيلها المحلي هي مستودعات النفط والغاز وميناء ومطار بورتسودان ومحطات الكهرباء والفنادق"، واتهمها بتعريض حياة ملايين المدنيين وممتلكاتهم للخطر، وتهديد الأمن الإقليمي والدولي.

وقال: "على إثر هذا العدوان المستمر"، قرر مجلس الأمن والدفاع "إعلان الإمارات دولة عدوان، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، وسحب طاقم السفارة السودانية والقنصلية العامة".

ومن أمام أحد المواقع التي تعرضت للهجمات على يد مليشيا الدعم السريع، ظهر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، والدخان يتصاعد من خلفه نتيجة اندلاع حرائق في مستودع وقود بمطار بورتسودان ومحيط الميناء الجنوبي.

وقال في كلمة بثها التلفزيون السوداني الرسمي، معلقا فيها لأول مرة على الهجمات بالمسيّرات التي نالت مدينة بورتسودان لليوم الثالث على التوالي، إن بلاده ستنتصر على قوات الدعم السريع شبه العسكرية ومن يعاونها.

وأضاف أن "كل تدمير للمنشآت المدنية أو العسكرية لن يزيد الشعب السوداني إلا كل صبر وتماسك، فشعبنا لا تجزعه مثل هذه الحوادث ولا تخيفه هذه النوائب ولن ترهبه هذه الأفعال".

وأردف: "نؤكد أننا في القوات المسلحة والمقاومة الشعبية والقوات المشتركة وكل من يقاتل خلف الجيش مصطَفّ خلف هدف واحد وهو ردع العدوان".

واستطرد البرهان: "سنمضي جميعا إلى تحقيق غاياتنا في دحر هذه المليشيا وهزيمتها هي ومن يعاونها"، متوعدا: "ستحين ساعة القصاص لكل من اعتدى على الشعب السوداني وسننتصر".

وبدوره، أشاد وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الأعيسر، بقرار إعلان الإمارات دولة عدوان وقطع العلاقات معها، مبينا أنه جاء ملبِّيا لطموحات جماهير الشعب السوداني وتطلعاته في حفظ كرامته والتصدي للعدوان.

وقال في مقابلة صحفية مع التلفزيون القومي السوداني عقب اجتماع مجلس الأمن والدفاع، إن القرارات جرى اتخاذها بالإجماع.

وأكد أن أعضاء المجلس كانوا على توافق تام حول هذه الخطوات، وأن قيادات الدولة متوحدة تماما في هذا الشأن.

وكشف الأعيسر، عن إمكانية اتخاذ خطوات تصعيدية إضافية خلال الفترة المقبلة، وقال: “ربما نتخذ إجراءات أكثر حدة مستقبلاً”. وتطرق إلى الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الجنجويد (الدعم السريع) بدعم مباشر من الإمارات.

إشادة وثناء

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي “إكس” و"فيس بوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الإمارات_تقتل_السودانيين، #البرهان، #الإمارات_ترعى_الإرهاب، وغيرها، عن تأييدهم لقرار مجلس الأمن والدفاع الوطني.

وتداولوا تغريدات وتدوينات لرجال أعمال سودانيين أعلنوا وقف أنشطتهم وأعمالهم في الإمارات، رفضا لعدوانها السافر على السودان، وانسجاما مع قرار الحكومة السودانية تصنيفها دولة عدوان وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، كما أعلن آخرون تخليهم عن الإقامات الذهبية فيها.

وأدان ناشطون السلوكيات التي تمارسها الإمارات في السودان وتعمدها بث الفوضى هناك وتقديم أشكال الدعم كافة لمليشيا الدعم السريع التي ترتكب جرائم وحشية بحق السودانيين ولجوئها لتدمير البنية التحتية للبلاد، مسلطين الضوء على عدوانها على عدد من الدول العربية.

وفي إشادة بكلمة رئيس مجلس السيادة السوداني، أشار الكاتب مكاوي الملك، إلى أن البرهان ألقى خطابه من أمام نيران العدوان، ووقف كالبركل لا يتزحزح وتكلم باسم شعب لا يُكسر، وقف أمام ميناء الحلم والدم، لا ليرتجف، بل ليتوعد.

ووصف خطاب البرهان بالتاريخي، لافتا إلى قوله: "والله ستحين ساعة القصاص… والله إن الشعب السوداني لمنتصر ..ومنتصر ..ومنتصر!".

وأضاف: "الميناء خلفه.. والنار خلفه.. والكرامة أمامه.. نحن لا نُهدد.. نحن نُنجز.. نحن لا نجيد الارتجاف.. نحن نجيد الانتصار"، قائلا: "ترقبوا الأيام القليلة القادمة… فطايس الإمارات ومليشياتها على الأبواب بإذن الله ".

ورفض عاطف محمد عوض، هجوم بعض المغردين على البرهان، مؤكدا أن خروجه معرّضا نفسه وتأمينه للخطر "قيمة لحالها" ينظر لها العالم نظرة إكبار، مؤكدا أن لهذا الجنرال شجاعة ما بعدها شجاعة للمقاتل السوداني.

وأشار أحد المغردين إلى أن تغريدة للمحلل الأميركي "كاميرون هدسون"، عد فيها اختيار موقع خطاب "البرهان" مُثيرا؛ لأن معظم القادة يختبئون بالقاعات المحصنة، بما فيهم "حميدتي" الذي يتصور من مواقع غير "مُعلنة".

ورأت مريم البكاري، أن الموقع الذي بث منه البرهان خطابه، هو الخطاب نفسه.

ترحيب وارتياح

وترحيبا بقطع السودان علاقاته مع الإمارات، عدَّه ياسر محمود البشر قرارا "شجاعا"، وإن جاء متأخرا.

وقال: إن العدوان المباشر الذى شنته أبوظبي على بورتسودان علاوة على دعمها السخى المباشر لمليشيا الدعم السريع يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن دويلة الإمارات مازالت في مرحلة المراهقة السياسية.

وأضاف البشر، أن الإمارات لم تصل إلى مرحلة الحلم والرشد الذى يجعلها تفرق بين العمالقة والأقزام، مؤكدا أن السودان سيظل عملاقا بموارده وبحضاراته وبموروثاته وإن حورب وحوصر وإن مورست عليه كل الضغوطات.

وتابع: "ستتوقف الحرب يوما ما ولن تنال الإمارات من عزيمة السودان كدولة وشعب وسينفض عنه غبار الحرب وينطلق بسرعة الصاروخ نحو الثريا وستنهار هذه الدويلة تشيعها اللعنات بما كسبت أيدى حكامها".

وأثنت المغردة سلمى، على قرار مجلس الأمن والدفاع الذي أعلن فيه عن قطع العلاقات مع الإمارات، مؤكدة أنه "أثلج صدر الشعب السوداني" وأنه "بيان للأمة وللتاريخ".

ورأى الناشط ياسين أحمد، أن قرارات مجلس الأمن والدفاع تأخرت كثيرا، متمنيا أن تتبعها أفعال تحفظ هيبة السودان.

وقال الممثل المصري عمرو واكد: "إذا قررت (الخرطوم) قطع علاقاتها مع الإمارات فهذا يعني أن نهضة العرب ستأتي من السودان الشقيق".

وكتب أبازر حسن: "أنا مواطن سوداني لا أنتمي لأي كيان سياسي أو أيدولوجي أوضح أن بيان حكومة السودان ممثلة في مجلس الأمن والدفاع يمثلني تماما في مواجهة العدوان الإماراتي على وطننا".

مآلات القرار

وعن مآلات قرار قطع العلاقات السودانية مع الإمارات وتأثيره على الاقتصاد المحلي، ذكر منذر مختار، بأن بنك دبي دخل شريكا إستراتيجيا في بنك الخرطوم في 2005، بنسبة 60 بالمئة من الأسهم التأسيسية للبنك. 

وأوضح أن هذه النسبة تعد استحواذا على البنك، متسائلا: “طيب الناس ديل (الإماراتيين) تطبيق (بنكك) حق بنك الخرطوم وحسابات العملاء والتحويلات مع العلم أن السودانيين لو ما كلهم يكون جلهم تعاملاتهم المالية عن طريق تطبيق (بنكك) حيخلوها لينا ولا حيشيلوا قروشنا ويبقجوا مننا؟”

ورد محمد إلياس على الأسئلة الكثيرة حول بنك الخرطوم وتطبيق بنكك وقلق المودعين على أموالهم، قائلا: إن الأخير هو بنك سوداني وتحت إشراف بنك السودان المركزي.

وأضاف: "نعم، في شراكة مع مستثمرين إماراتيين، لكن البنك سوداني بالكامل من حيث الرقابة والإدارة داخل السودان"، مؤكدا عدم استطاعة أي جهة أجنبية تحويل أموال المودعين أو التصرف فيها بدون موافقة السلطات السودانية.

وأوضح إلياس، أن الأموال داخل السودان محمية بقانون البنك المركزي السوداني، مؤكدا أن تطبيق بنكك آمن وسيرفراته ليست في الإمارات وأن لا داعي لتحويل أموالك إلى بنوك أخرى بسبب الشائعات.

وتوقع الصادق حسن، نزول خرافي لسعر الدولار وباقي العملات الأجنبية أمام الجنيه السوداني بعد قطع العلاقات مع دوله الشر الإمارات.

وقال: "الناس حتعرف قدر شنو الإمارات كانت مدمرة للاقتصاد السوداني". 

وأكد أن "كل البلاوي الاقتصادية كانت بتجينا من الدويلة الإمارات التي كانت متحكمة عن 80 بالمئة من الاقتصاد السوداني بواسطة مافيا من رجال أعمال سودانيين خونة ومسؤولين فاسدين وتجار عمله مجرمين".

وأضاف حسن: "الأيام المقبلة ستثبت لكم أن أفضل قرار هو قطع العلاقات مع دولة الشر الإمارات".

وعرض هشام مختار، بيانا رسميا صادر عن شركة قصي شمبول للوساطة التجارية بدبي، أعلنت فيه الوقف النهائي لأنشطتها وأعمالها كافة في الإمارات، التزاما بقرار مجلس السيادة الانتقالي القاضي بقطع العلاقات معها، وانسجاما مع الموقف الرسمي للدولة السودانية.

وقالت الشركة في بيانها: "نؤكد أن هذا القرار نابع من قناعة راسخة بأن السيادة الوطنية لا تقبل التجزئة، وأن احترام توجهات الدولة واجب لا يقبل المساومة. كما أن قرارنا هذا يعكس موقفا مبدئيا نتحمّل مسؤوليته أمام الله، وأمام شعبنا السوداني".

وأعلن المستثمر السوداني يوسف بدر الدين، عن شروعه في سحب جميع ممتلكاته واستثماراته الخاصة من داخل الأراضي الإماراتية، بما في ذلك الأصول العقارية والشركات المسجلة باسمه أو تحت إدارته.

وقال: إن هذا القرار يأتي انسجاما مع الموقف الوطني، وإيمانا بأن المصلحة العامة والسيادة الوطنية تعلو فوق كل تقدير، سائلا الله أن تُحلّ الخلافات بالحكمة، وأن تُحفظ شعوبنا من التفرقة والانقسام.

دولة شر

وقال أحد المغردين، إن الإمارات وُلِدت من رحم الاستعمار البريطاني، خُطط لحدودها في مكاتب لندن، لا في إرادة شعب ولا في سياق تاريخي حقيقي. كانت ولا تزال مجرد تجمّع لمشيخات تدين بالولاء لمن يحكم البحر والنفط.

وقال: إن قادة أبوظبي "صفحة سوداء من الاغتيالات والخيانة العائلية، دم الأخ يُسكب على يد الأخ، والحكم يُنتزع بالخداع والغدر، لا بالشرعية ولا بالكفاءة. من لا يُقتل يُنفى، ومن لا يُنفى يُراقَب"، مؤكدا أن الإمارات دولة الشر، لا عن جهل، بل عن سبق إصرار وترصّد.

وأضاف المغرد: "أما دورها الإقليمي؟ بعدما كان أهلها قُطّاع طرق، أصبحت رأس الحربة في نشر الفوضى: مولت الانقلابات، خرّبت اليمن، وتآمرت على الشعوب الحرة من ليبيا إلى السودان، تحمي الطغاة، وتشتري الذمم، وتخشى كل ما له علاقة بالديمقراطية أو السيادة".

وتساءل الإعلامي أحمد عطوان: "هل بقي للإمارات صديق؟!، ولصالح من تعمل؟!"، مشيرا إلى أنها أعلنت العداوة مع الجزائر، واشترت اللواء الليبي الانقلابي خليفة حفتر ونحرت ليبيا، وساعدت رئيس النظام السوري البائد بشار الأسد، وساندت انقلاب رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي.

ولفت إلى أن الإمارات خططت لرئيس النظام التونسي قيس سعيد انقلاب تونس، ومزقت اليمن شماله وجنوبه، وقادت مؤامرة حصار قطر، ودبرت مكائد لسلطنة عمان، وتآمرت على السعودية اقتصاديا وخارجيا بخلاف مواقفها المخزية في مالي والصومال وباقي الدول العربية والإسلامية.

وقال أيمن عبدالعزيز، إن "الإمارات العبرية الصهيونية دولة عدوان وخيانة"، وفق تعبيره.