قطاع غزة بين الاحتلال الكامل وإستراتيجية الاستنزاف.. أين يقف نتنياهو؟

منذ ٩ ساعات

12

طباعة

مشاركة

رجّحت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن الهدف من إعلان إسرائيل عن خطة هجومية جديدة في قطاع غزة هو ممارسة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية حماس لدفعها إلى العودة لطاولة المفاوضات.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخيرا عن خطة لاحتلال القطاع لكن بعد اجتماع المجلس الأمني المصغر "الكابنيت"، جرى تقليصها إلى تطويق مدينة غزة فقط وتهجير سكانها إلى المناطق الجنوبية، بعد تحفظات من رئاسة الأركان.

وبحسب المراسل العسكري بالصحيفة رون بن يشاي، تتضمن الخطة 3 خيارات: السيطرة على مدينة غزة فقط بصفتها رمزا للسلطة، أو احتلال كامل للجيوب الفلسطينية بما فيها مخيمات الوسط ومنطقة المواصي جنوب القطاع. 

ويتمسك رئيس الأركان الجنرال إيال زامير، بخيار ثالث يتمثل بتنفيذ خطة محدودة تعتمد على "التطويق والاستنزاف"، وذلك خشية على حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية. 

خطة مضادة 

وتشير الصحيفة إلى أنه وفقا لجميع الدلائل، هناك اتفاق كامل بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الحاجة إلى تحرك عسكري فوري وقوي في قطاع غزة، يسهم في كسر حاجز الرفض الذي تتبناه حماس.

وكان ترامب صرح أخيرا أكثر من مرة أن احتلال قطاع غزة من عدمه أمر متروك لإسرائيل، ما منح الأخيرة حافزا جديدا للإمعان في جرائمها.

وتزعم أن ذلك جاء بعد أن توصلت إسرائيل والولايات المتحدة إلى استنتاج مفاده أن حماس، التي وافقت مبدئيا على صفقة إطلاق سراح الأسرى وفقا لخطة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، قررت الانتقال إلى إستراتيجية الاستنزاف، وفق قولها.

وزعمت أن "ممثلي الحركة في الدوحة بدأوا بتقديم مقترحات يعلمون مسبقا أن إسرائيل سترفضها، بهدف كسب الوقت".

وقدرت أن "حماس تسعى لاستغلال الجمود في المفاوضات، إلى جانب موجة نزع الشرعية عن إسرائيل في المجتمع الدولي، وتأثير مقاطع الفيديو التي تظهر الأسرى وهم يعانون من الجوع؛ لدفع الرأي العام الإسرائيلي نحو الضغط على حكومته للرضوخ لمطالب الحركة".

في المقابل، أوضحت الصحيفة أن "الخطة المضادة التي نسقها نتنياهو وترامب تهدف إلى إحباط إستراتيجية حماس".

وأضافت: "اتفق على أن تكون العملية عسكرية بالدرجة الأولى، لكنها ستتضمن أيضا عنصرا إنسانيا مهما من شأنه أن يسحب من حماس سلاحها الإعلامي الذي صنعته عبر حملة التجويع المزعومة"، على حد وصفه.

وتوقع المراسل العسكري أن "تدفع هذه العملية العسكرية الإنسانية المزدوجة الحركة للعودة إلى مفاوضات جادة وفعالة بشأن الإفراج عن جميع الأسرى وإنهاء الحرب، وفق شروط مقبولة لإسرائيل والولايات المتحدة".

وذكر أن "ملامح هذه الخطة بدأت تتشكل عندما غادرت الوفود الإسرائيلية والأميركية طاولة المفاوضات في الدوحة".

 وترافق ذلك مع إعلان من إسرائيل وأميركا بأن المرحلة المقبلة ستكون على قاعدة “الكل مقابل الكل”.

وهي تعني "مبادلة جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل جميع المعتقلين الفلسطينيين، ووقف الحرب مقابل نزع سلاح حماس وإبعادها عن أي موقع سلطة في غزة، وذلك بهدف زيادة الضغط على قيادة الحركة في القطاع وقطر".

من جانبها، تعتقد الصحيفة أن "حماس تدرك أن مفاوضات على أساس الكل مقابل الكل ستستغرق وقتا طويلا، يتجاوز بكثير المدة التي كانت تخطط لاستغلالها في إستراتيجية التأخير". وفق زعمها.

وأردفت: "خلال هذه الفترة، لن يعاني الأسرى فقط، بل أيضا سكان القطاع، بمن فيهم المسلحون وقادتهم المختبئون في الأنفاق، وعائلاتهم التي تعيش في خيام فوق الأرض، خاصة أن إعادة الإعمار لن تبدأ قبل التوصل إلى اتفاق".

ولفتت إلى أنه مع اقتراب فصل الشتاء، فإن الأمطار والبرد يشكلان تهديدا حقيقيا، حتى بالنسبة للمقاتلين "المستعدين للتضحية بأنفسهم وبالمدنيين"، على حد قولها.

وأفادت بأن "جوهر التحرك الإسرائيلي كان عبارة عن موجة من التسريبات الإعلامية خرجت من مكتب رئيس الوزراء، تشير إلى نِيّته، بدعم من الكابنيت، إصدار أمر للجيش الإسرائيلي باحتلال غزة".

ونوَّهت إلى أن "التسريبات قصدت أن يكون التهديد مبهما، فلم يتضح للصحفيين والسياسيين ما المعنى العملي العسكري الدقيق لعبارة احتلال غزة".

ويقدر رون بن يشاي أن "الانطباع الذي أراد مكتب نتنياهو ترسيخه هو أن الجيش سيدخل قواته إلى جميع الجيوب التي لم يقترب منها حتى الآن خشية على حياة الأسرى، ليبسط سيطرته على 100 بالمئة من مساحة القطاع ويحكم السيطرة عليه".

الثقب الأسود 

على الجهة الأخرى، أشارت الصحيفة إلى أن "رئيس الأركان، إيال زامير، أوضح لرئيس الوزراء والكابنيت في مناسبات عدة معارضته الشديدة لهذه الخطوة".

وحذّر من أنها "ستكلف إسرائيل ثمنا فادحا يكاد يكون مؤكدا، يتمثل في فقدان جميع الأسرى الذين سيُقتلون على أيدي خاطفيهم أو جراء نيران الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى مقتل عشرات الجنود وإصابة المئات جراء العبوات الناسفة التي أعدتها حماس وزرعتها في هذه الجيوب".

كما لفت إلى أن "الجيش سيضطر إلى استدعاء وحدات قتالية إضافية من صفوف قوات الاحتياط المرهقة والمستنزفة لفترات طويلة".

وأضافت الصحيفة: "فيما سيتحمل الجنود النظاميون، الذين مُددت فترة خدمتهم، العبء الأكبر مع معاناة عائلاتهم من القلق، في حين يواصل الائتلاف الحاكم الدفع نحو قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية".

وتابعت: "أما التكلفة الاقتصادية، التي تُقدر بـ 35 مليار شيكل سنويا (حوالي 9.50 مليارات دولار)، وتشمل مليارات لشراء ونقل المساعدات الإنسانية، فستؤثر على الجميع".

علاوة على ذلك، حذرت "يديعوت أحرونوت" من أن "صورة إسرائيل دوليا ستستمر في التدهور بصفتها دولة تتجاهل القانون الدولي، وهو ما قد يدفعها خطوة إضافية نحو أن تصبح منبوذة لا يرغب أحد في استقبال مواطنيها".

ونتيجة لتلك التداعيات المتوقعة، أشارت الصحيفة إلى أن "زامير أثناء توضيحه للمستوى السياسي الثمن الباهظ وغير المعقول لاحتلال قطاع غزة بالكامل، اقترح بديلا صاغه قسم العمليات ويحظى بتأييد غالبية قادة هيئة الأركان".

وبحسب الصحيفة، "تقوم هذه الخطة البديلة على إمكانية ممارسة ضغط عسكري على حماس يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى وإنهاء وجود الحركة كسلطة سياسية وعسكرية في غزة، دون دفع أثمان بشرية ومادية باهظة".

وأوضحت أن ذلك سيكون "عبر تطويق الجيوب التي لا تزال خارج سيطرة الجيش، واستنزاف عناصر حماس وقادتها الموجودين فيها من خلال عمليات اقتحام محدودة ونيران دقيقة لا تعرض حياة الأسرى للخطر ولا تمنح الحراس الوقت لقتلهم، كما حدث مع ستة أسرى في رفح في أغسطس/ آب 2024".

إلا أن الصحيفة ترى أنه "حتى مع افتراض تبني هذه الخطة التي تحقق جميع الأهداف العسكرية في غزة، فإنه لا يزال لا يلوح في الأفق أي تحرك سياسي مواز يضمن إقامة سلطة بديلة في القطاع تُخرج إسرائيل من الثقب الأسود لحرب بلا نهاية أو هدف واضح، على حد وصف رئيس الأركان".

وكشفت "يديعوت أحرونوت" أن الخطة "تتضمن تطويق الجيوب فوق الأرض وتحتها لمنع المسلحين من مغادرتها ومباغتة الجيش في المناطق الخاضعة لسيطرته".

وأردفت: "سيتعين على المسلحين التعامل مع قوات غير كبيرة من الجيش الإسرائيلي، مزودة بأفضل وسائل الاستخبارات وأنظمة أسلحة دقيقة".

واستطردت: "على أطراف هذه الجيوب، ستقام مراكز تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية بإشراف الجيش (ومرتزقة أميركيين)، لتوزيع كميات كبيرة من المساعدات"، وفق زعمها.

واستدركت: "العيب الأكبر في خطة التطويق والاستنزاف هو طول المدة اللازمة لتحقيق النتيجة المرجوة، وهي فترة قد يموت خلالها الأسرى جوعا".

كما قدرت أن "الجيش لن يتمكن من التفرغ لعملية البناء وإعادة تشكيل قوته أو منح جنوده فترة الراحة التي يحتاجونها بعد نحو عامين من القتال".

حقائق عديدة

ورغم ما قدّمه زامير من بدائل لخطة نتنياهو، فقد أوضح الأخير لرئيس الأركان أنه يريد احتلالا كاملا للقطاع، وليس تطويقا واستنزافا، وفق الصحيفة.

وأوضحت أن "إصرار نتنياهو على خطته أدى إلى وقوع رئيس الأركان في مأزق؛ إذ كان واثقا في البداية من قدرته على إقناع رئيس الوزراء بوجهة نظره".

واستدركت: "لكن حين أدرك فشله بدأ يسأل نفسه والمقربين منه إن كان عليه المشاركة في عملية يعارضها المستوى العسكري الرفيع بشدة".

بل وادعت الصحيفة أن "هناك قيادات عسكرية تحدثت عن وجود أمر غير قانوني، يرفرف فوقه (علم أسود)، وهو ما يوجب رفض تنفيذه".

و"العلم الأسود"، في السياق الإسرائيلي، هو مصطلح قانوني أخلاقي مأخوذ من القانون العسكري الإسرائيلي، ويعني صدور أمر عسكري غير قانوني بشكل واضح وفاضح، بحيث يكون على أي جندي أو ضابط واجب أخلاقي وقانوني برفض تنفيذه، حتى لو صدر من قائده المباشر.

ولفت المراسل العسكري للصحيفة إلى أنه "رغم عدم وضوح دوافع نتنياهو بشكل كامل، هناك حقائق عديدة تشير إلى نيته بناء مستوطنات في غزة".

من أبرز هذه المؤشرات، وفق يشاي، الوعد الذي همس به في أذن وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، المؤيد بقوة لإعادة الاستيطان في قطاع غزة، ما دفع الأخير لإعلان عدم انسحابه من الحكومة لأن "هناك أشياء جيدة ستحدث".

في هذا السياق، يرى يشاي أنه "بالرغم من معارضة نتنياهو (العلنية) إعادة الاستيطان اليهودي في غزة، فإن التسريبات حول الاحتلال الكامل سمحت له بالحفاظ على دعم سموتريتش و(ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار) بن غفير داخل الائتلاف".

وأكمل: “يؤيد نتنياهو خطة احتلال غزة استنادا إلى تقديرات أمنية تشير إلى أن حماس لا تبالي بمعاناة السكان ومستعدة للتضحية بأرواح مقاتليها، لكنها حساسة جدا لفقدان الأراضي”، وفق زعمه.

ونوّهت الصحيفة أنه "رغم سيطرة الجيش على نحو 75 بالمئة من أراضي القطاع، فإن المساحة الصغيرة المتبقية يقطنها 80 بالمئة من السكان، ومعظمهم مدنيون نزحوا من مناطق القتال الأخرى، ويعيشون فيها في ظروف شبه معدومة الإنسانية".

وأشارت إلى أن "حماس تحتجز غالبية الأسرى الأحياء، وربما جميعهم، في هذه المناطق المتبقية، إلى جانب بعض الجثث".

وهو ما يعني وفق الصحيفة أن "أي مناورة عسكرية في هذه المناطق سيكون لها تأثير مباشر على مصير الأسرى".

بالإضافة إلى ذلك، شددت على "ضرورة إجبار السكان على مغادرة تلك المناطق قبل بدء العملية العسكرية، حتى لا تتحمل إسرائيل ذنب الإبادة الجماعية، ولضمان منع إلحاق الأذى بالرهائن، باعتبار أن عملية الإخلاء خطوة ضرورية لتحقيق ذلك".

كما حذرت الصحيفة من "محاولات حماس والجهاد الإسلامي استغلال عملية الإخلاء لنقل الأسرى سرا لمكان آمن".

ثلاثة سيناريوهات

وفي هذا السياق، كشفت "يديعوت أحرونوت" عن إعداد 3 سيناريوهات للعملية العسكرية في قطاع غزة، وفقا لتوجيهات نتنياهو. وأشارت إلى أن الخيار الأول والأكثر احتمالا هو "الاحتلال الكامل".

وفي هذا الخيار، أوضحت أن "الجيش سيحتل القطاع بالكامل عبر التوغل في ثلاث مناطق رئيسة لا تزال تحت سيطرة حماس: مدينة غزة ومخيمات الوسط ومنطقة المواصي (جنوب)".

وحسب الصحيفة، يتضمن هذا الخيار نقل السكان إلى ما يسمى الحدود الجنوبية لتلقي مساعدات إنسانية، ثم العمل على التدمير الشامل والممنهج للبنية التحتية تحت الأرض".

وأضافت: "سيتبع ذلك فرض سيطرة أمنية كاملة على القطاع، وربما إقامة إدارة عسكرية مؤقتة لحين التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الأسرى ووقف القتال وإنهاء حكم حماس".

وذكرت أن "هذا السيناريو يشجع الهجرة الطوعية من القطاع وضمّ أجزاء منه، مثل المنطقة الحدودية الشمالية وإنشاء حزام أمني على طول الحدود".

وتابعت: "الخيار الثاني يتمثل في احتلال مدينة غزة ومخيمات الوسط، مع استثناء المواصي التي صنفها الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب منطقة آمنة".

واستطردت: "فيما عدا ذلك، يتشابه هذا الخيار مع السيناريو الأول من حيث الأهداف وخطوات التنفيذ".

أما الخيار الثالث، والأكثر محدودية، فهو -بحسب الصحيفة- "السيطرة على مدينة غزة وحدها، مع تطويق مخيمات الوسط والمواصي دون اقتحامها".

وسردت الصحيفة عدة مميزات لهذا السيناريو منها تقليل الخطر على حياة الأسرى؛ إذ يتوقع أن يُنقلوا إلى هذه المناطق المحاصرة خلال الإخلاء.

كما تقدر أن هذا الخيار "يتطلب فقط نصف عدد القوات اللازمة لاحتلال المناطق الثلاث، ويؤدّي إلى حرمان حماس من عاصمتها السياسية والإدارية في القطاع، ما يفقدها هيبتها أمام سكان غزة والعالم"، على حد قولها.

"وقد يلقى هذا الخيار قبولا أوسع لدى الرأي العام العالمي؛ إذ يقلل أعداد الضحايا المدنيين ويخفف حدة الأزمة الإنسانية المتوقعة". وفق الصحيفة.

مع ذلك، أفاد رون بن يشاي بأن رئيس الأركان يعارض جميع هذه البدائل، ويتمسك بخطته المسماة "التطويق والاستنزاف"، والتي تقوم على حصار المناطق الخاضعة لسيطرة حماس واستهدافها بشكل تدريجي دون احتلالها المباشر.

وبحسب المراسل العسكري للصحيفة، فقد شدد زامير على "أنهم سيواصلون التعبير عن موقفهم في الكابنيت دون خوف، لأن الأمر يتعلق بأرواح بشرية".

إلا أن يشاي أكد في الوقت ذاته "عدم نية زامير الاستقالة أو اتخاذ خطوات علنية ضد الحكومة، حتى إذا قررت الحكومة الذهاب لخيار احتلال غزة فقط، بل سينفذ القرار مع اتخاذ تدابير لتقليل المخاطر على الأسرى".

وعزا يشاي تمسك نتنياهو بخطته لـ "اعتقاده أن قرار المضي بعملية عسكرية واسعة رغم المخاطر على حياة الأسرى هو رسالة إلى حماس بأن إسرائيل لن تستسلم، حتى لو استمرت الحركة في احتجازهم".

زيادة المخاطر

وكشف يشاي أن “المعطيات العسكرية تشير إلى أن هذه الخطة ستنفذ بأسلوب مشابه لعملية عربات جدعون” التي لم تنجح بتحقيق أي من أهدافها.

ومركبات جدعون خطة أقرها "الكابنيت" الإسرائيلي مطلع مايو/أيار 2025 بهدف تحقيق حسم عسكري وسياسي في قطاع غزة، عبر 3 مراحل تتمثل بتوسيع نطاق الحرب.

وثانيا الإخلاء الشامل لسكان غزة بالكامل من أماكن القتال، بما في ذلك المناطق الشمالية، إلى جنوب القطاع مع احتلال الجيش للأولى.

وفي المرحلة الثالثة تقتحم قوات عسكرية إسرائيلية غزة برا لاحتلال أجزاء واسعة منها بشكل تدريجي بهدف الإعداد لوجود عسكري طويل الأمد في القطاع من أجل "القضاء على حماس وهدم الأنفاق كلها".

وعن العملية الجديدة، أوضح يشاي أن "المرحلة الأولى، قد تستغرق عدة أسابيع، وتشمل إخلاء السكان إلى مناطق آمنة قرب رفح، بين محوري موراج وفيلادلفيا (جنوب القطاع)، وإنشاء عشرات مراكز التوزيع الإضافية".

ولفت إلى أن "إخلاء جنوب مدينة غزة بدأ فعليا؛ إذ دعا المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، سكان حي الزيتون (شرق المدينة) للانتقال إلى المواصي، ما يعني أن التحضيرات الميدانية انطلقت قبل صدور قرار رسمي من الكابنيت".

وأضاف: "بعد الإخلاء، ستبدأ مرحلة القصف المكثف لتدمير مواقع مضادات الدبابات والقنص والمراقبة لحماس، بهدف تقليل خسائر القوات الإسرائيلية".

وتابع: "ثم تتقدم القوات البرية تحت غطاء الطائرات المسيرة نحو الأهداف التي حددتها الاستخبارات".

وبجانب عمليات الإخلاء، يعمل الجيش على منع تسلل مقاتلي حماس أو المدنيين من غزة ومخيمات الوسط إلى المنطقة الحدودية الشمالية (جباليا والشجاعية والدرج والتفاح وبيت حانون وبيت لاهيا).

كما "سيواصل الجيش عملياته في خان يونس جنوب القطاع لتدمير البنية التحتية لحماس فوق الأرض وتحتها، وهي أمر بدأ بالفعل خلال عربات جدعون".

وبالتوازي مع العمليات العسكرية، ذكرت الصحيفة أن "الجيش سيسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق القطاع عبر 16 مركز توزيع، لضمان وصولها للمحتاجين ومنع حماس من الاستيلاء عليها".

وخلصت إلى أنه "حتى إذا قررت إسرائيل المضي في خيار احتلال غزة فقط، فإن الخطر على حياة الرهائن سيزداد، بسبب الوقت الطويل الذي ستستغرقه التحضيرات والمناورة، والتي ستكون بطيئة لضمان سلامة الجنود".

لذلك، توصي الصحيفة العبرية بالذهاب نحو تنفيذ سيناريو "الاستنزاف والتطويق" الذي يتبناه رئيس الأركان.