إسرائيل تمضي باحتلال مدينة غزة.. والمقاومة بالمرصاد وألبانيز تنصر حماس

منذ ٤ ساعات

12

طباعة

مشاركة

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المتصاعد ضد مدينة غزة عبر تنفيذ عمليات نسف متواصلة للمنازل المأهولة بالسكان ضمن ما يعرف بـ"سياسة الأرض المحروقة" تمهيدا لاجتياح المنطقة واحتلالها.

وصدق رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير في 17 أغسطس/آب، على خطة احتلال مدينة غزة، على أن يصدق عليها وزير الجيش يسرائيل كاتس، في التاسع عشر من نفس الشهر.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابنيت" سيعقد اجتماعا نهاية الأسبوع للتصديق عليها.

وأضافت أن مسؤول ملف الأسرى والرهائن في الجيش نيتسان ألون، شارك في المباحثات التي انتهت بالتصديق على الخطة، مشيرة إلى أنه "سيتم عرض خطة إخلاء الفلسطينيين في غزة على الأميركيين بناء على طلبهم".

وأوضحت الهيئة أن الخطة تتضمن إخلاء قسريا واسعا للفلسطينيين خلال أسبوعين على الأقل، على أن يبدأ تنفيذها بعملية عسكرية تتبعها عملية دخول تدريجي إلى المدينة.

وكشفت أنه طبقا لتقديرات الجيش، فإن احتلال مدينة غزة سيستغرق 4 أشهر، ومن المقرر أن يبدأ إخلاؤها خلال الأسبوعين القادمين.

وبالتوازي مع ذلك، شارك أكثر من مليون شخص في احتجاجات وفعاليات بمناطق متفرقة في إسرائيل، ضمن إضراب عام دعت إليه عائلات الأسرى وقتلى الجيش في قطاع غزة، للضغط على الحكومة لإبرام صفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.

وذكرت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، في بيان، أن أكثر من مليون شخص شاركوا في المظاهرات والاحتجاجات والفعاليات التي جرت في أنحاء إسرائيل.

واندلعت مواجهات عنيفة بين آلاف المتظاهرين والشرطة الإسرائيلية أمام مقر حزب “الليكود” الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وغداة تصديق زامير على خطة احتلال مدينة غزة، قصفت قواته حي الدرج في المدينة مستهدفة نازحين في مديرية التربية والتعليم بالحي، ما أدى لاستشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفلة وأصيب آخرون، كما قصفت مدفعية الاحتلال حي الزيتون جنوب شرق المدينة.

وأعلن مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وصول شهيدة وإصابات إلى مستشفى العودة جراء قصف الاحتلال منزلا في محيط مسجد الشقاقي بنفس المنطقة.

وأصيب أيضا عدد من المواطنين باستهداف طائرات الاحتلال شقة سكنية في محيط مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة.

ووثق مقطع فيديو استهداف الاحتلال الإسرائيلي طفلة فلسطينية بصاروخ استطلاع أثناء تعبئتها الماء في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهادها.

ورغم العدوان الإسرائيلي، تواصل فصائل المقاومة عملياتها العسكرية في محاور التوغل الإسرائيلي جنوب القطاع، ردا على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على غزة بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، خلف أكثر من 61 ألف شهيد.

وتتضمن العمليات تعاونا بين كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وأولوية الناصر صلاح الدين.

وبثت القسام، تسجيلا مصورا يوثق عملياتها بمدينة خانيونس ومحور صلاح الدين جنوبي القطاع ضمن سلسلة تطلق عليها اسم “حجارة داود”.

وأظهر التسجيل استهدافها دبابتين إسرائيليتين في دوار أبو حميد وسط خان يونس، مستخدمة قذائف "ياسين 105" إلى جانب عبوات ناسفة.

كما وثق استهداف ناقلتي جنود تابعتين للجيش الإسرائيلي بقذائف "ياسين 105″. وتضمنت العمليات المُوثقة أيضا قصف مواقع حشود الجنود الإسرائيليين بقذائف الهاون وصواريخ "رجوم".

وظهر أحد عناصر الكتائب يردد مقولة سبق أن رددها القائد العام للقسام الشهيد محمد الضيف "كما أنتِ هنا، ‏مزروعٌ أنا، ولي في هذه الأرض ‏آلاف البذور، ‏ومهما حاول الطغاة قلعها، ‏ستنبت البذور، ‏أنا هنا في أرضيَّ الحبيبة، الكثيرة العطاء، ‏ومثلها عطاؤنا يواصل الطريق، لا يخطئ المسير".

ودفاعا عن حماس، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة بالأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز: إن الكثير من الناس ليس لديهم فكرة عن هذه الحركة، ويكتفون بترديد الاتهامات لها.

وأوضحت خلال ندوة، بثها حساب منظمة “يو أن ووتش” الأممية، أن حماس "قوة سياسية، سواء أحببنا ذلك أم لا، وفازت في فيما وصف بأكثر انتخابات ديمقراطية في فلسطين عام 2006، وأنشأت نظاما، وأقامت مدارس ومرافق عامة ومستشفيات، وكانت ببساطة ما نسميه السلطة الفعلية في غزة".

وأضافت ألبانيز: "لذلك من الضروري أن تفهموا أنه عندما تفكرون في حماس، فليس من الضروري أن تفكروا في قاطعي طرق أو أشخاص مسلحين حتى أسنانهم أو مقاتلين.. الأمر ليس كذلك".

 وعد ناشطون استهداف الاحتلال الطفلة أثناء تعبئتها للمياه قمة الإجرام والفاشية والنازية والعنصرية التي استوحشت وباتت تبث مباشرة نتيجة أمان العقوبة وخزي الحكام وخذلانهم وصمتهم.

وقدموا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس"، "فيسبوك" تحليلات وقراءات لتصديق رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي على خطة احتلال غزة، وتعالت التحذيرات من أن الخطر بات يلاحق جميع الدول العربية التي يحلم الاحتلال بضمها.

واستنكروا عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #غزة_تباد، #تل_أبيب، #خانيونس، #كتائب_القسام، وغيرها، تصعيد الاحتلال عدوانه على المدينة وحصده أرواح الفلسطينيين لتنفيذ مخططاته، متحدثين عن دلالات مواصلة المقاومة الفلسطينية تنفيذ عملياتها العسكرية في ظل التصعيد الإسرائيلي. 

وأثنوا على تصريحات المقررة الأممية المدافعة عن حماس، وعدوها "شاهدةً ناطقةً بالحق، لا تخشى سطوة الطغيان، ولا تصمت أمام بريق الزيف"، مشيدين بجرأتها على مواجهة الباطل والإصرار على حمل كلمة الحقّ.

احتلال غزة

وتباينت ردود الفعل حول تصديق رئيس أركان جيش الاحتلال على خطة احتلال غزة، إذ قال محمد أبو مالك، إن ما يحدث أشبه بمحاولة ضغط متدرج على حماس لإرغامها على الجلوس على طاولة المفاوضات.

وأيده الأكاديمي كمال الهنيدي، موضحا أنه من المُلاحظ أنه ومنذُ  أن أعلنت إسرائيل نيتها لاحتلال غزة، كشف أوراق غير عادي من قِبل الجانب الإسرائيلي.

فتارةً يجتمع الكابينت لإقرار خُطة الاحتلال، وتارةً أُخرى يُحاولون إقناع رئيس الأركان بهذه الخُطة، ومرة أُخرى مطلوب من وزير الدفاع ورئيس الوزراء التصديق على الخُطة.

وعد ما يحدث كشفا غير طبيعي للأوراق العسكرية وهذا ما لم تُعودنا عليه إسرائيل، لافتا إلى تواتر الأخبار عن حشد 6 فِرق عسكرية لاحتلال مدينة غزة واستدعاء 100 ألف جندي إحتياط، ثم نُفاجئ بأن إسرائيل بدأت بإدخال المُساعدات.

وتساءل الهنيدي: “هل يُعقل أن إسرائيل بهذا المُستوى من السذاجة لتكشف عن أوراقها السياسية والعسكرية أمام الإعلام ؟” مؤكدا أنه من الناحية الفنية البحتة لا يُمكن إحتلال مدينة غزة والتي فيها الآن أكبر تجمع للنازحين على وجه الكرة الأرضية.

وأكد أنه من الناحية اللوجستية لا يُمكن إخلاء مليون و200 ألف من غزة، وحوالي 300 ألف من المحافظة الوُسطى إلى منطقة المواصي في خان يونس المُكتظة جداً بالنازحين.

وأشار إلى أنه من الناحية الدبلوماسية تُطلق إسرائيل بين الفنية والأُخرى بالونات حرارية استكشافية تُروج فيها لاتفاق مع ست دول من أجل استيعاب سُكان قطاع غزة.

وقال الهنيدي: “إذاً تركيز الإعلام على احتلال غزة ولكن الهدف مُغاير تماماً، فإسرائيل تعرف جيدا أن مقاتلي الأخضر لا يزالون يُقارعونها بكل قُوة”.

ودعا إلى عدم تصديق رواية إسرائيل فهي تُريد حفظ ماء وجهها أمام جُمهورها وأمام العالم.

ورأى فايز صويتي، أن نتنياهو عاجز عن تحقيق هدفه في احتلال غزة لعدة أسباب، أولها أن الجيش منهك ومترهل وهناك تهرب من الالتحاق بالخدمة وانتحار 48 جندي بعد الطوفان، ويعاني من نقص في الدبابات والجرافات ومركبات نقل الجنود وقنابل مدفعية.

وأشار إلى أن الجيش يعاني من نقص في عدد الجنود، فقد كان العدد قبل ستة أشهر هو 12 ألف وبالتأكيد ازداد الآن ويعاني من رفض الحريديم (اليهود المتدينيين) للتجنيد.

ولفت إلى أن خطة الاحتلال يلزمها استدعاء 250 ألف جندي وذلك يستغرق عدة أشهر، ولا يوجد عدد كاف من الفرق اللازمة لاحتلال القطاع، والجيش موزع على أربع جبهات هي لبنان وسوريا وغزة والضفة.

وفي المقابل، استنكر أحمد الترك التصديق على خطة احتلال غزة والبدء بمشروع "إسرائيل الكبرى" (يشمل ضم تل أبيب أراضي من عدة دول عربية وتحدث عنه نتنياهو أخيرا)، دون أي تحرك من الدول المستهدفة.

وحذر أحمد عواد من أن موافقة الاحتلال على احتلال غزة هو قرار قتل وتشريد الباقى منهم ولكن فى صمت إعلامي.

وأكد الكاتب أحمد منصور، أن جريمة التطهير العرقي الكبرى التي ترتب لها إسرائيل تنفذ بأموال عربية ودعم غربي وصمت إسلامي، محذرا من أنها إن حدثت فإنها لن تقف عند حدود غزة، وستتوحش بعدها إسرائيل بشكل ستذل به وتستعبد كثيرا من الأنظمة وأولهم من دعموها من العرب.

وأوضح الصحفي محمد هنية، أن الاحتلال يوسّع تدميره في حي الزيتون، بإنذار مناطق "عسقولة" ومحيطها، والناس تنزح ليلا في مشهد مأساوي، مؤكدا أنه يأكل مدينة غزة ويُدمّرها ويُحيلها رمادا بصمت، ويستخدم أسلوبا جديدا يتمثل بـ "التآكل الصامت".

وأشار إلى أن ذلك ذلك بينما يُشغل الإعلام بتحضيرات وخلافات وأنباء متضاربة، قائلا: "غزة تُباد دون كاميرات.. حي الزيتون يُباد بصمت".

معادلة ميدانية

وعن الرسائل التي تحملها عمليات القسام المشتركة مع الفصائل الأخرى ضد قوات الاحتلال جنوب القطاع، قال يونس أبو زيد: إن من بين الركام وتحت طائرات الاستطلاع التي لا تغادر سماء غزة، تُواصل المقاومة رسم معادلة ميدانية جديدة، تثبت فيها أن الذكاء والإيمان يمكن أن يهزما أحدث التقنيات.

وأشار إلى أن المقاومة نفذت جنوب القطاع عملية محكمة كشفت عن مستوى عالٍ من الهندسة العسكرية والوعي الميداني، لافتا إلى أن وحدات الرصد تابعت على مدار أيام  تحركات الآليات وجرى اختيار النقطة التي يضطر العدو للمرور منها بسبب طبيعة الشوارع الضيقة والمربعات المدمرة.

وأوضح أبو زيد، أن المقاومة زرعت عبوة ناسفة مُهندسة عكسيًا – أي تم تطويرها من ذخائر وصواريخ العدو نفسه – لتكون قادرة على اختراق تدريع الآليات الثقيلة، وتركته يتقدّم مطمئنًا في بيئة يظنها خالية، ولحظة دخول الآلية إلى "منطقة القتل"، فجّرت العبوة بدقة عالية.

وأكد أن هذه العملية ليست مجرد استهداف ناجح، بل هي رسالة مزدوجة، بأن المقاومة تستغل سلاح العدو وتحوّله ضده (الهندسة العكسية) في ظل الصعوبات على تصنيع سلاح، وأنها تستخدم البيئة المدمرة تتحوّل بيد المقاوم إلى كمين متحرك، يربك أي خطط تقدم.

ولفت أبو زيد إلى أن عمليات المقاومة لم تقف على هذا، بل قامت في خان يونس باستهداف تجمعات مشاة العدو بالهاون بعد رصد مباشر، وفي الشجاعية أطلقت قذائف ياسين على آليتين متقدمتين في الأزقة، كما أطلقت صاروخ على المستوطنات لتأكيد أن الميدان متعدد الجبهات.

وقال: "هؤلاء هم رجال يحاربون بمدد إلهي برغم الحصار والجوع وتكنولوجيا العدو المتقدمة وطعنهم في ظهورهم وتحميلهم مسؤولية دمار القطاع".

وعد خالد سامي جبر، المشاهد التي بثتها القسام، دليلا على أن المقاومة بخير، قائلا: "سبحان من أعطاهم القوة بلا زاد".

ورأت المغردة مايا رحال، أن العقد القتالية والكمائن المركبة وحرب العصابات وسياسة الكر والفر من قبل كتائب القسام والفصائل تثبت أن المقاومة في أوج قوتها وأنها تستعيد عافيتها من جديد وأنها تطور قدراتها العسكرية وجاهزة عسكريا لسيناريو احتلال غزة بالكامل بتجنيد آلاف الشباب الثائر.

شجاعة ألبانيز

وتحت عنوان "المرأة الاستثنائية تواصل تحدّي الصهاينة.. هذا جديدها عن "حماس".. وعن "الكيان"، عرض المحلل السياسي ياسر الزعاترة، تصريحات المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة، الإيطالية وسلط الضوء على تغريدة لها استفزت فيها الصهاينة.

وعرض نص تغريدة فرانشيسكا ألبانيز التي قالت فيها: "اليوم هناك دولة تجوع الملايين وتطلق النار على الأطفال من أجل المتعة، تحت حماية الديمقراطيات والديكتاتوريات على حد سواء"، متسائلا: "هل سمعتم عن شيء مشابه لهذا الموقف قبل الطوفان وما بعده؟!".

وأكد الزعاترة، أن سُعار الغزاة يرتدّ عليهم، هُم الذي تأسّسوا وعاشوا بسطوة الدعاية، وتبعا لها الحماية الغربية، وأنها بداية النهاية.

وقال محمد الشاباك، إن المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز تستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام.

وأشار الكاتب عمر الاسكندراني إلى أن المقررة الأممية تصف الشكل الطبيعي للنظام السياسي من وجهة نظرها أو من وجهة نظر الغرب والمُعترف به.

وقال: “هي مش بتمثّل.. هي فعلا مستغربة فين المشكلة؟ جماعة مقاومة معترف بها دوليا طبقا للقانون الدولي وصلت للحكم بمكتبها السياسي وبانتخابات ديمقراطية سليمة ليه عايزين تنزعوا سلاحها؟ وليه عايزين تحرموها من وجودها السياسي اللي اكتسبته بشكل ديموقراطي ونزيه؟”

ولفت الإسكندراني، إلى أن المقررة الأممية تسأل أسئلة بديهية لم يكن في أوروبا كلها أحد عنده الشجاعة أن يسألها بهذه البساطة دي، مستنكرا أن دولا عربية إسلامية تدعم تحييد حماس بنزع قدراتها البسيطة جدا وإلا القضاء عليها  كشرط لإنهاء الحرب.

جريمة بشعة

وتفاعلا مع المشاهد التي وثقت لحظة استهداف الاحتلال لطفلة بصاروخ استطلاع في جباليا، قال الكاتب عبده فايد: "ملعون أبو العالم الذي ترتقي فيه طفلة عمرها عشر سنوات بصاروخ يكفي لتدمير مبني ولا كتيبة.. فينتهي في جسد بنت كل ما كانت تبحث عنه في الدنيا شربة ماء".

وتابع فايد: "ملعون أبوكم يا عرب.. يا من تشاهدون بشرا منكم وأطفالا كأطفالكم وعجائز كأمهاتكم وتصمتون وكأن الأمر لا يعنيكم.. وتشاهدون مخطط التهجير والنزوح ورشوة دول في إفريقيا وآسيا لقبول أهالينا بعد تجويعهم، وكأن كل ما سبق مشهد في فيلم لا يستحق منكم هبة ولا غضبة".

وعلق الناشط تامر قديح، على مشهد إطلاق مسيرة إسرائيلية صاروخًا على طفلة أثناء نقلها المياه لعائلتها، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي ارتكب أبشع الجرائم التي عرفها التاريخ، وبثت على الهواء مباشرة أمام أنظار هذا العالم الظالم.

وأكد الإعلامي زين العابدين توفيق، أن جنود الاحتلال يقتلون بهذا الإجرام لأنهم يعلمون أن لن يحاسبهم أحد.

وأشار محمد العمادي إلى أن جرائم الاحتلال الصهيوني موثقة بالصوت والصورة إضافة إلى تاريخ الجريمة ووقتها، متسائلا: “ما السبيل إلى تطبيق العدالة ومحاسبة المجرم؟”

وذكر محمد الفخري بأن الطفلة لا تنتمي لأي من حركات المقاومة الفلسطينية وأنها مجرد طفلة صغيرة، مؤكدا أن الحرب هدفها محو فلسطين بالكامل ولي فقط انتصار على حماس. 

وأضاف: "استسلام حماس مش هيوقف الحرب ولا هتنتهي.. إسرائيل بشكل علني وبكل بجاحة بتسعي لمخطط دولة إسرائيل الكبرى".

حراك إسرائيلي

وفي قراءة لدلالات المظاهرة المليونية بتل أبيب المطالبة بصفقة لإطلاق سراح الأسرى ولو على حساب إيقاف حرب الإبادة، أشار المحلل السياسي ياسين عزالدين، إلى أن حراك المستوطنين كان واسعًا، متسائلا: “هل سيتواصل حتى يوقف نتنياهو الحرب ويلجأ لصفقة؟”

وأكد أنه في كل الأحوال الوضع الداخلي في دولة الاحتلال يتجه نحو المزيد من الانشقاق.

وعرض يحيى غنيم، صورة من المسيرة الإسرائيلية، قائلا: "هذه ليست قاهرة المعز، وليست بغداد الرشيد، وليست دمشق الأمويين، وليس جزائر المليون شهيد، وليست إحدى عواصم الخليج، وليست تونس ولا الرباط ولا الخرطوم، ولكنها تل أبيب".

وقال: “تل أبيب تخرج فى مليونية منددة بالحرب على غزة ومطالبة بإيقافها، فهل تدنت أمتنا فى مناصرتها إلى مرتبة أقل من اليهود الصهاينة؟!”

وقال الباحث السياسي جمال رائف، إن مظاهرات الأحد في تل أبيب ضد نتنياهو تؤكد أننا لسنا فقط أمام حكومة يمينية متطرفة تعد تطلعاتها السياسية والعقائدية أكبر من قدرات إسرائيل العسكرية، بل إنها أيضا تفتقد للظهير الشعبي.

وأوضح أن التوسع العسكري في غزة يعني تضاؤل فرص نجاة المحتجزين، وهو ما سينعكس على ضعف الجبهة الداخلية.

وعرض أستاذ الاتصال السياسي أحمد بن راشد بن سعيد، صورة تظهر التظاهرات الحاشدة في تل أبيب التي خرجت بهدف الضغط على حكومة الاحتلال لإبرام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة، لكن نتنياهو وعصابته صُمٌّ بُكمٌ عُمْي. 

وعلق قائلا: "هذه هي ديموقراطيتهم.. شكلية فقط، والساسة يخادعون بها الجمهور.. يسمحون لهم بالصراخ في الشوارع، لكنهم يعتقدون أنهم أدرى بالمصالح منهم، ولذلك يخدّرونهم ويسوقونهم إلى حيث يشاؤون".

وأضاف بن سعيد: "الديموقراطية هنا ليست نزولاً عند رغبة الناس، ولا احتراماً لصوتهم، ولا استجابة لنبضهم، وما لم تتدخل مؤسسات رسمية للضغط، فلا يمكن التعويل على التظاهرات لإحداث تغيير".