بعد 4 سنوات من توقيعها.. كيف ألقت حماس بـ"اتفاقيات إبراهام" في سلة المهملات؟
“حماس نجحت في تحقيق هدف طوفان الأقصى المتمثل في تخريب الاتفاقات الإبراهيمية”
"مُنيت بخيبة أمل، ولم تتحقق هذه الأهداف بالكامل"، بهذا الوصف رأت صحيفة عبرية أن "إسرائيل وبعد مرور أربع سنوات على توقيع اتفاقيات إبراهام، مال ميزان الإنجازات مقابل الإخفاقات ليكون سلبيا على المستوى الإقليمي والدولي".
وشددت صحيفة “زمان” على أنه “لا سبيل لتحسين هذا الميزان إلا بالتوصل إلى حل سياسي مع الفلسطينيين”.
ورأت أن "تحليل الوضع الحالي والسياسات التي أدت إليه، يظهر أن الطريق لتحسين الميزان وتعزيز مكانة إسرائيل إقليميا ودوليا، يمر عبر توسيع وتعميق عملية التطبيع مع الدول العربية والإسلامية، حيث إن التصدي الفعّال للتهديد من إيران ووكلائها يتطلب تعزيز حل سياسي مع الفلسطينيين".
إنجازات مؤقتة
من هذا المنطلق، قارنت الصحيفة بين ما عدته “وضع إسرائيل الجيد عقب توقيع اتفاقيات إبراهام مع الإمارات والبحرين والمغرب، في 15 سبتمبر/ أيلول 2020، وبين وضعها السيء حاليا” نتيجة عدوانها على قطاع غزة ولبنان.
وأوضحت كيف مثل فشل إسرائيل في وضع تصور لإيجاد حل للقضية الفلسطينية أو التعهد بتنفيذ "حل الدولتين" عقبة رئيسة أمام استمرار وتطوير اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية والإسلامية.
مقابل ذلك، بينت الصحيفة أن الأهداف التي وضعتها حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية عند تنفيذ عملية السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، "قد تحققت بالفعل".
وأشارت إلى ما زعمت أنه "إنجازات إستراتيجية كبيرة، دبلوماسية واقتصادية وثقافية، حققتها إسرائيل خلال السنتين الأوليين من الاتفاقية، حيث استطاعت إسرائيل وبمساعدة الولايات المتحدة تحسين مكانتها الدولية، وتعزيز علاقاتها مع العديد من الدول العربية والإسلامية".
واستدركت: "لكن لم يدم هذا الإنجاز الاستراتيجي الكبير كثيرا، حيث تدهورت علاقات إسرائيل بدول المنطقة عقب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023".
ورأت الصحيفة أن "حماس نجحت في تحقيق هدف الهجوم المتمثل في تخريب الاتفاقات الإبراهيمية، ورفع القضية الفلسطينية على رأس جدول الأعمال في المنطقة والعالم".
ولفتت إلى أن “ذلك ظهر في تخفيض الإمارات والبحرين والمغرب بشكل ملحوظ من ظهور علاقاتهم العلنية مع إسرائيل، وإيقاف التعاونات في القضايا والملفات التي لا تعدها ضرورية”.
واستطردت: "أما السودان الذي لم يصادق نهائيا على اتفاقيات إبراهام، وجدد علاقاته مع إيران حتى قبل السابع من أكتوبر".
وذكرت أن "مصر والأردن، اللتين وقعتا معاهدات سلام مع إسرائيل، وجهتا انتقادات حادة لإسرائيل".
وبهذا الواقع الحالي الذي وجدت إسرائيل نفسها فيه، فإنه يبدو أن أهداف اتفاقيات إبراهام لم تتحقق، حيث "لم تنضم بعد، العديد من الدول إلى صفقات التطبيع رغم جهود إسرائيل لتوسيعها من (السعودية إلى إندونيسيا)"، حسب الصحيفة.
وتابعت: "كانت إسرائيل تأمل في المضي قدما في توسيع تلك الاتفاقيات، العمل على “إقامة نظام إستراتيجي-عسكري مع دول الخليج العربي السنية، لمواجهة التهديد الإيراني-الشيعي، وإقناع الدول العربية والإسلامية بتوقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل دون الحاجة إلى حل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي”.
وقالت الصحيفة: "رغم استمرار التعاون العسكري بين إسرائيل ودول الخليج؛ الإمارات والبحرين وحتى السعودية، والتي برزت بشكل واضح في اعتراض 300 صاروخ باليستي وطائرات بدون طيار أُطلقت من إيران على إسرائيل في 14 أبريل/ نيسان 2024".
واستدركت: "لكن في نفس الوقت، فإن "هذه الدول العربية استمرت في الخوف من المواجهات العسكرية المباشرة مع إيران، وبذلت جهودا للتصالح معها، مثل ما حدث في اتفاق المصالحة بين الرياض وطهران في مارس/ آذار 2023".
معضلة القضية
وبالتزامن مع تلك الخطوات الإيرانية، أشارت الصحيفة إلى "تزايد الدعوات في الدول السنية التي وقعت على اتفاقيات إبراهام، وكذلك في السعودية، لحل القضية الفلسطينية".
وذلك "من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل وفقا لمبادرة السلام العربية السعودية التي طُرحت في عام 2002، والتي حظيت بدعم جميع الدول العربية والإسلامية (باستثناء إيران)، ولم تلق استجابة من جانب إسرائيل".
على المستوى الشعبي، استنكرت الصحيفة تأييد الشعوب العربية والإسلامية للمقاومة الفلسطينية وعملية طوفان الأقصى.
ورأت أن العملية كانت "تهدف إلى الإضرار بإسرائيل، وإفشال اتفاقيات إبراهام، وإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة العربية والإسلامية والدولية".
وأضافت: "وهذا ما حدث بالفعل إلى حد كبير، مما زاد من كارثية الوضع الإسرائيلي".
كما انتقدت صحيفة “زمان” عدم إدراك الحكومة الإسرائيلية لأهمية حل القضية الفلسطينية كمسوغ أساسي لإتمام عمليات التطبيع في الإقليم.
وحملت الحكومة كذلك مسؤولية فشل اتفاقيات إبراهام، قائلة: "من المهم أن نلاحظ في هذا السياق أنه حتى قبل 7 أكتوبر، لم تفهم الحكومات الإسرائيلية الأهمية الحاسمة لحل المشكلة الفلسطينية كشرط للحفاظ على اتفاقيات إبراهام وتعزيزها".
ودللت على حديثها قائلة: "وذلك ما ذكرته حكومة بنيامين نتنياهو، التي تشكلت في ديسمبر/ كانون الأول 2022، في مبادئها التوجيهية الأساسية، من أن إسرائيل لها الحق الحصري في جميع أجزاء أرض إسرائيل".
وتابعت: "وفي فبراير/ شباط 2024، صوت 99 عضوا في الكنيست ضد الاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية، وهذا يتناقض مع موقف الدول العربية والإسلامية ومعظم أعضاء المجتمع الدولي".
ومن وجهة نظر الصحيفة، فإن "السعودية وضعت التقدم في الملف الفلسطيني، شرطا لتطوير العلاقات مع إسرائيل، وذلك قبل هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023".
ومن أجل تحسين موقف إسرائيل في الساحتين الإقليمية والدولية، فإن الصحيفة ترى "أنه يجب إعادة بناء وتوسيع اتفاقيات إبراهام".
واستدركت: "لن يتم ذلك إلا بتسوية القضية الفلسطينية، ولتمكين ذلك، يجب على إسرائيل الآن دراسة إمكانية الوصول إلى حل سياسي مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، رغم الحرب الشرسة مع حماس التي لا يوجد لها حل عسكري معقول".
وشددت الصحيفة على أن "حل إقامة دولة فلسطينية لن يتحقق على المدى القريب نظرا للحرب المستمرة والتحديات الإضافية الناجمة عن الوضع الحالي".
وتابعت: "ومع ذلك، فإن اختيار المسار السياسي سيسمح بإستراتيجية خروج من الحرب بالتعاون مع القوى الدولية، مما يمكن أن يسهم في إضعاف حماس واللاعبين المتطرفين في المنطقة ويمهد لأساس أقوى لدفع عملية السلام قُدما".