فشل كبير لترامب.. هكذا نجحت مقاومة غزة في إرغام نتنياهو على إدخال الكرفانات

"إسرائيل لن تعود إلى محاربة أهل غزة ثانية بنسبة 99 بالمئة"
بعد أقل من 48 ساعة رضخ الكيان الإسرائيلي إلى تهديد حركة المقاومة الإسلامية حماس بتجميد تسليم الأسرى حال لم يلتزم الاحتلال بتنفيذ كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار وفي مقدمتها البروتوكول الإنساني وإعادة مقومات الحياة للقطاع.
القناة 12 الإسرائيلية كشفت في 12 فبراير/شباط 2025، أنه من المتوقع أن تُدخل منظمات دولية الوقود والمساكن المؤقتة والمعدات الطبية اللازمة لقطاع غزة بشكل عاجل، بما يسمح بإتمام تبادل الأسرى مع حركة حماس السبت.
وكانت حكومة بنيامين نتنياهو تمنع سبل عودة الحياة إلى غزة، عبر رفض دخول هذه المساعدات، لإجبار الفلسطينيين على التهجير، وهو ما ينسجم مع مخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاستيلاء على غزة وإبعاد الفلسطينيين عنها.
وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، "فيس بوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #وقف_اطلاق_النار، #كتائب_القسام، #أبو_عبيدة، وغيرها، عن سعادتهم بقدرة المقاومة الفلسطينية على مقارعة الاحتلال الإسرائيلي.
وسلطوا الضوء على بوادر الانفراجة التي شهدتها غزة وإرغام المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي على العودة إلى مسار الاتفاق وإدخال المساعدات المطلوبة لإعادة مقومات الحياة إلى القطاع، ما سيمنع خطط التهجير.
بشارات بانفراجة
وتفاعلا مع التطورات، كتب مراسل التلفزيون العربي إسلام بدر، أن أزمة السبت في طريقها إلى الحل على قاعدة التزام الاحتلال بما عليه من تعهدات.
وأوضح أن 801 شاحنة دخلت غزة بزيادة 200 شاحنة عن المنصوص عليه وحديث عن دخول خيام وكرفانات ومعدات ثقيلة خلال أيام، واصفا ما يحدث بأنه "مناورة صعبة وسير على حافة الهاوية.. كادت تكون حمراء الأسد ".
من جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق: "الحمد لله ثم الحمد لله، دخلت عشرات الشاحنات المحملة بالخيام إلى شمال غزة قبل قليل".
ونقل عن وسائل إعلام إسرائيلية قولها: إن هناك نقاشا داخليا للسماح بالبيوت المتنقلة "الكرفانات"، ولكن بدون ضجة إعلامية كبيرة، حتى لا يظهر ذلك وكأنه تنازل لصالح المقاومة، التي أحسنت اختيار التوقيت رغم الظرف الدولي العصيب.
وأوضح أبو رزق، أنه حتى الآن لم يدخل أي كرفان، ولكن هناك وعودا بحل الأزمة خلال أيام، بالتزامن مع ضغوط عربية لاستمرار التهدئة ورفض مخطط التهجير، واصفا الأيام بأنها "عصيبة وحاسمة".
وكتب الباحث حذيفة عبدالله عزام: "أستطيع القول بأن الأنباء الواردة حتى اللحظة تفيد بأنهم جثوا على ركبهم في المفاوضات ولكن القومَ غُدُر ولا يؤمن مكرهم وأولياء الله حذِرون نبِهون يقظون والله أسأل أن يحفظهم وأن يوفقهم".
بدوره، لفت الباحث فراس أبو هلال إلى أن الاحتلال أوصل عبر الوسطاء للمقاومة أنه سيلتزم بالبروتوكول الإنساني لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار إلى حصول زيادة في المساعدات التي تدخل غزة خلال اليومين السابقين، ودخل أكثر من 12 ألف خيمة يوم الثلاثاء (أمس) عبر معبر زكيم.
وتساءل أبو هلال: "لماذا وافق الاحتلال على تفعيل البروتوكول الإنساني؟ هل هي حسن نية؟ هل هي صحوة ضمير مفاجئة؟"، مجيبا بالقول: "بالتأكيد لا، بل لأنه اضطر تحت ضغط المقاومة التي استخدمت أوراق قوتها القليلة."
وأكد أنه لا يمكن لأي طرف أن يحقق أهدافا سياسية سواء داخليا أو خارجيا دون استخدام أوراق قوته.
وقال المحلل السياسي ياسين عزالدين: "يبدو أن مشكلة الصفقة في طريقها للحل بعد بدء الاحتلال برفع قيوده على دخول المساعدات، ستتأكد الأمور أكثر خلال اليوم وغد".
وأضاف: "إن خضع الاحتلال فهذا مؤشر جيد لاقتراب عملية إعادة إعمار غزة وإفشال خطة ترامب بحيث ينقلب السحر على الساحر".
لا للحرب
من جهته، قال القيادي في حماس محمود المرداوي: إن نتنياهو لن يكرر خطأه السابق في عمليات التبادل، حين رفض صفقة تضمنت 8 أسرى مصرّا على 10، قُتل معظمهم لاحقًا بقصف الجيش.
وقال: إن نتنياهو هذه المرة، لن يجازف بـ9 جنود محتجزين، فمن جهة لا يريد إحراج ترامب، ومن جهة أخرى لن يفوّت فرصة استعادتهم وسيسعى لتنفيذ الاتفاق والقبول بتنفيذه حرفا ونصا، كما وقع .
وشدد السياسي فايد أبو شمالة، على أن إسرائيل لن تعود إلى محاربة أهل غزة ثانية بنسبة 99 بالمئة، وغزة لن تطلق النار على إسرائيل في هذه المرحلة، ولن تغلق المعابر في وجه المواد الإغاثية والإنسانية، وستظل وسيلة الضغط الوحيدة على أهل غزة هي إعمار غزة!
ورأى أن الآن يأتي دور البلاد العربية، قائلا: "أما حديث الرئيس الأميركي ترامب عن تهجير أهل غزة فهو حديث هراء، لن يخرج من حدود أميركا".
الاحتلال يرضخ
فيما رأى الصحفي محمد جمال عرفة، أن تهديدات حماس بتعليق تسليم الأسرى الصهاينة يبدو أنها جاءت بنتيجةٍ، مشيرا إلى خروج أنباء عن بدء دخول الكرفانات وأعداد أكبر من الخيام إلى قطاع غزة.
ولفت إلى أن إسرائيل بعثت رسالة إلى حماس عبر الوسطاء مفادها أنه إذا التزمت حماس بالاتفاق وأفرجت عن ثلاثة أسرى يوم السبت، فإن إسرائيل أيضا ستواصل تنفيذ الاتفاق من جانبها.
وأوضح عرفة، أن الوسطاء قدموا ضمانات لحماس أن إسرائيل ستسمح بإدخال البيوت المتنقلة والخيام والمعدات الثقيلة بشكل تدريجي، كما هو متفق عليه في الصفقة، وكما اشترطت حماس قبل المضي في تسليم الأسرى.
وأكد أنه ليس بإمكان إسرائيل معاودة الحرب رغم التهديدات، قائلا إنهم يخططون فقط لتشجيع التهجير عبر منع إدخال أي مواد إغاثة فعلية مثل المعدات الثقيلة لرفع الأنقاض والخيام والمنازل الجاهزة ومعدات إصلاح الكهرباء والوقود وغيرها.
بدوره، عرض الكاتب أحمد عبدالعزيز، خبرا عاجلا نقل فيه مراسل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله: نقلنا إلى حماس رسالة أننا ملتزمون بتنفيذ الاتفاق إذا التزمت الحركة به، واصفا ذلك بأنه "جثو على الركب، بعد تهديد حماس".
وكتب غسان حمدان: "بعد تهديد حماس بتأجيل الاتفاق جراء خرق بنوده من اللي ما يتسموش واستعدادها لكل السيناريوهات.. يرضخ".
وأشار عيد الصافوطي إلى أن "إسرائيل" رضخت صاغرة مذلولة بعد تهديد حماس بعدم إكمال بنود الاتفاق بسبب عدم التزام إسرائيل، مؤكدا أن ذلك بفضل الله وبعقيدة المجاهدين وثباتهم ويقينهم على الله.
فيما قال الأكاديمي العماني حمود النوفلي، إن الكيان يرضخ وهو صاغر لأوامر القسام ويبدأ في إدخال شاحنات الخيام، مشيرا إلى أن شاحنات الكرفانات ستدخل غدا.
وأكد أن زوبعة التهجير هدفها تجاري بحت، فكل دولة تريد أن تكسب من 60 مليار للإعمار في تنشيط شركاتها، والخلاف بين دولتين عربيتين، متوقعا أن مصر ستكسب الإعمار.
وعطفا على ذلك، قال النوفلي: "هل تعلم أن بيان الظهر من البطل أبو عبيدة بوقف تسليم الأسرى إلى حين إدخال الخيام والكرفانات لغزة تسبب في هزة بالبيت الأبيض فخرج ترامب مهددا، وهزة في تل أبيب جعلت الكبينت الصهيوني يجتمع 4 ساعات، وهزة مع الوسطاء فتحركوا.. وبالنهاية رضخوا ووافقوا على إدخال ما طلبته القسام".
وأشار الناشط خالد صافي، إلى أن غزة وصلها بأثر رجعي أعلى معدل شاحنات والتزم الاحتلال لأول مرة بما تم الاتفاق عليه، موضحا أن إجمالي الشاحنات التي دخلت: 801، وأن الإجمالي إلى الشمال: 231، ومن معبر بيت حانون: 139، ومن مستعمرة زيكيم: 92.
ولفت إلى أن إجمالي ما وصل إلى الجنوب: 570 بما في ذلك 10 غاز و 29 وقود، قائلا: إن ترجمة ذلك: "رضخ الاحتلال".
شروط المقاومة
وإشادة بحركة المقاومة الإسلامية، قال شحاتة الكويري: إن حماس المعني الحقيقي لمقولة، “من ابتغى العزة في غير الإسلام أذله الله”, مشيرا إلى أن دولة العدو الصهيوني ومن خلفها بلطجي العالم أميركا رضخت بعد إعلان حماس الالتزام بالبروتوكول الإنساني.
فيما كتب رئيس تحرير صحيفة وموقع وطن نظام مهداوي: "ببساطة شديدة، وبدون فذلكات، مازالت المقاومة في غزة تفرض شروطها، وتحدد ما تراه في مصلحة شعبها".
وأكد أن طوفان الأقصى لا ينتهي إلا بانتهاء إسرائيل نفسها، لافتا إلى أن الاحتلال اغتال السنوار وهنية والعاروري والضيف وكثيرا من القادة، لكنهم لم ينتصروا، وهدموا غزة، قتلوا، أبادوا، أجرموا، ورغم ذلك لم ينتصروا، وقالوا إنهم أضعفوا المقاومة وقتلوا الكثير من عناصرها، ومع ذلك لم ينتصروا.
استنكر مهداوي، أن الأنظمة العربية، في غاية الضعف والارتهان، بينما الشعوب، إن أرادت، قادرة فعليًا على إنهاء إسرائيل وإفشال المشروع الأميركي الصهيوني الساعي إلى الهيمنة على المنطقة، وعلى العالم العربي تحديدا.
وأكد المغرد نبيل، أن رسالة أبو عبيدة الأخيرة وصلت إلى الجميع فلخبطت حساباتهم وخلطت أوراقهم فكانت الصدمة التي تمثلت بالعشوائية في تصريحات ترامب وحلفاؤه العرب وأعادت نتنياهو وحكومته المتطرفة إلى صوابهم مرغمين بتنفيذ الاتفاق حسب جدوله الموضوع.
وقال الصحفي مروان صايغ: إن حماس تفرض شروطها وبأثر رجعي كما اشترط الأخ المجاهد أبو عبيدة وتذل الجميع، مشيرا إلى أن ذلك “غصب عن الاحتلال وغصب عن معتوه البيت الأبيض والنتن الصهيوني ودرس للصهاينة العرب الخونة.”