مع تدهور صحته.. هذه أبرز الأسماء المرشحة لخلافة "فتح الله غولن"

12

طباعة

مشاركة

تحدثت وكالة الأناضول التركية، عن ظهور خلافات داخل منظمة "غولن" المصنفة إرهابية في تركيا، مع الحديث عن تدهور صحة زعيمها المقيم في الولايات المتحدة منذ 1999.

وأشارت الوكالة إلى وجود نزاعات حول القيادة بعد تدهور صحة "فتح الله غولن" (82 عاما) في الآونة الأخيرة، متحدثة عما أسمتها "الفرق الخمسة المختلفة" التي تشكلت داخل المنظمة نتيجة لهذا الخلاف. 

وقال الكاتب نديم شينير إنه "بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذتها منظمة غولن ضد الحكومة التركية في يوم 15 يوليو/ تموز 2016، أجرت القوات المسلحة التركية وجهاز المخابرات الوطني والمديرية العامة للأمن والدرك عمليات تطهيرية واسعة النطاق، استنزفت فيها الموارد البشرية والاقتصادية للمنظمة".

صراع الزعامة

وتشهد المنظمة المعروفة في الداخل التركي باسم "فتو" اليوم تفككا وصراعا داخليا من أجل الزعامة، وفق الكاتب. 

وأردف: "بات الجانب المظلم للمنظمة مفهوما بشكل أفضل بعد ظهور الفساد وحوادث التحرش والاغتصاب والخلافات في تقاسم الموارد المادية عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016".

وقد أدت مشكلات عديدة لحدوث تفكك داخل هيكل المنظمة، حيث ازداد جشع أعضائها للمناصب، وأسيء استخدام سلطتها في المصالح الشخصية، وجرى اختلاس أموال التبرعات وغيرها من الأزمات. 

وقبل كل شيء، أدت الحالة الصحية المتدهورة لغولن إلى الصراع للاستيلاء على إدارة المنظمة، حاملة عملية التفكك إلى أبعاد واضحة.

ومع أن هذه الأمور سبق أن حصلت في الماضي، إلا أن أعضاء المنظمة لم يناقشوا ذلك نظرا لأن زعيمهم كان بصحة جيدة ولا يزال محافظا على سلطته، وفق قوله.

وتابع أن أسباب الخلافات الداخلية هي؛ عدم معاقبة المسؤولين عن محاولة الانقلاب الفاشلة، وتنفيذ أشخاص من الإدارة العليا عمليات فساد مالية مثل اختلاس وسرقة تبرعات وموارد المنظمة.

وكذلك سرقة أسئلة الامتحانات الوطنية وتمريرها إلى أعضاء المنظمة، بالإضافة إلى حدوث علاقات غير شرعية وفضائح أخلاقية صدرت من ذوي المناصب العليا داخلها.

ناهيك عن الأعضاء المنشقين الذين أدلوا بشهادتهم ليستفيدوا من قانون الندم (تسليم أنفسهم والاعتراف بالتهم مقابل تخفيف العقوبة)، بحسب الكاتب.

وبين أن أعضاء التنظيم انقسموا إلى 5 مجموعات مختلفة مهيئين أنفسهم لموت زعيم التنظيم فتح الله غولن. وكانت كالتالي:

التقليديون

تجادل هذه المجموعة بأن "تعاليم الزعيم غولن، المنافية أيضا لدين الإسلام، لن تتغير أبدا؛ وأنه لا يزال على حق حتى في هذه المرحلة، وأن الزمن سيُظهر ذلك"، وفق الكاتب.

كما دافعت المجموعة عن الزعيم غولن بأنه لم يكن المتسبب بتلك الأخطاء، متفائلين بمقولة؛ "على الرغم من أن هذه الحركة تبدو كأنها انتهت في تركيا حاليا، فإنها مستمرة في الخارج".

ويرون أن المستقبل سيُبنى على أسس غولن بغض النظر عن الأخطاء الشخصية، ويحاولون اليوم إبقاء المنظمة على قيد الحياة مع هذه الأطروحة.

وعلى الرغم من أن المجموعة ليس لديها قائد محدد، فإن إسماعيل بويوكجليبي هو من يترأسها كما يبدو. 

بالإضافة إلى أنها تتجاهل كل حوادث الفساد والمضايقات والاغتصاب والمخالفات والأمور المماثلة التي تحدث داخل المنظمة في سبيل وحدتها.

وتابع الكاتب: "على الرغم من أنهم يبدون موالين لغولن، فإن استمرار النظام الحالي بمثابة استمرار لسلطتهم".

ويظن أن لكل من أعضاء هذه المجموعة مجموعات أخرى بديلة يذهب إليها في حالة وفاة غولن.

المبتدعون

مع تكرار ولائها مرارا وتكرارا من خلال عدم انتقاد زعيم منظمة غولن بشكل مباشر، تجادل هذه المجموعة بأن التقليديين فشلوا في اللحاق بروح العصر وأنهم مسؤولون بشكل كبير في تضليل زعيم "فتو".

 كما ينظر المبتدعون إلى التقليديين على أنهم السبب الرئيس في الانقسامات الكبيرة على مستوى القاعدة وانعدام الثقة الكبير في قمة المنظمة.

وأشار الكاتب إلى أنها مجموعة سريعة التشكّل ليس لها قائد بعد. وأضاف أن نقطة قوتهم تكمن في اكتسابهم لمؤيدين وقدرتهم على إنشاء تعاطف تجاه قضيتهم في قاعدة المنظمة يوما بعد يوم.

ويدافع أفراد هذه المجموعة عن بعض القضايا مثل إنشاء هيكل جديد قائم على نظام الجدارة والمؤهلات.

وكذلك تأسيس نظام قابل للتدقيق وقائم على الشفافية، ومحاسبة المتورطين في الفساد وتسريب أسئلة الامتحانات، وضرورة التحقيق بشأن المسؤولين عن الانقلاب.

مصطفى أوزجان

جرت ترقية مصطفى أوزجان إلى منصب "إمامة إسطنبول" في المنظمة عام 1992، ثم "إمامة تركيا" عام 2003. 

وأصبح أوزجان، الذي كان أقرب شخص إلى الزعيم غولن، رئيسا لـ "مجموعة شركات كيناك" ليصبح مدير أموال المنظمة.

 وأقام غولن علاقة مختلفة مع مصطفى أوزجان عما فعله مع الموظفين الأساسيين في المنظمة. 

ففي بعض الأحيان كان مصطفى أوزجان بيدق الزعيم، وفي أحيان أخرى استخدم هذا لشخص، رئيس غولن كبيدق.

وقد سبق وأدار مصطفى أوزجان رؤوس الأموال الهائلة للمنظمة، حيث إنه كان مسؤولا عن الشؤون المالية لها لسنوات طويلة.  

وخلال الفترة التي قضاها في منصب "إمامة تركيا" و"إمامة الشرق الأوسط"، أصبح ذا سمعة جيدة داخل المنظمة وشكل فريقا جادا تابعا له من خلال قوته الاقتصادية وبدعم من المدرسة الألمانية أيضا.

ومع القوة التي يملكها في يده، قدم الدعم الاقتصادي للعديد من قادة وأئمة التنظيم. وبمرور الوقت، أصبح قائدا محتملا له وإن لم يعارض فتح الله غولن علنا.

وقد نفذ أوزجان عملية قيادية من خلال استخدامه قوته الاقتصادية التي كانت كافية حتى لجذب عادل أوكسوز، الذي كان يعمل مع بربروس كوجاكورت، إلى صفّه.

بربروس كوجاكورت

ترأس هذه المجموعة بربروس كوجاكورت، المسؤول عن جميع عمليات المنظمة غير القانونية خلال الثلاثين إلى الأربعين عاما الماضية، وفق وصف الكاتب.

وأردف: "تشكلت المجموعة من أولئك الذين شاركوا في الهيكل الخاص للمنظمة لفترة طويلة، بعد اطلاعهم على الكثير من المعلومات والعلاقات السرية".

وكان الاعتراض الأساسي لهذه المجموعة هو تجاه مجموعة مصطفى أوزجان، حيث يقولون إن الأخير وفريقه صادروا كل الأموال. 

ونظرا لأن الموارد المالية المهمة للمنظمة وهي “بنك آسيا"، و"مجموعة شركات كيناك"، و"توسكون" تحت سيطرة مصطفى أوزجان، فإنهم يعتقدون أن الأموال يُساء استخدامها.

وبين أنه ولهذا السبب، أعلنت المجموعة أن التنظيم قد تدهور وأنهم حملوا مصطفى أوزجان وفريقه مسؤولية تحوله إلى هذا النحو.

وأضاف الكاتب أن هناك صراعا خطيرا على السلطة بين هاتين المجموعتين، وفق تقديره.

"مع الأقوى"

ذكر الكاتب أن هذه المجموعة تنتظر وتعمل فقط مع الأقوى وأنه "لن يكون من الصواب أن نطلق عليهم تكتلا منظما".

فعلى وجه الخصوص، يجرى تضمين الأشخاص الذين يشكلون آراء مثل الصحفيين والأكاديميين الأعضاء الذين فروا إلى الخارج في هذا التكتل.

وأضاف أنهم غير قادرين على اتخاذ موقف واضح ضد الجماعات المتصارعة. 

كما "يحاول الكثير منهم إيجاد حل وسط من خلال الكتابة والقول بأن الخلافات تضر بالمنظمة".

وباستثناء عدد قليل منهم، يتجنب أفراد هذه المجموعة اتخاذ موقف ضد مجموعة مصطفى أوزجان. 

وتتكون هذه المجموعة من أفراد يُنظر إليهم على أنهم يتصرفون وفقا لمسار الصراع على السلطة والقيادة.

تضييق الخناق

من الأمور المثيرة للفضول هي إذا ما كان أعضاء "غولن"، الذين يعملون بشكل مريح في الولايات المتحدة والدول الأوروبية، سيجرى تسليمهم إلى تركيا؛ أو كيفية تأثير السياسة الخارجية الجديدة لتركيا على هذا الملف.

وشدد الكاتب على أن الموقف الشخصي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي استهدفته المنظمة سابقا، حاسم للغاية.

كما سلط الضوء على شخصية أخرى ذات موقف حاسم أيضا وهو رئيس المخابرات التركي السابق ووزير الخارجية التركي الحالي "هاكان فيدان".

وبالنسبة لهاكان فيدان، فإن الحرب ضد "فتو" مسألة شخصية، إذ جرى استهدافه بشكل مباشر من قبل المنظمة منذ عام 2012.

فقد حاولوا اعتقاله مرة في 7 فبراير/شباط 2012، ومرة في مخطط إيقاف شاحنات المخابرات التركي في عام 2014. 

كما هاجموا مبنى وكالة الاستخبارات التركية في ليلة 15 يوليو 2016 وحاولوا قتل فيدان نفسه.

أوضح الكاتب أن هذا الإطار سيكون حجر الزاوية الأهم والأخير لمحاربة منظمة غولن في الفترة الجديدة.

وسلط الضوء على تصريح هاكان فيدان في أول بيان له عندما تولى منصبه كوزير للخارجية، حيث شدد أنه سيضيق الخناق على منظمة غولن.

وقال لاحقا: "سواء كان اسمها فتو، أم حزب العمال الكردستاني، أم حتى تنظيم الدولة، فلن ندع أيا من المنظمات الإرهابية والقوى التي تقف وراءها تفتح أعينها في بلدنا وفي منطقتنا، لن نترك أي جحر لهم ولن ندعهم يتنفسون".

وأضاف الكاتب مختتما أن الفترة التي ستضطر فيها القوى التي تقف وراء هذه المنظمات الإرهابية إلى قطع دعمها عنها والتعاون مع تركيا قادمة لا محالة.