رغم تقارب القيادة.. إعلام عبري ينتقد غياب "طوفان" الإماراتيين نحو إسرائيل
تواصل الإمارات توقيع الاتفاقيات وتبادل الزيارات مع إسرائيل دون أي تطور في عملية التطبيع على الصعيد الشعبي في الدولة الخليجية والمنطقة العربية.
وتجري صناديق أبوظبي بقيادة "القابضة ADQ" محادثات لشراء حصة تبلغ قيمتها نحو 855 مليون دولار في شركة الخدمات المالية الإسرائيلية "فينكس غروب" (Phoenix Group) في ظل توسع الإمارات في البلاد بعد تطبيع العلاقات قبل عامين.
وذكرت صحيفة "دافار" العبرية أن صندوق الاستثمار الأميركي الذي يمتلك كبرى شركات التأمين الاسرائيلية "فينكس" وافق على بيع حصصه في الشركة لصندوق ADQ، التابع لإمارة أبوظبي وذلك مقابل مبلغ 2.3 مليار شيكل إسرائيلي (حوالي 700 مليون دولار).
بانتظار التصديق
وقالت الصحيفة إن مذكرة تفاهم وقعت بين الشركتين أخيرا، وبانتظار تصديق سلطة سوق المال الإسرائيلية على إقرار الصفقة بشكل نهائي.
فيما تعد شركة "فينكس" كبرى شركات التأمين الإسرائيلية، وتدير ممتلكات تصل قيمتها إلى 364 مليار شيكل (أكثر من 100 مليار دولار أميركي).
وباع مالك الشركة "إسحاق تشوفا" حصته منها أخيرا بنسبة 33 بالمئة من الأسهم إلى صندوق "سينتر بريدج وغلاتين كابيتال" الأميركي.
في حين ستشتري حكومة أبوظبي الآن ما نسبته 25 إلى 30 بالمئة من أسهم الشركة، وذلك ضمن تطلع إلى شراء المزيد من الحصص لاحقا.
وقالت الصحيفة إن سلطة رأس المال الإسرائيلية رفضت في السابق بيع أسهم من الشركة لصناديق حكومية صينية، وذلك خشية تسرب معلومات الزبائن الى الحكومة الصينية.
وبنظرة تاريخية، وقعت الإمارات، في 15 سبتمبر/أيلول 2020، على اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، عرفت في حينها باتفاقيات "أبراهام".
وشملت تلك الاتفاقيات تطبيعاً للعلاقات بين الإمارات والبحرين والمغرب والسودان من جهة، والاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى.
بينما وقعت الإمارات وإسرائيل على عدة اتفاقيات تجارية تصل قيمتها إلى عشرات المليارات من الدولارات، وخاصة في مجال خصخصة الموانئ وقطاع الاتصال والتكنولوجيا الفائقة.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن ADQ يعد أحد الصناديق المالية السيادية لأبوظبي والذي تمتلكه عائلة "آل نهيان"، إحدى أغنى العائلات على مستوى العالم، ولديهم رأس مال يصل إلى مئات المليارات من الدولارات.
وبينت أنه على الرغم من مكانة إمارة دبي في اتفاقيات إبراهام، فإن أبوظبي تعد العاصمة الاقتصادية والسياسية الأقوى للإمارات، حيث يدير طحنون بن زايد آل نهيان الصندوق المذكور.
فيما تعد أبوظبي المصدر الأول للنفط في الإمارات، والذي يمثل 96 بالمئة من مجموع النفط المصدر من الدولة. وأشار تقرير الصحيفة إلى أن أبوظبي دعمت دبي في أعقاب الأزمة المالية عام 2008.
وتبلغ مساحة أبوظبي 17 ضعف مساحة دبي، ويصل تعداد سكانها إلى 1.5 مليون نسمة، وهو عدد أقل من نصف سكان دبي.
فيما يعد طحنون (53 عاما) ابنا للعائلة الملكية في أبو ظبي، وهو شقيق رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان.
هذا بالإضافة إلى كونه مستشار الأمن القومي للإمارات، ويدير بنك (FAB) الذي يعد الأكبر في أبوظبي.
تطبيع حكومات
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة "دي ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية تقريرا لها حول تطور اتفاقيات إبراهام مع الإمارات على صعيد التبادل السياحي بين الجانبين.
أشارت إلى أنه في مقابل آلاف الإسرائيليين الذين ارتادوا الإمارات منذ التوقيع على الاتفاقيات، فإن المواطنين الإماراتيين غير متحمسين لزيارة إسرائيل.
وبينت الصحيفة أن الظاهرة بدت في قلة عدد السياح الإماراتيين الوافدين إلى إسرائيل خلال العامين الماضيين.
وهو ما جعل الصحيفة تشبه ذلك باتفاقيات السلام التي أبرمت مع الأردن ومصر وتركيا، إذ بدأ السلام من الأعلى بين الحكومات، ولم يتسلل إلى علاقات ودية بين الشعوب حتى الآن.
وجاء في التقرير أنه من الممكن تفسير ضعف السياحة من الأردن ومصر لإسرائيل بتكاليف تلك الرحلات، مقارنة بمتوسط دخل الفرد في تلك الدول.
إلا أن هذه الحالة لا تنطبق على مواطني الإمارات الذين يتمتعون بدخل مرتفع للغاية، وفق قول الصحيفة.
وتابعت: "كنا نتوقع طوفاناً بشرياً من الإماراتيين المتلهفين لزيارة المسجد الأقصى والتمتع بعراقة المكان ومكان عروج النبي محمد إلى السماء، إلا أن هذا لم يحصل لعدة أسباب".
وعددت الصحيفة عدة أسباب لضعف السياحة الإماراتية والبحرينية إلى إسرائيل؛ وعلى رأسها حالة العداء الفلسطينية للتطبيع العربي مع الاحتلال.
إذ شهد الداخل الفلسطيني عدة حالات تعرض فيها الإماراتيون لمواقف محرجة، خاصة بعد طرد بعضهم من باحات المسجد الأقصى إثر وصولهم بحراسة إسرائيلية.
كما ذكرت الصحيفة أن ارتفاع الأسعار في إسرائيل يعد أحد أسباب عزوف الخليجيين عن السياحة، وذلك في مقابل أسعار تبدو مقبولة في الإمارات أمام سياحة الإسرائيليين، وفق تقديرها.