بوتين يعين "جزار حلب" لإنهاء حرب أوكرانيا.. ما احتمالات تغير مسارها؟

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

تحدثت صحيفة الإسبانيول عن المنعرج الذي اتخذته حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا بعد تعيينه سيرجي سوروفيكين أحد جزاري حلب على رأس عمليات حملته. 

و"سوروفيكين" عسكري مخضرم، أطلق النار على ثلاثة متظاهرين عام 1991 وقاد الحملة العسكرية الروسية في سوريا عام 2017.

وقالت الصحيفة الإسبانية، إن الخطوات الأخيرة التي اتخذها بوتين فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، أثارت العديد من ردود الفعل، خاصة بعد موجة التفجيرات التي استهدفت مدنيين خلال أكتوبر/تشرين الأول 2022.  

مرحلة جديدة

وهنا يظهر موقف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي يقود نشاطا دبلوماسيا دوليا مكثفا هذه الفترة، بما في ذلك المفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان. 

ونظرا لشدة وخطورة هذه الاعتداءات، أكد ماكرون أن "الحرب دخلت مرحلة جديدة". وفي واقع الأمر، يبدو أن استهداف السكان المدنيين كان بمثابة إستراتيجية بوتين في بداية غزوه.

وأضافت الصحيفة أن "حرب الاستنزاف"، أي العنف المفرط ضد مراكز السكان المدنيين لإثارة الذعر ودفع العدو إلى الاستسلام، كانت الإستراتيجية المفضلة للكرملين في مارس/آذار وأبريل/نيسان 2022.  

ونوهت الإسبانيول بأن هذه الإستراتيجية عادة ما يستخدمها قادة الحرب عندما يقتربون من الهزيمة. 

لكن، عندما بدا للعالم أن بوتين يوشك على الانتصار، أمر مستأجر الكرملين بقصف كييف، وشنّ المذابح في بوتشا، وإطلاق الصواريخ على مستشفيات رعاية الطفل والمسارح في ماريوبول، المليئة بالعائلات المشردة، أو اقتراف مجزرة محطة سكة حديد كراماتورسك.

في ظل هذه الظروف، يمكن القول إن الحرب تعود إلى نقطة الصفر. وفي الحقيقة، هذا ما كان "صقور" النظام يطالبون به في وسائل الإعلام المختلفة منذ سقوط جبهة خاركوف، ولاحقا في شمال خيرسون، مما جعل من المستحيل الاستمرار في الدفاع عن نظرية الانتصار الروسي البطيء.  

حتى الرئيس السابق دميتري ميدفيديف لا يتوقف عن الإصرار على التهديد النووي كلما سنحت له الفرصة، مرددا أن الغرب هو الذي لا يترك لهم أي خيار سوى تصعيد ردهم العسكري.

وأوضحت الصحيفة أن حرب بوتين اتخذت منعرجا جديدا خلال أكتوبر. في الواقع، هناك عامل مشترك بين استخدام الأسلحة غير التقليدية، وهي خطوة من شأنها أن تقود روسيا إلى كارثة، والتقاعس الواضح في الأشهر الأخيرة.

ربما كان انفجار جسر مضيق كيرتش (لم يعرف من يقف خلفه ووجهت روسيا أصابع الاتهام إلى أوكرانيا) خلال أكتوبر في شبه جزيرة القرم بمثابة ذريعة، بحسب تقدير الصحيفة. 

لكن ما يكمن وراء هذه الهجمات التي استهدفت المدنيين في مختلف المدن الأوكرانية هو في الواقع ليس إلا تكتيكا لرجل اكتسب سمعة في العالم العسكري بسبب قسوته وافتقاره إلى أدنى وازع: ألا وهو الجنرال سيرجي سوروفيكين. 

"الجنرال هرمجدون"

وأوردت الإسبانيول أن سوروفيكين اتخذ سمعة سيئة بعد حملته الإرهابية في حلب خلال الحرب الأهلية السورية. 

كان سوروفيكين، إلى جانب ألكسندر دفورنيكوف، أحد المسؤولين عن القصف المستمر لثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في سوريا والتي لجأ إليها معظم أعداء نظام بشار الأسد. 

وأسفرت تلك التفجيرات عن مقتل مئات المدنيين، بينهم أطفال، والتي استهلت عملية وحشية استمرت عامين شملت استخدام الأسلحة الكيماوية باستمرار.

وأضافت الصحيفة أن سوروفيكين يتمتع أيضا بخبرة كجندي في أفغانستان وطاجيكستان والحرب الشيشانية الثانية. 

ومنذ فترة المراهقة، كلما احتاج الاتحاد السوفيتي أو روسيا إلى شخص دون شفقة لدفع أوامر رؤسائه إلى أقصى حد، كان سوروفيكين موجودا.  

في الحقيقة، يشير تعيينه في أكتوبر، قائدا أعلى للقوات الروسية في أوكرانيا، بدعم ضمني من يوجيني بريغوزين، مدير مجموعة فاغنر للمرتزقة، بالفعل إلى عودة محتملة لأسوأ أساليب الكرملين في الحروب.

أما السؤال الذي يطرح هنا، فيتمثل في "ما الخطوات التي يمكن لسوروفيكين أن يتخذها، والتي تجاهلها دفورنيكوف من قبل؟". 

في الحقيقة، يبدو تعيينه كأنه تغيير تجميلي، وانتقال إلى أكثر الجماعات قومية حول الكرملين، بحسب تقدير الصحيفة. 

ومنذ تعيينه، بدأ "الجنرال هرمجدون"، كما وصفته الصحافة البريطانية، رحلته في أوكرانيا بهجوم قاس، لكن يبدو أنه غير فعال من وجهة نظر إستراتيجية بسبب عدم تحديد حجم الضرر. 

وإذا كان قصف مناطق المدنيين بالفعل غير أخلاقي، فهو غير ضار من الناحية العسكرية. علاوة على ذلك، لا علاقة له لما فعلته أوكرانيا، أي تدمير الممر الرئيس لإمدادات القوات من شبه جزيرة القرم إلى خيرسون وزابوريزهيا وجنوب دونيتسك.

 لكن، هذا التطور يمكنه أن يغير مسار الحرب على الجبهة الجنوبية، وفق تقديرها. 

قبيل الهزيمة 

وأشارت الإسبانيول إلى أن الخيارات التي تبقت بيد روسيا خلال هذه المرحلة من الاستنزاف، قليلة.

 ومن بين هذه الخيارات، استخدام الكرملين الهجمات الحادة والفتاكة ضد المجموعة التي يمكن أن تقرر القتال على الأرض، أي المدنيين، أو فعل ذلك لغرض وحيد يتمثل في تخويف السكان والحكومة التي تشعر بالهلع بالفعل.  

حتى الآن، كل ما نعرفه عن هجمات أكتوبر هو أنها تؤثر على السكان المدنيين: الناس يحترقون في السيارات، أو محاصرون تحت الأنقاض، ودون كهرباء، ودون ماء أو حتى إمدادات أساسية، لكن، على طول الطريق، لم تسترد روسيا شبرا واحدا. 

وتقول الصحيفة: "عموما، ستعتمد عواقب هذا التغيير المزعوم في التكتيكات على قدرة سوروفيكين على التعلم من أخطاء الماضي وإنفاق صواريخه على أهداف عسكرية". 

ونوهت بأن موارد روسيا ستكون دائما محدودة أكثر مما تعترف به علنا. وفي الحقيقة، يعد مفهومها "للتصعيد" إعلاميا بحتا، يتبع منطقا يقوم على الإرهاب لا غير.

وبمعنى آخر، ستثير روسيا ضجيجا حولها قدر المستطاع، وهو ما يغطي أكبر قدر من التأقلم بالنسبة لها، والذي ينجر عنه أكبر شعور بالخطر في الغرب، وفق الصحيفة. 

وأردفت: "يبقى الهدف الوحيد، عاجلا أم آجلا، متمثلا في أن يتوقف كل من الناتو والاتحاد الأوروبي عن دعم أوكرانيا خوفا من تحركات روسية أكثر خطورة".

ونقلت الصحيفة أن المشاكل الروسية تتعلق في الواقع بنقص القوات الجاهزة ونوعية وكمية أسلحتها وقراراتها الإستراتيجية، المبنية على الكبرياء والغطرسة أكثر من التكيف مع كل لحظة وكل موقف في الحرب. 

عموما، يمكن أن ينتج عن تغيير جنرال إلى آخر أكثر وحشية دعما وطنيا هائلا، وخوفا معينا في الخارج. ومع ذلك، لا يبدو أنه سيكون له تأثير كبير على مسار الحرب نفسها.