فقدوا مروءة الجاهلية.. هجوم واسع على "مسخرة" ابن سلمان بموسم الرياض

5 days ago

12

طباعة

مشاركة

في وقت يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة للعام الثاني مرتكبا جرائم الحرب كافة لإبادة الفلسطينيين، ويفرض حصارا قاسيا على شمال القطاع، ويواصل غاراته على قرى جنوب لبنان وشرقها، تمعن السلطات السعودية في استفزاز مشاعر المسلمين.

وأقيم خلال فعاليات "موسم الرياض" الذي تنظمه الحكومة السعودية حفل راقص لعرض الأزياء للمصمم إيلي صعب وحضرته جينيفر لوبيز، وكاميلا كابيو وسيلين ديون، وفنانون عرب آخرون، واتسم العرض بالعري الفاضح والرقصات المبتذلة والإيحاءات.

وقال ناشطون إن إحدى فقرات العرض في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 تضمنت التفاف الراقصات وعارضات الأزياء حول مجسم للكعبة، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة بين المغردين والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما قال آخرون إنه يرجع إلى فعاليات موسم الرياض عام 2023.

موسم الرياض

وموسم الرياض هو مهرجان ترفيهي عالمي يقام في مدينة الرياض، وتزعم السلطات السعودية أنها تستهدف به تحويل عاصمة المملكة إلى وجهة ترفيهية سياحية عالمية، وفقا لأهداف برنامج "جودة الحياة" أحد برامج رؤية السعودية 2030.

وانطلق موسم الرياض للمرة الأولى في 2019 واستقطب أكثر من 10 ملايين زائر، وتصدرت خلاله وسوم على منصات التواصل الاجتماعي تطالب بإيقافه، وتستنكر الانفتاح غير المنضبط، ومظاهر اختلاط غير لائقة، وغير مسبوقة في تاريخ المملكة.

وانطلق موسمه الثاني في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 بعد توقفه عام 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا، وانطلق الموسم الثالث في 21 أكتوبر 2022 وحمل شعار "فوق الخيال"، ودخل حفل افتتاح موسم الرياض 2022 موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكثر حفل تُطلق فيه الألعاب النارية من طائرات بدون طيار.

أما موسم 2023 الذي نطلق في 28 أكتوبر 2023، بنسخته الرابعة فلاقى ردود فعل غاضبة؛ كونه أقيم على وقع شلالات الدماء التي أريقت في غزة وعلى وقع الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر وارتقاء آلاف الضحايا الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال.

وبلغت تكلفة "موسم الرياض 2023" قرابة 24 مليار ريال سعودي (أكثر من 6 ملايين دولار )، بحسب موقع "ترندات" المحلي، فيما وصلت أسعار التذكرة الواحدة إلى 3500 ريال سعودي (935 دولارا).

وأعرب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #موسم الرياض، #نرفض_تدنيس_بلاد_الحرمين، #الكعبة_المشرفة #جينيفر_لوبيز، عن غضبهم من تحول دولة بحجم السعودية إلى مسرح للتعري والانحطاط.

واستنكروا إقامة مجسم في الرياض يشبه الكعبة المشرفة تدور حوله راقصات ومطربات شبه عاريات، وعدوه استخفافا واستهانة بمقدسات المسلمين وشعائرهم، 

وصب ناشطون جام غضبهم على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، واتهموهما بإهانة المقدسات وانتهاك حرمة الكعبة الشريفة والإساءة لها، والخروج عن القيم التي تتحلى بها بلاد الوحي، مستنكرين صمت علماء الدين على هذه الأفعال.

صمت العلماء

بدوره، استنكر المعارض سالم القحطاني، إصدار أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، سليمان بن سليم، فتوى هاجم فيها من ينشر المنكرات ويدل عليها بحجة إنكار المنكر، وقوله إنه قد يجمع مع ذلك البُهت بأن تكون المناظر والمقاطع مصطنعة، وليس هذا من فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وعلق قائلا: "تخيل نفسك تنكر على متعرية فتأتيك فتوى بأن إثم إنكارك عليها هو أعظم عند الله من إثم تعريها"، مؤكدا أن "الجامية والمداخلة هم بوابة المسلمين إلى الكفر والإلحاد".

وذكر المحلل السياسي ياسين عز الدين، أن السلفية النجدية تعطي "الدروس" طوال عقود بحجة الخوف على عقيدتنا فيمنع التعاون مع إيران ويمنع التعامل بالحسنى مع المسيحيين من أبناء شعبنا ويمنع الاحتفال بالمولد ويمنع ويمنع.

وتابع: “ثم تأتي مواسم الترفيه في السعودية وآخرها حفل الأزياء الفاضح في الرياض (حتى بمعايير الغرب هو فاضح) لنتساءل أين مناعتهم العقائدية المزعومة؟”

وأكد عز الدين، أن السلفية النجدية فشلوا في منع المنكر بأفضح أشكاله في بلدهم، مؤكدا أن الأنظمة المنبطحة مثل الأردن ومصر وسلطة أوسلو لا يجرؤون على عرض أزياء كهذا، ليس قناعة منهم بل خوفا من شعوبهم، لكن السعودية كانت الأكثر هشاشة مجتمعيا، وتدمير الهوية والعقيدة يسير على قدم وساق.

وتساءل أحمد أبو زيد: "أين جماعة جاهد بالسنن والاستنزاه من البول من الكفر البواح في موسم الرياض ؟!، أليس كلام المغنية التي قالت : "إركع لإلهك الأنثى" كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهانا".

وواصل تساؤلاته: "أليس تعري تلك المغنية وظهور عورتها المغلظة فجورا لم تشهده أي دولة عربية أو إسلامية من قبل ويستحق التعزير الشديد الذي ينبغي أن يشهده طائفة من المؤمنين.. حتى يرتدع أمثال تركي آل الشيخ عن هذا العهر والفجور في بلاد الحرمين!!".

فاقد للمروءة

وصب ناشطون جام غضبهم على ولي العهد السعودي ابن سلمان تصريحا وتلميحا، وقال الباحث العربي مهنا الحبيل، إن "السافل الذليل من يغرق الغرب بأمواله لنشر عورتهم في معقله وهم يتبولون عليه بعد أخذ الجزية منه".

وذكر الكاتب محمد الهاشمي الحامدي، بصعود ابن سلمان فوق الكعبة المشرفة أول حكمه، وتصميمه لمجمع ترفيهي ضخم في الرياض على شكل الكعبة المشرفة، وطواف عارضات الأزياء حول مجسم للكعبة في موسم الرياض، والغناء بملابس السباحة أمام الجمهور في الرياض.

وأكد أن "ابن سلمان ماضٍ في تطبيق تعهده بإعادة السعودية كما كانت من قبل"، متسائلا: "أي (قبل) يقصد يا ترى؟".

وقال سعيد العنزي، إن "كفار قريش كانوا يحترمون بيت الله، ولكن ابن سلمان يسيء للكعبة المشرفة فلا يملك مروءة الجاهلية ولا أخلاق الإسلام".

مجسم الكعبة

وإعرابا عن الغضب والاستياء من مشهد عارضات الأزياء في الرياض وهن يطفن حول مجسم يشبه الكعبة المشرفة، قال الخبير الاقتصادي مراد علي، إنه "مشهد صادم ويعبر عن استخفاف بشعائر الإسلام".

وأضاف: "ربما لا يفهم إيلي صعب مصمم الأزياء الماروني المسيحي مدى استياء المسلمين من محاكاة الطواف بعارضات عاريات، لكن كان يجب على المسؤولين عن موسم الرياض في السعودية أن ينبهوه لخطورة الأمر".

واستنكر المفكر العربي تاج السر عثمان، تقديم مجسم في الرياض على هيئة الكعبة المشرفة تطوف حوله طائفات شبه عاريات على هيئة الطائفين وضيوف الرحمن، متسائلا: “ما الهدف من هذا الاستفزاز؟”

وتعجب الناشط الحقوقي أسامة رشدي، من تخصيص مجسم على هيئة الكعبة المشرفة تطوف به العارضات الكاسيات العاريات، متسائلا: "إلى أي مدى وصل انحطاط النظام السعودي مع المقدسات الإسلامية".

وقال: "نفهم أن هناك قمعا واستبدادا وإرهابا يمارسه ابن سلمان على العلماء والمصلحين في البلاد، لكن الاستفزاز هنا هو للعالم الإسلامي كله عربه وعجمه، ويسقط أهلية آل سعود لخدمة وحماية الحرمين الشريفين".

وأضاف: "بينما تتجه أنظاره الجميع للتهديدات الصهيونية للمسجد الأقصى المبارك، يلفت نظرنا ابن سلمان أن الكعبة المشرفة نفسها والحرمين الشريفين باتوا في دائرة الخطر".

وحذر الباحث التاريخي حسين سبعاوي، من أن هذا التلاعب والاستفزاز بمشاعر المسلمين له ما بعده، ولن ينفعهم حثالة الجامية بالتبرير، متسائلا: “متى يسكت المدافعون عن ابن سلمان وآل سعود!؟”

آل الشيخ

وأرفق ناشطون هجومهم على ابن سلمان بالهجوم على رئيس هيئة الترفيه، مستنكرين عليهما أفعالهما وتماديهما في الإساءة لمقدسات المسلمين وتغييب الدين.

وتركي آل الشيخ (43 عاما) هو مستشار بالديوان الملكي السعودي ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة سابقا ورئيس هيئة الترفيه حاليا، لعب دورا في رفع ابن سلمان إلى سدة الحكم، هو وسعود القحطاني وأوكلت إليهما مهمة تكريس سلطته -بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية-.

وقالت الصحيفة إن آل الشيخ، تمكن من شق طريقه نحو الأمير عبر روح الدعابة والولاء الشديد، فكافأه ابن سلمان بميزانية لا حدود لها لجعل المملكة منافسا دوليا في التنس والملاكمة وكرة القدم وغيرها من الرياضات، كما بلغ طموح آل الشيخ استقدام أبطال المصارعة الحرة الأميركيين للعب على حلبات الرياض.

وتحدث تقرير نيويورك تايمز عن محاولة اختراق آل الشيخ بأمواله بلدا بحجم مصر عبر تمويل النادي الأهلي العريق، وعندما فشل في ابتلاع النادي أنشأ ناديا منافسا سماه "بيراميدز"، وأطلق قناة رياضية خاصة، لكن الجماهير تصدت لأحلامه وهتفت بشتائم لاذعة ضده لتدفعه إلى الانسحاب. 

وشغل آل الشيخ عدة مناصب رياضية منها رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم، ورئيس إدارة الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية، ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية، 

كما شغل منصب الرئيس الفخري لنادي التعاون في بريدة، والرئيس الفخري ورئيس هيئة أعضاء الشرف لنادي الوحدة في مكة المكرمة، ومالك نادي بيراميدز المصري السابق.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2018، قرر العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، إعفاء آل الشيخ من رئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في البلاد، وتعيينه رئيسا لمجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه.

ومنذ توليه هيئة الترفيه زجت السلطات السعودية في سجونها كل من تعرّض للهيئة ورئيسها بالانتقاد ورفض ممارساتها وبرامجها الترفيهية، وأفادت حسابات معروفة بمتابعتها لأخبار المعتقلين بالسعودية بأن الاعتقالات تأتي بأمر مباشر من آل الشيخ.

ومن أبرز المعتقلين شيخ قبيلة عتيبة فيصل بن سلطان على خلفية تغريدات انتقد فيها الهيئة ورئيسها، ودعا إلى أن يكون الترفيه بطريقة منطقية ومقبولة دون المس بجوهر الدين والثوابت.

وأكد ناجي الحاج، أن "ابن سلمان وتركي آل الشيخ يجاهدان بكل قوة حتى ينسفا رمزية الكعبة و يدنسا قدسيتها عند المسلمين".

وقالت سلوى أحمد موسى: "تركي آل الشيخ فوضنا فيك الأمر لله وحسبنا الله ونعم الوكيل اشتريتهم بالفلوس ولوثت أطهر بقاع الأرض عليك من الله ما تستحق"، معربة عن حزنها على ما يحصل في السعودية، ومعلنة تبرؤها منها ومن كل من يشيع الفاحشة.

الرياض وغزة

وذكر ناشطون بأن ما تشهده السعودية يتزامن مع شن الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة.

ولفت أستاذ الإعلام السياسي أحمد بن راشد بن سعيد، إلى أن "في غزة إبادة جماعية، وفي الرياض رقصة جنسية".

وقال رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ نصر الدين عامر: "لم نعد نطلب منكم احترام معاناة الناس في غزة ولبنان.. نريد فقط أن تفسروا لنا ما الذي يحدث؟!!".

وأضاف: "أيام وأنا أتابع ما حدث في الرياض من كفر بواح ولم أستطع التعليق لأني لست مستوعبا ولا فاهما ماذا يريد حكام السعودية أن يوصلوا لنا من رسالة وأين يريدون أن يصلوا بالناس هناك"، متسائلا: "هل كفروا وهل سلموا بلاد الحرمين لليهود".

وواصل عامر، تساؤلاته: “ما الذي يحدث فهمونا بكل صدق بعيدا عن السياسة أو التصييد والتوظيف والمناكفات قولوا لنا ما الذي يحصل يا جماعة وأين العقلاء ليوقفوا هذا السقوط؟”

واستنكر محمد نصار، إهدار ابن سلمان الأموال على العهر والفجور "بينما غزه تموت جوعا".