خطى متأنية.. هكذا تسعى الصين لانتزاع كازاخستان من سطوة روسيا

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكدت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية أن الصين تتقدم بخطى متأنية نحو تثبيت أقدامها في آسيا الوسطى، لا سيما بكازاخستان،  لكنها تصطدم في معركة النفوذ هناك إذ روسيا على أهبة الاستعداد.

وأوضحت في مقال للكاتبين "فلاديمير كولاجين" و"ألكسندرا نيهوتينا" أن الصين تحاول ترسيخ وجودها في آسيا الوسطى منذ 30 عاما، وكازاخستان التي هي أكبر دولة بالمنطقة، على رأس أولويات بكين هناك.

سياسة متأنية

وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من عدم تفاعل الصين في البداية مع الاضطرابات الأخيرة في كازاخستان، إلا أنها أجرت مؤخرا اتصالات مع دول آسيا الوسطى بشان هذا الملف.

وتسبب الوضع الاقتصادي المتدهور بكازاخستان في أوائل يناير/ كانون الثاني 2022 في اندلاع مظاهرات وأعمال عنف لم تشهدها منذ استقلالها عام 1991، أسفرت عن عشرات القتلى ومئات الجرحى، فضلا عن توقيف 12 ألف شخص على الأقل.

وخلال قمة منتدى الصين ودول آسيا الوسطى الخمس في 25 يناير، أعلن الرئيس الصيني "شي جين بينغ" دعمه لنظيره الكازاخستاني "قاسم جومارت توكاييف" وكشف عن مساعدات مالية لدول المنتدى.

وتزامنت هذه القمة مع الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين ودول آسيا الوسطى.

وشارك فيها رؤساء قيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وكازاخستان، وكانت الأحداث الأخيرة في كازاخستان أبرز الموضوعات المركزية للقمة.

ومن الواضح أن الصين قد حددت أخيرا تقييمها للاضطرابات الأخيرة في كازاخستان التي تعد أكبر دولة في المنطقة.

وأعرب الرئيس الصيني عن ثقته في أن نظيره الكازاخستاني سيقود كازاخستان إلى مستقبل أكثر إشراقا.

من جانبه، أكد الرئيس الكازاخستاني أن بلاده توصلت وبسرعة إلى عدة استنتاجات وانتقلت بالفعل إلى إصلاح الإدارة العامة وضمان الأمن القومي.

كما أشار إلى تكريس بلاده الكثير من الوقت للتعاون مع الصين في بناء مشروع مبادرة "الحزام والطريق الصيني"، الذي تباطأ إلى حد ما في السنوات الأخيرة بسبب جائحة فيروس كورونا.

وبحسب "توكاييف"، بلغت التجارة بين الدولتين 17 مليار دولار في عام 2021، ونصف الاستثمارات الصينية في آسيا الوسطى تأتي من كازاخستان.

بالإضافة إلى ذلك، وعدت الصين بتخصيص 500 مليون دولار لدول آسيا الوسطى دون سبب، بالإضافة إلى 50 مليون جرعة من لقاح فيروس كورونا و1200 منحة دراسية للطلاب في السنوات الثلاث المقبلة.

ونقلت الصحيفة عن مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة بجامعة الأبحاث الوطنية الروسية"فاسيلي كاشين" قوله: "كانت الصين تفضل العمل سابقا من خلال منظمة شنغهاي للتعاون، لكن بعد دخول الهند وباكستان، أصيبت بالشلل إلى حد كبير، وهذا ما يجعلها تعتمد الآن أكثر على مجموعة  5 + 1".

روسيا حاضرة

وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من الحديث طويل الأمد حول توسع نفوذ الصين في آسيا الوسطى، إلا أنه تبين بشكل عام أن دورها في الأحداث الأخيرة في كازاخستان كان أقل أهمية بكثير وغير ظاهر مقارنة بما قامت به روسيا.

فحاولت الصين في الأيام الأولى للنشاط الاحتجاجي ألا تقدم أي استنتاجات وتصريحات متسرعة، وصرح "وانغ وينبين" المتحدث باسم الخارجية الصينية، في 6 يناير أن بكين تعتبر ما يحدث في كازاخستان شأنا داخليا للبلاد وتعتقد أن سلطاتها ستكون قادرة على حل المشكلة.

 وفي نفس اليوم أرسلت منظمة معاهدة الأمن الجماعي (تترأسها روسيا) قوات حفظ السلام إلى كازاخستان.

وليست هذه المرة الأولى التي تفاجأت فيها الصين بحدوث أزمة سياسية في بلد مهم.

ويقول كاشين: "الصينيون يتصرفون بالوتيرة المعتادة. لهم مواقف سابقة توضح أنهم يعانون من مشاكل في فهم النخب السياسية في البلدان الأخرى،إلا أنهم لا يستطيعون السيطرة على الوضع. وفي كازاخستان، استغرقوا في الانتظار والتفكير فيما يمكنهم فعله، لكن روسيا كانت مستعدة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الصين، حتى بداية الاضطرابات الأخيرة، كانت تعتبر الرئيس السابق "نور سلطان نزار باييف" هو زعيم كازاخستان وليس توكاييف.

لذلك وفي الاحتفال بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكازاخستان في 3 يناير، هنأ الرئيس الصيني نزار باييف أولا، واصفا إياه بـ "الصديق القديم".

وقال إنني "أولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الصينية الكازاخية وأنا مستعد للعمل مع الرئيس الأول نزار باييف".

وفي 10 يناير، ناقش ممثلو وزارتي خارجية الصين وكازاخستان مساعي بكين في استقرار الوضع هناك.