موقع أميركي: سياسة واشنطن في سوريا تدفع تركيا وروسيا لتعزيز تعاونهما

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

أكد موقع أميركي أن الولايات المتحدة تواجه "تحديا صعبا" في سوريا، جراء التنسيق التركي الروسي المتنامي في هذا البلد.

وقال موقع "أوراسيا ريفيو"، إن "إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن بينما لا تزال في خضم مراجعة لسياسة الشرق الأوسط، كثفت روسيا انتشارها العسكري في سوريا، ولا سيما الشمال الشرقي، لإضعاف نفوذ ومصالح الولايات المتحدة في الدولة التي مزقتها الحرب".

ومنعت القوات الروسية مؤخرا مرور رتل أميركي في شمال شرق سوريا، متهمة إياه بانتهاك الاتفاقات العسكرية في البلاد، وأجبرته على العودة.

كما تعمل موسكو أيضا على صد حليف رئيس للولايات المتحدة في البلاد، وهو قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يقودها الأكراد، والتي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية تزعزع الأمن.

تهديد التوازن

وأثار قرار روسيا الأخير بسحب قواتها وعتادها العسكري لفترة وجيزة من قاعدتين في تل رفعت شمال غرب سوريا قلق "قسد"، نظرا لتقدم قوات المعارضة المدعومة من تركيا في المنطقة، والذي من المرجح أن يملأ أي فراغ ناتج عن مغادرة القوات الروسية.

وبعد الانسحاب الروسي، سمحت "قسد" للقوات التي تعمل بالوكالة لإيران بدخول المنطقة، وهو أمر لا تريده أنقرة ولا موسكو لأنه قد يهدد التوازن الدقيق الذي حققته تركيا وروسيا وإيران من خلال عملية السلام أستانا/سوتشي.

كما لجأت قوات سوريا الديمقراطية إلى واشنطن طلبا للمساعدة.

والتقى مسؤولون أميركيون كبار منتصف مايو/أيار 2021 بممثلين عن "قسد" التي تقودها وحدات حماية الشعب والجماعات المرتبطة بها.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية: إن "مساعد وزير الخارجية بالإنابة لشؤون الشرق الأدنى جوي هود، والممثل الخاص بالإنابة للشؤون السورية إيمي كترونا، ومدير مجلس الأمن القومي للعراق وسوريا زهرا بيل، اجتمعوا مع كبار المسؤولين في قوات قسد وزعماء العشائر من الرقة والجهات الفاعلة الإنسانية".

من جانبه، قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي في رسالة نشرت على حسابه بتويتر في 18 مايو/أيار 2021، إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيبقى في شمال شرق سوريا، أو منطقة "روج آفا" المتمتعة بالحكم الذاتي، حتى تحقيق النصر الكامل على "تنظيم الدولة".

وأضاف أن واشنطن ستواصل دعم استقرار "الإدارة الذاتية".

مشكلات هيكلية

ولم يثر هذا الاجتماع غضب موسكو فحسب، بل أثار غضب أنقرة أيضا، التي تتعارض مع واشنطن بشأن دعمها لفروع حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) التي تقاتل ضد تنظيم الدولة.

ووفقا للعديد من المحللين، فإن العديد من المشكلات الحالية التي تعاني منها العلاقات التركية الأميركية هي مشكلات هيكلية، وبالتالي فهي مستمرة بغض النظر عمن يدير البيت الأبيض.

وأفسدت قضية وحدات حماية الشعب/قسد، العلاقات بين واشنطن وأنقرة.

ولم ولن يغير انتخاب الرئيس جو بايدن ذلك، حيث إن الرأي السائد في أنقرة هو أن الإدارات الأميركية المتعاقبة تجاهلت المخاوف التركية واعتبرت الإرهابيين قوة فعالة في القتال ضد تنظيم الدولة.

ودفع هذا الاعتقاد، بأن المخاوف التركية تصل إلى آذان صماء في واشنطن، بأنقرة إلى شن 3 عمليات عسكرية في شمال سوريا؛ للقضاء على العناصر التي تعتبرها تهديدات لأمن تركيا واستقرارها.

وعلاوة على ذلك، أدت سياسة واشنطن المؤيدة لوحدات حماية الشعب/قوات سوريا الديمقراطية بأنقرة إلى تعزيز تعاونها مع روسيا.

ورغم دعم الأطراف المتصارعة في الحرب السورية، كان لدى موسكو وأنقرة دافع للعمل معا لمواجهة نفوذ الولايات المتحدة شمال شرق سوريا وتعاونها مع قوات سوريا الديمقراطية.

ويزعج هذا التعاون الروسي التركي المستمر، قوات سوريا الديمقراطية.

جرس إنذار 

ورغم أن موسكو قامت على مدى سنوات عديدة بتسليح الأكراد سعيا وراء مصالحها الجيوسياسية، إلا أن الكرملين لا يريد أن يرى إنشاء منطقة كردية تتمتع بالحكم الذاتي في شمال شرق سوريا معززة من خلال الدعم الأميركي والغربي، مما قد يمهد الطريق لتأسيس وجود عسكري ودبلوماسي أميركي دائم هناك.

وعندما طلب الأكراد من روسيا دعم دولة كردية مستقلة في سوريا، رفضت موسكو القيام بذلك بسبب علاقاتها المعقدة مع تركيا وإيران اللتين تعارضان الخطط الكردية بشدة.

ورغم أن الأكراد تلقوا قدرا كبيرا من الدعم العسكري من روسيا للمساعدة في محاربة تنظيم الدولة، إلا أنهم لم يكونوا واثقين من موقف موسكو العام وتساءلوا عما إذا كان هذا الدعم مؤقتا فقط.

ويبدو أن تعزيز التعاون بين تركيا وروسيا في المنطقة الشمالية الشرقية يثبت صحة مخاوف قوات سوريا الديمقراطية بشأن موقف روسيا طويل الأمد.

ودق الانسحاب القصير الأخير للقوات الروسية من المنطقة "أجراس الإنذار".

وكانت موسكو قد انسحبت منتصف نيسان/أبريل 2021 من قاعدتين عسكريتين في بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، على طريق غازي عنتاب الدولي، وقاعدة كشتار قرب بلدة دير جمال.

وختم الموقع الأميركي تقريره بالقول: "تعد هذه القواعد مهمة للروس وقوات سوريا الديمقراطية لأنها مجاورة للجبهات الأمامية للجيش التركي وقوات المعارضة المدعومة من أنقرة".