فترة "البطة العرجاء" بين بايدن وترامب.. كيف تؤثر على ملف الأسرى في غزة؟
تتهم عائلات الأسرى نتنياهو برفض إنهاء الحرب والانسحاب من غزة خشية انهيار ائتلافه الحكومي
قبل أسابيع من مغادرة الرئيس الأميركي جو بايدن البيت الأبيض وعودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تأمل عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة أن تضغط واشنطن على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تبادل.
وتحت عنوان: "أهالي الأسرى ينتظرون لحظة ريغن"، سلط موقع "القناة 12" العبرية، الضوء على لحظات الأمل لدى عائلات الأسرى، بسبب وصفهم بأن لحظة تغيير الحكومة في الولايات المتحدة، تعد فترة نادرة وتاريخية، وهو ما يمكن أن يكسر الجمود في مفاوضات إطلاق سراح الأسرى.
من هذا المنطلق، يناقش التقرير جهود عائلات الأسرى خلال الشهور الأخيرة، ولقاءاتهم المتكررة مع الإدارة الأميركية، بغية التوصل لصفقة تحرر ذويهم.
ويصر نتنياهو على السيطرة على محور نتساريم وسط قطاع غزة ومحور فيلادلفيا ومعبر رفح بالجنوب، ويرفض وقف الإبادة في القطاع في إطار أي صفقة لتبادل أسرى، في حين تتمسك حماس بانسحاب الجيش الإسرائيلي تماما لإبرام صفقة.
وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني، وتقدر وجود 101 أسير إسرائيلي بغزة، فيما أعلنت حماس، مقتل عشرات منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
وتتهم عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة والمعارضة، نتنياهو برفض إنهاء الحرب والانسحاب من غزة خشية انهيار ائتلافه الحكومي، في ظل تهديد وزراء متطرفين بالانسحاب منها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية على غزة، أسفرت عن أكثر من 148 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
توقيت حساس
تنعقد الآمال لدى أهالي الأسرى بالوصول إلى صفقة تُعيد إليهم أقاربهم على غرار ما "حدث في 20 يناير/ كانون الثاني عام 1981، فبعد دقائق من أداء الرئيس الأربعين للولايات المتحدة رونالد ريغان اليمين الدستورية، تم إطلاق سراح 52 رهينة أميركية من إيران بعد 444 يوما من الأسر"، وفق التقرير.
ويُعبر رونان ناوترا، والد الجندي المختطف عمر ناوترا، عن تلك التطلعات، بقوله للموقع: "نحن ننتظر مثل هذه اللحظة، لكننا نريد أن يحدث ذلك في وقت مبكر".
وبحسب التقرير، فقد "اعتادت عائلات الأسرى الحاملين للجنسية الأميركية على القدوم إلى البيت الأبيض كل بضعة أسابيع، لعقد اجتماعات مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية".
ومنتصف نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، وصل وفد من أهالي الأسرى إلى واشنطن "في وقت حساس بشكل خاص".
وأردف: "دخل الوفد المكتب البيضاوي بعد حوالي ساعتين فقط من مغادرة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في لحظة تاريخية عندما ابتسم الرئيسان، المنافسان السياسيان اللدودان، وتصافحا أمام الكاميرات".
ووفقا للتقرير، طلب الوفد من بايدن التعاون مع ترامب ورجاله في قضية الأسرى حتى لا يشكل انتقال الإدارات عائقا.
في المقابل، يوضح التقرير أن بايدن أخبرهم أنه "ناقش الأمر مع ترامب، بل وأطلعه على تفاصيل سرية حول القضية، كما أشار أنه سيعمل بشكل تعاوني مع ترامب حتى يمكن الترويج للاتفاق مع فريق ترامب الانتقالي".
تعاون الإدارتين
"يحاول أهالي الأسرى أن يبعدوا نضالهم عن السياسة"، يقول التقرير، ويضيف: "لقد تحدثوا في مؤتمر الحزبين الجمهوري والديمقراطي، واجتمعوا بأعضاء الكونغرس من كلا الحزبين، وقبل كل شيء أكدوا في كل مرة أنه من واجب الحكومة الأميركية، بغض النظر عمن يتولى البيت الأبيض حاليا، أن تفعل كل شيء من أجل تحرير الأسرى الأميركيين".
وبحسب التقرير، "يرى الأهالي، في مرحلة الانتقال بين الإدارتين، فرصة لتغيير الوضع الراهن واستئناف العملية المتوقفة، والتي يبدو أنها وصلت إلى طريق مسدود لفترة طويلة".
وتابع: "ولذلك، فقد بدأوا بالفعل اتصالات مع الأشخاص التابعين لترامب، لترتيب لقاء مع المقربين منه، على أمل أن يتمكنوا من اللقاء به أيضا".
من جهته، "وعدهم الرئيس بايدن بأنه سيعمل على ذلك حتى آخر يوم له في منصبه"، كما ذكر التقرير.
ويوضح أن "مسألة التعاون مع ترامب تعد حاسمة للعائلات، حتى لا تخلق حافزا سلبيا للرئيس المنتخب، الذي يرغب في الحصول على الفضل في إطلاق سراحهم".
واستطرد: ولذلك، فإنهم يأملون أن تكون فترة "البطة العرجاء"، كما يطلق عليها، بين الإدارات مفيدة بالفعل في نضالهم من أجل إطلاق سراح الأسرى.
جماعات ضغط
ويتطرق التقرير للحديث عن جهود أهالي الأسرى خلال الأشهر الأخيرة، فمنذ "أكثر من 400 يوم مرت، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أصبح آباء الأسرى وإخوتهم وأخواتهم وأقاربهم الآخرين خبراء في السياسة الخارجية والسياسة الأميركية والعلاقات الاستراتيجية".
وأكمل: "ومن قطر إلى واشنطن، مرورا بالجامعات والجاليات اليهودية والشخصيات العامة في الولايات المتحدة، يقومون بتجنيد كل شخص وكل نفوذ يأتي في طريقهم".
ووصفهم الموقع بأنهم "باتوا في موضع لم يتوقعوه أبدا، حيث وجدوا أنفسهم في موقف حيث يمارسون دور جماعات الضغط ليس من أجل مصلحة تجارية أو سياسية، ولكن من أجل حياة ذويهم الثمينة".
ويصف التقرير وضعهم قائلا: "ومع كل الصعوبة وعدم اليقين، وكذلك قلة الاهتمام خلال فترة سياسية مضطربة في الولايات المتحدة، فإنهم يأملون في أن يؤدي تغيير السلطة إلى خلق لحظة تاريخية حيث ستكون هناك وحدة مصالح لجميع الأطراف، وحتى قبل التنصيب في 20 يناير/ كانون الثاني 2025، يأملون من رؤية أقاربهم بين ذراعيهم مرة أخرى".