إسرائيل تعتدي على سوريا والعرب يتفرجون.. وناشطون يتساءلون عن خيارات الشرع

شدوى الصلاح | منذ ٤ ساعات

12

طباعة

مشاركة

بينما تواصل دمشق ترتيب البيت الداخلي وتحريك عجلة الاقتصاد وبناء علاقات صحية مع دول الجوار، يصعد الكيان الإسرائيلي اعتداءاته، إذ قصف ريف دمشق وتوغل في الجنوب ونفذ إنزالات جوية.

فبالتزامن مع تدشين الرئيس السوري أحمد الشرع الدورة الـ 62 لمعرض دمشق الدولي 2025، نفذ الجيش الإسرائيلي إنزالا عسكريا في ثكنة عسكرية بمنطقة الكسوة بريف دمشق، وأمضى أكثر من ساعتين في المنطقة.

واستقدم الاحتلال الإسرائيلي عشرات الجنود وعددا من معدات البحث بالكسوة، دون حدوث أي اشتباك مع قوات الجيش السوري، فيما أوضح مصدر عسكري أن أربعة، مروحيات إسرائيلية شاركت في عملية الإنزال.

وقبلها بساعات، نقلت وكالة الأنباء السورية، عن مصدر حكومي قوله، إن عناصر الجيش عثروا قرب جبل المانع في منطقة الكسوة على أجهزة مراقبة وتنصت.

وبيّنت أنه أثناء تعامل الجيش مع أجهزة المراقبة قرب جبل المانع تعرض الموقع لهجوم إسرائيلي جوي أسفر عن شهداء وإصابات وتدمير آليات.

وافتتح الشرع في 27 أغسطس/آب 2025، فعاليات الدورة الـ62 من معرض دمشق الدولي، بعد توقف استمر 6 سنوات، بمشاركة نحو 850 شركة محلية وعالمية، وحضور رسمي واقتصادي بارز من دول عدّة، ما يمنح هذه الدورة بعدا استثنائيا في ظل المرحلة السياسية الجديدة.

ويقام المعرض الدولي تحت شعار "سوريا تستقبل العالم"، وعلى مساحة عرض تقدر بـ95 ألف متر مربع، بأرض مدينة المعارض الجديدة بريف دمشق وتشارك فيه شركات من 20 دولة عربية وأجنبية، وقد حضر افتتاحه وزراء ودبلوماسيون ورجال أعمال عرب وأجانب، وشخصيات دينية وثقافية وفنية.

وخلال كلمته في حفل الافتتاح، قال الشرع: "لطالما احتلت الشام عبر تاريخها التجاري، المراكزَ المرموقةَ بين دولِ العالم حيث أكسبها موقعُها المهم، تميُّزا بما تقدمُه من خدمات، وما توفرُه من رعاية، ما جعلها بيئةً آمنةً لسلامةِ القوافلِ التجارية".

وفيما يخص التوترات القديمة مع حزب الله، قال الشرع خلال استقباله وفدا إعلاميا عربيا بدمشق في 24 أغسطس، إن بلاده تريد بدء صفحة جديدة مع لبنان. 

وأضاف: "لقد تنازلت عن الجرح الموجود داخل سوريا بسبب اعتداءات حزب الله علينا، ولم أحاول إطلاق تصريحات قد تحمس أطرافا داخل لبنان، وحاولت الوقوف على مسافة واحدة دون إلغاء أي طرف"، مؤكدا أن إيران خسرت ما يسمى محور المقاومة كله بخسارتها لدمشق".

ورأى الشرع أن تعزيز التعاون الاقتصادي مع لبنان وتحقيق توأمة اقتصادية بين البلدين يمثلان الحل الأمثل لإنهاء “الاستقطاب السياسي”.

وأردف أن "أهم ما يمكن أن يفيدنا هو العمل المشترك للحفاظ على الاستقرار السوري-اللبناني، خاصة في ظل الهبّة الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها سوريا والإقبال المتزايد على الاستثمار".

وشدد بالقول: "نحتاج إلى صفحة جديدة بيضاء لتحسين العلاقات السورية اللبنانية، وأهم شيء فيها إلغاء الذاكرة السلبية الماضية".

وندّد ناشطون على منصات التواصل، بتصعيد الاحتلال الإسرائيلي تحركاته العدوانية ضد سوريا من قصف على ريف دمشق وتوغلات في الجنوب، مستنكرين تكثّفت غاراته قرب دمشق في استعراض تزامن مع افتتاح المعرض الدولي.

وعبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس"، "فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #معرض_دمشق، #أحمد_الشرع، #الكسوة، أرجعوا الغارات الإسرائيلية العنيفة والإنزال إلى استياء الاحتلال من سير سوريا بخطى متلاحقة نحو البناء ولملمة جراحه، مؤكدين أن هذا ما تخشاه "إسرائيل". 

وأعرب هؤلاء عن إعجابهم بسياسات الرئيس السوري وتمسكه بأولويات ترتيب البيت الداخلي وحنكته في التعامل مع العدوان الإسرائيلي ومعرفته أن الحرب المباشرة مع الكيان في هذا التوقيت فيها خسارة لسوريا، مشيدين بتصريحاته عن لبنان وتركيزه على الاقتصاد.

رسائل المعرض

وعد المستشار الرئاسي أحمد موفق زيدان، معرض دمشق الدولي رسالة للداخل وللخارج، موضحا أن رسالته الداخلية تتمثّل في أن عجلة البناء والتنمية قد انطلقت من أجل تخفيف معاناة شعب صبر وصابر لعقود من حكم عصابة مجرمة.

وبيّن أن رسالته للخارج أن دمشق عادت لدورها وقدرها التاريخي منارة، عطل دورها حكم البعث البغيض، واصفا الشام بأنها "المنارة العائدة".

وأكّد عاصم عبدالرحمن، أن الشرع قاد انقلابا اقتصاديا جذريا في غضون ثمانية أشهر؛ إذ انتقل بالاقتصاد السوري من حالة الريع والتبعية إلى اقتصاد منتج ومستقل، فاتحا أبواب الاستثمار والتنمية المستدامة.

وعدد منذر جودي الفوائد الكبرى لمعرض دمشق الدولي، وهي تنشيط الاقتصاد المحلي عبر دعم المنتج السوري والتعريف به عالميا، وجذب الاستثمارات الخارجية وإقامة شراكات تجارية جديدة، وتنشيط السياحة وفتح المجال أمام الزوار للتعرف على حضارة دمشق العريقة.

وأيضا تبادل الخبرات والمعارف بين الدول المشاركة، وتأكيد حضور سوريا في الساحة الدولية كبلدٍ قادر على الإسهام في التجارة العالمية.

وأكَّد أنه ليس مجرد معرض، بل رسالة أمل وتجدد، ومنصة تؤكد أن دمشق ستظل منارة حضارية واقتصادية تعكس قوة الإرادة وعمق التاريخ.

بدوره، أكد أحد المغردين، أن عودة معرض دمشق_الدولي ليست مجرد حدث، بل إعلان عن استعادة سوريا لقرارها الاقتصادي والسيادي.

وذكر أنه في الماضي كان المعرض واجهة لنظام باع اقتصاده وسيادته، بينما اليوم في عهد الرئيس الشرع، أصبح المعرض رمزًا لعودة سوريا التي تملك قرارها، وتفتح أبوابها للاستثمار بشروطها هي، لا بشروط حلفاء الأمس.

ورأى محمد الحسين، أن انعقاد معرض دمشق الدولي في هذه المرحلة المفصلية يجسّد إرادة الصمود الوطني، ويؤكد عودة سوريا إلى موقعها الطبيعي على خارطة الاقتصاد والثقافة الإقليمية والدولية.

تنديد وتحذير

وفي تباين لردود الفعل حول القصف الإسرائيلي بين التنديد والتحذير من العواقب، قال المستشار الإعلامي يحيى بركسية: إن الغارات على جبل المانع في الكسوة قرب دمشق رسالة مفادها أن سوريا لن تنعم بالاستقرار طالما لم توافق على الشروط الإسرائيلية بالتخلي عن الجولان مقابل التهدئة.

وأشار إلى أن "إسرائيل" حرصت اليوم على تنفيذ مجموعة غارات على الكسوة بينما كان الرئيس أحمد الشرع يفتتح معرض دمشق الدولي إيذانا ببدء تعافي سوريا اقتصاديا.

وأكد بركسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يعجبه أبدا استقرار سوريا ويخيفه الحكام الجدد لدمشق.

وأضاف: "نعلم أن أمامنا أياما صعبة لكننا لن نتنازل عن حقوقنا في سوريا الجديدة مهما فعل الإسرائيليون ووكلاؤهم وحلفاؤهم".

وتوقع الكاتب السياسي منهل الحاج حسين، أن الكيان لن يترك سوريا تتعافى؛ لأنها أشد الدول خطرا عليه إن تعافت.

وقال: إن الرئيس يفتتح معرض دمشق وأرسل رسائل كثيرة أن سوريا تريد البناء والسلام، لكن الكيان يأبى إلا إرسال الرسائل واستعراض القوة بوقاحة وفرض الشروط، مضيفا: "لا أعلم رئيسا تحمّل كل هذا الاستفزاز في سبيل سلامة شعبه مثل الشرع".

واستنكر الصحفي ماهر الحمدان، استهداف طيران الاحتلال مواقع للجيش العربي السوري في محيط الكسوة، مؤكدا أن لا حياد ولا تنازل عن الثوابت الوطنية ولن يكون هناك اتفاق تحت وطأة الضربات الجوية.

وحذر حسين حاج حسين من أن التصعيد الإسرائيلي بالأيام الأخيرة والقصف العنيف المتكرر ينذر بما هو أسوأ، متسائلا: “هل عند الدولة السورية أي خيارات لوقف العنجهية الإسرائيلية؟”

وحذرت مايا رحال، من أنه بعد الإنزال الجوي الإسرائيلي وعدم اشتباك الجيش السوري واحتفاظ الشرع دوما بحق الرد على استباحة إسرائيل السيادة السورية، سنرى مستقبلا المزيد من الانتهاكات في سوريا ولبنان، مؤكدة أن تل أبيب اليوم في أوج قوتها؛ لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدعمها.

وعرض رامي عبدالرحمن، صورة لشهداء الجيش السوري، مشيرا إلى أن إسرائيل زرعت العديد من أجهزة التجسس عن طريق عملائها في سوريا.

وتوقع أن ما حصل في الكسوة وجبل المانع ليس إلا البداية، قائلا: "لا يمكنك أن تستهين بإجهزة الاستخبارات السورية".

وأكد أن محاربة إسرائيل تبدأ في طرد عملائها ومكافحة اختراقها، لذلك رأينا جنونها عندما تم العثور على الأجهزة.

التريث والتوحد

ورد الكاتب يعرب بن قحطان على من يتساءل عن الرد السوري على إسرائيل، قائلا: إنه ليس من البطولة في شيء أن تنتظر من جريح يلملم جراحاته أن يقوم ويصارع بطل العالم فى الملاكمة؛ لأنه قتل أخاه! فليلملم جراحاته أولا، وليسترد عافيته ثانيا، ثم يتوجه إلى عدوه بعد ذلك.

وأضاف: “تطلبون من الثورة السورية أن تعلن الحرب على إسرائيل بعد أشهر قليلة من توليها، بينما أنتم وحكوماتكم تستجدون السلام معها منذ سبعين عاما علانية وتتآمرون معها سرًا!”.

واستنكر أن 57 دولة إسلامية، و22 دولة عربية لم يستطيعوا هزيمة إسرائيل في سبعين عاما، باتوا يطالبون من يحكم سوريا من أشهر فقط أن يهزموا الكيان.

وتابع بن قحطان: "لا تبحث عن تنظيف المنزل والمنزل يحترق". لافتا إلى أن الجيش في سوريا مستُنزف طوال سنوات الثورة بعدما وجّه النظام سلاحه لقتل الشعب، وفي يوم سقوطه أكمل الاحتلال الصهيوني المهمة، وقضى على ما تبقى من سلاح هذا الجيش. 

وأشار إلى أن ما لا يعرفه الكثيرون أن النظام السابق كان يركز ميزانية التسليح في الجانب الدفاعي فقط، وأنه اشترى عدة منظومات دفاعية روسية متطورة (صواريخ أرض- جو)، أما الجانب الهجومي فظل مقتصراً على الطائرات القديمة من العهد السوفيتي.

وأوضح بن قحطان، أن ذلك يعني أن الجيش ليس مؤهلاً للدخول في أي حرب مع الكيان المحتل حتى عندما كان في أحسن حالاته قبل بدء الثورة.

وذكر بتصريح الشرع بأن إدارته الجديدة لا تنوي الدخول في حرب مع الاحتلال، وهو أمر بديهي لا يحتاج إلى تصريح، فالثوار تسلموا بلدا مدمرا بلا جيش، وسلاحهم الخفيف بالكاد يكفي لحفظ الأمن، ومنع تمرد الشبيحة، واسترداد الحسكة من "قسد" التي تدعمها أميركا.

واستنكر أن بعض المتربصين وجدوا في تصريح الشرع فرصة أخرى للتساؤل عن سبب تأخر الثوار في إعلان الجهاد الأكبر وتحرير الأقصى وإنقاذ غزة، مؤكدا أن إسرائيل تقصف وتقتل كل يوم استفزازا وضغطا لأجل المفاوضات، وتريد  جرّ الحكومة الوليدة إلى مواجهة غير متكافئة.

وقال بن قحطان: إن المحتليين يظنون الشرع ابن الجهاد والخنادق سيستسلم ويقبل بمطالبهم الظالمة، حتى إنهم عرضوا عليه مزارع شبعا، مقابل التنازل عن الجولان، لكنه رفض وبقوة.

ورأى الباحث طالب أبو محمد، أن القصف الإسرائيلي علامة خير وله تبعات إيجابية على سوريا وشعبها وقيادتها، مؤكدا أنه يقوي عزيمة السوريين ويوحد صفوفهم خلف دولتهم.

وقال: إن القصف الإسرائيلي يزيد وعي السوريين وإدراكهم لخطورة تحالف الأقلويين الطائفيين، تحالف الإجرام والإرهاب والخيانة والقذارة الذي قتلهم ومارس بحقهم أبشع صور الإبادة والظلم والحقد الطائفي لستة عقود كاملة، وما زال يتآمر على البلاد. وفق تعبيره.

وعد أبو محمد، القصف الإسرائيلي دليلا على أن سوريا الجديدة -رغم ضعفها الشديد وانعدام إمكانياتها - تتقدم وقطارها يسير إلى الأمام رغم أنف أعداء الداخل والخارج.

كما عد القصف الإسرائيلي دليلا على أن سوريا لا تخضع في المفاوضات مع الكيان، فهي لم تقبل بمعبر من إسرائيل إلى السويداء، ورفضت نزع سلاح الجنوب السوري، وأبت التنازل عن الجولان المحتل. 

وأرجع ريان الدمشقي، زيادة الضربات الإسرائيلية على سوريا هذه الفترة، إلى التصريح الأخير للشرع بأنه يريد علاقات طيبة وصفحة جديدة مع لبنان الشقيق وأنه لا يبحث عن الانتقام لكل ما ارتكبه الحزب في البلاد وأن الدخول في مواجهة مع الأخير هي مستنقع.

وأشار إلى أن الجانب الإسرائيلي غير قادر على الدخول بمواجهة مع الحزب على الأرض كجنود يعني أنه يريد السوريين أن يفعلوا ذلك وهذا الأمر رفضه الشرع والشعب خلفه.

وتابع: "صحيح نحن كشعب عانينا من توغل الحزب بسوريا، لكن لا نريد هذه المواجهة التي سوف يدفع ثمنها أبطالنا على الأرض ويجني ثمارها العدو".

وأكد الدمشقي، أن الشرع لن يقبل بالقليل بأي اتفاق مع الجانب الإسرائيلي، وهذا ما ثبت بتصريحاته الأخيرة أن لا سلام دون الرجوع إلى اتفاق 1974 (فض الاشتباك) ومن ثم بحث سبل السلام تبدأ من الانسحاب من الجولان وهذا ما يزعج "إسرائيل".

وقال الصحفي يمان دابقي: إن في الوقت الذي كنا نحتفل بالحدث الأبرز من معرض دمشق الدولي، حاول الكيان الأزرق -في إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي-، تعكير صفونا، بغارة على منطقة الكسوة. 

وأضاف: "نسي هذا الكيان، أننا دخلنا عاصمة الأمويين، فاتحين، ولن نخرج منها إلا بالأكفان.. هذا زمننا، وسنبني سورية الحاضر والمستقبل، رغم كل المحن التي تشهدها بلادي.. فرق كبير بين من يحيا على قضية، وبين من يعيش على هامش التاريخ".

حنكة وذكاء

وفي تقدير موقف وتحليل لتصريحات الرئيس السوي حول لبنان، قال مدير المركز الكندي للاستشارات مهنا الحبيل: إن خطاب الشرع في قضايا حمل سياسة عملية وذكية.

وأردف: “الأمر ليس فقط براغماتية العهد الجديد، ولكن في تقديم سوريا الجديدة بتوازن مختلف يلقي الأمر على مسؤولية لبنان والأطراف الأخرى في انقسامه الداخلي”. 

وأضاف أنها رسالة ضمنية واضحة إلى إيران أن دمشق لن تدخل معكم في التصفيات الإقليمية الجديدة، رغم أن ذلك لا يضمن تحييد طهران في مشاريع الانفصال شرقا وجنوباً، ولكنه يعيد الكرة إلى سياسة إيران نفسها التي تسعى لحماية جغرافيتها القومية وهيمنتها المطلقة على العراق.

وتحفظ الحبيل على تكرار الشرع كلمات مثل "أنا قررت، أو فضّلت، أو تنازلت"، قائلا: "هو رئيس دولة قامت على تمرد الإرادة العامة للشعب ضد الطغاة، ولذلك الخطاب باسم هذه الإرادة وقوتها هو الأفضل".

ورأى أنه قد لا يكون مناسبا مقولة التنازل عن جرائم حزب إيران، ولكن ربما مقصد الرئيس التنازل عن دخول دمشق في حرب ثأرية معه، أما حق السوريين في القصاص من مجرمي الحرب من الحزب فلا يسقط بالتقادم.

وتابع الحبيل: "يبقى دور سوريا المنتظر في دعم التوازن الوطني وقضية المعتقلين السياسيين السوريين والمظلومين من سنة لبنان وهذا أفضل طريق له التعامل الودي والدبلوماسي مع بيروت".

وأشاد الإعلامي فيصل القاسم بحديث الشرع عن لبنان، خصوصا عن حزب الله، وعدّه حديثا لافتا من رئيس محنّك. 

وذكر بأن الرئيس المقبور حافظ الأسد دخل إلى لبنان في عز قوّة حركة التحرير الوطني فتح، فهزمها وهزم معها كل الأحزاب اللبنانية مجتمعة، ليستلم زمام الحكم هناك.

وأشار القاسم إلى أن الشرع، ورغم كل ما ارتكبه الحزب من قتل ومجازر بحق الشعب السوري، لا يظهر أي نزعة للانتقام، مع أنّه قادر على هزيمته بفرقة موسيقية من الجيش، لكنه مع ذلك يفضّل احترام سيادة لبنان. وفق تعبيره.

ورأت خلود سليمان، أن تصريح الشرع حول التنازل عن جرح حزب الله على مدى 14 عامًا، والسعي لتجاوز حقبة الأسد مع لبنان، يعكس حكمته، وتركيزه على التهدئة، والاستقرار في العلاقات مع لبنان.

كما يعكس حرصه على “تجنب الانجرار إلى صراعات أو الانتقام، أو تصعيد مما يعزز استقرار المنطقة، رغم وجود بعض دول إيران قد لا يكون استقرار سوريا ولبنان في مصلحتها”.