الهجري يدعو لتشكيل إقليم درزي في سوريا.. وناشطون: بيدق تحركه إسرائيل

"الهجري يلعب لعبة أكبر بكثير من قدراته"
في تحول إستراتيجي سياسي اجتماعي عسكري قد يغير ملامح المشهد السوري في الجنوب، دعا حكمت الهجري، أحد مشايخ عقل الدروز في سوريا، إلى تشكيل "إقليم درزي" منفصل عن بلاده، وذلك غداة إعلانه تشكيل قوة عسكرية بمحافظة السويداء (جنوب) باسم "الحرس الوطني".
وطالب الهجري، في 25 أغسطس/آب 2025، من سماهم "شرفاء العالم ودوله الحرة" بالوقوف إلى جانب الطائفة الدرزية لإعلان إقليم منفصل جنوبي سوريا، قائلا: إن “مشوار الطائفة الدرزية بدأ بعنوان جديد، بعد المحنة الأخيرة التي كان القصد منها إبادة الطائفة الدرزية”. وفق تعبيره.
وأشاد خلال اجتماع مع ممثلي فصائل عسكرية في إدارة الرئاسة الروحية، بالجسم العسكري الذي أعلنت فصائل محلية قبل أيام تشكيله تحت مسمى "الحرس الوطني"، وأكدت ولاءها والتزامها المطلق بقرارات الهجري، وعده "الممثل الشرعي والمخول عن أبناء الطائفة الدرزية في السويداء".
ووصف الهجري ما يسمى بـ"الحرس الوطني" بـ"الذراع العسكرية الدرزية"، لافتا إلى أن "هذا التشكيل مدعوم من دول معنية بأمر المنطقة"، مقدما الشكر لدول العالم التي وقفت معه، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة وإسرائيل.
وجاء الإعلان عن "الحرس الوطني" بعد تشكيل "لجنة قانونية" لإدارة شؤون المحافظة، وأوضح الهجري أن هذه اللجنة ستتولى مهمة القضايا السياسية والاقتصادية والضابطة العدلية وغيرها، حسب تلفزيون سوريا.
ولدروز السويداء 3 مشايخ عقل (مراجع دينية) قد تختلف مواقفهم أحيانا، وهم حمود الحناوي، ويوسف جربوع، والهجري الذي يعد أتباعه أقلية لا تمثل الموقف الحقيقي للطائفة، بحسب مراقبين.
وسبق أن أعرب كل من جربوع والحناوي في مناسبات عدة رفضهما طلب الحماية من إسرائيل، وتمسكهما بخيار الوحدة الوطنية، بينما ناشد الهجري الكيان الإسرائيلي مرارا التدخل، وأعرب عن شكره لها، وهو ما عده ناشطون إفشالا لمحاولات تسوية الأزمة الأخيرة بالمحافظة.
وبينما لا يزال الهجري يتملق الاحتلال الإسرائيلي، أبلغ الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في إسرائيل موفق طريف، نظيره في سوريا أنه "لا توجد إمكانية لفتح أي ممر إنساني من إسرائيل باتجاه السويداء" بحسب ما أكدته مصادر خاصة لسكاي نيوز عربية-.
وبرر طريف ذلك بأن أي ممر سيكون عبر درعا، وهو ما سيُعد جزءا من "مشروع تقسيم" لسوريا.
وعلى الصعيد العسكري، قال وزير الحرب يسرائيل كاتس: سنبقى في المنطقة الأمنية اللازمة لحماية الجولان والجليل مما أسماه التهديدات التي يشكلها الماضي السوري، بعدّ ذلك الدرس الرئيس من أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كما سنواصل حماية الدروز في سوريا".
وتأتي تصريحات كاتس، فيما تسعى إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني مع سوريا عبر محادثات مباشرة بوساطة الولايات المتحدة، بحسب ما أوردته القناة 12 العبرية، كما تشير التقارير إلى أن الطرفين يقتربان من توقيع الاتفاق المتوقع نهاية سبتمبر/أيلول 2025، برعاية واشنطن ودول خليجية.
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحتل حاليا تسعة مواقع استيطانية وعسكرية داخل الأراضي السورية، منها سبعة في منطقة هيئة التحرير واثنان في جبل الشيخ، مع استعدادات لإقامة مواقع إضافية.
ويعكس ذلك حرص الاحتلال الإسرائيلي على مواصلة التموضع العسكري تحت ذريعة ضمان الأمن الإستراتيجي للجولان والمنطقة الحدودية مع سوريا.
وانتقد ناشطون على منصات التواصل دعوة الهجري لتشكيل إقليم درزي في سوريا وتشكيله فصيلا مسلحا، وعدوا خطواته تهديدا للوحدة الوطنية ومساسا بسيادة سوريا، محذرين من التبعات وما تحمله خطواته من أهداف خبيثة تؤدي للتقسيم والتمزيق وتستحضر العدو.
وأعربوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على منصتي "إكس" و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #حكمت_الهجري، #الهجري_عميل، #الهجري_خائن، وغيرها عن رفضهم أي محاولة لتقسيم سوريا، مؤكدين أن بلادهم دولة موحدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع المعترف به عربيا ودوليا.
وصب ناشطون جام غضبهم على الهجري ونعتوه بأوصاف عدة أبرزها "الخائن، العميل، الخرف، البيدق" وغيرها، وحثوا عقلاء الدروز على عدم اتباعه والحذر من تحريضاته وبثه الفتنة، مؤكدين أنه حزم أمره باتجاه إسرائيل ولن ينفع معه شيء غير الحسم والاجتثاث.
تنديد واستنكار
واستنكارا لمطالبة الهجري كل الدول والشعوب الحرة أن تقف بجانب الطائفة درزية في الجنوب السوري لإعلان إقليم منفصل، قال غسان ياسين: "كلما لاحت في الأفق بوادر حل في السويداء يخرج هذا الخائن ومعه المتحدث الرسمي للخونة بتصريح استفزازي جديد".
وانتقد الباحث في التاريخ الاجتماعي والسياسي مهند الكاطع، دعوة الهجري بشكل صريح لا لبس فيه إلى الانفصال، قائلا: "يا ريت سوريا توافق على انفصالك فقط شهر، ترى هل تستطيع إطعام أهالي السويداء خبزا".
ودعا أهالي السويداء للتحلي بالشجاعة قليلا وربط هذا العميل -في إشارة إلى الهجري-.
واستهزأ مقداد أشرف، بمطلب الهجري الانفصال، موضحا أن مقومات ما وصفها بـ"مملكة الهجري المستقلة" هي الهمجية والمزاودات والهيلمية تفيض في "الإقليم" الدرزي، متسائلا عن الكيفية التي سيوفر بها الهجري الوقود والعملة وكل ما يحتاج الاقتصاد.
ورأى محمد أبو عبدالعزيز، أن تصريحات الهجري دليل "ضعف" و"تخبط" وليست دليل قوة أبدا، ولهذا فالتعاطي المبالغ فيه مع مثل هذه التصريحات هو "المكسب الحقيقي" الذي يراهن عليه الهجري ومليشياته الإرهابية ويسعى من خلاله للابتزاز وإطالة أمد الأزمة، مؤكدا أن "سوريا ستبقى موحدة".
ورد مهند العلواني على دعوة الهجري شرفاء العالم، قائلا له: "شرفاء العالم شايفينك خاين وضيع ومجرد أداة، المفروض تنادي اللي على شاكلتلك".
سخرية واستهزاء
وفي تهكم واستهانة وتحقير لمطالب الهجري وتصريحاته، قال خلدون محمد زقزاق: إن "الهجري وعصابات الجريمة المنظمة وتجار المخدرات فقدوا عقولهم وتوازنهم".
وسخر إبراهيم الجبن من طلب الهجري، قائلا: "إقليم طائفي منفصل يحكمه الشيوخ ومجرمو الحرب المطلوبون للإنتربول وتجار الكبتاغون.. فعلا مشروع حضاري ديموقراطي وخيار عصري ووطني مشرّف!".
واستهزأ الأكاديمي معتز الخطيب، بطلب الهجري، قائلا: "أطالب المجتمع الدولي وكل شرفاء العالم بدعمنا لإنشاء إقليم مستقل بآل الخطيب يجمعنا من الشتات، وبفتح مطار خاص له وإنشاء بحيرة له أيضا نسبح فيها عند الحاجة".
وقال الصحفي جمال سلطان: إن انطباعه عن الهجري، بعد متابعة تصريحاته الهائجة والطائشة، خاصة تصريحاته الأخيرة، أنه شخص مضطرب ذهنيا، يعيش في غيبوبة سياسية عن الحسابات السياسية الإقليمية والدولية لسوريا الجديدة، وهناك من حوله يتلاعبون به وينفخون فيه، ويلقنونه كلاما أكبر من حجمه ومن دوره وحتى من استيعابه.
خيانة وعمالة
واتهاما للهجري بالخيانة والعمالة للاحتلال الإسرائيلي، أكد الكاتب محمود الدالاتي، أن من يتكلم باسم الطائفية ضد الوطن، فهو خائن، ومن يدعو للتقسيم فهو عميل، قائلا: إن "سوريا ليست مزرعة تُقسّمها برغبتك، ولا أرضا تُباع في أسواق السياسة".
وأضاف مخاطبا الهجري: مشروعك ليس "حماية للطائفة"، بل خيانة صريحة تنفّذ أجندات الاحتلال، ومن يطلب من الدول حماية طائفته، إنما يعلن عجزه وجبنه وخيانته لوطنه، والسوريون لن يرحموا دعاة الفتنة، والتاريخ لن يذكر اسمك إلا في خانة الخونة والعملاء.
وشدد الدالاتي على أن سوريا ستبقى واحدة موحدة، ومن يحلم بتقسيمها سيدفن تحت ترابها بلا كفن وبلا كرامة وبلا دين وبلا قيمة، وسيكون سُبّة عار على أهله إلى أبد الآبدين.
وأكد أحد المدونين، أن الهجري يريد تقسيم البلد طائفيا ويتذرع بسبب الهجمة الأخيرة، والهجمة على المدنيين الدروز، قائلا: إنه "حق يراد به باطل".
وعد ما طالب به الهجري "حماقة وصبيانية وطائفية"، مشيرا إلى أن الهجري يفتعل هذه الأحداث ليتزعم ويأخد مناصب، ويطلع على زهر الطائفة وينسى تاريخه التشبيحي.
وتمنى المدون، من أهل السويداء الشرفاء أن يصحو لمطامع الهجري.
وقالت بسمة بكور، إن دعوة المجرم الهجري العلنية للانفصال هي خيانة وطنية وجريمة قانونية واضحة، مؤكدة أن هذا المشروع لن يتم تمريره أو السكوت عنه وطنيا أو إقليميا وحتى دوليا، وبشرت بأنها بداية النهاية.
تحليلات وقراءات
وفي تحليل وقراءة لمطالب الهجري ودعوته الانفصالية ومآلاتها، أشار الأكاديمي لؤي صافي إلى أن الهجري والفريق الداعم له يراهنون على مستقبل السويداء دون إدراك لطبيعة موازين القوى المتغيرة إقليميا ودوليا.
وتوقع أن الدعم الإسرائيلي عبر تفاهمات عكستها تصريحات شيخ عقل دروز إسرائيل، وعلاقات الأخير القوية مع حكومة نتنياهو، ولدت قناعات لديه بوجود دعم خارجي كاف يستطيع من خلاله مواجهة حكومة الشرع وصولا إلى دولة درزية على امتداد محافظة السويداء.
وأكد صافي أن الهجري يلعب لعبة أكبر بكثير من قدراته، ومن رغبات من يعده بالدعم العسكري، وهو يضع السويداء في موقف صعب، ويسهم عبر مواقفه المتصلبة في تعميق الشرخ السياسي بين شريحة واسعة من دروز السويداء والإدارة الجديدة.
ورأى أن تصريحات الهجري، التي تستند إلى وعود من بعض السياسيين الأميركيين، تعكس سوء فهم عميق لآليات اتخاذ القرار السياسي في أميركا، وجهل بتنوع المواقف والمصالح داخل دوائر صنع القرار.
وأكد صافي أن تصريح أعضاء من الكونغرس الأميركي لا يعني أن هذه التصريحات ستولد قرارا مطابقا، حتى تلك التي يطلقها دونالد ترامب، قائلا: إن ثمة ضغوطا تنبع من توافقات مؤسسات الدولة المختلفة، بما فيها المؤسسات الأمنية، ومن مواقف القوى الاجتماعية المتعددة التي تمارس ضغوطات مؤثرة على الحكومة الأميركية.
وأوضح أن أولوية أميركا في سوريا اليوم لا تتعلق بشكل نظام الحكم، بل باستقرار البلاد منعا من عودة المحور الإيراني إلى المشرق العربي، كما تتعلق برغبتها في سحب قواتها من العراق وسوريا.
ورجح صافي أن من يقود الحراك المعارض لحكومة الشرع في السويداء يقيس آليات اتخاذ القرار في أميركا بتلك التي تعتمد في دول المنطقة، وهذا خطأ إستراتيجي سيكون ثمنه مكلفا.
وقال: إن "إسرائيل التي تحرض دروز سوريا لا تسعى إلى قيام دولة درزية مستقلة في الجنوب السوري؛ لأن ذلك يشكل تهديدا مباشرا لمصالحها، نظرا لوجود جماعة سكانية درزية داخل أراضيها تريد أن تبقيها تحت سيطرتها".
وأكد الباحث في العلاقات الدولية فراس فحام، أن السقف المرتفع للهجري والمتمثل بالمطالبة بإقليم منفصل يستحيل تطبيقه واقعيا لأن السويداء لا يمكن أن تعيش معزولة.
وقال: إنه في الواقع هو موقف ضاغط على الحكومة السورية من قبل إسرائيل لضمان التوصل لتفاهمات تنص على جنوب سوري منزوع السلاح، وتحديد شكل السلاح الذي سيكون بحوزة الجيش السوري مستقبلا.
وأشار الباحث السياسي محمود علوش، إلى أن الهجري رفع السقف عاليا بدعوة العالم لدعم قيام "إقليم منفصل" للدروز.
وقال: إن هذا الطرح الذي جاء بعد الاجتماع السوري الإسرائيلي الأخير في باريس، يندرج في إطار إستراتيجية الضغط الإسرائيلية على دمشق في المفاوضات بشأن الاتفاقية الأمنية ولتعزيز موقف الهجري بشأن العلاقة المستقبلية للسويداء.
وأوضح إبراهيم الطه، أن انفصال السويداء بإقليم درزي كما يطالب به الهجري خطر على إسرائيل نفسها، لأن قيام هكذا إقليم بهكذا صبغة يعني أن الجولان والجليل الأعلى@ والغربي وممكن الكرمل ينضموا لكيانك ما يعني أن إسرائيل المزعومة ستتقسّم.
وتساءل: "لماذا سيظل الدروز تحت السيادة الإسرائيلية ويخدموا بالجيش الإسرائيلي حينها طالما أصبح لهم كيان على حدودهم؟".
وحث عبدالله الجندي، على التعاطي الجاد والحازم مع دعوة الهجري لانفصال إقليم السويداء في سوريا من عدة منطلقات منها ما تعنيه تلك الدعوة من أداة إرباك للعملية الانتقالية في سوريا.
وحذر من امتدادات دعوة الهجري وتأثيراته على جغرافيا متصلة أو تدويل مثل تلك الدعوات من أقليات أخرى في دول أخرى.
وعد الصحفي ماهر الحمدان، دعوة الهجري لإعلان إقليم مستقل للجنوب السوري، دعوة صريحة لاستجلاب الكيان الإسرائيلي لاحتلال محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء لأجل إقامة كيانه المزعوم.
واعتبر مصطفى سيجري، دعوات الهجري دول الخارج- لمساعدته في إقامة "إقليم درزي" منفصل عن سوريا “دليل مضاف على نواياه المبيتة ودوره الأساسي فيما وصلت إليه الأمور في السويداء”.
وأكد أن تحركات الهجري ومليشياته أتت في إطار مشروع التقسيم المخطط له مسبقاً والهادف إلى إضعاف سورية وتفكيكها.
وجزم مدير المركز “الإسكيندينافي الخليجي للدراسات”، عبد الجليل السعيد، بأن مسعى الهجري تأسيس إقليم انفصالي في جنوب سوريا الجديدة لن يُكتب له النجاح.
وأكد أن أميركا لن توافق على ذلك، و"إسرائيل" نفسها لن تشجع ذلك، والأردن لن يفتح معبرا بريا مع السويداء، والحكومة السورية ستوقع اتفاقا أمنياً مع إسرائيل لحلحلة الوضع المعقد في الجنوب.
وفي تباين لردود الفعل حول إعلان الاحتلال الإسرائيلي عدم نيته دعم حكم ذاتي للدروز، عدها حمودي السوري مجرد كذبة، مشيرا إلى أن الهجري الذي وصفه بالعميل لم يعلن إقليمه المزعوم إلا بضوء أخضر إسرائيلي أميركي.
وحذر من أن أي قبول من الدولة بنوع من حماية إسرائيل أو معبر للدروز هو كارثة وبداية تقسيم فعلي لسوريا.
وأعاد مجد يوسف، نشر تصريحات لوزير الدفاع نقلها الإعلام الإسرائيلي قال فيها إن “إسرائيل ستواصل حماية الدروز في سوريا”، مؤكدا أن “إسرائيل أخطر من الفلول وأخطر من قسد وأخطر من الهجري وحتى أخطر من إيران”.
في المقابل، خاطبت المغردة رنين، أهالي السويداء، قائلة: "إسرائيل تخلت عنكم كما قلت لكم سابقاً، والهجري عبارة عن بيدق تحركه إسرائيل لمصالحها فقط، عليكم الوقوف مع الدولة السورية والخروج في مظاهرات ضد الهجري ومطالبته بدماء أبنائكم فهو المسؤول الأول والأخير عما حدث في محافظتكم".
وأكدت أن سوريا للجميع ولن تقسم ولن نقبل للهجري وأمثاله في البقاء في سوريا دون محاسبة.
وعلقت المحللة السياسية يسرا الشيخ، على إبلاغ طريف للهجري بعدم إمكانية فتح ممر إنساني من إسرائيل باتجاه السويداء، قائلة إن "الهجري الخائن عاد بخفي حنين يجر أذيال الخيبة والعار وهذا حال العملاء".