محذرا من استمرار حرب غزة ولبنان.. معهد عبري: إسرائيل قد تواجه السيناريو الأسوأ
"إسرائيل لا تتحمل أن تبقى في حرب استنزاف طويلة الأمد"
يرى معهد إسرائيلي، أن دولة الاحتلال قد تواجه "السيناريو الأسوأ على الإطلاق فيما يتعلق بأمنها القومي"، إذا لم تستغل ما عده "ذروة الإنجاز العسكري والإستراتيجي لتحويلها لإنجازات سياسية".
وشدد معهد “دراسات الأمن القومي” على أن "إسرائيل لا تتحمل أن تبقى في حرب استنزاف طويلة الأمد"، مؤكدا أن ذلك "سيكون له انعكاسات سلبية اقتصادية واجتماعية ودولية".
وانطلاقا من هذه الرؤية، طرح المعهد إستراتيجية خروج شاملة لإسرائيل تتضمن التعامل مع أربعة محاور، وهي حزب الله وإيران وحركة حماس والمواقف من إسرائيل على الساحة الدولية.
وأكد على ضرورة أن تحظى تلك التحركات بـ"الشرعية الدولية عبر قرارات مجلس الأمن أو اتفاق الدول الداعية" لإنهاء العدوان.
استنزاف واضح
ولفت المعهد إلى أن "تسلسل النجاحات العملياتية، هو بالضبط الوقت المناسب للنظر بعناية في مسألة إستراتيجية الخروج".
وتابع: "حاليا بالذات، حيث تتراكم النجاحات، من الصواب مناقشة مسألة إنهاء الحملة العسكرية وجني ثمارها السياسية، الأمر الذي من شأنه تحسين الأمن القومي لإسرائيل في جميع جوانبه".
واستند في ذلك الرأي إلى الحقائق على الأرض؛ حيث أفاد بأن "إسرائيل حققت في الأسابيع الأخيرة سلسلة من النجاحات، خاصة على الساحة الشمالية وكذلك في قطاع غزة".
واعترف المعهد أن “جزءا من هذا النجاح لا يعود بالأساس إلى الجهد الإسرائيلي، بل إلى الحظ”، قائلا: "لا شك أن جزءا من النجاح يمكن أن يُعزى إلى الصدفة، بما في ذلك اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار".
بينما يرى أن الوضع مختلف مع حزب الله، فيقول: "أدى مزيج من الاستعدادات العملياتية، والتفوق الاستخباراتي، وخطأ إستراتيجي خطير من جانب حسن نصر الله، إلى جانب الحظ العرضي، إلى وضع حزب الله في مأزق لم يعرفه الحزب من قبل".
وتابع: "ويمكن القول إن هذا الإنجاز يخلق فرصة لمواصلة قتال حزب الله، ففي نهاية المطاف، كان التهديد بالحرب مع الحزب مركزيا بين التقديرات التي أعاقت الهجوم الإسرائيلي على إيران، وهناك من يبشر بتوسيع الحرب إلى إيران أيضا بعد زوال تهديد حزب الله".
وقبل مناقشة توقيت وكيفية إنهاء العمليات، حلل المعهد الوضع العملياتي لإسرائيل في الجبهات التي تخوضها.
وبدأ أولا بالحديث عن المعركة ضد حزب الله وبقية وكلاء إيران، فيرى أن "حزب الله تعرض لضربات قاسية".
واستدرك: "لكن من دون مناورة برية عميقة لن يتم حسم أمر التنظيم، فمازال الحزب في مرحلة الصدمة"؛ حيث من المتوقع أن يتعافى بمرور الوقت".
أما بقية وكلاء إيران (في العراق وفي اليمن) فيعتقد المعهد أنهم "سيواصلون معركة مستمرة نسبيا ضد إسرائيل وفقا لمنطق استنزاف واضح، أي حجم إطلاق نار صغير نسبيا، لكنه متواصل على مدى طويل".
وفيما يتعلق بالمعركة ضد إيران، فيرى أن "المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران تتصاعد وتقترب من حافة حرب مباشرة".
مع ذلك، اعترف المعهد بأن "الحسم العسكري ضد إيران غير ممكن في إطار قدرات إسرائيل، وكذلك الإطاحة بالنظام الإيراني؛ حيث يُعتقد بأن الولايات المتحدة غير قادرة على ذلك أيضا".
مما دعا إلى نصح إسرائيل بـ"إدارة المعركة بشكل محسوب، مع بذل الجهد لتجنب حرب استنزاف".
آخذة في التدهور
وبخصوص الحرب ضد حماس، زعم المعهد أن "الجناح العسكري للحركة لم يعد يعمل كمنظمة عسكرية منظمة".
وفي الوقت ذاته، شدد على أن إسرائيل "بعيدة كل البعد عن تحقيق هدفي الحرب: إطلاق سراح عشرات المختطفين القابعين في أنفاق غزة بينما لا يوجد تقدم في المفاوضات لإطلاق سراحهم، وتشكيل حكومة مدنية بديلة لحركة حماس، تضمن عدم نمو حماس مرة أخرى إلى المستويات القاتلة التي وصلت إليها".
ورأى أن "الوضع السيئ في قطاع غزة الذي أوشك للوصول إلى فوضى، يخدم مصلحة حماس في البقاء".
وتابع زاعما: "وفي الوقت نفسه، فإن إسرائيل على وشك استعادة السيطرة على شمال قطاع غزة وربما تشكيل حكومة عسكرية هناك، ستكون مسؤولة عن توزيع المساعدات الإنسانية".
وهو أمر له انعكاسات سلبية كما أوضح المعهد قائلا: "وهذا في الواقع بمثابة إعادة احتلال للقطاع مع كل ما ينطوي عليه ذلك، بما في ذلك استثمار الموارد الاقتصادية والقوى البشرية في القطاع".
وأضاف: "كما ستنال إسرائيل انتقادات دولية قاسية تعمق عزلتها في الساحة الدولية -بما في ذلك القيود المفروضة على شحنات الأسلحة- مما يعرض اتفاقات التطبيع مع العرب للخطر، ويؤدي إلى زيادة الحملة القانونية ضد القادة، وتعميق الأزمة مع أميركا".
وحذر من أن "مكانة إسرائيل الدولية في أوروبا وأميركا الشمالية والعالم العربي آخذة في التدهور".
ونبه إلى عدم التعويل المطلق على واشنطن، قائلا: "رغم أن إسرائيل تتمتع بدعم أميركي كامل، إلا أن هناك مجالا لتقدير أن هذا الدعم محدود زمنيا".
ولا يبدو الوضع أفضل من الناحية الاقتصادية، فأشار إلى أن "الشركات الكبرى المعنية تواصل خفض التصنيف الائتماني لإسرائيل، بل وتضيف توقعات سلبية".
واستطرد: "حتى لو انتهت الحرب غدا، فإن الارتفاع المتجدد في التصنيف سيستغرق عدة أشهر، إن لم يكن سنوات".
ودفع كل تلك المعطيات، المعهد إلى الدعوة لـ"إنهاء الحرب بشكل أسرع، فالأسهل لإسرائيل أن تسلك الطريق الذي سيعيدها مع مرور الوقت إلى المسار الاقتصادي الواعد".
وأوصى بـ"وجود إطار دولي متفق عليه لتسوية متعددة الجبهات واتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما يعني ترتيبا أمنيا محسنا بشكل كبير على الحدود الشمالية وضد إيران".
ولتحقيق ذلك، وفق رؤية المعهد، فإنه "يتطلب التنسيق مع الولايات المتحدة، بما يؤثر على قرار مجلس الأمن، أو دعوة أميركية-روسية لوقف إطلاق النار في جميع جبهات القتال".