الضاحية الجنوبية لبيروت.. كيف تحولت إلى معقل حزب الله الحصين في لبنان؟
تشكل الضاحية الجنوبية لبيروت المعقل الحصين لحزب الله المدعوم من إيران بالمال والسلاح، والتي غدت مع مر السنين بقعة أمنية يدير معالمها هذا الحزب.
ويسكن في الضاحية الجنوبية زعيم حزب الله حسن نصر الله في مكان سري، كما أن يد الأجهزة الأمنية اللبنانية مشلولة فيها ولا تدخلها إلا بتنسيق مع الحزب.
حصن دائم
وتقع الضاحية الجنوبية بين ساحل بيروت الجنوبي وبداية جبل لبنان شرق العاصمة، ويبلغ حاليا عدد سكان المنطقة نحو مليون نسمة معظمهم من الطائفة الشيعية.
وتتبع الضاحية إداريا لمحافظة جبل لبنان "قضاء عالية بعبدا" وتتألف من عدة بلديات وبلدات، وتكمن أهميتها الإستراتيجية في وجود مطار رفيق الحريري الدولي ضمن نطاقها.
وازداد عدد النازحين الشيعة إلى الضاحية الجنوبية، مع بداية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، إذ اضطر أكثر من 150 ألفا من سكان الأحياء الشرقية للعاصمة بيروت إلى ترك مناطقهم بعد أن ضايقتهم المليشيات المسيحية.
ويوجد بقربها مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين الذي تبلغ مساحته نحو 750 مترا مربعا، وعدد سكانه حوالي 25 ألف نسمة.
ويدين أهالي الضاحية الجنوبية المكتظة بالسكان بالولاء لحزب الله، لدرجة أنها تحولت إلى "دويلة ضمن الدولة".
ويتجاوز عدد المؤسسات التجارية والاقتصادية في الضاحية الجنوبية 37 ألفا، ويصل عدد مستشفياتها إلى ثمانية، ويزيد عدد الفروع المصرفية فيها على المئة.
ويملك حزب الله شبكة واسعة من المدارس والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والطبية والخدمات التي يستفيد منها أنصاره.
وما يثير قلق بيروت هو وجود خزان بشري من المقاتلين التابعين لحزب الله، وكذلك الترسانة الضخمة من الأسلحة التي تعد العصا الغليظة التي يخوف بها الحزب خصومه ويهيمن به على المشهد السياسي ويفرض إرادته به.
إذ يطالب خصوم حزب الله بوضع سلاحه الإيراني تحت تصرف الجيش اللبناني، بينما يتمسك الحزب به بحجة "مقاومة إسرائيل".
وقد تبنت إسرائيل ما أسمته "مبدأ الضاحية" القائم على التدمير الواسع لمبانيها وبنيتها التحتية وفقا لسياسة "الأرض المحروقة" وتحقيقا لإستراتيجية "الردع".
وكانت اللحظة الفارقة في الوضع الأمني للضاحية الجنوبية من ناحية تنفيذ مشروع الإحكام عليه وعزلها عن بيروت من قبل "حزب الله" عقب تدخله العسكري بقوة إلى جانب قوات بشار الأسد في سوريا بأمر مباشر من المرشد الإيراني علي خامنئي منذ عام 2012.
ووقتها أرسل حزب الله عناصره لمنع سقوط بشار الأسد ومساعدته على قلب المعادلة العسكرية لصالحه.
وتشير التقديرات إلى أن الحزب خسر ألفين من مقاتليه وأصيب الآلاف منهم مع تعرض بعضهم لإعاقات جسدية دائمة.
في سنوات تدخل حزب الله بسوريا، تلقى الحزب ضربات في معقله بالضاحية الجنوبية، تمثلت بتفجيرات حصدت عشرات القتلى بينهم قياديون منه.
إذ أدى انفجار في منطقة بئر العبد لوقوع 54 جريحا في 9 يوليو/تموز 2013، ثم تلاه تفجير بسيارة مفخخة في الرويس في 15 أغسطس/آب من العام ذاته، أسفر عن وقوع نحو 30 قتيلا وأكثر من 300 جريح.
ووقتها أعلن نصر الله استعداده شخصيا للتوجه إلى سوريا لقتال "المتطرفين السنة" الذين اتهمهم بالوقوف وراء الاعتداءات في الضاحية الجنوبية، وفق قوله.
وقد دفعت تلك التفجيرات حزب الله، لاتخاذ إجراءات جديدة تمثلت بنشره حواجز أمنية والتدقيق في حمولة السيارات وهويات العابرين إلى المنطقة الخاضعة لنفوذه، وذلك لأول مرة منذ تأسيسه عام 1982.
وكان تيار المستقبل الذي يرأسه الزعيم السني سعد الحريري انتقد في اجتماع له في 20 أغسطس 2013، إجراءات حزب الله في الضاحية.
وقال حينها التيار في بيان له: "إن الإجراءات الأمنية المليشياوية التي شرع حزب الله في تنفيذها، بحجة مكافحة الأعمال الإرهابية، مرفوضة"، معتبرا أنها نوع من "اعتماد الأمن الذاتي".
ومنذ ذلك الحين باتت الضاحية الجنوبية بأكملها مقفلة بخلاف النطاق الجغرافي سابقا الذي كان محصورا بمراكز حزب الله السياسية ومنازل قياديه.
خزان حزب الله
ولطالما عمد زعيم حزب الله حسن نصر الله إلى استعطاف أهالي الضاحية الجنوبية لحثهم على القتال في سوريا.
حتى إنه قال ذات مرة في كلمة له بمناسبة يوم القدس العالمي في 10 يوليو 2015، في احتفال بالضاحية الجنوبية أمام حشد من أنصاره إن "طريق القدس يمر بالقلمون والزبداني والسويداء والحسكة" وهي مدن سورية، وأضاف حينها قائلا إن إيران هي "الأمل الوحيد المتبقي بعد الله" لاستعادة فلسطين.
وينظم حزب الله في الضاحية الجنوبية مسيرات واحتفالات بمناسبات شيعية ويحضرها حسن نصر الله أو يلقي بخطاب متلفز عبر شاشة ضخمة تنصب في مجمع "سيد الشهداء" أو ملعب الراية.
ويزحف إليها أنصار الحزب من الرجال والنساء والأطفال مرتدين ملابس سوداء وأوشحة خضراء، كما يعصب بعض الأطفال رؤوسهم بعصابة حمراء يكتب عليها "أبا عبدالله".
أما النساء فيضعن عصبا فوق حجابهن مكتوب عليها "يا زينب"، وأخرى عبارة شعار الشيعة الأبرز "لبيك يا حسين".
ولا يخفى على أحد اليوم، أن الضاحية الجنوبية، باتت عبارة عن "مربعات أمنية" مقسمة حسب درجة السكان فيها وطبيعة المقار العسكرية والأبنية التابعة للحزب والمسؤولين البارزين الذين يقطنون فيها.
وتقوم فكرة حزب الله في الضاحية الجنوبية على فرض "الأمن الذاتي" فيها مع إعطاء مساحة للجيش اللبناني للتدخل وإجراء عمليات قبض على مطلوبين بقضايا جنائية، دون تدخل من الحزب.
ويعود ذلك إلى عدم ثقة حزب الله بتأمين حماية "عناصر المقاومة" من قبل أجهزة الدولة.
وتولى حزب الله مهمة أمن المنطقة، بشكل علني، بعد انفجاري بئر العبد والرويس في الضاحية، ومنذ ذلك الحين باتت إجراءاته علنية، واتسعت لتشمل مناطق الضاحية كافة.
ويمنح حزب الله كل حاجز رقما خاصا مدونا على العارضة الحديدية الصفراء المكتوب عليها شعار "لسلامة الأهل والوطن".
وقبل انفجاري الضاحية عام 2013، كانت الإجراءات مقتصرة على بعض مباني الحزب والشوارع المعروفة أمنيا قبل أن تتسع لتشمل جميع طرقاتها.
أما الشوارع المؤدية إلى المقار الدينية، فإنها تقفل بشكل كامل في أوقات المناسبات، ويتولى عناصر بلباس مدني إقفالها بالسواتر الحديدية، ويحملون أجهزة كشف عن المتفجرات.
كما ينفذ عناصر من الحزب دوريات في سيارات مغلقة بزجاج داكن، بين شوارع الضاحية، لكنها لا تتدخل بأي أحداث قد تحصل أمامها.
لكن مع ذلك، تنتشر حواجز تفتيش للجيش اللبناني على أربعة مداخل رئيسة للضاحية الجنوبية، على الأقل، في منطقة الغبيري، وأيضا مدخل أوتوستراد هادي نصر الله الشمالي.
وعلى مدخل جادة عماد مغنية، وهي مدخل الضاحية الغربي، وعلى رأس الطريق السريع الذي يربط منطقة بعبدا بطريق المطار على مدخل الضاحية الشرقي.
وكشف استطلاع رأي في أغسطس 2014 أجرته "هيا بنا" وهي منظمة لبنانية غير حكومية تمول الكثير من نشاطاتها السفارة الأميركية في بيروت، أن 95 في المئة من الشيعة في الضاحية الجنوبية يؤيدون تدخل حزب الله في سوريا.
ورئيس الجمعية هو الناشط الشيعي لقمان سليم المعروف بمواقفه الشرسة المعارضة لحزب الله، اختطف ووجد مقتولا في سيارته في 4 فبراير/شباط 2021 في الضاحية الجنوبية.
ويرى سليم أن حزب الله يأخذ لبنان رهينة لإيران، وتحدث في أحد آخر إطلالاته عن علاقة للنظام السوري بنيترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في مرفأ بيروت قبل انفجارها في 4 أغسطس 2020.
ووجه سياسيون وإعلاميون أصابع الاتهام في الاغتيال الى حزب الله. وتقول العائلة إن الحزب هدّد سليم أكثر من مرة أبرزها في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وقتها تجمّع أشخاص أمام منزله في حارة حريك مرددين عبارات تخوين، وألصقوا شعارات على سور حديقته بينها "حزب الله شرف الأمة" و"المجد لكاتم الصوت".
سيطرة أمنية
وبحسب الاستطلاع ذاته فإن 58.8 بالمئة من سكان الضاحية وصفوا علاقتهم بأبناء الطائفة السنية بـ"السيئة"، كما رأى 62 في المئة من المستطلعين أن علاقتهم بالطرف الفلسطيني "سيئة"، فيما وصف 76 في المئة علاقتهم بالشريك المسيحي بـ"الجيدة".
ويحرص حزب الله على توزيع مساعدات ومواد غذائية على أنصاره عبر بطاقات يطلق عليها أسماء ذات بعد طائفي مثل بطاقة "سجّاد" التي توفر لحامليها شراء منتجات غذائية بسعر أقل من 60 في المئة تقريبا عما هو معروض في السوق اللبنانية.
وفي الضاحية الجنوبية يتقاضى عناصر حزب الله رواتبهم بالدولار الأميركي، ليكونوا بمعزل عن انهيار الليرة اللبنانية وتقلبات الأسعار في السوق المحلية التي دفعت منذ عام 2019 بـ 90 بالمئة من المواطنين اللبنانية إلى براثن الفقر.
لكن الضاحية الجنوبية التي تغلب عليها الأحياء العشوائية، تعيش فيها طبقات فقيرة، إذ إنها لا تسلم من سخرية اللبنانيين منها.
ومن الأمثلة على ذلك، انتشار تسجيل مصور لطوابير الخبز الطويلة في الضاحية في أبريل/نيسان 2022، حيث سأل أحد المواطنين عن الطابور، فرد عليه آخر: "إنه طريق القدس، فطريق القدس يبدأ من فرن إبراهيم".
ويرفع حزب الله الغطاء عن المطلوبين في عمليات الخطف والابتزاز وسرقة السيارات وعمليات التزوير، ويقدم للأجهزة المعنية المعلومات اللازمة لإلقاء القبض على هؤلاء داخل الضاحية الجنوبية.
لكن هذا الأمر لا يشمل المطلوبين المقربين من الحزب والذين ينتمون له وينفذون عمليات تفجير أو اغتيالات في لبنان، فهؤلاء يتخذون من الضاحية المكان الآمن بعيدا عن الملاحقة.
ومن أبرز أمثلة ذلك، رفض زعيم حزب الله حسن نصر الله تسليم سليم عياش المنتمي للحزب وأربعة متهمين آخرين.
إذ حكمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عام 2020 على عياش بالسجن مدى الحياة خمس مرات بعد ثبوت تورطه باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005 عمدا وعن سابق إصرار.
وتسلم القضاء اللبناني من نظيره الفرنسي في 19 مايو/أيار 2023 مذكرة توقيف دولية بحق حاكم المصرف المركزي رياض سلامة قبل أن تتحول إلى منظمة الشرطة الدولية "الإنتربول" ليصبح مطلوبا بالنشرة الحمراء بعد اتهامه باختلاسه المال العام وتنفيذ عمليات غسل أموال.
لكن يعد سلامة واحدا من المنظومة الفاسدة التي يدافع حزب الله عن وجودها، وهو ما يُستبعد معه تنفيذ أمر التسليم.
ولذلك فإن تخفيه أو لجوءه إلى الضاحية الجنوبية معقل حزب الله في بيروت، هو الخيار المفضل له لكون مثوله أمام القضاء الدولي يعني "تعرية سلسلة الفساد في لبنان بشكل كامل".
سجون وصواريخ
وفي الضاحية الجنوبية زنازين سرية تابعة لوحدة الأمن الوقائي لحزب الله، والمعروفة بوحدة 900 وهي المسؤولة عن سجن المعارضين له والمتمردين عليه من عناصره وقادته.
حتى إن حزب الله ينفذ أحيانا عمليات إعدام فيها وهذا ما حصل مع أهم وأبرز قيادات الصف الأول في الحزب على الصعيدين؛ العسكري والأمني "محمد قاسم الحاج".
وأعلنت عائلة الحاج إعدامه بتاريخ 4 سبتمبر/يلول 2021، بعد سجنه لسنوات بتهمة العمالة للمخابرات الأميركية.
كما يوجد في الضاحية وحدة التجهيز العسكري لحزب الله أو ما يعرف بوحدة 800 وهي مسؤولة عن كل المعسكرات التدريبية داخل لبنان وخارجه للحزب.
ورغم التحكم الأمني لحزب الله في الضاحية الجنوبية، فقد شهدت عمليات اغتيال وتفجيرات ولا سيما ذاك التفجير في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 الذي أوقع 43 قتيلا بينهم المسؤول الأمني بالحزب حسين ياغي، وأصيب كذلك 239.
وأعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله خلال خطاب نقلته قناة المنار الناطقة باسم الحزب في 18 سبتمبر 2021، أن لدى الحزب مئة ألف مقاتل لبناني "مدربين ومنظمين ومهيكلين ومسلحين".
وخلال حوار المتحدث الرسمي لـ"تحالف دعم الشرعية في اليمن"، العقيد السعودي تركي المالكي مع قناة سي إن إن الأميركية، كشف أن الصواريخ تصل لمليشيا الحوثي من الضاحية الجنوبية في بيروت.
إذ يجري نقلها عبر سوريا، ثم إلى إيران ومن ثم ترسل عن طريق البحر بواسطة ما يسمى القارب الأم، أو السفينة الأم، إلى ميناء الحديدة اليمني الذي تسيطر عليه المليشيا.
ومن شواهد دعم حزب الله لمليشيا الحوثي، دفن القيادي الحوثي محمد عبد الملك الشامي في 14 أبريل 2015 بمقبرة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقتل الشامي متأثرا بجراحه بعد نقله لطهران للعلاج، عقب تفجير استهدف مسجد حشوش في صنعاء في 20 مارس من العام المذكور وتبناه تنظيم الدولة.
وكانت وصيته طلبه أن يدفن إلى جانب القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية الذي اغتيل عام 2008 في العاصمة دمشق والذي كان لنحو ثلاثة عقود أحد أكبر مطلوبي الاستخبارات الإسرائيلية والغربية، بسبب اتهامه بالضلوع في تفجير سفارات ومواقع عسكرية واختطاف طائرات.
ويساند حزب الله بشكل علني مليشيا الحوثيين، ويسهم مع نظام الأسد في تدريب عناصر الحوثي على الأسلحة داخل الأراضي السورية.
توازن نفوذ
ويؤكد الصحفي اللبناني عبد الله خير، أن "الضاحية الجنوبية مقسمة لمربعات أمنية طبقا لمن يسكنها من قادة حزب الله، وهو أمر نابع من خشية الحزب من تفتيت نفوذه الذي صنعه منذ ثمانينيات القرن العشرين، وخاصة أن المظاهر المسلحة وتعويم فكرة التنظيم الأمني تجعله صاحب الكلمة الأولى في لبنان اليوم"
وقال خير لـ "الاستقلال": "إن سير حزب الله في عزل الضاحية الجنوبية أكثر فأكثر يؤكد على تعزيز فكرة تقسيم لبنان الذي تسكن طوائفه في مناطق معينة".
إذ باتت الضاحية اليوم مركز القيادة العسكري والسياسي لحزب الله، وخاصة أن فقر أبناء المنطقة هو ما جعل الحزب مؤسسة تجند الشباب في صفوفها طمعا بكسب المال، وفق قوله.
ولفت خير إلى أن "الضاحية الجنوبية لا تخلو من عمليات ابتزاز من قبل مافيات محسوبة على حزب الله ضد تجارها، إذ أن الحزب لا يتدخل في فض أي خلاف يجري بين عوائل الضاحية الذي تصل حد الاشتباكات بالأسلحة وحرق المنازل خشية الغرق في مستنقع هذه الخلافات التي ليس لها نهاية".
وألمح إلى "أن الضاحية الجنوبية هي الخزان البشري لقوة الحزب في لبنان والقادرة على استباحة بيروت بساعات حال حدوث أي مصادمات مع الأحزاب المعادية له أو منع تنفيذ أجنداته وتدخلاته في قرارات الحكومة وأكبر دليل على ذلك أحداث الطيونة".
وذهب خير للقول: "إن اندلاع الثورة السورية فتح الباب أمام إيران لجعل الضاحية الجنوبية محمية لحزب الله داخل لبنان للتأثير في سياسات هذا البلد وجعله مركز توازن نفوذ مع الخليج العربي والولايات المتحدة وإسرائيل".
وخاصة بعدما باتت معركة الطائرات المسيرات تجعل تل أبيب في حالة حرب خفية مع حزب الله وتجلى ذلك في معادلة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل عام 2022، كما قال.
ومنطقة الطيونة على الحد الفاصل بين منطقتي الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت وعين الرمانة بالضاحية الشرقية أحد أبرز خطوط التماس خلال الحرب الأهلية (1975-1990).
وفي 18 سبتمبر 2021، وبناء على دعوة من الثنائي الشيعي "حركة أمل" و"حزب الله" توجهت أكثر من تظاهرة من أكثر من مكان نحو قصر العدل في بيروت بهدف المطالبة بتغيير المحقق العدلي في قضية تفجير المرفأ عام 2020 طارق البيطار.
وحينها زحف مسلحون من الضاحية الجنوبية وهم مدججون بالأسلحة ما أدى لصدام في منطقة الطيونة مع شباب أحياء مسيحية دخلوا إليها، وبينهم مناصرون لحزب "القوات اللبنانية" وأحزاب مسيحية أخرى، مما أسفر حينها عن وقوع سبعة قتلى من مناصري "الثنائي الشيعي".